رواﺋﻊ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﻨﺴﻴﺔ ﺗﺰﻳﻦ أروﻗﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك
إﻃﻼﻟﺔ ﻣﻦ »ﻧﺎﻓﺬة ﺷﺎﻏﺎل« وأﻋﻤﺎل ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ وﻛﺮوغ وﻏﲑﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻳــﺰﺧــﺮ اﳌــﻘــﺮ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻲ ﻟﻸﻣﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻓـــﻲ ﻧـــﻴـــﻮﻳـــﻮرك ﺑــﺄﻋــﻤــﺎل ﻓﻨﻴﺔ ﺑـﺎﻟـﻐـﺔ اﻷﻫـﻤـﻴـﺔ. ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻻ ﻳﻘﺪر ﺑﺜﻤﻦ. ﻏﻴﺮ أﻧـﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺮﻋﻲ إﻻ اﻟــﻘــﻠــﻴــﻞ ﻣــــﻦ اﻻﻧــــﺘــــﺒــــﺎه. ﺗــﻜــﺎد اﻟﺠﺪارﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﻦ ﻗﺎﻋﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ، اﳌﻨﺒﺮ اﻷرﻓﻊ ﻻﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻟﺼﻮن اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻠﻢ اﻟـــــﺪوﻟـــــﻴـــــﲔ، ﻣـــــﻦ أﻛــــﺜــــﺮ اﻟــــﺮﺳــــﻮم اﳌـﺮﺋـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻛــﻞ أﻃـــﺮاف اﳌـﻌـﻤـﻮرة. ﻟـﻜـﻦ ﻗﻠﻴﻠﲔ ﻳــﻌــﺮﻓــﻮن ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ. ﻓــﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ، ﻳﻘﻴﻢ ﻓــﻲ زاوﻳـــﺔ ﻏﻴﺮ ﻣـﺮﺋـﻴـﺔ ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ ﻋـﻤـﻞ ﺑــﺪﻳــﻊ ﻟـﻮاﺣـﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺮﺳــﺎﻣــﲔ اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﲔ اﻷﺷـﻬـﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.
ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ اﳌﻨﺘﺪﻳﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﻌﺒﺔ اﻷﻣﻢ، ﺛﻤﺔ وﺟﻮه ﺑﻼ أﺳﻤﺎء، وﻫﻨﺎك أﺳﻤﺎء ﺑﻼ وﺟﻮه ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣـﺮﺋـﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳـﻜـﺎد ﻳـﻜـﻮن ﻣﻨﺴﻴﴼ: أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٠٢ ﻣـﻦ اﻷﻋـﻤــﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓـﻲ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة.
ﺗﺒﺪو اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﳌﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﺮح. ﻳﻨﺺ ﻣﻴﺜﺎق اﻷﻣـــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻋـﻠـﻰ ﻣﻨﺤﻪ اﻟــﺪور اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻲ ﻣـــﻦ أﺟـــﻞ ﺻـــﻮن اﻷﻣـــﻦ واﻟﺴﻠﻢ اﻟﺪوﻟﻴﲔ. ﺑﻴﺪ أﻧﻪ ﻳﻌﻜﺲ أﻳــﻀــﴼ اﻟــﺘــﺠــﺎذﺑــﺎت واﻟـــﺘـــﻮازﻧـــﺎت اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺑــﲔ دول اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـﻨـﺎﻗـﺶ أﻋــﻀــﺎؤه اﻟـﺨـﻤـﺴـﺔ ﻋﺸﺮ أي ﻗﻀﻴﺔ أو أزﻣــﺔ أو ﻣﺴﺄﻟﺔ، ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﲔ إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ وﻣﻦ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻜﻮﻧﻐﻮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وﻣﻦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن إﻟﻰ ﻣـﻴـﺎﻧـﻤـﺎر، وﻣــﻦ ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ إﻟـﻰ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ، وﻫﻠﻢ ﺟـﺮﴽ، ﻳﺘﺮﻗﺐ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺧــﻼﺻــﺔ ﻣــﺎ ﻗــﺪ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻗـﺮارات، وﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪ ﻣﻨﺪوب أو ﻣﻨﺪوﺑﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻓﻘﺔ أو ﳌﻤﺎرﺳﺔ ﺣــﻖ اﻟـﻨـﻘـﺾ )اﻟـﻔـﻴـﺘـﻮ( ﻣــﻦ اﻟــﺪول اﻟـــﺨـــﻤـــﺲ اﻟـــــﺪاﺋـــــﻤـــــﺔ اﻟـــﻌـــﻀـــﻮﻳـــﺔ: اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة، وﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ، وﻓــﺮﻧـﺴـﺎ، وروﺳــﻴــﺎ واﻟــﺼــﲔ. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة، ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻮﺣﺔ ﻣــﻬــﻤــﺔ ﻟــﻠــﻐــﺎﻳــﺔ، ﻟــﻜــﻦ ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻠـﻬـﺎ ﻏـﻴـﺮ ﻣــﻌــﺮوﻓــﺔ ﻟـﻠـﻔـﻨـﺎن اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﻨﺮوﻳﺠﻲ ﺑﻴﺮ ﻻﺳــﻮن ﻛـــﺮوغ. ﻻ ﻳﻘﺪم اﻟﻘﻴﻤﻮن ﻋﻠﻰ »ﻗﺴﻢ اﻟﻬﺪاﻳﺎ« ﻓـــﻲ اﻷﻣــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﺷــﺮﺣــﴼ واﻓــﻴــﴼ ﻋــﻦ ﻫــﺬا اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟـﻔـﻨـﻲ اﻟـــﺬي ﺑﻘﻲ ﻣﻦ دون ﻋـﻨـﻮان، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺮى اﻟــﺘــﻮاﻓــﻖ ﻋـﻠـﻰ اﻋــﺘــﺒــﺎره »ﺟــﺪارﻳــﺔ ﻣــــــﻦ أﺟــــــــﻞ اﻟــــــــﺴــــــــﻼم«. ﻳـــﻜـــﺘـــﻔـــﻮن ﺑـﻮﺻـﻒ اﻟــﻮاﺿــﺢ ﻣﻤﺎ ﻓـﻴـﻪ، وﻫﻮ أن ﻓﻴﻪ ﻃﺎﺋﺮ اﻟﻔﻴﻨﻴﻖ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ اﻟـــﺮﻣـــﺎد وﻣـــﻦ ﺣــﻮﻟــﻪ رﻣـــــﻮز. ﻳﻔﻴﺪ ﻛـــﺮوغ ﻧﻔﺴﻪ ﺑــﺄن »اﻟـﺮﺳـﻤـﺔ ﺗﺮﻣﺰ إﻟـﻰ ﻣﺎ آﻣـﻞ ﻓﻴﻪ، وأﺛــﻖ ﺑـﺄن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ذات ﻳﻮم ﺑﻔﻀﻞ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﺑﻔﻀﻞ ﺟﻬﻮدﻧﺎ ﻧﺤﻦ«.
ﻳـــﻔـــﻴـــﺪ اﳌــــــﺴــــــﺆول ﻋـــــﻦ إدارة ﻣـﻨـﺸـﺂت اﻷﻣـــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻛــﻼودﻳــﻮ ﺳــﺎﻧــﺖ أﻧــﺠــﻠــﻮ، ﺑــــﺄن ﻫــــﺬا اﻟـﻌـﻤـﻞ وﺿﻊ ﻫﻨﺎك ﻷن اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻗﺎﻋﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ، وﻫﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻨﺮوﻳﺠﻴﺔ، ﻗﺮرت ذﻟﻚ.
ﺟﺪارﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻼم
ﺗـــــــــﺮوي اﻟــــﻠــــﻮﺣــــﺔ اﻟـــﻌـــﻤـــﻼﻗـــﺔ )ﺧــﻤــﺴــﺔ أﻣـــﺘـــﺎر ﺑــﺘــﺴــﻌــﺔ أﻣـــﺘـــﺎر( اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻘﺖ ﻋﺎم ٢٥٩١ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪار اﻟﺸﺮﻗﻲ ﳌﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻛﺮﺳﻲ اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ، ﻗــﺼــﺔ ﺳــﻌــﻲ اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ اﻟﺪوﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻼم ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮﺑﲔ اﻟـــﻌـــﺎﳌـــﻴـــﺘـــﲔ اﻷوﻟـــــــــﻰ واﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ. وﺗﻌﻜﺲ اﻟﺠﺪارﻳﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮات ﺑﲔ ﺗﻄﻠﻌﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ وﻣﺎﺿﻴﻪ اﳌـــﺘـــﻀـــﺎرب، وﺗـــﺬﻛــــﺮه ﺑــــﺄن ﻫــﻨــﺎك ﺿﺮورة أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮات ﺟﺬرﻳﺔ. ﻋـﺒـﺮ اﻟـﻔـﻨـﺎن اﻟـﻨـﺮوﻳـﺠـﻲ ﻋــﻦ ﺟـﺰء رﺋﻴﺴﻲ ﻣـﻦ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺴﻢ اﻟـــﻠـــﻮﺣـــﺔ أﻓـــﻘـــﻴـــﴼ، ﻟــﺘــﻐــﻠــﺐ اﻷﻟــــــﻮان اﻟــﺪاﻛــﻨــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺛﻠﺜﻬﺎ اﻟـﺴـﻔـﻠـﻲ ﻓﻲ ﺣﲔ ﻳﺒﺪو ﺛﻠﺜﺎﻫﺎ اﻟﻌﻠﻮﻳﺎن أﻛﺜﺮ إﺷـــﺮاﻗـــﴼ ﻳـﻐـﻠـﺐ ﻋـﻠـﻴـﻬـﻤـﺎ اﻟــﻠــﻮﻧــﺎن اﻷزرق واﻷﺑﻴﺾ اﻟﻠﺬان ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﻤﺎ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. اﻷﻟـﻮان اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺗـــﺸـــﻴـــﺮ إﻟــــــــﻰ اﻟــــــﺴــــــﻼم واﻟــــﺘــــﻘــــﺪم واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻓـﻲ ﺣـﲔ ﺗﻌﺞ اﻷﻟــﻮان اﻟـﺪاﻛـﻨـﺔ ﺑـﺎﳌـﺸـﺎﻫـﺪ اﻟﻜﺌﻴﺒﺔ. ﻳﻌﺪ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب ﺑـ »ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﻌﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﺤﺮﻳﺔ«. وﻟﺬﻟﻚ؛ ﻳﻈﻬﺮ ﻃـﺎﺋـﺮ اﻟﻔﻴﻨﻴﻖ ﺧـﺎرﺟـﴼ ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻫﺪ اﳌﻈﻠﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺸﻊ ﺑـــﺎﻷﺿـــﻮاء. وﻋـﻠـﻰ رﻏــﻢ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟـــﺒـــﺎدﻳـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﺮﺳـــﺎﻟـــﺔ اﳌــﺒــﺪﺋــﻴــﺔ ﻟــــﻠــــﺮﺳــــﺎم، ﺗــــﺄﺧــــﺬ اﻟـــﻠـــﻮﺣـــﺔ ﺑــﻌــﺪﴽ أﻳﻘﻮﻧﻴﴼ ﻣﻌﻘﺪﴽ ﻛﻠﻤﺎ أﻧﻌﻢ اﳌﺸﺎﻫﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ. ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﺮوج ﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟــﻘــﻴــﻢ اﻟــــﺬي ﺗــﻘــﻮده اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﻏﻴﺮ أن ﻫﻨﺎك أﻳﻀﴼ ﺧﻴﻄﴼ رﻗﻴﻘﴼ ﻳﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋـﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺣــــﺮب ﻣــﺨــﻴــﻔــﺔ، ورﻣــــــﺰﴽ ﳌـــﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ أن ﺗﻤﺜﻠﻪ. وﻣﻊ أﻧــﻬــﺎ رﺳــﻤــﺖ ﻛــﻲ ﺗـﻤـﺜـﻞ اﻷﻫــــﺪاف اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ، ﺗﺼﻮر اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ. واﻧﻄﻠﻖ اﻟﺮﺳﺎم ﻣــــﻦ اﻟـــــﺠـــــﺬور اﻟــﻌــﻤــﻴــﻘــﺔ ﻟــﻠــﺤــﺮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ، ﺑــﻤــﺎ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣﻦ ﻣـﺸـﻜـﻼت وﻣـــﻦ دﻋــﺎﻳــﺔ ﻟـﻠـﻨـﺎزﻳـﲔ. ﻳﺸﺎع أﻧـﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃـﻠـﺐ ﻣـﻦ ﻛـﺮوغ أن ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻤﻼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻟﻠﻘﺎﻋﺔ اﻷﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺟﺮى ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﺻﻮرة واﺣﺪة. ﻟـــﻜــــﻦ ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺴـــﺒـــﺔ ﻟــــــﻜــــــﺮوغ، اﻟـــــﺬي ﻋﺎﻳﺶ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻨﺎزي، وﺳﺠﻨﻪ اﻟــﻨــﺎزﻳــﻮن ﳌـــﺪة ﻋـــﺎم، ﻛـــﺎن اﻟـﺴـﻼم ﻣـﺠـﺮد وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮب. واﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل اﻟﻴﻮم ﻋــﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـــﻦ، ﺣـﻴـﺚ ﻻ ﻳــﺰال أﻋــﻀــﺎؤه اﻟــﺪاﺋــﻤــﻮن ﻋـﻠـﻰ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟـــﺪور اﻟـــﺬي ﻗــﺎﻣــﻮا ﺑــﻪ ﻓﻲ اﻟــﺤــﺮب اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ. ﺑﺴﺒﺐ ذﻟـــــﻚ وﺑـــﺴـــﺒـــﺐ اﻟـــﻔـــﻴـــﺘـــﻮ، ﻳـﺨـﺸـﻰ ﻛﺜﻴﺮون أن ﻳﺘﺤﻮل ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ إﻟــــﻰ ﻫــﻴــﺌــﺔ ﻋــﺪﻳــﻤــﺔ اﻟــــﻘــــﺪرة ﻋـﻠـﻰ إﻟــﻬــﺎم اﻟـــﺴـــﻼم، وﻫــــﺬا ﻣــﺎ أراد أن ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛـﺮوغ ﻓﻲ ﺟﺪارﻳﺘﻪ. ﺗﻜﻤﻦ اﳌﻔﺎرﻗﺔ ﻓﻲ أن ﻟﻮﺣﺔ ﻛﺮوغ ﺗﺬﻛﺮ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺪاﺋﻤﲔ ﺑﺪورﻫﻢ اﻟــــــﻀـــــــﺮوري ﻓـــــﻲ ﺻــــــﻮن اﻟـــﺴـــﻼم واﻟــﻨــﻬــﻮض ﺑــﻪ ﻓــﻲ ﻋــﺎﻟــﻢ ﻣــﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، وﺑﺄﺧﻄﺎر اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﳌﺎﺿﻲ.
ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣﺔ، ﻫﻨﺎك أﻋﻤﺎل ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻛﺒﺮى. ﻫﻨﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ:
»ﻏﲑﻧﻴﻜﺎ« ﻣﻘﻠﺪة ﺑﺈﺷﺮاف ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ
ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺪﺧـــﻞ ﻗـــﺎﻋـــﺔ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻷﻣــــﻦ، ﻳــﻮﺟــﺪ ﻟــﻮﺣــﺔ ﺟــﺪارﻳــﺔ ﻣﻦ اﻟـﻘـﻤـﺎش ﺗﻘﻠﺪ ﻟـﻮﺣـﺔ »ﻏﻴﺮﻧﻴﻜﺎ« اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻟﺒﺎﺑﻠﻮ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ. وأﻋﺪت ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ ﻧﻴﻠﺴﻮن روﻛﻔﻠﺮ ﻋﺎم ٥٥٩١، وﻗﺮرت أرﻣﻠﺘﻪ ﻫﺎﺑﻲ روﻛﻔﻠﺮ ﻻﺣﻘﴼ إﻋﺎرﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﺣﻴﺚ ﺟﺮى ﺗﻌﻠﻴﻘﻬﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺠـــﺪار اﻟــﺨــﺎرﺟــﻲ ﳌﺠﻠﺲ اﻷﻣــــﻦ ﻓـــﻲ ٣١ ﺳـﺒـﺘـﻤـﺒـﺮ )أﻳـــﻠـــﻮل( ٥٨٩١. ﺻﻨﻌﺖ ﻫﺬه اﻟﺠﺪارﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏـــﺮار اﻟـﻠـﻮﺣـﺔ اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ وأﻧﺘﺠﻬﺎ ﺟﺎﻛﻠﲔ دو ﻻ ﺑﻮم دورﺑﺎك ﺑﺈﺷﺮاف ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ ﻧﻔﺴﻪ.
ﺗـﺴـﺘـﻌـﻴـﺪ ﻟــﻮﺣــﺔ »ﻏـﻴـﺮﻧـﻴـﻜـﺎ« اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ، وﻫــﻲ زﻳﺘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎدي واﻷﺑــــــﻴــــــﺾ واﻷﺳـــــــــــــــﻮد، ﻓـــﻈـــﺎﺋـــﻊ اﻟــــﺤــــﺮب. رﺳــﻤــﻬــﺎ ﺑــﻴــﻜــﺎﺳــﻮ ﻋــﺎم ٧٣٩١ وﺳﻤﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﺳــﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺒﺎﺳﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻔﻬﺎ اﻟﻨﺎزﻳﻮن واﻟﻔﺎﺷﻴﻮن ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ ﺑـﻄـﻠـﺐ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﻮﻣـﻴـﲔ اﻹﺳﺒﺎن. وﻃﻠﺐ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ أﻻ ﺗﻌﺎد اﻟﻠﻮﺣﺔ إﻟﻰ وﻃﻨﻪ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ »اﻟـــﻌـــﻮدة إﻟـــﻰ اﻟــﺤــﺮﻳــﺎت اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ« ﻫﻨﺎك. وﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٩٣٩١، ﻋﺮﺿﺖ »ﻏﻴﺮﻧﻴﻜﺎ« ﻣﺆﻗﺘﴼ ﺑــﺼــﻔــﺘــﻬــﺎ اﺣــﺘــﺠــﺎﺟــﴼ ﻓــﻨــﻴــﴼ ﺿـﺪ ﻓﻈﺎﺋﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﲔ ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻷﻫـــﻠـــﻴـــﺔ اﻹﺳـــﺒـــﺎﻧـــﻴـــﺔ. وﺗـــﻌـــﺮض ﳌـــﺄﺳـــﺎة اﻟـــﺤـــﺮب واﳌـــﻌـــﺎﻧـــﺎة اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺴــﺒــﺒــﻬــﺎ، وﻫـــــﻲ ﺻــــــﺎرت ﻣـﻌـﻠـﻤـﴼ أﺛـــــﺮﻳـــــﴼ، ﻟــﺘــﺼــﻴــﺮ ﺗـــــﺬﻛـــــﺎرﴽ داﺋـــﻤـــﴼ ﺑﻤﺂﺳﻲ اﻟﺤﺮوب، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻧﻬﺎ ﺗــﺠــﺴــﺪ اﻟــــﺴــــﻼم. وﻫـــــﻲ ﺗــﻌــﺪ ﻣـﻦ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻬﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
وﻓﻲ ٥ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٣٠٠٢، وﺿــــﻌــــﺖ ﺳــــﺘــــﺎرة زرﻗــــــــﺎء ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻟــﺘــﻐــﻄــﻴــﺔ ﻫـــــﺬا اﻟـــﻌـــﻤـــﻞ ﻓــــﻲ اﻷﻣــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﺑـﺤـﻴـﺚ ﻻ ﻳــﻜــﻮن ﻣﺮﺋﻴﴼ ﻓــﻲ اﻟـﺨـﻠـﻔـﻴـﺔ، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻋــﻘــﺪ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻋﺎﻣﺬاك ﻛﻮﻟﻦ ﺑــﺎول واﳌــﻨــﺪوب اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﻟـﺪاﺋـﻢ آﻧـﺬاك ﻟﺪى اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺟﻮن ﻧﻴﻐﺮوﺑﻮﻧﺘﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮات ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻷﻣـــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة. وﻓــــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ، أﻓﻴﺪ ﺑﺄن اﻟﺴﺘﺎرة اﻟﺰرﻗﺎء وﺿـــﻌـــﺖ ﻫـــﻨـــﺎك ﺑـــﻨـــﺎء ﻋــﻠــﻰ ﻃﻠﺐ ﻣـﻦ ﻓــﺮق ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، اﺷﺘﻜﺖ ﻣﻦ أن اﻟﺨﻄﻮط اﳌﺘﻮﺣﺸﺔ واﻟﻮﺟﻮه اﻟﺼﺎرﺧﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ. ﻏﻴﺮ أن ﺑـﻌـﺾ اﻟـﺪﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻴـﲔ أﻓـــﺎدوا ﺑــﺄن إدارة اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺟـــﻮرج ﺑـﻮش ﺿــﻐــﻄــﺖ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺴـــﺆوﻟـــﻲ اﻷﻣــــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ رﺳﻤﺔ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮاق.
وﻓـﻲ ٧١ ﻣـﺎرس )آذار( ٩٠٠٢، ﻧــﻘــﻠــﺖ »ﻏــﻴــﺮﻧــﻴــﻜــﺎ« إﻟــــﻰ ﻣــﻌــﺮض ﻓــﻲ ﻟــﻨــﺪن ﺑﺴﺒﺐ إﺟــــﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗـﺠـﺪﻳـﺪ واﺳــﻌــﺔ اﻟـﻨــﻄــﺎق ﻓــﻲ ﻣﻘﺮ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، وأﻋﻴﺪت ﻓﻲ ﻣﺎرس ٥١٠٢.
»ﻧﺎﻓﺬة ﺷﺎﻏﺎل« اﻟﺰرﻗﺎء
ﺗـــﻌـــﺪ »ﻧـــــﺎﻓـــــﺬة ﺷـــــﺎﻏـــــﺎل« ﻣــﻦ اﻟــــﺰﺟــــﺎج اﳌــــﻠــــﻮن اﻟـــﺘـــﻲ ﺻـﻤـﻤـﻬـﺎ اﻟـــــﻔـــــﻨـــــﺎن اﻟــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻲ ﻣـــــــﻦ أﺻــــﻞ ﺑـــﻴـــﻼروﺳـــﻲ ﻣـــــﺎرك ﺷـــﺎﻏـــﺎل )وﻟـــﺪ ﻋــــﺎم ٧٨٨١ ﻓـــﻲ روﺳـــﻴـــﺎ – ﺗــﻮﻓــﻲ ﻋـــــﺎم ٥٨٩١ ﻓــــﻲ ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﺎ( ﻧــﺼــﺒــﴼ ﺗﺬﻛﺎرﻳﴼ ﻟﻸﻣﲔ اﻟﻌﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة داغ ﻫﻤﺮﺷﻮﻟﺪ، ﻣﻦ أروع اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ اﳌﻘﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. وﺻــــﻤــــﻢ ﺷـــــﺎﻏـــــﺎل ﻫـــــــﺬه اﻟـــﻠـــﻮﺣـــﺔ وﺣﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ زﺟﺎج ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺗﺸﺎرﻟﺰ ﻣﺎرك، ﻓﻲ رﻳﻤﺲ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ. وﻋـــــﻦ ﻋــﻤــﻠــﻪ ﻗـــــﺎل ﺷــــﺎﻏــــﺎل: »ﺑــﻜــﻞ روﺣﻲ، أردت أن أﻧﻘﻞ ﻣﺪى إﻟﻬﺎﻣﻲ وإﻟـــﻬـــﺎم داغ ﻫــﻤــﺮﺷــﻮﻟــﺪ وﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﻀﻮا ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻼم. وﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف ﺑﺎﻟﺬات أﻧﺸﺌﺖ اﻷﻣـــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة«. وأوﺿـــﺢ »أﺛـﻨـﺎء ﻗﻴﺎﻣﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ أي ﻧﻈﺮﻳﺎت راﻫﻨﺔ. وأود أن ﻳﺘﺄﺛﺮ اﻟﻨﺎس ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺛﺮت أﻧﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻨﻬﻤﻜﴼ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي أﻧﺠﺰ ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ ﺷــﻌــﻮب اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻓـــﻲ ﻛﻞ اﻟﺒﻠﺪان، ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺴﻼم واﳌﺤﺒﺔ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ إن »اﻷﻣﺮ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ أﻻ ﻧــﺮاه، ﺑﻞ ﻧﺤﺲ ﺑــﻪ«. وﻓـﻲ وﺻﻔﻪ ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣﺔ، ﻗﺎل: »ﻳﺠﺐ أن ﺗﻈﻬﺮ ﻫــﺬه اﻷﻟـــﻮان وﻫـــﺬه اﻷﺷــﻜــﺎل، ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف، أﺣﻼﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﻧﺘﺼﻮرﻫﺎ اﻟﻴﻮم«.
ووﻓــﻘــﴼ ﳌــﻮﻗــﻊ اﻷﻣــــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، ﻳﺒﺪو ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳـــــﻤـــــﻦ ﻣـــــﻦ اﻟــــﻠــــﻮﺣــــﺔ اﻟــﺒــﺸــﺮﻳــﺔ ﺗـــﻮﻗـــﻬـــﺎ إﻟــــــﻰ اﻟـــــﺴـــــﻼم. وﻳـــﺼـــﻮر اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻷﻳــﺴــﺮ ﻣــﻦ اﻷﻋــﻠــﻰ إﻟــﻰ اﻷﺳﻔﻞ، اﻷﻣﻮﻣﺔ واﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻼم. وﻻ ﺷﻚ ﻓــﻲ أن اﳌــﻮﺳــﻴــﻘــﻰ واﻷدب أﻟﻬﻤﺎ ﺷــﺎﻏــﺎل ﻹﺑـــﺪاع ﻓـﻜـﺮة اﻟــﻨــﺎﻓــﺬة؛ إذ إن اﻟـــﺮﻣـــﻮز ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣــﺴــﺘــﻮﺣــﺎة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻟﺒﻴﺘﻬﻮﻓﻦ، وﻫـــﻲ اﳌـﻔـﻀـﻠـﺔ ﻟـــﺪى ﻫـﻤـﺮﺷـﻮﻟـﺪ، وﻣـــﺴـــﺘـــﻤـــﺪة أﻳــــﻀــــﴼ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻜـــﺘـــﺎب اﳌﻘﺪس. وﺗﻘﺴﻢ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎت ﺷﺠﺮة ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﻨﺎﻓﺬة إﻟـﻰ ﻧﺼﻔﲔ. ﻳﺼﻮر اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﺴﺮ ﻋﺎﳌﴼ ﻳﻌﻤﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﻔﺮح ﺑﲔ اﻟﻨﺎس وﺣﺘﻰ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت. ﻟﻜﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ أﻓﻌﻰ ﻗــــــﺮب ﺟــــــﺬع اﻟــــﺸــــﺠــــﺮة. وﺗـــﻮﺟـــﺪ ﻓـــﻲ اﻟــﻨــﺼــﻒ اﻷﻳـــﻤـــﻦ ﺟـــﻤـــﻮع ﻣـﻦ اﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻣﺮأة ﺗﺮﺗﺪي ﻋﺒﺎء ة ﺣﻤﺮاء ﺗﻨﺤﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺸﺠﺮة ﺣــﺰﻳــﻨــﺔ، وﻃـــﻔـــﻞ رﺿـــﻴـــﻊ ﻟـــﻪ وﺟــﻪ ﻳــﺸــﺒــﻪ وﺟــــﻪ ﺷـــﺎﻏـــﺎل، ﻳــﻠــﻮح إﻟــﻰ اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة.
»اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ«
أﻋـــــــﺎدت ﻣــﺆﺳــﺴــﺔ »ﻛـــــﻮ أوب ﻣﻮزاﻳﻴﻚ آرﺗﻴﺴﺘﻴﻜﻮ ﻓﻴﻨﻴﺰﻳﺎﻧﻮ« رﺳــــــﻢ ﻟــــﻮﺣــــﺔ ﻧـــــﻮرﻣـــــﺎن روﻛــــﻮﻳــــﻞ اﳌــــﺴــــﻤــــﺎة »اﻟـــــﻘـــــﺎﻋـــــﺪة اﻟـــﺬﻫـــﺒـــﻴـــﺔ« ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎء ﻋــﺎم ٥٨٩١، وﻧﻔﺬت ﺑﺄﻟﻮاح ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ زﺟﺎج ﻣـﻮراﻧـﻮ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑـﺄن روﻛـﻮﻳـﻞ رﺳﻢ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﻔﺤﻢ ﺑﻄﻮل ﻋﺸﺮ أﻗﺪام ﻣـﻦ أﺟــﻞ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة. وﻗــﺎل ﻓﻲ ﻣــﻘــﺎل ﺑــﻌــﻨــﻮان »أﻧــــﺎ أرﺳــــﻢ ﻟـﻮﺣـﺔ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة اﻟـﺬﻫـﺒـﻴـﺔ« إﻧـــﻪ »ﻣــﺜــﻞ أي ﺷــﺨــﺺ آﺧـــــﺮ، ﻳـــﺴـــﺎورﻧـــﻲ اﻟـﻘـﻠـﻖ ﺣـﻴـﺎل اﻟـﻮﺿـﻊ اﻟـﻌـﺎﳌـﻲ، وﻣـﺜـﻞ أي ﺷﺨﺺ آﺧﺮ، أود أن أﺳﺎﻫﻢ ﺑﺸﻲء ﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﻢ اﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪة«، ﻣـﻀـﻴـﻔـﴼ أن »اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺳـــﺎﻫـــﻢ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻫـــﻲ ﻣـــﻦ ﺧــﻼل ﻟـــﻮﺣـــﺎﺗـــﻲ. ﻟــــﺬﻟــــﻚ؛ ﻓـــﺈﻧـــﻲ أﺣـــــﺎول أن أﻓــــﻜــــﺮ ﻣـــﻨـــﺬ وﻗــــــﺖ ﻃــــﻮﻳــــﻞ ﻓــﻲ ﻣــﻮﺿــﻮع ﻗــﺪ ﻳــﻜــﻮن ﻣــﺴــﺎﻋــﺪﴽ. ﺛﻢ ﻓﻲ أﺣـﺪ اﻷﻳــﺎم، )ﻻ أﻋــﺮف ﳌــﺎذا أو ﻛﻴﻒ( ﺧﻄﺮت ﻟـﻲ ﻓﺠﺄة اﻟﻔﻜﺮة«، وﻫﻲ أن »اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﻟـﻶﺧـﺮﻳـﻦ ﻛـﻤـﺎ ﺗـﺮﻳـﺪ ﻟـﻶﺧـﺮﻳـﻦ أن ﻳﻔﻌﻠﻮا ﻟـﻚ - ﻛــﺎن اﳌــﻮﺿــﻮع اﻟـﺬي ﻛــﻨــﺖ أﺑــﺤــﺚ ﻋــﻨــﻪ. وﻋــﻠــﻰ اﻟــﻔــﻮر، ﺷــﻌــﺮت ﺑــﺤــﻤــﺎﺳــﺔ ﺷـــﺪﻳـــﺪة. ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺻــﻮر اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ؟ وﺑﺪأت رﺳﻢ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﻮاع اﻟﺮﺳﻮم«. ﺛﻢ ﺗﺬﻛﺮ أن ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﻮ ﻣﺮﺳﻤﻪ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﻔﺤﻢ ﻟـﻢ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻃـﻮﻟـﻬـﺎ ﻋـﺸـﺮ أﻗـــﺪام ﺗﻤﺜﻞ ﺻــﻮرة اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮي. وﺣــﺎول أن ﻳﺼﻮر ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺷـﻌـﻮب اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ. وﻗــــﺎل: »ﻫــﻜــﺬا أردت أن أﻋــﺒــﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ«. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣـــــﻦ ﻓـــﻲ ﺣــــﺎل اﻧــﻌــﻘــﺎد وﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ. ﻷﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮب ﻓــﺈن ﻣــﺪاوﻻت اﳌــــﺠــــﻠــــﺲ ﻗـــــﺪ ﺗـــﻌـــﻨـــﻲ اﻟــــﺴــــﻠــــﻢ أو اﻟﺤﺮب. واﻋﺘﺮف روﻛﻮﻳﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ اﻟـﻠـﻮﺣـﺔ. وﻗـــﺎل: »ﻟــﻢ أﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻛﻤﺎل اﻟﻠﻮﺣﺔ، ﻻ ﻷﻧﻨﻲ ﻓﻘﺪت اﻟـﺜـﻘـﺔ ﺑــﺎﻷﻣــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﺑــﻞ ﻷﻧﻨﻲ ﻓﻘﺪت اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻘﺪرﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ أردت أن أﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻮﺣﺔ«. وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ راﺟــــﻊ ﻟــﻮﺣــﺘــﻪ اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ ﻋـــﺮف أن ﻫـــﺬا ﻗــﺪ ﻳــﻜــﻮن اﻷﺳـــﺎس اﻟﺬي ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻮﺣﺘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪة. وﻇﻬﺮت اﻟﻠﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻼف ﻣﺠﻠﺔ »ﺳﺎﺗﻮرداي إﻳﻔﻨﻴﻨﻎ ﺑﻮﺳﺖ« ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ١٦٩١ ﻓﻲ اﻟﺰاوﻳﺔ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ اﻟﻴﻤﻨﻰ، ووﺿــﻊ اﻟﻔﻨﺎن ﺻــــﻮرة ﻟــﺰوﺟــﺘــﻪ اﻟــﺮاﺣــﻠــﺔ، ﻣــﺎري ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺤﻔﻴﺪ اﻟـــﺬي ﻟــﻢ ﺗــﺮه ﻗﻂ. وﺑﻌﺪ أن ﻇﻬﺮت »اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ« ﻏﻼف ﻣﺠﻠﺔ، ﻗﺪم اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﲔ واﻟــﻴــﻬــﻮد ﻟـﺮوﻛـﻮﻳـﻞ »ﺟﺎﺋﺰة اﻟﺤﻮار ﺑﲔ اﻷدﻳﺎن«.
»ﻛﻔﺎح اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﻼم ﻣﺴﺘﺪام«
ﺗـــــﻤـــــﺜـــــﻞ ﺟــــــــــﺪارﻳــــــــــﺔ »ﻛــــــﻔــــــﺎح اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻼم اﻟﺪاﺋﻢ« أﺣﺪ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻷوﻟﻰ اﳌـــﻬـــﻤـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻌــﻠــﻖ ﻓــــﻲ اﳌــﺒــﻨــﻰ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ )ﻣـــــﺎرس ٣٥٩١(. ووﻓــﻘــﴼ ﻟـﻠـﻔـﻨـﺎن اﻟـﺪوﻣـﻴـﻨـﻴـﻜـﺎﻧـﻲ ﺧﻮﺳﻴﻪ ﻓﻴﻠﻼ زاﻧـﻴـﺘـﻲ، ﻓﺈﻧﻬﺎ »ﺗــﺮﻣــﺰ إﻟﻰ اﻷﻫﺪاف اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة. وﻫـﺬه اﻟﺮﻣﻮز ﺗﺼﺮخ، وﺗﺘﻀﺮع، وﺗــﻤــﺘــﺪح، وﺗـــﺪﻳـــﻦ، ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ أﻣﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻼم«. وﺗﺼﻮر اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻛـــﻔـــﺎح اﻟــــﻨــــﺎس ﻣــــﻦ أﺟـــــﻞ اﻟـــﺴـــﻼم اﳌــﺴــﺘــﺪام، ﺑـــﺪءﴽ ﻣــﻦ دﻣـــﺎر اﻷﺳــﺮة واﻧــﺘــﻬــﺎء ﺑـﺎﻟـﻘـﻴـﺎﻣـﺔ، وﻓـﻴـﻬـﺎ ﻃﻔﻞ ﺑﻌﻴﻨﲔ ﺑﺮاﻗﺘﲔ ﻳﻨﻈﺮ ﻧﺤﻮ ﺟﻴﻞ ﻣـــﻦ اﻟـــﺴـــﻼم. وﺗــﻈــﻬــﺮ ﻣـﻌـﺴـﻜـﺮات اﻻﻋﺘﻘﺎل وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﺼﻒ وﻛﻞ اﳌـــﺤـــﻦ اﳌــــﻌــــﺎﺻــــﺮة ﻓــــﻲ اﻟـــﻠـــﻮﺣـــﺔ، ﺣـﻴـﺚ ﻳﻈﻬﺮ ﻓــﻲ وﺳـﻄـﻬـﺎ ﻋﻤﻼق ﺑﺄرﺑﻊ أذرع ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺠﻬﺎت اﻷرﺑﻊ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣـﺎﻣـﻼ اﻟﺸﻌﺎر اﻷزرق ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ. وﻫـﻲ ﺗﺸﺒﻪ أﻳﻀﴼ ﻗﺒﺔ ﻣﺒﻨﻰ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻣﺰﴽ ﻹﻋﺎدة اﻹﻋـــــﻤـــــﺎر ﺑـــﻌـــﺪ اﻟــــﺤــــﺮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
ﺟﺪارﻳﺘﺎ »اﳊﺮب« و»اﻟﺴﻠﻢ« اﳌﺘﻘﺎﺑﻠﺘﺎن
ﻻ ﺷـــــﻚ ﻓـــــﻲ أن ﺟـــﺪارﻳـــﺘـــﻲ »اﻟــﺤــﺮب« و»اﻟـﺴـﻠـﻢ« ﺗﺨﺘﺼﺮان اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬﻟﻬﺎ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة. ﺗﻘﻊ ﻣﻬﻤﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﺤﺮب إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﳌﻴﺜﺎق. وﻟﺬﻟﻚ؛ ﻗﺒﻞ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم اﻷول ﻟـﻠـﻤـﻨـﻈـﻤـﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﺗـﺮﻳـﻎ ﻟــﻲ ﻋـــﺎم ٢٥٩١ ﻫـــﺬه اﻟــﻬــﺪﻳــﺔ ﻣﻦ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﺒــﺮازﻳــﻠــﻴــﺔ. وواﻓــــﻖ ﻣـــﺠـــﻠـــﺲ ﻣـــﺴـــﺘـــﺸـــﺎري اﻟـــﻔـــﻨـــﻮن ﻟـــﻸﻣـــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺮﺳـــﻮم اﻷوﻟــﻴــﺔ ﻟﻠﺠﺪارﻳﺘﲔ ﻓـﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٣٥٩١. ووﺻــــﻠــــﺖ اﻟـــﺠـــﺪارﻳـــﺘـــﺎن ﺑــﻌــﺪ إﻛــﻤــﺎﻟــﻬــﻤــﺎ إﻟــــﻰ ﻣــﻘــﺮ اﻷﻣـــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻓــــﻲ ﻋـــــﺎم ٦٥٩١. وﻓــﻲ اﻟــــﺴــــﻨــــﺔ اﻟــــﺘــــﺎﻟــــﻴــــﺔ، ﺑـــــــﺪأ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﺑﺘﻌﻠﻴﻘﻬﻤﺎ. وﻓﻲ ﻣﻌﺮض وﺻﻔﻪ ﻟــﺠــﺪارﻳــﺔ »اﻟـــﺤـــﺮب« ﻗـــﺎل اﻟـﻔـﻨـﺎن ﻛـﺎﻧـﺪﻳـﺪو ﺑـﻮرﺗـﻴـﻨـﺎري: »ﻟــﻢ ﺗﻌﺪ اﻟـــــﺤـــــﺮب اﻟـــــﻴـــــﻮم ﺳــــﺎﺣــــﺔ ﺣـــــﺮب: ﺑـــﻞ ﻣــﻌــﺎﻧــﺎة اﻟــﺒــﺸــﺮﻳــﺔ، ﻣــﻴــﺎدﻳــﻦ ﻣـﺤـﻄـﻤـﺔ، ﻣـــﺪن ﻣــﻬــﺪﻣــﺔ، وﻧـﺴـﺎء وأﻃـــﻔـــﺎل ﺿــﺤــﺎﻳــﺎ، ﻋــﺎﻟــﻢ ﺗـﻤـﺰﻗـﻪ اﻟــﻨــﻜــﺒــﺎت، ﺗـﺠـﺘـﺎح ﺧــﺮاﺑــﻪ رﻳــﺎح اﻟــﺨــﺒــﻞ، اﻟــﺠــﻨــﻮن«. أﻣـــﺎ ﺟــﺪارﻳــﺔ »اﻟــﺴــﻼم« ﻓﺎﺳﺘﻠﻬﻤﺖ ﻣــﻦ ﺣـﺎل اﻟﻬﺪوء اﳌﺜﺎﻟﻲ واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻟﻠﺮوح اﳌــﻮﺻــﻮﻓــﺔ ﻓــﻲ »ﻳـﻮﻣـﻴـﻨـﻴـﺪﻳـﺲ« ﻷﺳــﺨــﻴــﻠــﻮس. وﺑــﺎﺳــﺘــﺨــﺪام ﻣﺎ ﺳـﻤـﺎه »أﺷــﻜــﺎل ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻧﻘﻴﺔ، ﻧـــﻌـــﻮم ﻓــــﻲ اﻟـــــﻀـــــﻮء«، وﺗـــﻮﺣـــﻲ ﺟــﺪارﻳــﺔ اﻟـﺴـﻼم ﺑـﻮﺟـﻮد »أﺧــﻮة ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺑﲔ اﻟﺒﺸﺮ«.