أﻫﺎﻟﻲ اﶈﺘﺠﺰﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﻳﺮﻓﻀﻮن »اﻟﻔﺪﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«
ﺑــــﺪت »رﺣــــــﺎب« زوﺟـــــﺔ اﻟـــﺮاوﺋـــﻲ اﻟــــﺴــــﻮداﻧــــﻲ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــﻐـــﻨـــﻲ ﻛــــــﺮم اﻟــﻠــﻪ ﻣــﺘــﻤــﺎﺳــﻜــﺔ ﻧــﺴــﺒــﻴــﴼ، ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻏـــﻢ ﻣﻦ ﻃﻮل ﻓﺘﺮة ﻏﻴﺎب زوﺟﻬﺎ، اﳌﻌﺘﻘﻞ ﻣﻊ آﺧـــﺮﻳـــﻦ، ﻣــﻨــﺬ ﻣـﻨـﺘـﺼـﻒ ﺷــﻬــﺮ ﻳـﻨـﺎﻳـﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻻﺷـﺘـﺮاﻛـﻪ ﻓﻲ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﺳﻠﻤﻴﺔ، ﺿﺪ اﻻرﺗﻔﺎع ﻏـــﻴـــﺮ اﳌـــﺴـــﺒـــﻮق ﻓــــﻲ أﺳــــﻌــــﺎر اﻟــﺴــﻠــﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ »اﻟﺨﺒﺰ«.
وﻳـــﺤـــﺘـــﺠـــﺰ اﻷﻣـــــــــﻦ اﻟــــﺴــــﻮداﻧــــﻲ ﻋﺸﺮات اﻟﻘﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ واﻟﻨﺸﻄﺎء واﳌـﻮاﻃـﻨـﲔ، ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﻓــــﻲ اﻻﺣــــﺘــــﺠــــﺎﺟــــﺎت اﻟــــﺘــــﻲ ﻧــﻈــﻤــﺘــﻬــﺎ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ، وﺗﻮاﺻﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ، دون أن ﻳﻄﻠﻖ ﺳﺮاح ﺑــﻌــﻀــﻬــﻢ أو أن ﻳـــﻘـــﺪﻣـــﻮا ﳌــﺤــﺎﻛــﻤــﺎت ﻋــﺎدﻟــﺔ. و»رﺣـــــﺎب« ووﺻـﻴـﻔـﺎﺗـﻬـﺎ ﻣﻦ أﻣﻬﺎت وزوﺟﺎت وآﺑﺎء وإﺧﻮة وأﺧﻮات اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮن ٠٩ أﺳــﺮة ﻣﻌﺘﻘﻞ ﻟﺪى اﻷﻣــﻦ اﻟـﺴـﻮداﻧـﻲ، ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ أﻣﺲ، إﻧﻬﻢ ﻗﺪﻣﻮا اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺬﻛﺮات ﻟـــﺠـــﻬـــﺎز اﻷﻣــــــــﻦ، وﻣـــﻔـــﻮﺿـــﻴـــﺔ ﺣــﻘــﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن واﻟــﺒــﺮﳌــﺎن، وﺗــﻘــﺪم ﻋـــﺪد ﻣﻦ اﳌﺤﺎﻣﲔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻤﺬﻛﺮة ﻟﻠﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم، وﻃﻌﻨﻮا ﻓﻲ دﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎل ﻟﺪى اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ.
وأﻃﻠﻖ اﻷﻣﻦ اﻟﺴﻮداﻧﻲ، اﻷﺳﺒﻮع اﳌـﺎﺿـﻲ، ﺳــﺮاح ﻋـﺸـﺮات اﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ، وﻗـــﺎل ﻣﺴﺎﻋﺪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺼﺎدق ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ، ﻗﺒﻴﻞ اﻹﻓـﺮاج، إن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﺸﻴﺮ أﻣﺮ ﺑﺈﻃﻼق ﺳﺮاح »ﺟﻤﻴﻊ« اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ، وأن ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻃﻼق اﻟﺴﺮاح ﺳﺘﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء وﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ، وﺗﺘﻮاﺻﻞ ﺗﺒﺎﻋﴼ ﻟﺤﲔ اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻟﻜﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﻬﺎز اﻷﻣﻦ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﺻﻼح ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ »ﻗـﻮش«، ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن ذﻛـــﺮ ﻓــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺤــﺎت ﻻﺣــﻘــﺔ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺳﻮداﻧﻴﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، أن إﻃـــــــﻼق ﺳـــــــﺮاح ﺑـــﻘـــﻴـــﺔ اﳌــﻌــﺘــﻘــﻠــﲔ »رﻫـــــﲔ ﺑـﺘـﺤـﺴـﻦ ﺳــﻠــﻮك أﺣــﺰاﺑــﻬــﻢ«، وﻫﻮ ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮﺗﻪ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﳌــﻌــﺘــﻘــﻠــﲔ »رﻫــــﺎﺋــــﻦ«، ورﺑـــــﻂ إﻃـــﻼق ﺳﺮاﺣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت واﳌﻈﺎﻫﺮات.
وﻧـــــــﺪدت اﳌــﺘــﺤــﺪﺛــﺔ ﺑـــﺎﺳـــﻢ أﺳــﺮ اﳌـﻌـﺘـﻘـﻠـﲔ اﻟــﺒــﺎﻟــﻎ ﻋــﺪدﻫــﺎ ٠٩ أﺳـــﺮة، اﳌــﺤــﺎﻣــﻴــﺔ آﻣــــــﺎل اﻟــــﺰﻳــــﻦ، ﻓـــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻃﻮم أﻣﺲ، ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﻣﺪﻳﺮ ﺟﻬﺎز اﻷﻣﻦ، وﻗﺎﻟﺖ إن أﺳـﺮ اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ ﺗﻨﻈﺮ إﻟـﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋـﻠـﻰ أﻧــﻬــﻢ ﻣــﺘــﺴــﺎوون ﻓــﻲ وﻃﻨﻴﺘﻬﻢ اﳌــﻜــﻔــﻮﻟــﺔ وﻓــﻘــﴼ ﻟــﻠــﺪﺳــﺘــﻮر وﻣــﻮاﺛــﻴــﻖ ﺣـــــﻘـــــﻮق اﻹﻧـــــــﺴـــــــﺎن، وﻻ ﺗـــــﻔـــــﺮق ﺑــﲔ ﺣﺰﺑﻴﲔ أو ﻏﻴﺮ ﺣﺰﺑﻴﲔ. وأﺿـﺎﻓـﺖ: »ﻫﻜﺬا ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ، ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺨﻄﻮرة، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ أﺑﻨﺎؤﻧﺎ ﺳﺠﻨﺎء ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن أو ﺗﻬﻤﺔ أو ذﻧﺐ اﻗﺘﺮﻓﻮه، ﺑﻞ أﺻﺒﺤﻮا ﻣﺨﺘﻄﻔﲔ ﻛﺮﻫﺎﺋﻦ ﺑﺴﻘﻒ زﻣﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻤﻰ، ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻨﻈﺎم ﺗﺴﻠﻢ ﻓﺪﻳﺘﻬﻢ، أﻻ وﻫﻲ ﺗﻨﺎزل أﺣﺰاﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«.
وﻃﺎﻟﺒﺖ أﺳﺮ اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ وذووﻫﻢ، ﺑﺘﺪﺧﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﳌﺴﺆول اﻷول دﺳﺘﻮرﻳﴼ ﻋﻦ أداء ﺟﻬﺎز اﻷﻣﻦ، وﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر وﺣﻘﻮق اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﳌﻜﻔﻮﻟﺔ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ، وﺣﻔﻆ ﻛﺮاﻣﺘﻬﻢ، وﻓﻘﴼ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر واﻟﻴﻤﲔ اﻟﺘﻲ أداﻫﺎ. وﻻ ﺗﻮﺟﺪ إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت رﺳﻤﻴﺔ ﺑﺄﻋﺪاد اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ اﳌﻔﺮج ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻔﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪرﻫﻢ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺑﺎﳌﺌﺎت، ﺗﻘﻠﻞ ﺳﻠﻄﺎت اﻷﻣﻦ ﻣﻦ أﻋﺪادﻫﻢ، وﺗﺮﺟﻊ ﻟﺠﻨﺔ أﺳﺮ اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ ﻋــﺪم وﺟـــﻮد اﻹﺣـﺼـﺎﺋـﻴـﺎت إﻟﻰ إﺧﻔﺎء اﻷﻣﻦ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑــﺄﻣــﺎﻛــﻦ وأﻋـــــﺪاد اﳌـﻌـﺘـﻘـﻠـﲔ، وذﻛـــﺮت أن ﻫــﻨــﺎك ﻣﻌﺘﻘﻠﲔ ﻻ ﺗــﻌــﺮف أﺳـﺮﻫـﻢ أﻧــﻬــﻢ اﻋــﺘــﻘــﻠــﻮا، وأﺳــــﺮﴽ ﻻ ﺗــﻌــﺮف أﻳـﻦ ﻳﺤﺘﺠﺰ أﺑــﻨــﺎؤﻫــﺎ. وأﻋـﻠـﻨـﺖ »رﺣــﺎب« ووﺻــﻴــﻔــﺎﺗــﻬــﺎ ﺑـــﻮﺿـــﻮح رﻓــﻀــﻬــﻦ ﳌﺎ ﺳﻤﻴﻨﻪ »وﺿﻌﻴﺔ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ« ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻦ وأزواﺟـــﻬـــﻦ ﻣــﻦ اﳌـﻌـﺘـﻘـﻠـﲔ، وﺗـﻌـﻬـﺪن ﺑـ»اﻟﻨﻀﺎل« ﻣﻦ أﺟﻞ إﻃﻼق ﺳﺮاﺣﻬﻢ ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق اﳌﺸﺮوﻋﺔ واﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ.
ﺑـــﺪوره، ﻗــﺎل اﳌﻌﺘﻘﻞ اﳌـﻔـﺮج ﻋﻨﻪ ﻋـــــﺮوة اﻟــــﺼــــﺎدق، ﻟــﻠــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ، إﻧــﻪ اﻋﺘﻘﻞ ورﻓﺎﻗﻪ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﺮج ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ، دون أن ﻳﺮﺗﻜﺒﻮا ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮن، ﺑـــﻞ ﻣــــﺎرﺳــــﻮا ﺣـﻘـﴼ ﻳﻜﻔﻠﻪ اﻟﺪﺳﺘﻮر واﻟﻘﻮاﻧﲔ، وأﺿـﺎف: »ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﻌﻨﻮي وﻣــــــﺎدي وإﻫـــــﺎﻧـــــﺎت، وﻋــﺸــﻨــﺎ ﻇــﺮوﻓــﴼ ﺣﺎﻃﺔ ﻟﻠﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ«، وﺗﺎﺑﻊ: »ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ ﺑﺈذﻻل اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ، ﺑﻞ اﻣﺘﺪت ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹذﻻل إﻟﻰ أﺳﺮﻫﻢ، واﻟﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﺳﺘﺮﺣﺎم، دون إﺑﻼﻏﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﺣﺘﺠﺎز ذوﻳﻬﺎ«.
وﺗــﻌــﻬــﺪ اﻟـــﺼـــﺎدق ﺑــﻌــﺪم ﺗـﺤــﻮل أﺳـــﺮ اﳌـﻌـﺘـﻘـﻠـﲔ إﻟـــﻰ »وﺳــﻴــﻠــﺔ ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻋﻠﻰ أﺣﺰاﺑﻬﻢ« ودﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ اﺗﺨﺎذ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﻬﺎدﻧﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم، وﺗﺎﺑﻊ: »ﻟﻦ ﻧﻮﻗﻒ ﻧﺸﺎﻃﻨﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﳌﺪﻧﻲ، وﻟــﻦ ﻧــﻜــﻒ ﻋــﻦ اﻟــﺘــﻌــﺎون ﻣــﻊ أي ﺟﻬﺔ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻀﻐﻂ ﻹﻃﻼق ﺳﺮاﺣﻬﻢ، وإﻗـﺎﻣـﺔ ﻧﻈﺎم ﺑﺪﻳﻞ ﻳﺤﺘﺮم اﻟﺤﺮﻳﺎت واﻟﺤﻘﻮق«.
وﻓـــﻲ ﻫـــﺬه اﻷﺛــﻨــﺎء ﻃــﻔــﺮت دﻣﻌﺔ ﻣـــﻦ ﻋــﻴــﻨــﻲ »رﺣـــــــﺎب«، وﻫــــﻲ ﺗﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﳌﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﳌﻌﺘﻘﻼت اﳌﻔﺮج ﻋـﻨــﻬــﻦ، ﻧــﺎﻫــﺪ ﺟـﺒــﺮ اﻟــﻠــﻪ، اﻟــﺘــﻲ ﻗـﺎﻟـﺖ إن »اﳌـﻌـﺘـﻘـﻼت ﻗﺒﻞ إﻃــﻼق ﺳﺮاﺣﻬﻦ ﻋﺸﻦ ﻇﺮوﻓﴼ ﺣﺎﻃﺔ ﻟﻠﻜﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، وﺗـــﻌـــﺮﺿـــﻦ ﻟــﺸــﺘــﻰ ﺻـــﻨـــﻮف اﻷﻓـــﻌـــﺎل اﳌـﻮﺟـﻬـﺔ ﺿـﺪ أﻧﻮﺛﺘﻬﻦ«. وأوﺿﺤﺖ أﻧﻬﻦ »ﻋﺎﻧﲔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ اﺣـــﺘـــﺠـــﺰن ﻓــﻴــﻬــﺎ، وﻣــــﻦ اﻧــﻌــﺪام اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ أو ﺳﻮﺋﻬﺎ«. وأﺷﺎرت إﻟﻰ أن »ﺳﻴﺪة ﻛﺎدت ﺗﻠﻘﻰ ﺣﺘﻔﻬﺎ ﺟﺮاء دواء ﺧــﺎﻃــﺊ ﻛــﺘــﺐ ﻟــﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟـﺴـﺠـﻦ، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ رﻓـــﻀـــﺖ أﺧـــــﺮى اﻟــــﺘــــﺪاوي ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻷﻣـﻦ ﻣﻔﻀﻠﺔ اﺣــﺘــﻤــﺎل اﻷﻟـــــﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﻌـــﻼج، وﻇـﻠـﺖ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ آﺛﺎر ﺿﻐﻂ اﻟﺤﻠﻴﺐ ﻓﻲ ﺛﺪﻳﻴﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ اﺣﺘﺠﺰت وﻃﻔﻠﻬﺎ اﻟﺮﺿﻴﻊ ﺧﺎرج اﻟﺴﺠﻦ«.
ﻃﻔﺮت اﻟﺪﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ »رﺣﺎب«، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪة ﻷن ﺳﻠﻄﺎت اﻷﻣــﻦ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻬﺎ »أﺧـﻴـﺮﴽ« ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ إﻟﻰ زوﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺷﺮ ﻏﺮﺑﻲ اﻟﺒﻼد، ﻟﻜﻦ »آﻣﻨﺔ وﻣﺤﻤﻮد« ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﺎ ﺻﻮت واﻟﺪﻳﻬﻤﺎ اﻟﺬي اﻓﺘﻘﺪاه ﺑﺸﺪة ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ.
ﺣـﺮﻣـﺖ »رﺣـــﺎب« واﺑﻨﺎﻫﺎ »آﻣﻨﺔ وﻣـﺤـﻤـﻮد« ﻣـﻦ اﻷب ﻷﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﺷﻬﺮ، وﻟـــﻢ ﺗـﺴـﻤـﺢ ﻟــﻬــﻢ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت ﺑـﺰﻳـﺎرﺗــﻪ أو ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻬﺎ، ﺑﻌﺪ ﻣﻼﺣﻘﺎت ﻋﺪﻳﺪة، ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ إﻟﻴﻪ ﻫـﺎﺗـﻔـﻴـﴼ. ﺗــﻘــﻮل: »اﻟـﺤـﻤـﺪ ﻟـﻠـﻪ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺻﻮﺗﻪ، وأﺑﻠﻐﺘﻪ أن اﻷﻫﻞ واﻷﺻﺪﻗﺎء ﻟــﻢ ﻳـﺘـﺮﻛـﻮﻧـﺎ وﺣــﺪﻧــﺎ ﻟـﻠـﺤـﺰن وﻓــﻘــﺪان اﻷب«، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗـــﺰال ﺗـﻄـﺎﻟـﺐ ﺑﺸﺪة ﺑـــــﺈﻃـــــﻼق ﺳــــــــﺮاح زوﺟـــــﻬـــــﺎ اﻟـــــﺮواﺋـــــﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﻛﺮم اﻟﻠﻪ، وﺳﺮاح أﺑﻨﺎء ﻋﺸﺮات اﻷﺳﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺒﻌﻮن ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ.