ﺛﻮرة اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺼﻐﻴﺮة
ﺷــﻜــﻞ إﻃــــﻼق ﺷــﺮﻛــﺔ »ﺳــﺒــﻴــﺲ إﻛــــﺲ« ﻟــﺼــﺎروخ »ﻓﺎﻟﻜﻮن ١« اﻟــﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ٠٣٢ ﻗﺪﻣﴼ ﻓﻲ ٦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ﺣﺪﺛﴼ ﻋﺎﳌﻴﴼ ﺑﻜﻞ اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ. ﻟﻜﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻃﻼق اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓﻲ ﻫﺪوء ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﻳﺎم رﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ. ﺣﺪث ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﻄﻠﻖ اﻟﺼﺎروخ »إس إس ٠٢٥ - ٥« اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ ١٣ ﻗﺪﻣﴼ ﻣﻦ »ﻣﺮﻛﺰ ﻳﻮﻧﻴﺸﻮرا« ﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن، وﻫـﻮ أﺻﻐﺮ ﺻــﺎروخ ﻋﻠﻰ اﻹﻃــﻼق ﻳﻘﻮم ﺑـﻮﺿـﻊ ﺟـﻬـﺎز ﻣـﺎ ﻓـﻲ ﻣــﺪار ﻛـﻮﻛـﺐ اﻷرض، ﻓـﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﻻﺣﺘﻤﺎل ﺣﺪوث ﺗﻐﻴﻴﺮات ﻛﺒﺮى ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ. وﻋﻠﻰ ﻣـــﺪار ﻋــﻘــﻮد، ﻓـﻘـﺪ ﺷـﻜـﻞ وﺿـــﻊ أي ﺟـﺴـﻢ ﻓــﻲ اﻟـﻔـﻀـﺎء ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻛﺒﺮى، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ واﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻬﻠﻜﻪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ. وﺣﺘﻰ ﺷﺮﻛﺔ »ﺳﺒﻴﺲ إﻛﺲ« ﻋـﺎدة ﻣﺎ ﺗﺘﺄﺧﺮ وﺗﺸﻬﺪ ﺣــﻮادث ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وﺗﺴﺘﻐﺮق ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة اﺳﺘﺨﺪام ﺻﻮارﻳﺨﻬﺎ وﻋﻮدﺗﻬﺎ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ وﻗﺘﴼ ﻃﻮﻳﻼ. ورﻏﻢ ذﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﻋﺸﺮات اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﺧﺮى ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺻﻮارﻳﺦ ﺻﻐﻴﺮة ﺑﻬﺪف ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﻜﻠﻔﺔ واﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻃﻼق اﻷﻗﻤﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ. وﻓﻲ ﺣﺎل ﻧﺠﺤﺖ اﳌﺤﺎوﻻت، ﻓﺴﻮف ﻳﻨﻘﻠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء رأﺳﴼ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ.
ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ »ﺳﻤﺎل ﺳـﺎﺗـﺲ«، وﻳﻌﻨﻲ اﻟــــﺼــــﻮارﻳــــﺦ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــــﺰن أﻗـــــﻞ ﻣــــﻦ ٠٠١١ رﻃــــــﻞ، وﻫـــﻲ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ. وﺗﻄﻮرت ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻟﺘﺼﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣـﻦ إدﺧــﺎل إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺎت زﻫـﻴـﺪة اﻟﺜﻤﻦ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮارﻳﺦ ﻣﺜﻞ ﻣﺠﺴﺎت )ﺳﻴﻨﺴﻮرز( اﻟﻬﻮاﺗﻒ. وﺑﺎت إﻃﻼق اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺼﻐﻴﺮة أﻗﻞ ﻛﻠﻔﺔ وﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن أﺣﺪث ﻣﻦ ﻧﻈﻴﺮﺗﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻐﺮق ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻋﻘﺪ ﻛـﺎﻣـﻞ. رﺑـﻤـﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﻫـــﻢ ﻫــﻮ أﻧــﻪ ﻳﻤﻜﻦ إﺣـــﻼل ﺻــﻮارﻳــﺦ أﺧـــﺮى ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺣﺎل ﻓﺸﻠﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ. وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﺖ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻔﺮص اﳌﺘﺎﺣﺔ، وﺑﺎت ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن إﻃﻼق اﻷﻗﻤﺎر اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﻳــﺘــﻌــﺪى ﺣـﺠـﻤـﻬـﺎ ﻋـﻠـﺒـﺔ اﻷﺣــﺬﻳــﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ واﳌـﺰودة ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻴﺮات ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻄﻼع، وﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻄﻘﺲ واﳌﻨﺎخ ورﺻــﺪ اﻟــﻜــﻮارث، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣـﻦ اﳌــﻬــﺎم. وزادت اﻟﻔﺮص ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ اﻧﺨﻔﻀﺖ اﻟﻜﻠﻔﺔ ﻷﻗــﻞ ﻣــﻦ ١١ أﻟــﻒ دوﻻر ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وﺗﻘﻮم ﺷﺮﻛﺔ »ﺑﻼﻧﺖ ﻻﺑﺲ« ﺑﺘﺸﻐﻴﻞ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ٠٠٢ ﻗــﻤــﺮ ﺻــﻨــﺎﻋــﻲ ﳌــﺮاﻗــﺒــﺔ اﻷرض، وذﻟـــﻚ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻤﺠﺎل اﻟﺰراﻋﺔ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ. وﻣــﻊ ﺗﻮﻗﻊ إﻃــﻼق ٠٠٢٦ ﻗﻤﺮ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺻﻐﻴﺮ اﻟﺤﺠﻢ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻟﻘﺎدﻣﲔ، ﻓﺈن اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ﺗﺒﺪو ﺑﻼ ﺣـﺪود. ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ واﺣﺪة ﻻ ﺗــﺰال ﻣﻦ دون ﺣـﻞ، وﻫـﻲ ﻛﻴﻒ ﻧﻮﺻﻞ ﻫـﺬه اﻷﻗﻤﺎر إﻟﻰ ﻣﺪار اﻷرض؟
ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻓﺈن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﳌﺸﻐﻠﲔ اﻟﺼﻐﺎر ﺗﺸﺘﺮي ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟـﺼـﻮارﻳـﺦ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﺎﻗﻞ ﺣــﺮﻛــﺔ أﻛــﺒــﺮ وأﺳــــــﺮع. واﻟـــﻌـــﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻗــﺎﻣــﺖ ﺷـﺮﻛـﺔ »ﺑﻼﻧﻴﺖ ﻻﺑﺲ« ﺑﺸﺤﻦ ٨٨ ﻗﻤﺮﴽ ﺻﻨﺎﻋﻴﴼ ﺻﻐﻴﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﺻﺎروخ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻳﺤﻤﻞ ﻗﻤﺮ اﺳﺘﻄﻼع ﻛﺒﻴﺮﴽ. وﺟﺎء ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﻃﻼق ﺻﺎروخ »ﻓﺎﻟﻜﻮن ١« ﻣﻦ ﻗــﺒــﻞ ﺷــﺮﻛــﺔ »ﺳــﺒــﻴــﺲ إﻛــــﺲ« ﻟـﻴـﻌـﺪ ﺑـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت إﻃــﻼق ﺻﻐﻴﺮة ﺑﻜﻠﻔﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ٦ ﻣﻼﻳﲔ دوﻻر اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻋﺎم ٦٠٠٢. ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟـﻚ ﺑﺜﻼث ﺳﻨﻮات، ﺧﻠﺼﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﺳﺘﻔﺎدة ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﺻﺎروخ ﻓﺎﻟﻜﻮن ١«.
ﻟﻜﻦ اﻟﻄﻠﺐ ارﺗﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻤﺎر اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ، وﺑــﺪأ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓـﻲ اﻟـﺼـﻮارﻳـﺦ اﻟﺼﻐﻴﺮة. وﻛﺎﻧﺖ أوﻟﻰ اﳌﺤﺎوﻻت اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻟﺼﺎروخ »إﻟﻜﺘﺮون« اﻟــﺬي أﻃﻠﻘﺘﻪ ﺷﺮﻛﺔ »روﻛـﻴـﺖ ﻻب« ﻓـﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ(، وﻫـﻮ اﻟـﺼـﺎروخ اﻟـﻘـﺎدر ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ٠٠٥ رﻃﻞ إﻟــﻰ ﻣــﺪار اﻷرض، ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ﻛﻠﻔﺘﻪ ٩٫٤ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر. وﺗﻌﺘﺰم ﺷﺮﻛﺔ رﺟﻞ اﻷﻋﻤﺎل رﻳﺘﺸﺎرد ﺑﺮاﻧﺴﻮن إﻃﻼق ﺻﺎروﺧﻬﺎ )ﻓﻴﺮﺟﻦ أورﺑﺖ( ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﺘﺰم ﺷﺮﻛﺔ »ﻓــﻴــﻜــﺘــﻮر ﺳـﺒـﻴـﺲ ﺳـﻴـﺴـﺘـﻤـﺲ« إﻃــــﻼق ﺻـﻮارﻳـﺨـﻬـﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ. وﻓـــﻲ ﻏــﻀــﻮن ذﻟــﻚ، ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺳــﻼح اﻟـﻄـﻴـﺮان اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﺑﻤﺒﻠﻎ ٣٩١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺮﻛﺒﺎت ﻹﻃﻼق اﻟﺤﻤﻮﻻت اﻟﺼﻐﻴﺮة، ﻣﻨﻬﺎ ٥٣ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻟﻦ ﻳﻬﺒﻂ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ إﻟــﻰ ﺳـﻄـﺢ اﻷرض. ﻟـﻜـﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋـﻠـﻰ اﳌــﺮﻛــﺒــﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻬﺒﻂ إﻟﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض أن ﺗﻘﻠﻞ ﻛﻠﻔﺔ ووﻗﺖ إﻃﻼق اﻟـﻘـﻤـﺮ اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻲ إﻟــﻰ ﻣـــﺪار اﻷرض وﺗـﺴـﻤـﺢ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﺴﺮﻋﺔ.
* ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«