ﺑﺪء ﻋﺮض »ﺣﺒﺔ ﻛﺮاﻣﻴﻞ« اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ
ﻋﺮض اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ »ﺣﺒﺔ ﻛﺮاﻣﻴﻞ« ﻷول ﻣﺮة ﻣﺴﺎء اﻷﺣﺪ، ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺎت اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، ﺑﺤﻀﻮر ﺑﻌﺾ أﺑﻄﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻨﺠﻢ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻇﺎﻓﺮ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ، واﻟــﻨــﺠــﻤــﺔ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﺔ ﻣـــﺎﻏـــﻲّ ﺑـﻮ ﻏﻀﻦ، وﻣﻨﺘﺞ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺟﻤﺎل ﺳﻨﺎن.
وإﺛـــــــــــــﺮ اﻟــــــــﻌــــــــﺮض اﻟـــــﺨـــــﺎص ﺑــــﺎﻹﻋــــﻼﻣــــﻴــــﲔ واﳌــــــﺪﻋــــــﻮﻳــــــﻦ ﻣــﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ، اﻧـﻄـﻠـﻘـﺖ أول ﻣــﻦ أﻣــــﺲ، ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﺮوض اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ، وﻣﻦ اﳌﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﺤﻘﻖ اﻟﻔﻴﻠﻢ إﻗــﺒــﺎﻻ ﻫـﺎﻣـﴼ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﻓﺴﺤﺔ أﻣــﻞ ﺧــﺎرج ﻣـﺎ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻦ ﺗﻌﻘﻴﺪات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
وﺣــﻞ ﻫــﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓــﻲ ﻋﺮﺿﻪ اﻟـــﺨـــﺎص ﻣــﺴــﺒــﻮﻗــﺎ ﺑــﺎﻟــﻨــﺠــﺎﺣــﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، وﻣﻌﺘﻤﺪﴽ ﻋﻠﻰ ﻧﺠﻮﻣﻴﺔ أﺑــــــﻄــــــﺎﻟــــــﻪ، وﻣــــــــﻦ ﺑـــﻴـــﻨـــﻬـــﻢ ﻇـــﺎﻓـــﺮ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ اﻟـﺬي ﻋـﺮف اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ واﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﻠﺴﻞ »ﺣﻼوة اﻟﺪﻧﻴﺎ« اﻟﺬي ﻗﺪم ﻓــﻲ رﻣــﻀــﺎن اﻟــﻔــﺎرط ﻓــﻲ ﻋــﺪد ﻣﻦ اﻟــﻘــﻨــﻮات اﻟـﺘـﻠـﻔـﺰﻳـﻮﻧـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ، وﺗـــﻘـــﺎﺳـــﻢ ﺑــﻄــﻮﻟــﺘــﻪ ﻣــــﻊ اﻟــﻨــﺠــﻤــﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻫﻨﺪ ﺻﺒﺮي اﳌﻘﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ.
وأﻛﺪت وﺳﻴﻠﺔ اﻟﻘﻮﺑﻨﻄﻴﻨﻲ، ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻀﻨﺖ اﻟﻌﺮض اﻷول، أﻧﻬﺎ ﺗـﺄﻣـﻞ ﻓــﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ إﻗــﺒــﺎل ﻗﻴﺎﺳﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻲ. وأﺷـــﺎرت إﻟـﻰ أن ﺣﺐ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﲔ ﻷﺣﺪاث اﻟﻔﻴﻠﻢ وإرادة اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟــﺮوﺗــﲔ ﻗــﺪ ﺗـﺪﻓـﻊ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﺮوض اﳌﺒﺮﻣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻬﺎ. وﻋﺮف ﻋﻦ اﳌﻤﺜﻞ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻇﺎﻓﺮ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺎﺗﻪ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻓـﻲ ﻋــﺪد ﻣـﻦ اﳌﺴﻠﺴﻼت اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ واﻷﻓــــﻼم اﻷﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ، وﻣـﻦ أﺣــﺪث ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻇﺎﻓﺮ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ ﺑــﻄــﻮﻟــﺔ ﻓﻴﻠﻢ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ واﻟﺤﺮﻛﺔ »ﻋﺼﻤﺖ أﺑﻮ ﺷـــﻨـــﺐ« ﻣــــﻊ اﳌــــﺨــــﺮج ﺳـــﺎﻣـــﺢ ﻋـﺒـﺪ اﻟـﻌـﺰﻳـﺰ، وﻳـﺸـﺘـﺮك ﻓــﻲ ﺑﻄﻮﻟﺘﻪ ﻣﻊ اﻟــﻨــﺠــﻤــﺔ اﳌـــﺼـــﺮﻳـــﺔ ﻳـــﺎﺳـــﻤـــﲔ ﻋـﺒـﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ. وﻳﺠﺴﺪ ﻓﻴﻠﻢ »ﺣﺒﺔ ﻛﺮاﻣﻴﻞ« ﻣـــﻌـــﺎﻧـــﺎة ﻣـــﺎﻳـــﺎ )ﺑـــﻄـــﻠـــﺔ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ(، وﺳــﻌــﻴــﻬــﺎ ﻟـﻠـﺘـﺨـﻠـﺺ ﻣـــﻦ آﺛــﺎرﻫــﺎ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة واﻟﺪﺗﻬﺎ، وﻗﺪ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﻫـﺬه اﻟﺤﺒﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺳـــﻤـــﺎع أﻓــــﻜــــﺎر اﻟـــــﺮﺟـــــﺎل، ﻏــﻴــﺮ أن ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻷم ﺗﺨﻠﻒ آﺛﺎرا ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﺎ ﻗـﺎدرة أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺳـﻤـﺎع أﻓـﻜـﺎر اﻷﻃــﻔــﺎل، وﻓــﻲ ﺣﻔﻞ زﻓﺎﻓﻬﺎ ﺗﻘﺮر اﻟﻔﺮار ﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأت ﺗﺴﻤﻊ أﻓﻜﺎر اﻟﻨﺴﺎء.
وﻗــــﺪ ﻧــﺠــﺢ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻲ ﻇــﺎﻓــﺮ اﻟــﻌــﺎﺑــﺪﻳــﻦ واﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ ﻣــﺎﻏــﻲ ﺑﻮ ﻏﺼﻦ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮ روﻣﺎﻧﺴﻴﺔ إﻟــــــﻰ اﳌـــﺸـــﺎﻫـــﺪﻳـــﻦ ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﴼ ﳌـﺎ ﻳﺤﻈﻴﺎن ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﺎل وﻣﻮﻫﺒﺔ.
ﻫـــــﺬا اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟــﻠــﺒــﻨـــﺎﻧــﻲ ﻫـﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ رﺣﻠﺔ ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺔ وﻫﺰﻟﻴﺔ ﻣــﻤــﺘــﻌــﺔ، وﻫــــﻮ ﻣـــﻦ ﺑــﻄــﻮﻟــﺔ ﻇـﺎﻓـﺮ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ وﻋﺪد ﻣﻬﻢ ﻣﻦ اﳌﻤﺜﻠﲔ، ﻓـــﺈﻟـــﻰ ﺟــــﺎﻧــــﺐ، ﻣـــﺎﻏـــﻲ ﺑــــﻮ ﻏـﺼـﻦ )ﺑﻄﻠﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ(، أدى ﻃﻼل اﻟﺠﺮدي وﺟﻴﺴﻲ ﻋﺒﺪو وﻫﺸﺎم ﺣﺪاد وﻣﻲ ﺳﺤﺎب، وﻣﻲ ﺻﺎﻳﻎ وﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن اﻟــﺰﻏــﺒــﻲ اﻷدوار اﳌـﻜـﻤـﻠـﺔ ﻓــﻲ ﻫـﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ، وﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺎزن ﻃﻪ، وإﺧﺮاج إﻳﻠﻲ ﺣﺒﻴﺐ.
ﻓـــﻲ اﻷﺻـــــﻞ »ﺣـــﺒـــﺔ ﻛــﺮاﻣــﻴــﻞ« ﻫـﻮ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﻛﻮﻣﻴﺪي ﻋــﺮض ﻓﻲ رﻣـــﻀـــﺎن اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻋــﻠــﻰ أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ وﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻋــﺎت اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ. وﻳـــﺠـــﺴـــﺪ ﻇـــﺎﻓـــﺮ اﻟـــﻌـــﺎﺑـــﺪﻳـــﻦ ﻓـﻴـﻪ دور »رﺟــــﺎ«، ﻣـﺜـﺎل اﻟــﺮﺟــﻞ اﻟـﻮﻓـﻲ ﻟﺤﺒﻴﺒﺘﻪ، ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻹﻏﺮاءات، أﻣﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﻣﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻠﻌﺖ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻮى اﻟﻜﺮاﻣﻴﻞ، ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺮاء ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءة أﻓﻜﺎر ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ.
اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ
ﺟﻮن ﺳﻴﺮل ﻫﻮ ﻓﻴﻠﺴﻮف أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮف ﺑـ »ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻠﻐﺔ« وﻟﻪ ﻧﻈﺮﻳﺎت واﺳــﻌــﺔ اﻻﻧــﺘــﺸــﺎر ﺣـــﻮل ﻗـﻀـﺎﻳـﺎ اﻟـﻌـﻘـﻞ واﻟــﺒــﺎل واﻟﻀﻤﻴﺮ )أو اﻧﻌﺪاﻣﻪ( واﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻣـﺎ ﻫﻮ ﺻﺤﻴﺢ أو ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻨﺎ ﻟﻠﻌﻘﻞ. ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻤﻞ؟ ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻞ؟ وﻫﻞ ﻫﻮ »ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ« أو ﻻ؟
ﻋﻠﻰ »ﻳـﻮﺗـﻴـﻮب« ﺗﺠﺪ ﻟـﻪ ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻣـﻦ ٥١ دﻗـﻴـﻘـﺔ ﺷــﺎﻫــﺪﻫــﺎ ﺣـﺘـﻰ اﻵن ﻣـﻠـﻴـﻮن و٠٠٤ أﻟـﻒ ﻣـﺸـﺎﻫـﺪ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﴼ. ﻣــﺎ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﻣـﻨـﻪ ﻣــﺎ ﻗــﺮأﺗــﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ، إذ ﻗﺎل ﺟﻮاﺑﴼ ﻋﻦ ﺳﺆال ﺣﻮل ﻣﺎ ﻫﻮ »اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ«:
»اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﺘﻲ أﻣﺎﻣﻲ ﻫﻲ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﺑﺴﻴﻂ ﺟــﺪﴽ: ﻧـﺎﻓـﺬة ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ = ١. ﻧـﺎﻓـﺬة ﻣﻐﻠﻘﺔ = ٠«. ﺣــﺎل ﻗـــﺮأت ذﻟــﻚ ﺗـﺒـﺪى ﻟــﻲ أن ﻛــﻞ ﺷــﻲء آﺧــﺮ ﻗﺪ ﻳــﻜــﻮن »ﻛـﻮﻣـﺒـﻴـﻮﺗـﺮ« ﺑﺴﻴﻄﴼ ﺟــﺪﴽ ﺑـﻤـﺎ ﻓــﻲ ذﻟـﻚ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎﺋﻂ، وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﺘﺢ وإﻏــﻼق، ﻓﺈن ﺣﻨﻔﻴﺔ اﳌـﺎء ﻫﻲ أﻳﻀﴼ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺘﲔ. ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﻘﻞ اﻷﺧﺒﺎر وﻋﺮض اﻟﺒﺮاﻣﺞ وإﺟﺮاء اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻔﺘﺢ = ﻳﻨﺰل اﳌﺎء. ﺗﻐﻠﻖ = ﺗﻘﻔﻞ اﳌﺎء.
ﻟﻮ ﺟـﺎء ﻫـﺬا اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻣﻦ ﻋﻨﺪي ﻟﺸﻜﻜﺖ ﺑـﺎﻷﻣـﺮ، ﻟﻜﻨﻪ ﺟـﻮن ﺳﻴﺮل اﻟــﺬي ﻳﻮﺿﺢ ﻓﻴﻘﻮل ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻟﻪ ﻋﻨﻮاﻧﻪ »ﻏﻤﻮض اﻟﻀﻤﻴﺮ«، إن ﻋﻘﻞ اﻹﻧـﺴـﺎن ﻫـﻮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟـﺤـﺎل ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ وﻋﻠﻰ درﺟـــﺔ أﻛـﺒـﺮ ﻣــﻦ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ، ﻳـﻘـﻮل ﻣـﺜـﻼ إن ﻫﻨﺎك أﺷــﻴــﺎء ﻛﺜﻴﺮة ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﻘﻞ اﻟـﺒـﺸـﺮي اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ أن ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ أن اﳌﺦ ﻫﻮ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ، ﺑﻞ ﻫﻮ أﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﺑﺪرﺟﺎت.
ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻛﻢ ﻫﻮ أﻋﻠﻰ أو أﻗﻞ، ﻓﺈن اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ. ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﻀﻌﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﻮل أوﺳـﱳ ﻣﻴﺮﻓﻲ ﻓﻲ اﻟــﻌــﺪد اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ »ﻓــﻴــﻠــﻮزوﻓــﻲ ﻧــــﺎو« ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺨـﻄـﻮات؛ أوﻻ: ﻛـﻞ اﳌـﺎدﻳـﺎت ذات اﻷﺷﻜﺎل واﻟﻨﻈﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ. ﺛﺎﻧﻴﴼ: اﳌﺦ ﻫﻮ ﻣﺎدة وﻧﻈﺎم. ﺛﺎﻟﺜﴼ: إذن اﳌﺦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪه. راﺑﻌﴼ: إذن اﳌﺦ ﻫﻮ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻻ ﻳﺆﻛﺪ أن اﳌﺦ ﻫﻮ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﳌــﺠــﺮد أن اﻟــﺨــﻄــﻮات اﳌـــﺬﻛـــﻮرة ﺗـــﺆدي إﻟـــﻰ ﻫـﺬا اﻻﻋﺘﺒﺎر )إن ﻓﻌﻠﺖ(. اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻠﺔ ﺑﲔ إﻋـﺎدة ﺻﻨﻊ اﳌـﺎدة وأﺻﻠﻬﺎ. ﻓﺎﺧﺘﺮاع اﻟﺮوﺑﻮت ﺑــﻤــﻬــﻤــﺎت ﺑــﺸــﺮﻳــﺔ ﻻ ﻳــﻌــﻨــﻲ أﻧــــﻪ ﺑـــﺸـــﺮي. ﻛـﺬﻟـﻚ اﻻﺳﺘﻨﺴﺎخ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﺒﺸﺮ أو ﻟﺤﻴﻮان. ﻫﻮ ﺗﻤﺎﺛﻞ واﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﻻ ﻳﺆﻛﺪ أن اﻷﺻﻞ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ووﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ اﻟﺬي أﻗﻮم ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺑﻄﺒﻊ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻋﻠﻴﻪ وﺗﻘﻮم أﻧﺖ ﺑﻘﺮاءﺗﻬﺎ )ﻏﺎﻟﺒﴼ( ﻋﻠﻴﻪ، ﻓـﺈن اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﻫﻮ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﺑﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋـﻘـﻼﻧـﻴـﺔ، ﻟـﻜـﻦ ﻫــﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﳌــﺦ ﻫــﻮ أﻳﻀﴼ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ، وﻻ أن اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﻫﻮ ﻣﺦ إﻧﺴﺎﻧﻲ ﺗﻤﺖ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ إﻟﻰ ﺧﻼﻳﺎ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ و»ﺑﻴﻜﺴﻠﺰ« وﺷﻔﺮات رﻗﻤﻴﺔ.
إﻧــــﻪ ﻣـــﻦ ﻧــﺎﻓــﻞ اﻟـــﻘـــﻮل إذن أن اﻟــﻌــﻘــﻞ ﻳﻤﻠﻚ ﺧــﺼــﺎﺋــﺺ اﻟــﻜــﻮﻣــﺒــﻴــﻮﺗــﺮ ﻣــــﻦ دون أن ﻳــﻜــﻮن »ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ« ﻳــﺆدي اﻷﻏـــﺮاض ذاﺗـﻬـﺎ. ﻟﻘﺪ ﺑﻨﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ: اﻛﺘﺸﻔﻪ. ﻋﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ وﺟـﻮده ﻓﻴﻪ. ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺣﻠﻮل ﳌﻌﻈﻢ ﻣﺎ واﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎت. ﺑﻨﻰ. أﺳﺲ. ﻧﻈﻢ. وﺿــﻊ دﺳـﺎﺗـﻴـﺮ. أﻟــﻒ رواﻳـــﺎت وﻛـﺘـﺐ اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ وﺻــﻨــﻊ اﻷﻓــــــﻼم. اﺑــﺘــﻜــﺮ أﺟـــﻬـــﺰة وﺻــﻨــﺎﻋــﺎت ﻻ ﺗﺤﺼﻰ. ﺑﻜﻠﻤﺎت أﺧــﺮى: ﻧﻤﺎ وﺳﺒﺐ ﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﻧﻤﻮﴽ ﻣﻤﺎﺛﻼ. وﺑﲔ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﺳﺄﻓﻀﻞ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮم.