اﳌﻮﺻﻞ: ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﺮﻳﺐ واﺳﻌﺔ خملﻠﻔﺎت اﻟﺤﺮب
ﻣﺼﺪر ﻣﻄﻠﻊ ﻳﺮﺟﺢ ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ إﻳﺮان ﻋﱪ اﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ
أﻓــــــــــــــﺎد ﻣـــــــﺼـــــــﺪر ﻣـــــﻄـــــﻠـــــﻊ ﻓـــﻲ اﳌـــــﻮﺻـــــﻞ، ﻛــــﺒــــﺮى ﻣــــــﺪن ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ ﻧﻴﻨﻮى وﻣﺮﻛﺰﻫﺎ، ﺑﻘﻴﺎم »ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣــﺪﻋــﻮﻣــﺔ ﻣــﻦ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺎت ﻧــﺎﻓــﺬة« ﺑﺘﻬﺮﻳﺐ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ وﻣـــﺨـــﻠـــﻔـــﺎت اﻟـــــﺤـــــﺮب إﻟـــــــﻰ إﻗــﻠــﻴــﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن اﳌــﺠــﺎور. ورﺟـــﺢ »ﻗـﻴـﺎم اﳌــﻬــﺮﺑــﲔ ﺑـﻨـﻘـﻞ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﻜـﻤـﻴـﺎت إﻟـﻰ ﻣـــﺼـــﺎﻫـــﺮ ﺧــــﺎﺻــــﺔ ﻓـــــﻲ ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ اﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻟﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟـﻰ إﻳﺮان«.
وأﻛـﺪ اﳌﺼﺪر اﻟـﺬي ﻓﻀﻞ ﻋﺪم ﻛﺸﻒ ﻫﻮﻳﺘﻪ أن »ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﺗﺸﺘﺮك ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﻓﻴﺎت ﻓﺴﺎد ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ رﺳﻤﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺳﻨﺪﴽ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﻴﺎم اﳌﻬﺮﺑﲔ ﺑﺪﻓﻊ أﻣﻮال ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺠﻬﺎت ﻛـﻲ ﺗﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ«.
وأوﺿـــــــﺢ اﳌـــﺼـــﺪر ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــــــﻂ« أن »ﻣــــﺪﻳــــﻨــــﺔ اﳌـــﻮﺻـــﻞ وﺣﺪﻫﺎ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ آﻻف اﻷﻃﻨﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺳﺎﺑﻘﴼ، ﺛﻢ أﺗﺖ اﻟﺤﺮب ﺿﺪ )داﻋﺶ( وزادت ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﺑﺄﺿﻌﺎف ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺨﺮاب ﻓـــﻲ اﳌـــﻨـــﺎزل وﻣــﺨــﻠــﻔــﺎت اﻟــﻌــﺠــﻼت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺨﺮﺑﺔ وﻇﺮوف اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ واﳌـــــﻌـــــﺪات اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ اﻷﺧـــــــﺮى«. وﻟﻔﺖ إﻟﻰ أن »ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﺪرك ﻋـﺪم وﺟﻮد ﻓــﺮﺻــﺔ أﺧـــﺮى ﻟـﻬـﺎ ﻟـﻼﺳـﺘـﻤـﺮار ﻓﻲ ﻣـﻮاﻗـﻌـﻬـﺎ ﺗـﺴـﻬـﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻟﺠﻨﻲ اﻷﻣﻮال ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻀﺎﺋﻊ«.
وﻣـــﺎ زاﻟــــﺖ ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ ﻧـﻴـﻨـﻮى، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﳌﻮﺻﻞ، ﺗــﻌــﺎﻧــﻲ ﻣــﻦ اﻵﺛـــــﺎر اﻟــﻜــﺎرﺛــﻴــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ اﻟﺤﺮب ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﻟﺬي اﺣﺘﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٤١٠٢، وﻇﻞ ﻣﺴﻴﻄﺮﴽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻨﺤﻮ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات إﻟﻰ أن ﺗﻤﻜﻨﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮده اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ.
وأﻛـــﺪ رﺋــﻴــﺲ اﻟـﻠـﺠـﻨـﺔ اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﻴﻨﻮى ﻣﺤﻤﺪ إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ اﻟـﺒـﻴـﺎﺗـﻲ وﺟـــﻮد »ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗــﻬــﺮﻳــﺐ ﻛــﺒــﺮى ﻟـﻠـﺤـﺪﻳـﺪ واﳌــﻌــﺪات اﻟــﺤــﺮﺑــﻴــﺔ ﻣـــﻦ اﳌـــﻮﺻـــﻞ إﻟــــﻰ إﻗـﻠـﻴـﻢ ﻛـــﺮدﺳـــﺘـــﺎن«. وأﺑـــــﺪى اﻟــﺒــﻴــﺎﺗــﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« ﻗﺪرﴽ ﻣــﻦ اﻟــﺤــﺬر ﺣـــﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟـﺠـﻬـﺎت اﳌﺘﻮرﻃﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ أو اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟــﻨــﻬــﺎﺋــﻴــﺔ ﻟــﻠــﺤــﺪﻳــﺪ، رﻏــــﻢ وﺻـــﻮل ﻟــﺠــﻨــﺔ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﺷــﻜــﻠــﻬــﺎ اﳌــﺠــﻠــﺲ إﻟـﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺸﺄن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ واﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ.
ورﺟﺢ اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ إرﺳﺎل ﻣﺨﻠﻔﺎت اﻟــــﺤــــﺪﻳــــﺪ إﻟـــــــﻰ »ﻣــــﻌــــﻤــــﻞ اﻟـــﺼـــﻠـــﺐ واﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺪ ﻓـــﻲ أرﺑـــﻴـــﻞ ﻋــﺒــﺮ ﻃــﺮﻳــﻖ ﺳــﻨــﺠــﺎر«. ﻟﻜﻨﻪ اﻋــﺘــﺮف ﺑـــ»وﺟــﻮد ﺟـﻤـﺎﻋـﺎت ﻧــﺎﻓــﺬة« ﻟــﻢ ﻳﺴﻤﻬﺎ، ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ. وأﻗﺮ ﺑﺄن »ﻣﺠﻠﺲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﺗﺄﺧﺮ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ إﺟــﺮاء ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟـﺮدع أﻋﻤﺎل ﺗـﻬـﺮﻳـﺐ اﻟــﺤــﺪﻳــﺪ وﺑـﻘـﻴـﺔ اﳌﺨﻠﻔﺎت اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻣﻨﺬ ﻓـﺘـﺮة ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻧـــــﺎﻗـــــﺶ اﳌـــــــﻮﺿـــــــﻮع ﻓــــــﻲ ﺟــﻠــﺴــﺘــﻪ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ اﻻﺛﻨﲔ اﳌﺎﺿﻲ وﺷﻜﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ«.
وأﺷــــــــــــﺎر إﻟــــــــﻰ أن »اﳌـــﺠـــﻠـــﺲ اﻗﺘﺮح اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗــﺮار ﻳﺠﻴﺰ ﺑــﻴــﻊ اﳌــــــﻮاد اﻟــﺤــﺪﻳــﺪﻳــﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧـــﻮاﻋـــﻬـــﺎ، ﺑـــﻬـــﺪف ﺗــﻌــﻈــﻴــﻢ ﻣــــﻮارد اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻋـﺎدة اﻹﻋﻤﺎر، ﻟﻜﻦ اﻟـﺬي ﺣﺪث أن ﺗــﻠــﻚ اﻟــﻜــﻤــﻴــﺎت ﺗــﻬــﺮب وﻻ ﺗﺤﺼﻞ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ أي ﻣـــﺮدود ﻣـﺎﻟـﻲ«. وﺗﻮﻗﻊ إﻋـﻼن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﺧﻼل أﻳﺎم.
وﻋـــﻦ ﺗـﻌـﻴـﲔ وزارة اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﻣـــﺪﻳـــﺮﴽ ﻟــﻠــﺸــﺮﻃــﺔ ﺑــــــﺪﻻ ﻣـــﻦ اﳌــﺪﻳــﺮ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ اﻟـﻌـﻤـﻴـﺪ واﺛـــﻖ اﻟـﺤـﻤـﺪاﻧـﻲ اﻟــــــــــﺬي ﺗـــﻤـــﺴـــﻚ ﻣـــﺠـــﻠـــﺲ ﻧـــﻴـــﻨـــﻮى ﺑــــﺒــــﻘــــﺎﺋــــﻪ ﻓـــــــﻲ ﻣــــﻨــــﺼــــﺒــــﻪ، اﻋـــﺘـــﺒـــﺮ اﻟﺒﻴﺎﺗﻲ أن »ﺗﻌﻴﲔ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣـﻤـﺪ اﻟــﻨــﺎﻣــﺲ ﺑــﺎﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ ﺑـــﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺪاﻧﻲ ﺧﺮق ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر وﺗﺠﺎوز ﻋﻠﻰ ﻗـﺎﻧـﻮن إدارة اﳌﺤﺎﻓﻈﺎت رﻗﻢ ١٢«. وأﺿــــــــﺎف أن »آﻟــــﻴــــﺔ ﺗـﻌـﻴـﲔ ﻣﺪﻳﺮي اﻟﺸﺮﻃﺔ واﳌﺪﻳﺮﻳﻦ اﻟﻌﺎﻣﲔ ﻣـﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻋﺒﺮ آﻟﻴﺔ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺤﺎﻓﻆ، وﻳﺘﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ أﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ، ﺛﻢ ﻳﺮﺳﻞ اﺳﻢ اﳌﺮﺷﺢ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻹﻗﺮاره، وﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﳌﺪﻳﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ«.
وأﻋـــــﺮب ﻋـــﻦ أﺳــﻔــﻪ ﻋــﻠــﻰ ﻗـــﺮار اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟــﻰ أن »رﺋﻴﺲ اﻟـــــــــــﻮزراء ﻏـــﺎﻟـــﺒـــﴼ ﻣــــﺎ ﻳـــﺘـــﺤـــﺪث ﻋـﻦ ﺗـﻄـﺒـﻴـﻖ اﻟــﺪﺳــﺘــﻮر وﻳــﻄــﺎﻟــﺐ ﺑﻨﻘﻞ ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺼــﻼﺣــﻴــﺎت اﳌــﺮﻛــﺰﻳــﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ، ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﻌﲔ ﻣﺪﻳﺮﴽ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ«.