Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺷﺎﻋﺮﻫﺎ ﺑﻘﻠﻤﻬﺎ

-

ﻏﻨﺖ أم ﻛﻠﺜﻮم ﻟﺸﻌﺮاء ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻣﻴﺮﻫﻢ. ﻣﻦ ﻣﺼﺮ وﻣﻦ اﻟﺴﻮدان وﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن. اﳌﺤﺪﺛﻮن واﻟﻘﺪاﻣﻰ. اﻟﻔﺼﻴﺢ واﻟﻌﺎﻣﻲ. ﻏﻴﺮ أن اﺳﻤﻬﺎ ارﺗﺒﻂ ﻓﻲ ذاﻛﺮة اﻟﻨﺎس ﺑﺸﺎﻋﺮ واﺣﺪ ﻫﻮ أﺣﻤﺪ راﻣﻲ. وﻟﺴﻨﺎ ﻧﻌﺮف إن ﻛﺎن أﺣﺪ آﺧﺮ ﻗﺪ ﻏﻨﻰ ﻟﺮاﻣﻲ، وﻻ ﻣﻦ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال، ﻛﺄﻧﻤﺎ اﻟﺘﻮأﻣﺔ ﺑﲔ اﻟﻌﻤﻼﻗﲔ ﻗﺪر ﻻ ﻳﻤﺲ.

ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ؟ ﻟﻢ أﺣﺎول أن أﻃﺮح ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال، ﻷن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺟﻮاب ﻟﻪ. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗــﺮأت ﺳﻴﺪة ﺗﺼﻒ ﺷﻌﺮ راﻣــﻲ ﻛـﺎﻵﺗـﻲ: أﻏﻨﻴﺎﺗﻪ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺮواﺋﻊ اﻟﺼﻮر وﺑﺪاﺋﻊ اﳌﻌﺎﻧﻲ واﻟﺨﻮاﻃﺮ ودﻗﺎﺋﻖ اﻹﺣﺴﺎس وﻣﻨﺎﺟﺎة اﻷﻓﺌﺪة واﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل... اﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻤﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﻞ اﻟﻬﻮى وﺗﺒﺎرﻳﺢ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت«.

ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم اﻟﺒﺪﻳﻊ، ﺳﻴﺪة ﺗﺪﻋﻰ أم ﻛﻠﺜﻮم، ﻓﻲ ﻋﺪد ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٨٤٩١ ﻣﻦ »اﻟﻬﻼل«، ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﺗﺮوي ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ اﻟﺘﻘﺖ ﺷﺎﻋﺮﻫﺎ اﻟــﺬي ﺗﺼﻔﻪ ﺑـﺄﻧـﻪ »ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ روﺣـﺎﻧـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻹﺣـﺴـﺎس اﳌﻠﻬﻢ، واﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﳌﻜﺒﻮﺗﺔ، واﻟﻬﺪوء اﻟـﺮؤﻳـﻮي، ﻣﻊ ﻇﺮف ﻧﺎدر وﺧﻴﺎل ﻣﺤﻠﻖ وﺧﺎﻃﺮ ﺳﺮﻳﻊ«.

ﻏﻨﺖ أم ﻛﻠﺜﻮم ﻟﺮاﻣﻲ »اﻟﺼﺐ ﺗﻔﻀﺤﻪ ﻋﻴﻮﻧﻪ - وﺗﻨﻢ ﻣﻦ وﺟﺪ ﺷﺆوﻧﻪ« ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﻘﺎء ﻣﻌﻪ. وﳌﺎ ﻋﺎد ﻣﻦ ﺑﺎرﻳﺲ ﺟﺎء ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﺗﺆدي اﻷﻏﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ اﻷزﺑﻜﻴﺔ »وﻋﺮﻓﻨﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻜﺎن ﺳﺮوري ﻋﻈﻴﻤﴼ ﺑﻠﻘﻴﺎه«. ﺛﻢ ﺣﻀﺮ ﺣﻔﻼ آﺧﺮ ﻟﻬﺎ. وذات ﻳﻮم، ﺟﺎء إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ وﻣﻌﻪ أﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴﺔ: »ﺧﺎﻳﻒ ﻳﻜﻮن ﺣﺒﻚ ﻟﻴﻪ - ﺷﻔﻘﻪ ﻋﻠﻴﺎ - واﻧﺘﻲ اﻟﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ دﻳﻪ - ﺿﻲ ﻋﻴﻨﻴﺎ«.

»وﺗﻮاﻟﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻷﻏﻨﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻟﻲ«. وﻗﺪ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻓﻴﻪ إﻟـﻰ إﻧﺴﺎن »ﻳﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل واﻟﺤﻨﺎن اﻟﺠﻤﻴﻞ. وﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ اﻟﻮداﻋﺔ واﻻﺑﺘﺴﺎم اﻟﺪاﺋﻢ واﻟﻮﻓﺎء«.

ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻮﻛﺐ اﻟـﺸـﺮق ﺗﻜﺘﺐ ﺧﻮاﻃﺮﻫﺎ ﻓـﻲ ﺻﺤﻒ وﻣﺠﻼت ﻣﺼﺮ. وﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﻫﺬه ﻓﻲ »ﻛﺘﺎب اﻟﻴﻮم« ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﻣﺬﻛﺮات اﻵﻧﺴﺔ أم ﻛﻠﺜﻮم«. وﺗﺮوي اﻵﻧﺴﺔ أم ﻛﻠﺜﻮم ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺬﻛﺮات أﻧﻬﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻓـﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏـﻨـﺖ ﻷول ﻣــﺮة ﺑـﲔ اﻟـﻨـﺎس، وﻟـﻜـﻦ ﻣﻦ دون أﺟﺮ. وﻓﻲ اﳌﺮة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻏﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺴﺎء إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻـﺒـﺎﺣـﴼ وﺗــﻘــﺎﺿـ­ـﺖ ﻋــﺸــﺮة ﺻـــﺎغ ﻫــﻲ وواﻟـــﺪﻫـ­ــﺎ وأﺧــﻮﻫــﺎ ﺧـﺎﻟـﺪ. ﺛﻢ ارﺗﻔﻊ أﺟـﺮ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ إﻟـﻰ ٥٢ ﻗﺮﺷﴼ »واﻋﺘﺒﺮﻧﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻬﺬا اﳌﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء«. ﺛﻢ زاد اﻟﻨﺠﺎح ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﺎﻣﺖ أول ﺣﻔﻠﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ، وﻛـﺎن »اﻷﺟــﺮ أول ﺟﻨﻴﻪ رأﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ... وﻓـﻲ ﺳﻨﺔ ٥١٩١ ﻛﻨﺖ أرﻛـﺐ ﺣﻤﺎرﴽ وﻳﺴﻴﺮ أﺑﻲ وأﺧـﻲ ﻋﻠﻰ أﻗﺪاﻣﻬﻤﺎ، وﻓﻲ ٦١٩١ زاد إﻳﺮادﻧﺎ ﻓﺼﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻧﺮﻛﺐ ﺣﻤﻴﺮﴽ. وﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ ٩١٩١ ﻛﻨﺖ أرﻛﺐ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎر، ﺛﻢ ارﺗﻔﻊ أﺟﺮي ﺑﺎرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻘﻄﻦ ﻓﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎت. ﺛﻢ ﻗﻔﺰ إﻟﻰ ﻋﺸﺮة، وأﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وأﻏﻨﻲ ﻟﻠﻜﻤﺴﺎري، وﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟـﻚ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺮﻛﻮب اﻟـﺪرﺟـﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺘﺬاﻛﺮ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ. وﻗﺪ ﻛﻨﺖ أﻏﻨﻲ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻜﻤﺴﺎري ﻃﻮال اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻻ أﺗﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﳌﺤﻄﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻄﺎر«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia