أﻓﻼم }ﺑﺮﻟﲔ{ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺑﻼ ﺣﻞ
اﻟﺼﺮاع اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ إﻟﻰ ﻋﻨﺘﻴﱯ ﻣﺮة أﺧﺮى
اﺷــﺘــﻌــﻠــﺖ ﺟــﺒــﻬــﺎت اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻣﲔ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ وﻋـــــﻠـــــﻰ ﻧــــﺤــــﻮ ﻗــــــﻞ ﻧـــــﻈـــــﻴـــــﺮه. ﻓــﻲ ﻫﻮﻟﻴﻮود ﺗﻜﺴﺮ إﻳﺮادات أول ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻮﺑﺮﻣﺎﻧﻲ ﺑﻄﻠﻪ أﻓﺮو – أﻣﻴﺮﻛﻲ، اﻹﻳـــــــــــــــﺮادات اﳌـــﺤـــﻠـــﻴـــﺔ وﺗــﻜــﺘــﺴــﺢ اﻟﻌﺮوض اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح ذاﺗﻪ. ﻓـــﻲ ﺑــﺮﻟــﲔ ﻫــﻨــﺎك ﻫــــﺬا اﳌــﻬــﺮﺟــﺎن اﻟﺤﺎﻓﻞ اﻟﺬي ﺗﺸﺪك أﻓﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﺗﺠﺎه ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻚ ﺳﺘﻔﻘﺪ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣـــﺸـــﺎﻫـــﺪة أﻓـــــــﻼم ﻣــﻌــﻴــﻨــﺔ إذا ﻣـﺎ اﺿـﻄـﺮرت إﻟــﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻚ، أو ﺣـــﺘـــﻰ ﻣــــﻦ دون ﺗــﻐــﻴــﻴــﺮ. ﻓـﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﻮاﺋﺰ »ﺑﺎﻓﺘﺎ« اﻟــﺘــﻲ ﺣــﻤــﻠــﺖ ﻋـــــﺪدﴽ ﻣـــﻦ اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ اﳌﻔﺎﺟﺌﺔ. وﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ رﺣﻴﻞ أﺣﺪ ﻛﺒﺎر ﻣﺨﺮﺟﻲ ﺳﻴﻨﻤﺎﺗﻬﺎ إدرﻳﺴﺎ ﻋﻮﻳﺪرا أوﻏﻮ.
... وﻫﻨﺎك ﻣﺘﻔﺮﻗﺎت أﺧﺮى.
اﻟـــﻴـــﻮم اﻟــــﺮاﺑــــﻊ ﻣـــﻦ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن ﺑﺮﻟﲔ ﻛﺎن ﺗﻜﻤﻠﺔ ﻟﻴﻮم ﺛﺎﻟﺚ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﻻﻫﺘﻤﺎم إن ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ اﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﺮ ﻛـــﺬﻟـــﻚ. ﻋــﺪد ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻨﺬ أﻣــﺲ وإﻟــﻰ اﻟــﻴــﻮم وﻣــﺎ زاﻟــﺖ ﺑــــﻼ ﺣـــــﻞ ﻳــــﺮﺗــــﺠــــﻰ. ﺗــــﺤــــﺪﻳــــﺪﴽ ﻣــﺎ ﻳــﻌــﺮف ﺑـﺎﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ. ﻫــــﺬا اﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻟـــــﺬي دﻓــــﻊ اﳌــﺨــﺮج اﻟـﺒـﺮازﻳـﻠـﻲ ﺟـﻮزﻳـﻪ ﺑــﺪﻳــﺎ )ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ اﻷﺻــــــﻞ ﻣـــﻦ ﻋــﺎﺋــﻠــﺔ ﺑـــﺪﻳـــﻌـــﺔ( إﻟــﻰ إﻋــــــــﺎدة ﻃــــــﺮح وﺗـــﺼـــﻮﻳـــﺮ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﺧـــﺘـــﻄـــﺎف ﻃـــﺎﺋـــﺮة »إﻳـــﺮﻓـــﺮاﻧـــﺲ« ﻣـﻦ أﺛﻴﻨﺎ إﻟــﻰ ﻣـﻄـﺎر ﻋﻨﺘﻴﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻷوﻏﻨﺪﻳﺔ ﺳﻨﺔ ٦٧٩١، وﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ ٨٤٢ ﻣﺴﺎﻓﺮﴽ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻪ ٢٠١ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻳﻬﻮدي أو ﺑﺠﻮازات إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ.
ﻣــــــــــﺎ إن ﻗــــــــﺎﻣــــــــﺖ اﻟــــــــﻘــــــــﻮات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺑـﺎﻹﻏـﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎر ﻋـﻨـﺘـﻴـﺒـﻲ ﻻﻧـــﺘـــﺰاع رﻫــﺎﺋــﻨــﻬــﺎ، ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﴼ وإﻋﻼﻣﻴﴼ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﺘﺘﻮﻳﺞ ﺗﻠﻚ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﻠــﲔ ﻣـﺘـﻌـﺎﻗـﺒـﲔ. اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﻣـﺎرﻓـﻦ ج. ﺗﺸﻮﻣﺴﻜﻲ )وﻫﻮ ﻣﺨﺮج ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﺑﺒﺮاﻋﺎت ﻣﺤﺪودة( أﺧﺮج ﻓﻴﻠﻤﴼ ﺑﺜﺘﻪ ﻣﺤﻄﺔ «ABC» اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان »ﻧﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﻨﺘﻴﺒﻲ«. اﳌﻨﺘﺞ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻟــﺮاﺣــﻞ ﻣﻨﺎﺣﻴﻢ ﻏـــﻮﻻن ﻗـــﺪم، ﻣﻦ إﺧﺮاج اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﺎرﻓﻦ ﻛﻴﺮﺷﻨﺮ، اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺘﺎﻟﻲ »ﻏﺎرة ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺘﻴﺒﻲ« ﻟﺤﺴﺎب ﺷﺮﻛﺘﻪ »ﻛﺎﻧﻮن« ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ذاﺗﻪ.
ﺑـﻤـﻘـﺎرﻧـﺘـﻬـﻤـﺎ )وﻫـــﻨـــﺎك أﻓــﻼم أﺧـــــﺮى ﺑــﻌــﺪﻫــﻤــﺎ( ﺑـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺟــﻮزﻳــﻪ ﺑــﺪﻳــﺎ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، وﻋــﻨــﻮاﻧــﻪ »٧ أﻳــﺎم ﻓـــﻲ ﻋــﻨــﺘــﻴــﺒــﻲ«، ﻳــﺘــﺒــﺪى ﻛـــﻢ ﻏــﺮق اﻟﻔﻴﻠﻤﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺎن ﻓﻲ اﳌﻮاﻃﻨﻴﺔ اﻟـــﻌـــﺎﻃـــﻔـــﻴـــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻟـــــﻢ ﺗــــﺄﺧــــﺬ ﻓــﻲ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﻃﺮح أي وﺿﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ أو ﺗــﺘــﻨــﺎول اﻟــﺒــﻌــﺪ اﻷﺳـــﺎﺳـــﻲ ﳌﺎ ﺣﺪث آﻧــﺬاك. أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻔﻴﻠﻤﺎن ﻣـﻊ ﺳﻴﻞ ﻣـﻦ اﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟــﻬــﺸــﺔ أو اﻟــﺘــﻲ ﺑــــﺪت، ﻣـــﻦ ﻛـﺜـﺮة اﻟﺘﺒﺎﻛﻲ ﻫﻨﺎ واﻟﻔﺨﺮ ﻫﻨﺎك، ﻛﺬﻟﻚ.
»٧ أﻳﺎم ﻓﻲ ﻋﻨﺘﻴﺒﻲ« ﻳﺘﻨﺎول اﻟـﻌـﻮاﻃـﻒ ﺑـﺼـﺪق، وﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ إﻃـــﺎر ﺻـﺤـﻴـﺢ، ﻛـﻮﻧـﻪ ﻣــﻦ اﻟـﺒـﺪاﻳـﺔ ﻫـﺪف إﻟـﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻤﻞ ﻻ ﻳﻨﺤﺮف ﻋـــﻦ ﺧـــﻂ وﺟــــﺪه ﻣـﻠـﺘـﻘـﻰ ﳌﺨﺘﻠﻒ اﻟـﻐـﺎﻳـﺎت ﻣــﻦ ﺗـﻠـﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. ﺑﺬﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺨﺎﺋﻔﲔ ﻣﻦ ﻋــﺎﻗــﺒــﺔ اﻟــﺨــﻄــﻒ، ﺑــﻞ وﺟــﻬــﺔ ﻧﻈﺮ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﲔ وﻋـــﻀـــﻮي »ﺑــــﺎدر ﻣﺎﻧﻬﻮف« اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺷﺎرﻛﺎ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟــﻰ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻓﺈن ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺗﻄﺮح اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺑﻮﺿﻮح أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة. ﻣﺜﻼ اﳌﺮة اﻟــــﺬي ﻳــﺘــﺤــﺪث ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻋــﻦ »اﻟـﺸـﻠـﻞ اﻟﺬي أﺻﺎب اﻟﻌﻘﻞ اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ« ﺣﻴﺎل ﻣﺎ آل إﻟﻴﻪ اﻟﻴﻬﻮد ﺗﺤﺖ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﻨﺎزﻳﲔ، أو اﻟــﻌــﺒــﺎرة اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻠﺸﺮﻳﻚ اﻷﳌﺎﻧﻲ: »أﻧﺖ ﻟﺪﻳﻚ وﻃﻦ ﺗﻜﺮﻫﻪ... أﻧﺎ ﻟﺪي وﻃﻦ أﺣﺒﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ«.
ﻳﺒﺪأ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﻤﺸﻬﺪ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﺪﻫﻢ: ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ راﻗﺼﻲ اﻟﺒﺎﻟﻴﻪ اﻻﺳﺘﻌﺮاﺿﻲ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻳــــﻘــــﻮﻣــــﻮن ﻋـــﻠـــﻰ ﻛـــﻠـــﻤـــﺎت أﻏــﻨــﻴــﺔ ﻓﻮﻟﻜﻠﻮرﻳﺔ )أﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﺳﻢ Echad» «yi Yodea ﻛـﻤـﺎ ﻳــﺘــﺮدد( ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ اﺳﺘﻌﺮاض راﻗﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮاﺳﻲ. ﻫـــــﻨـــــﺎك اﻟــــــﻌــــــﺪد اﳌـــــــــــــــﻮازي ﻟـــﻌـــﺪد اﻟﺮاﻗﺼﲔ وﻫﻢ ﻳﺘﻠﻮون ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻳﻘﻔﺰون ﻋﻨﻬﺎ وﻳﻄﻴﺤﻮن ﺑﺤﻴﻮﻳﺔ ﻣـــﻠـــﺤـــﻮﻇـــﺔ ﺑـــﺄﺟـــﺴـــﺎدﻫـــﻢ ﻓــــﻲ ﻛــﻞ اﺗﺠﺎه. ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺠﻴﺪون ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻪ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء راﻗﺼﺔ واﺣﺪة ﺗﺴﻘﻂ أرﺿﴼ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة.
ﻋــــﻼﻗــــﺔ ﻫــــــﺬا اﳌـــﺸـــﻬـــﺪ )اﻟــــــﺬي ﻳﺘﻜﺮر ﻛﻤﺎ ﻳﺨﺘﻢ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎوب ﻣﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧـﻘـﺎذ ذاﺗـﻬـﺎ( ﺗﺘﺒﺪى ﺳــﺮﻳــﻌــﴼ ﳌـــﻦ ﻳــﻠــﺤــﻆ أن اﻟــﺴــﻘــﻮط ﻳﻘﻊ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺮﻗﺼﺔ ﻓﺼﻼ ﺣــﺎﺳــﻤــﴼ: ﻛـــﻞ اﻟــﺮاﻗــﺼــﲔ ﻳــﺒــﺪأون اﺳﺘﻌﺮاﺿﻬﻢ ﺑﺜﻴﺎب اﻟﺤﺎﺧﺎﻣﻴﲔ وﺑﻌﺪ ﺣـﲔ ﻳﺨﻠﻌﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻴﺎب )اﻟـــــﺮداء ﺛــﻢ اﻟـﻘـﻤـﻴـﺺ( ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ أرﺿﴼ ﻗﺒﻴﻞ إﺗﻤﺎم ﻫﺬا اﳌﺸﻬﺪ.
اﻟــﺮﻣــﺰ ﻫـﻨـﺎ واﺿــــﺢ، وﻫـــﻮ أن اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻄﺮف اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻳﺆدي إﻟــــﻰ اﻟـــﺴـــﻘـــﻮط. وإذ ﻳــﺘــﻜــﺮر ذﻟــﻚ ﻓـــﻲ ﻣــﺸــﺎﻫــﺪ اﻟــﻨــﻬــﺎﻳــﺔ، ﻓــــﺈن ﻫــﺬه اﻟـﺮﺳـﺎﻟـﺔ ﺗـﺄﺗـﻲ ﻟﺘﻐﻠﻒ اﻻﻧﺘﺼﺎر اﻹﺳــــﺮاﺋــــﻴــــﻠــــﻲ ﺑــﻌــﺒــﺜــﻴــﺘــﻪ ﻣــــﺆﻳــــﺪﴽ ﻣــــﺎ ﻳــﻄــﺮﺣــﻪ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﻣــــﻦ أن ذﻟــﻚ اﻟﺘﺸﺪد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ورﻓﺾ اﻟﺤﻮار اﳌﺘﺴﺎوي ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ )ﺣﺴﺐ رؤﻳﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء آﻧﺬاك إﺳـﺤـﺎق راﺑــﲔ( ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻌﺰز اﺳﺘﻘﺮار إﺳﺮاﺋﻴﻞ. ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻳﻘﻮل راﺑﲔ ﻟﺸﻤﻌﻮن ﺑﻴﺮﻳﺰ: »ﻧﺤﻦ ﻓﻲ وﺳــــﻂ ﺟـــﻴـــﺮان ﻋــــﺮب وﻋــﻠــﻴــﻨــﺎ أن ﻧﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻬﻢ«.
ﺧــــﻂ ﺳـــﻴـــﺮ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺗــﺘــﺎﺑــﻌــﻲ ﻣﻘﺴﻢ إﻟﻰ ٧ أﻳﺎم، ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻻﺳﺘﻌﺎدة، واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﺎ ﺑﲔ ﻋﻨﺘﻴﺒﻲ وﺗﻞ أﺑﻴﺐ. اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻧﺮاه ﻳﻜﻤﻦ ﻟﺪى اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﺣﺪت ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻣﺤﺪد ﺑﺈﻗﺮار ﺧﻄﺔ ﻣﺪاﻫﻤﺔ أﺛﺒﺘﺖ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ، إذ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻮى ﻗﺘﻴﻞ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ واﺣﺪ.
اﻟــــﻠــــﻐــــﺎت اﳌـــﺴـــﺘـــﺨـــﺪﻣـــﺔ ﻫـــﻲ، ﺣــــﺴــــﺐ ﺣـــﺠـــﻤـــﻬـــﺎ ﻣــــــﻦ اﻟـــــﺤـــــﻮار، اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ واﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻟﻜﻦ اﳌﺨﺮج ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ وﺟﺪ أن ﺟﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪث اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺿﺮوري، ﻷن اﳌﺸﺎﻫﺪ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﳌﺼﻮرة )ﻓـــــﻲ ﻟـــﻨـــﺪن ﻛـــﻤـــﺎ ﻓــــﻲ إﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻞ( ﻛﺜﻴﺮة، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن اﳌﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻌﻴﺶ ﻧﺤﻮ ﻧﺼﻒ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻊ ﻟﻐﺔ ﺻﻌﺒﺔ اﻟﺘﻠﻘﻲ وﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ، ﻣـﺎ ﻳﻌﻴﻖ وﺻــﻮل اﻟﻔﻴﻠﻢ وﻏﺎﻳﺎﺗﻪ.
اﻟــﻨــﻬــﺎﻳــﺔ ﻓـﻴـﻬـﺎ إﺷــﻜـــﺎل ﻛﺒﻴﺮ واﺣـــــﺪ: ﺑـــﺈﻋـــﺎدة ﻣــﺸــﺎﻫــﺪ اﻟــﺮﻗــﺺ رﻏـــﻢ ﻣــﺎ ﺗــﺆدﻳــﻪ ﻣــﻦ ﻣــﻔــﺎد، ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺸﺎﻫﺪ إﻧﻘﺎذ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ وأﻗــﻞ اﻧـﺪﻣـﺎﺟـﴼ ﻣـﻊ ﻗــﻮة ﻣـﺎ ﺳﺒﻖ. وﻟﻜﻦ ﻫﺬا، ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ، ﻣﻘﺼﻮد ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ أن ﻏــــﺎﻳــــﺔ اﻟـــﻔـــﻴـــﻠـــﻢ ﻟــﻴــﺲ ﺗــﻘــﺪﻳــﻢ ﻏــــﺎرة ﻋـﻨـﺘـﻴـﺒـﻲ ﻛـﺒـﻄـﻮﻟـﺔ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ اﻷﻓﻼم اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻪ، ﺑﻞ ﻛــﺤــﺪث واﺣــــﺪ ﻓــﻲ ﻓـﺼــﻞ ﻣﺘﺘﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻓﺼﻮل اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﻞ ﺑﻌﺪ ﻻ ﺳﻠﻤﻴﴼ وﻻ ﺣﺮﺑﻴﴼ. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﺎﻧﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺧﺎﻧﺎت اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻧـﺠـﺎح ﻣـﺘـﲔ ﻓــﻲ ﺗﻮﻟﻴﻔﺘﻪ وﻓﻲ ﺻﻨﻌﺘﻪ.
ﻓـﻲ دورات ﺑـﺮﻟـﲔ اﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻫﻨﺎك دوﻣﴼ أﻓﻼم ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻳــــﻬــــﻮدﻳــــﺔ ﺣـــــﺎﺿـــــﺮة أو أﺧـــــﺮى ﻣﺎﺿﻴﺔ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻬﻮﻟﻮﻛﻮﺳﺖ ﻋـــﻠـــﻰ ﻧـــﺤـــﻮ أو آﺧـــــــﺮ. ﻓــــﻲ ﻫـــﺬه اﻟـــﺪورة ﻓﻴﻠﻢ ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﻟـﻄـﺮح ﻓﻲ اﳌـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ ﻋـﻨـﻮاﻧـﻪ »دوﻓــﻼﺗــﻮف« ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ واﻟﺮواﺋﻲ اﻟﺮوﺳﻲ ﺳــﻴــﺮﻏــﻲ دوﻓـــﻼﺗـــﻮف اﻟــــﺬي وﻟــﺪ ﻷم أرﻣﻨﻴﺔ وأب ﻳـﻬـﻮدي. اﻣﺘﻬﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻧــــﺸــــﺮ ﻣــــﻘــــﺎﻻﺗــــﻪ ﻓـــــﻲ ﻋــــــﺪد ﻣــﻦ اﻟــﺼــﺤــﻒ. ﺣــﺴــﺐ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟـــﺬي أﺧــﺮﺟــﻪ أﻟﻴﻜﺴﻲ ﺟــﺮﻣــﺎن اﻻﺑــﻦ، ﻃـــﺮد دوﻓــﻼﺗــﻮف ﻣــﻦ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻛـــــــﺎن ﻳـــﻌـــﻤـــﻞ ﻓـــﻴـــﻬـــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻧــــﺤــــﻮ داﺋــــــــــﻢ ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ ﻣـــﻘـــﺎﻻﺗـــﻪ اﻟــﺘــﻲ ﻟــﻢ ﺗــــﺮض اﻟــﺠــﻬــﺎز اﻷﻣـﻨـﻲ ﻟـﻠـﻨـﻈـﺎم اﻟــﺸــﻴــﻮﻋــﻲ آﻧـــــﺬاك )ﺗـﻘـﻊ اﻷﺣﺪاث ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت وﻣﻄﻠﻊ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت(.
ًﻳﺘﺨﺬ اﳌﺨﺮج ﺟﺮﻣﺎن ﺑﻄﻠﻪ ﻣـﺮآة ﻟﻠﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟــﺒــﻼد اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ ﻣــﺎ زاﻟــﺖ ﺗﺤﺖ إﺑﻬﺎم اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺴﺘﺎﻟﻴﻨﻴﺔ ﺣـﺘـﻰ ﺑـﻌـﺪ رﺣـﻴـﻠـﻪ. دوﻓــﻼﺗــﻮف، ﻛﻤﺎ ﻳﺆدﻳﻪ ﺟﻴﺪﴽ اﳌﻤﺜﻞ اﻟﺼﺮﺑﻲ ﻣــــﻴــــﺮان ﻣـــﺎرﻳـــﺘـــﺶ، ﻫــــﻮ اﳌــﺸــﻬــﺪ اﻷﻣـــﺎﻣـــﻲ وﻓـــﻲ اﻟـﺨـﻠـﻔـﻴـﺔ أﺣـــﻮال ﻳــــﺴــــﺎرﻳــــﲔ ﻏـــﻴـــﺮ ﺷـــﻴـــﻮﻋـــﻴـــﲔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻓﺘﺢ أﻓﻮاﻫﻬﻢ ﺧﻮﻓﴼ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﺑﺮات، وﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﻳﺴﻖ إﻟـــﻰ اﻻﻋــﺘــﻘــﺎل وﻗـــﺪ ﻳــﻤــﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﻛﺤﺎﻻت أﺧــﺮى ﺳﺎﺑﻘﺔ وﻓﻲ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ﻣـــﻜـــﺎن، ﻳــﻨــﺠــﺰ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﻧﻘﺪﴽ ﻳﺘﻌﺮض ﻓﻴﻪ ﳌﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪث ﻟﻔﺌﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻋﻮض أن ﻳـــﻮﺳـــﻊ داﺋــــﺮﺗــــﻪ ﻟــﺘــﺸــﻤــﻞ ﻛـﻞ اﻟﻔﺌﺎت اﻷﺧــﺮى. ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﴼ أن اﻟﻔﻨﺎﻧﲔ واﻷدﺑــﺎء اﻟﻴﻬﻮدﻳﲔ ﻛــﺎﻧــﻮا وﺣـﻴـﺪﻳـﻦ ﻓــﻲ أزﻣـﺘـﻬـﻢ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم )ﻳﻬﻮد آﺧﺮون ﻟﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮا ﻓﻲ أزﻣﺔ ﻣﻄﻠﻘﴼ(، ﺑﻞ ﻛﺎن اﻟﺘﻌﺴﻒ واﻟــﺮﻓــﺾ واﻟـﺴـﺠـﻦ ﻣـﺸـﺎﻋـﴼ ﺑﲔ ﻓﺌﺎت وﻃﻮاﺋﻒ ﻣﺘﻌﺪدة.
ﻋـــــــﺪا ذﻟـــــــــﻚ، »دوﻓـــــــﻼﺗـــــــﻮف« ﻓـﻴـﻠـﻢ ﺟــﻴــﺪ اﻟــﺴــﻴــﺎق ﻓــﻴــﻪ ﳌـﺴـﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ، وﺑﻌﺾ اﳌﺸﺎﻫﺪ ﺗﺮﺗﺪي اﻟـــﻠـــﻮن اﻟــﺒــﻨــﻲ وﺗــﺸــﺒــﻪ ﻣـﺸـﺎﻫـﺪ ﻣــﺴــﺘــﺨــﻠــﺼــﺔ ﻣــــﻦ »أﻣـــــﺎرﻛـــــﻮرد« ﻟﻔﻴﺪﻳﺮﻳﻜﻮ ﻓﻴﻠﻠﻴﻨﻲ.