رواﺋﻊ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺮﺋﻴﺔ وﻣﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ أروﻗﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة
»ﻧﺎﻓﺬة ﺷﺎﻏﺎل« وأﻋﻤﺎل ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ وﻛﺮوغ وﻏﲑﻫﻢ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ
ﺗﺰﻳﻦ أﻋﻤﺎل ﻓﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ، ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ ﻻ ﻳـــﻘـــﺪر ﺑــﺜــﻤــﻦ، أروﻗـــــﺔ اﳌـﻘـﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك، ﻏـــﻴـــﺮ أﻧـــﻬـــﺎ ﺗـــﻜـــﺎد ﺗـــﻜـــﻮن ﻣــﻨــﺴــﻴــﺔ وﻻ ﺗﺴﺘﺮﻋﻲ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺒﺎه.
وﻟـﻌـﻞ اﻟــﺠــﺪارﻳــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗــﺰﻳــﻦ ﻗﺎﻋﺔ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻷﻣــــﻦ ﻫـــﻲ ﻣـــﻦ أﻛــﺜــﺮ اﻟــﺮﺳــﻮم اﳌـﺮﺋـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻛــﻞ أﻃـــﺮاف اﳌــﻌــﻤــﻮرة. ﻟﻜﻦ ﻗــﻠــﻴــﻠــﲔ ﻳــﻌــﺮﻓــﻮن ﺻــﺎﺣــﺒــﻬــﺎ. وﺗــــﺮوي اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ أﺑﺪﻋﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻨﺮوﻳﺠﻲ ﺑﻴﺮ ﻻﺳــﻮن ﻛــﺮوغ وﻋﻠﻘﺖ ﻋﺎم ٢٥٩١ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪار اﻟﺸﺮﻗﻲ ﳌﺠﻠﺲ اﻷﻣـــــﻦ ﺧــﻠــﻒ ﻛـــﺮﺳـــﻲ اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ، ﻗﺼﺔ ﺳﻌﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻼم ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮﺑﲔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺘﲔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﻋـﻠـﻰ ﻣـﺪﺧـﻞ ﻗـﺎﻋـﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﺟﺪارﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺎش ﺗﻘﻠﺪ ﻟﻮﺣﺔ »ﻏﻴﺮﻧﻴﻜﺎ« اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻟﺒﺎﺑﻠﻮ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ. وأﻋــــــــــﺪت ﻫـــــﺬه اﻟـــﻠـــﻮﺣـــﺔ ﺑــﺘــﻜــﻠــﻴــﻒ ﻣـﻦ ﻧـﻴـﻠـﺴـﻮن روﻛــﻔــﻠــﺮ ﻋـــﺎم ٥٥٩١، وﻗـــﺮرت أرﻣﻠﺘﻪ ﻫﺎﺑﻲ روﻛﻔﻠﺮ ﻻﺣﻘﴼ إﻋﺎرﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﺣﻴﺚ ﺟﺮى ﺗﻌﻠﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪار اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﳌﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ ٣١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ٥٨٩١، وﺻﻨﻌﺖ ﻫﺬه اﻟﺠﺪارﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ، وأﻧـﺘـﺠـﻬـﺎ ﺟـﺎﻛـﻠـﲔ دو ﻻ ﺑــﻮم دورﺑـــﺎك ﺑﺈﺷﺮاف ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ ﻧﻔﺴﻪ.
وﺗﻌﺪ »ﻧﺎﻓﺬة ﺷﺎﻏﺎل« ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج اﳌـﻠـﻮن اﻟﺘﻲ ﺻﻤﻤﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣـــﻦ أﺻــــﻞ ﺑـــﻴـــﻼروﺳـــﻲ ﻣــــــﺎرك ﺷــﺎﻏــﺎل )وﻟـــــﺪ ﻋـــﺎم ٧٨٨١ ﻓــﻲ روﺳــﻴــﺎ – ﺗـﻮﻓـﻲ ﻋــﺎم ٥٨٩١ ﻓـﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ( ﻧﺼﺒﴼ ﺗﺬﻛﺎرﻳﴼ ﻟــﻸﻣــﲔ اﻟـــﻌـــﺎم اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻟــﻸﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة داغ ﻫـــﻤـــﺮﺷـــﻮﻟـــﺪ، ﻣــــﻦ أروع اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ اﳌﻘﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. وﺻﻤﻢ ﺷﺎﻏﺎل ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣﺔ وﺣﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ زﺟـﺎج ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻣﺎرك، ﻓﻲ رﻳﻤﺲ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ. وﻋــﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻗــﺎل ﺷـﺎﻏـﺎل: »ﺑﻜﻞ روﺣــﻲ، أردت أن أﻧﻘﻞ ﻣﺪى إﻟﻬﺎﻣﻲ وإﻟﻬﺎم داغ ﻫـﻤـﺮﺷـﻮﻟـﺪ وﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻗــﻀــﻮا ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻼم«.