ﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺔ ﺧﻀﺮا ﻟـ
»ﺣــﺘــﻰ ﺳــﻦ اﻟــﺮاﺑــﻌــﺔ ﻋــﺸــﺮة ﺑﻘﻲ ﺣﻠﻤﻲ أن أﺻﺒﺢ ﺷﺎﻋﺮﴽ ﻋﺮﺑﻴﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻛــﺎﳌــﺘــﻨــﺒــﻲ. ﻟــﻜــﻦ ﻛــﻠــﻤــﺎ ﻛــﻨــﺖ أﻋــــﺮض ﻗﺼﻴﺪة ﻋﻠﻰ أﺳﺘﺎذي ﻳﺸﺘﻤﻨﻲ وﻳﻘﻮل ﻟـــﻲ: أﻧـــﺖ ﺗــﺨــﺮب ﻟــﻐــﺔ أﺣــﻤــﺪ ﺷــﻮﻗــﻲ. ﺣﺘﻰ وﺟﺪت ﻧﻔﺴﻲ أﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ«، ﻳـﻘـﻮل ﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺔ ﺧـﻀـﺮا ﻓــﻲ ﺣـــﻮار ﻟﻪ ﻣــﻊ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ«. ﺣـﻠـﻢ اﻷدﻳـــﺐ اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻋﺎﳌﻴﴼ، ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ، ﻣﻦ ﺧﻼل رواﻳﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻧﺸﺮﻫﺎ وﺗﺮﺟﻤﺖ إﻟــﻰ ٥٤ ﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮﻫﺎ رواﻳــــﺔ »ﻟــﻴــﺲ ﻟـﻬـﺎﻓـﺎﻧـﺎ رب ﻳﺤﻤﻴﻬﺎ« اﻟـﺼـﺎدرة ﻋﻦ »دار ﻫﺎﺷﻴﺖ_أﻧﻄﻮان« ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت.
ﻳﻌﻠﻖ اﻷدﻳــﺐ »ﻟـﻢ أﺻﺒﺢ ﺷﺎﻋﺮﴽ، ﻷﻧـــﻨـــﺎ ﻧــﺤــﻦ اﻟــــﻌــــﺮب ﻻ ﻧـــﻌـــﺮف ﻛـﻠـﻤـﺔ ﻣﻮﻫﺒﺔ. وﻻ ﻛﻴﻒ ﻧﺸﺠﻊ ﺗﻼﻣﺬﺗﻨﺎ أو ﻧﻌﺘﻨﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﺎت أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ«.
ﻓـــﻲ رواﻳـــﺘـــﻪ »ﻟــﻴــﺲ ﻟــﻬــﺎﻓــﺎﻧــﺎ رب ﻳﺤﻤﻴﻬﺎ« ﻳﺬﻫﺐ ﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺔ ﺧﻀﺮا إﻟﻰ ﺣـﻴـﺚ ﻟــﻢ ﻧـﻜـﻦ ﻧـﺘـﻮﻗـﻊ. ﺑـﻌـﺪ اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ، واﻟــــﺼــــﻮﻣــــﺎل، وﻓـــﺮﻧـــﺴـــﺎ، وﻓــﻠــﺴــﻄــﲔ، وﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ وأﻓــﻐــﺎﻧــﺴــﺘــﺎن، ﺣــﻴــﺚ ﺗـــﺪور أﺣــــــﺪاث رواﻳـــــــﺎت ﺳــﺎﺑــﻘــﺔ ﻟــــﻪ، ﻫـــﺎ ﻫﻮ ﻳﺠﺘﺎز اﳌﺤﻴﻂ ﻣﺒﺤﺮﴽ إﻟــﻰ ﻛـﻮﺑـﺎ ﻓﻲ اﻟـﻠـﺤـﻈـﺔ اﻟــﺤــﺎﺳــﻤــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳــﺤــﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ رأس اﻟــﺪوﻟــﺔ راؤول ﻣـﻜـﺎن أﺧﻴﻪ ﻓﻴﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو، وﺗﺸﺮع اﻷﺑــﻮاب ﻋﻠﻰ ﺷــــﻲء ﻣـــﻦ اﻻﻧـــﻔـــﺘـــﺎح، ﺑــﻌــﺪ ﺷـﻴـﻮﻋـﻴـﺔ ﻓﻮﻻذﻳﺔ. ﻫﻲ ﻗﺼﺔ اﳌﻐﻨﻲ ﺧﻮان دون ﻓــﻮﻳــﻐــﻮ، ﻣــﻠــﻬــﺐ اﻟــــﺼــــﺎﻻت، وﻋــﺎﺷــﻖ اﳌــﻮﺳــﻴــﻘــﻰ، اﻟــــﺬي ﻳــﺠــﺪ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻓـﺠـﺄة ﻋــﻠــﻰ ﻗــﺎرﻋــﺔ اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ، ﺑــﻌــﺪ أن أﻏــﻠــﻖ ﻣﻠﻬﻰ وﻣﻘﻬﻰ »ﺑﻮﻳﻨﺎ ﻓﻴﺴﺘﺎ« اﻟـﺬي ﻛــﺎن ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺟـﻤـﻬـﻮره ﻓـﻴـﻪ ﻛــﻞ ﻣـﺴـﺎء. إﻧﻬﺎ اﻟﺨﺼﺨﺼﺔ واﻧﺘﻬﺎء ﻋﻬﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﻛﻞ ﺷـﻲء، وﺑـﺪء ﻋﺼﺮ اﳌـﺒـﺎدرات اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻬﺎ رﺟﻞ ﺗﻘﺪم ﺑﻪ اﻟﻌﻤﺮ، وﺿﺤﻰ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻚ، ﻣﻦ أﺟـﻞ أن ﻳﻌﻄﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺬاك اﻟــﺸــﻐــﻒ اﻟـــــﺬي ﻳـﺘـﻠـﺒـﺴـﻪ ﺣـــﲔ ﻳـﻘـﺎﺑـﻞ ﺟﻤﻬﻮره.
ﻧﻮع ﻣﻦ ﻣﻮﻧﻮﻟﻮغ داﺧﻠﻲ، ﺻﻮت واﺣﺪ، ﻫﻮ اﻟﺨﺎرج ﻣﻦ روح ﺧﻮان اﻟﺬي ﻳﺮوي ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺸﻘﻴﺔ اﳌﻐﺎﻣﺮة ﻣﻦ ﺧــﺮوﺟــﻪ اﻷﺧــﻴــﺮ ﻣــﻦ »ﺑـﻮﻳـﻨـﺎ ﻓﻴﺴﺘﺎ« ﻣـﺴـﺘـﻌـﻴـﺪﴽ ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ ﻣـﻨـﺬ ﻛـــﺎن ﺻـﻐـﻴـﺮﴽ، ﻣـﺮورﴽ ﺑﺘﺮك زوﺟﺘﻪ ﻟﻪ، واﺑﺘﻌﺎده ﻋﻦ اﺑـﻨـﺘـﻪ وﻟـﺠـﻮﺋـﻪ ﻫــﻮ واﺑــﻨــﻪ إﻟــﻰ ﻣﻨﺰل أﺧﺘﻪ اﳌﺤﺘﺸﺪ ﺑﺎﻷﻗﺮﺑﺎء، ﺣﺘﻰ ﻧﻮﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع وﻟﻘﺎﺋﻪ اﳌﺮأة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﻴﺪ إﻟﻴﻪ اﻷﻣﻞ وﻧﻜﻬﺔ اﻟﺤﻴﺎة.
ﺗﻈﻦ أن ﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺔ ﺧﻀﺮا أﻗﺎم ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ زارﻫﺎ ﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﴼ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ أن اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟﺬي ﻛــﺘــﺒــﻪ ﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ أﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﺗـــــﺪور أﺣــﺪاﺛــﻪ ﻫــﻨــﺎك، ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﳌــﺎ ﻫــﻮ ﻓﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ، وﻻﺧـﺘـﻴـﺎر ﻣـﻮاﻗـﻊ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ. وﻳــــﻘــــﻮل ﺧــــﻀــــﺮا: »اﺳـــﺘـــﻐـــﺮﺑـــﺖ أﻧــﻨــﻲ ﺗﺨﻴﻠﺖ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ ﻛﻤﺎ ﻫــﻲ«. وﻳﻀﻴﻒ »ﻓـﺎﺟـﺄﻧـﻲ ﻫــﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺤﺒﻪ ﻟﻠﺤﻴﺎة وﻗـﻮﺗـﻪ، وﻫـﻮ اﻟــﺬي ﻛـﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ وﻃـــﺄة اﻟــﻔــﻘــﺮ«. ﻳــﺨــﻴــﻞ إﻟــﻴــﻚ أﻳــﻀــﴼ أن اﻷﻣــــﺮ اﺣــﺘــﺎج إﻟـــﻰ ﺑــﺤــﺚ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣــﺜــﻼ، ﻟــﻜــﻦ اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ ﻳــﺆﻛــﺪ أﻳــﻀــﴼ »ﻻ ﻟــﻢ أﻗــﻢ ﺑﺄﺑﺤﺎث ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻀﻨﻴﺔ. ﻛﻨﺖ ﻗﺪ زرت اﳌﻜﺴﻴﻚ أﻳـﻀـﴼ، وﺗـﻌـﺮﻓـﺖ ﻋﻠﻰ أدﺑــﺎء ﻣﻦ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ، وﻫﺬا ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋــﻠــﻰ ﻓــﻬــﻢ اﻷﺟــــــﻮاء. ﻟـﻌـﻠـﻬـﺎ ﺑــﺮﻛــﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ أن أﺗﻤﻜﻦ ﻣـﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋـﻦ أﻣﺎﻛﻦ ﻟـﻢ أﻋـﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻣـﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ، ورﺑـﻤـﺎ ﻟﻢ أزرﻫﺎ أﺑﺪﴽ. ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن دون أن أذﻫﺐ إﻟﻴﻬﺎ، ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺘﺒﺖ )اﻟﺼﺪﻣﺔ( ﻋــﻦ ﻓـﻠـﺴـﻄـﲔ دون أن أﻛــــﻮن ﻫــﻨــﺎك«، وﻳﻀﻴﻒ ﻣﻤﺎزﺣﴼ: »ﻟﻌﻠﻲ أﻗـﻮم ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻏﻴﺮ اﳌﺮﺋﻲ، ﻟﻴﻼ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ«. وﻣـﺎذا ﻋﻦ أﻧـﻮاع اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ وإﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻨﻀﺢ ﺑﻬﺎ أﺟــﻮاء اﻟــﺮواﻳــﺔ اﻟــﺨــﺎرﺟــﺔ ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﻣﺸﻬﺪ ﻓﻲ رواﻳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور أﺣﺪاﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ؟ »أﻧﺎ أﻋﺸﻖ اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ. ﻣﻌﻈﻢ رواﻳﺎﺗﻲ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ وأﻧﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﳌﺎ أﺣﺐ ﻣﻨﻬﺎ«.
ﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺔ ﺧــﻀــﺮا اﻟـــﺬي اﺳﺘﻌﺎر اﺳﻢ زوﺟﺘﻪ، ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣﻦ رﻗﺎﺑﺔ، ﺣﲔ ﻛﺎن ﺿﺎﺑﻄﴼ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺠﺰاﺋﺮي، ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﺷـــﺎﻋـــﺮﻳـــﺔ وﺑــــــﺮاﻋــــــﺔ، ﻳــﻌــﺰوﻫــﺎ ﻟــﺨــﻠــﻔــﻴــﺘــﻪ اﻟـــﺸـــﻌـــﺮﻳـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﺼـــﺤـــﺮاء اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ: »ﻧﻌﻢ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ أي ﻓﺮﻧﺴﻲ، ﻷﻧﻨﻲ ﺟﺰاﺋﺮي وﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ ﻧﻔﺢ ﺑـــﺪوي، وراﺋــﺤــﺔ اﻟـﺼـﺤـﺮاء. وﻗﺪ ﺗــﻄــﻠــﺐ ﻣــﻨــﻲ اﻷﻣـــــﺮ ﺟـــﻬـــﺪﴽ ﻛــﺒــﻴــﺮﴽ ﻛﻲ أﻧﺤﺖ ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب اﻟــﺬي ﻳﺨﺼﻨﻲ. ﻟﻘﺪ ﺧﻀﺖ ﻛﻔﺎﺣﴼ ﻟﻐﻮﻳﴼ ﻳﻮﻣﻴﴼ، ﻛﻲ أﺻﻞ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ. ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﴽ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ أن ﻳﻔﺮض ﻧﻔﺴﻪ أدﻳﺒﴼ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺟﻮاء«.
ﺛــﻤــﺔ ﻣـــــــﺮارة ﻋــﻨــﺪ ﺻـــﺎﺣـــﺐ »ﺑــﻤــﺎ ﺗﺤﻠﻢ اﻟــﺬﺋــﺎب« و»ﺳــﻨــﻮﻧــﻮات ﻛـﺎﺑـﻞ«، و»اﺑﻨﺔ اﻟﻌﻢ ك«، و»اﻟﺼﺪﻣﺔ«، و»ﺣﺼﺔ اﳌﻮت«، و»اﻻﻋﺘﺪاء«، و»ﺻﻔﺎرات إﻧﺬار ﺑـــﻐـــﺪاد«. »أﻧــــﺎ اﻟــﻴــﻮم ﻛــﺎﺗــﺐ ﺟــﺰاﺋــﺮي أﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺘﺮﺟﻢ إﻟﻰ ٥٤ ﻟﻐﺔ وأﻗـﺮأ ﻓﻲ ٠٥ ﺑﻠﺪﴽ، وﻋﻨﺪي ٠١ ﻣﻼﻳﲔ ﻗﺎرئ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوف ﻻ ﻓـﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﻻ ﻣﺼﺮ وﻻ اﻟـﺴـﻮدان. ﻟﺴﺖ ﻣﻌﺮوﻓﴼ إﻻ ﻓﻲ اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻧﻌﻢ اﻹﻧـﺴـﺎن ﻳﺤﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺮوﻓﴼ ﺑـﲔ ﻗـﻮﻣـﻪ. ﻟﻜﻦ أن ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻨﻲ ﻫﻲ إﻫﺎﻧﺔ ﻟﻘﻮﻣﻲ وﻟﻴﺲ ﻟﻲ. ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﺘﺒﺮ اﻷدﻳﺐ وﻧﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ«.
ﺑـــﺪأ ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ اﻷدﺑــﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ ﺑــﺎﻟــﻠــﻐــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﺑــﺎﺳــﻤــﻪ اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻮﻟﺴﻬﻮل، ﻛﺘﺐ ﻋﺪة ﻣﺆﻟﻔﺎت، ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻀﻴﻴﻖ اﻟﺮﻗﺎﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻬﻼ. »ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﱠﻲ اﻟﻘﻴﺎدة ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ أن ﺗﻤﺮ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻲ ﻗﺒﻞ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻨﺔ ﳌـﺮاﻗـﺒـﺘـﻬـﺎ، وﺣــﺎوﻟــﺖ أن أﺗـﺠـﻨـﺐ ﻫـﺬه اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻓﻐﻴﺮت اﺳﻤﻲ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎة وﻣﺸﻜﻼت ﻛﺜﻴﺮة، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺸﺒﻪ اﻟـﺤـﻘـﺪ اﻟـــﺬي ﻋـﺮﻓـﺘـﻪ ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟـﻚ«. ﻛﺎن واﻟـﺪه ﺿﺎﺑﻄﴼ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت، وأدﺧﻠﻪ وﻫﻮ ﻻ ﻳﺰال ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ، ﻓﻲ ﻣﺎ ﻋﺮف ﺑﺎﺳﻢ »أﺷﺒﺎل اﻟﺜﻮرة« واﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﺗﺨﺮج ﻓﻴﻬﺎ، وﺑﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ رﺗﺒﺔ راﺋﺪ، ووﺻﻞ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻋـــﺎم ٠٠٠٢، واﻧــﺘــﻘــﻞ إﻟـــﻰ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ. ﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻪ أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، وﺻﺪر ﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﻪ »اﻟﻜﺎﺗﺐ«، ﺛﻢ »دﺟﻞ اﻟﻜﻠﻤﺎت« اﻟﺬي داﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺠﺰاﺋﺮي. ﻫﻞ ﻳﺤﻦ ﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺔ ﺧـﻀـﺮا إﻟــﻰ اﻟـﻜـﺘـﺎﺑـﺔ ﺑـﺎﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ، وﻫـﻞ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻳــﻌــﻮد إﻟــﻴــﻬــﺎ؟ »ﺣـــﺎوﻟـــﺖ أن أﺗﺮﺟﻢ ﻛﺘﺎﺑﻲ )اﻟﻜﺎﺗﺐ( إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺣﲔ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، أدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ أﻛﺬب ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ. أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ اﻟﻴﻮم أﻣﺘﻠﻚ ﻗﻮة ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ«.
اﻧﺘﻘﺪ ﻓـﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟـﻌـﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﻋــﻨــﺪ ﺻــــﺪور رواﻳـــﺘـــﻪ »ﻟــﻴــﺲ ﻟـﻬـﺎﻓـﺎﻧـﺎ رب ﻳـﺤـﻤـﻴـﻬـﺎ«، واﻋــﺘــﺒــﺮت أﻧــﻬــﺎ دون