»إل ﺳﻴﻠﻮ«... اﳌﻄﻌﻢ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻲ اﻟﺬي ﻗﺪم اﻟﺴﻠﻢ ﻗﺒﻞ اﳌﺬاق
ﺣﻮل اﳉﻨﻮد اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ورﺟﺎل اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت وﻗﻄﺎع اﻟﻄﺮق إﻟﻰ ﻃﻬﺎة وﻧﺪل
ﺣﺬرﻧﻲ اﻟﺸﻴﻒ ﺟﻮان ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﺑﺮﻳﻨﺘﻮس ﻣﻦ أن اﻟﺪﺧﺎن ﺳﻴﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻦ اﻵﻳﺲ ﻛﺮﻳﻢ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﻮم ﺑــﺈﻋــﺪاده أﺛـﻨـﺎء إﺟــﺮاء اﻟﻠﻘﺎء اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟــﺬي ﺑﲔ أﻳﺪﻳﻜﻢ اﻵن. آﻳﺲ ﻛﺮﻳﻢ ﻣﺪﺧﻦ؟ أﺛـﺎرت اﻟﻔﻜﺮة ﻓﻲ رأﺳـﻲ ذﻟـﻚ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ إﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ، وﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻴﻞ ﺻﻮرة ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﺈﻋﺪاده. وﺑﻌﺪ ذﻟـﻚ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ﻣـﻌـﺪودة، ﺗﺼﺎﻋﺪ اﻟﺪﺧﺎن ﻣﻦ اﻵﻳـﺲ ﻛﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ وﻗـﺎم اﻟﺸﻴﻒ ﺑﻨﻔﺨﻪ أﻣﺎﻣﻲ. ﻛــﺎن اﻵﻳــﺲ ﻛـﺮﻳـﻢ رﻣـــﺎدي اﻟــﻠــﻮن، وﻣــﺬاﻗــﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳـﺒـﺪو ﺧﻠﻴﻂ ﻣـﻦ اﻟﻔﺎﻧﻴﻼ، واﻟـﺒـﺮﺗـﻘـﺎل، واﻟﻠﻴﻤﻮن واﻟﻼﻓﻨﺪر.
وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻵﻳـــﺲ ﻛـﺮﻳـﻢ اﳌــﺪﺧــﻦ أﺣــﺪ أﺷـﻬـﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻣﻄﻌﻢ »إل ﺳﻴﻠﻮ« El Cielo )اﻟﺠﻨﺔ(، اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ Medellin ﻓﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ، اﻟـﺬي ﻻ ﻳﻘﺪم اﻟــﻄــﻌــﺎم ﺑـﻤـﻌـﻨـﺎه اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪي، ﺑــﻞ ﻳــﻌــﺮض ﺧــﺒــﺮات ﺟﺪﻳﺪة، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻣﺎﻟﻜﻪ وﻛﺒﻴﺮ ﻃﻬﺎﺗﻪ. ﳌﻄﻌﻢ »إل ﺳﻴﻠﻮ« ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻘﺮات، اﺛﻨﺎن ﺑﻤﺪﻳﻨﺘﻲ ﺑﻮﻏﻮﺗﺎ وﻣﻴﺪﻟﲔ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺘﲔ، واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻣﻴﺎﻣﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وأﻓﺎد ﻣﺎﻟﻚ اﳌﻄﻌﻢ ﺑﺄن ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻘﺎدﻳﺮ ﻋﻀﻮﻳﺔ وﻣــﻦ إﻧـﺘـﺎج دوﻟـﺘـﻬـﺎ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﳌﻨﺘﺞ ﺗﻔﺮدﴽ.
وﺗﺸﻤﻞ اﻟـﺨـﺒـﺮات اﻟـﺘـﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ »إل ﺳﻴﻠﻮ« اﻟــﺮاﺋــﺤــﺔ اﳌــﻤــﻴــﺰة ﻟـﻠـﻄـﻌـﺎم وﻛــﺬﻟــﻚ اﻟــﺪﻳــﻜــﻮر اﻟــﺬي ﻳـﻀـﻔـﻴـﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻛــﻞ ﻃـﺒــﻖ ﺑــﺈﺿــﺎﻓــﺔ اﻟـــﺰﻫـــﻮر اﳌـﻠـﻮﻧـﺔ ﻟﺘﺤﻔﺰ اﻟﺸﻬﻴﺔ. واﳌﺜﻴﺮ أﻧﻚ ﺑﻤﻘﺪورك ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻳﻚ ﺑﺎﻟﺸﻮﻛﻮﻻﺗﻪ أو »اﺳﺘﻨﺸﺎق ﺳﺤﺎﺑﺔ اﻟﻘﻬﻮة وﻛﺄﻧﻚ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺤﻤﺼﺔ ﻟﻠﱭ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح«. ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﻜﺎن ﺗﻘﻮم اﻟﺤﻮاس اﻟﺨﻤﺲ ﺑـﺪور رﺋﻴﺴﻲ؛ وﻟـﺬﻟـﻚ ﻓـﺈن ﻫـﺬه اﻟـﻄـﺮق اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓـﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻄﻌﺎم ﺗﻌﺪ ﺟـﺰءﴽ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، وﻫـﻲ اﻷﻛﺜﺮ ﻃﻠﺒﴼ ﻣﻦ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ.
ﻣﺎﻟﻚ وﻣﺪﻳﺮ اﳌﻄﻌﻢ، اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺪ ﻋﻤﺮه ٤٣ ﻋﺎﻣﴼ واﳌـﻮﻟـﻮد ﻓﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ، ﻻ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ إﻋﻄﺎء اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت وﺗﺬوق اﻟﻄﻌﺎم ﻟﻴﻀﻤﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺟـــــﻮدة اﻟــﺼــﻠــﺼــﺎت واﳌـــﻘـــﺒـــﻼت واﻷﺳـــﻤـــﺎك واﻟﺨﻀﺮاوات، وﻛﺬﻟﻚ أﻟﻮان اﻷﻃﻌﻤﺔ واﻟﻠﺤﻮم اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ زﺑﺎﺋﻨﻪ، وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﳌﺴﺎء ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻴﺎﻣﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وأﻛﺪ ﺑﻴﺮوﻧﺘﺲ أن أﻃﺒﺎﻗﻪ ﺗﻌﺪ »ﺗﻤﺮﻳﻨﴼ ﻟﻠﺤﻮاس وﺧﺒﺮة ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ إﻳﻘﺎظ اﻟﺸﻌﻮر وﺣﺘﻰ اﻟﻌﻮاﻃﻒ«.
وﺑـــﻌـــﺪ ﻣــــﺎ اﻧـــﺘـــﻬـــﻰ ﻣـﻦ إﻋـــــــــﺪاد اﻵﻳـــــــﺲ ﻛــﺮﻳــﻢ اﳌــــــــــﺪﺧــــــــــﻦ، ﺷــــــﺮع اﻟـــــــﺸـــــــﻴـــــــﻒ ﻓـــﻲ إﻋـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺪاد اﳌـــــــﻘـــــــﺒـــــــﻼت وﻓـــــﻘـــــﺎﻋـــــﺎت اﻟـــــــــﻌـــــــــﺴـــــــــﻞ وﺟـــــــــــــــــــــــــــــﻮز اﻟــــــــــــﻬــــــــــــﻨــــــــــــﺪ اﻟـــــــــــﻠـــــــــــﺬﻳـــــــــــﺬة اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﺪم ﻣﻊ اﻷﻧـــــــــﺎﻧـــــــــﺎس ﺑــﻌــﺪ أن ﻳـــﺠـــﺮي إﻋــــﺪادﻫــــﺎ ﺑـــﻌـــﻨـــﺎﻳـــﺔ ﻟـــﺘـــﻘـــﺪم ﻓــــﻲ ﻃــﺒــﻖ زﺟﺎﺟﻲ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻔﻘﺎﻋﺎت اﻟﺒﻴﻀﺎء.
وﻳﺼﺮ اﻟﺸﻴﻒ ﻋﻠﻰ أن ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻻ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻲ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻟﻠﺨﺎرج وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ وﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، وﻳﺒﺘﻜﺮ اﻷﻃﺒﺎق ﻣﻦ ﺧﻼل »ﺗﻜﺮار اﻟﺘﺠﺎرب« إﻟﻰ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﳌﺬاق اﻷﻓﻀﻞ. ﺑـــﻌـــﺪ ذﻟـــــﻚ ﻇـــﻬـــﺮت أﻣــﺎﻣــﻨــﺎ ﺷﺠﺮة ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ اﳌﻄﻌﻢ. ورﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪو ﺷﺠﺮة ﺻﻐﻴﺮة، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻘﴼ آﺧﺮ ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻢ »ﺷﺠﺮة اﻟﺤﻴﺎة« اﳌﺴﺘﻮﺣﺎة ﻣﻦ ﻏﺎﺑﺎت اﻷﻣﺎزون اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ. اﻟﺸﺠﺮة، أو ﺑﺎﻷﺣﺮى اﻟﻄﺒﻖ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻮى ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﻌﻚ اﳌﺼﻨﻮع ﻣﻦ ﻧﺒﺎت اﳌﻨﺒﻴﻬﻮت اﻟﺬي ﻳﺘﺼﻒ ﺟﺰﻋﻬﺎ ﺑﺼﻼﺑﺘﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪة، ﻟﻜﻦ ﻣﺬاق اﻟﻜﻌﻜﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ راﺋﻊ. ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﳌﻄﻌﻢ »إل ﺳﻴﻠﻮ« ﻧﺸﺎط ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ دﻋﻢ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ اﺳﻤﻪ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺼﺮاع اﳌﺴﻠﺢ اﻟﺬي ﻋﺎﻧﺖ ﻣـﻨـﻪ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻷﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ﻧﺼﻒ ﻗــــــﺮن. وﻓـــــﻲ ﻫـــــﺬه اﻷﻳـــــــــﺎم، وﺑــﻌــﺪ ﺗـــﺪرﻳـــﺐ ﻃــﻮﻳــﻞ وﻋــــﻼج ﻣـــﺮ ﻟﺤﺚ اﻟـــﻨـــﺎس ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺴــﺎﻣــﺢ واﻟــﻌــﻔــﻮ واﻟﺘﺼﺎﻟﺢ، ﻧﺠﺢ ﻣﻄﻌﻢ »إل ﺳﻴﻠﻮ« ﻓـــﻲ ﺟــﻤــﻊ ﻓـــﺮﻗـــﺎء اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻣـــﻦ ﺟـﻨـﻮد اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻲ ورﺟــﺎل اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت وﺣـــﺮب اﻟـــﺸـــﻮارع وأﻋــﻀــﺎء اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺎت ﺷﺒﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﲔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺗـﺤـﺖ ﺳـﻘـﻒ واﺣــﺪ. وﻗﺪ ﺗﻠﻘﻰ ﻧﺤﻮ ٠٠٦ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل واﻟﺴﻴﺪات ﺗﺪرﻳﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎرات اﻟﻄﻬﻲ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺳــﻨــﻮات ﻣــﻦ ﺧـــﻼل »ﻣــﺆﺳــﺴــﺔ إل ﺳـﻴـﻠـﻮ« ﺑﻐﺮض إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮص أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻟﻼﻧﺨﺮاط ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﳌﺪﻧﻴﺔ وإﻋﺎﻟﺔ أﺳﺮﻫﻢ، وﻗﺪ اﻧﺨﺮط ٢١ ﺷﺨﺼﴼ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ اﳌﻄﻌﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وﺑﲔ ﺑﺮﻳﻨﺘﻮس أن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﺜﺎﻻ ﺣﻴﴼ ﻟﻠﺘﺼﺎﻟﺢ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﲔ ﺑﻌﺪ أن أﻟﻘﻮا ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﺤﻘﺪ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﻮرﻫﻢ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻣﻦ واﺟﺐ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﲔ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻼدﻫﻢ واﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ إﻳﺠﺎﺑﻲ، وﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻄﺒﺦ«، ﺑﺤﺴﺐ ﺑﺮﻳﻨﺘﻮس. ﻣﺆﺛﺮة ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﺖ ﺗــﺠــﺎرب أﺷــﺨــﺎص ﻋــﺎﺷــﻮا زﻣـﻦ اﻟــــــﺼــــــﺮاع ﻓــــــﻲ ﻛـــﻮﻟـــﻮﻣـــﺒـــﻴـــﺎ وﻗـــــــــــــــــــــﺮروا اﻟـــــﺘـــــﺴـــــﺎﻣـــــﺢ، وﺟــــﻤــــﻴــــﻌــــﻬــــﺎ ﻗــﺼــﺺ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﻨﺴﺎخ. ﻟﻜﻨﻨﺎ اﺿﻄﺮرﻧﺎ إﻟـــــــــــﻰ ﺗـــﻐـــﻴـــﻴـــﺮ أﺳــــــــﻤــــــــﺎء ﻣـــﻦ أﺟــــــــــﺮﻳــــــــــﻨــــــــــﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻘﺎء ات ﻹﺧــــــــــــــــﻔــــــــــــــــﺎء ﻫـــــــﻮﻳـــــــﺎﺗـــــــﻬـــــــﻢ اﻟـــــﺤـــــﻘـــــﻴـــــﻘـــــﻴـــــﺔ وﻟـــــــــــــــﻀـــــــــــــــﻤـــــــــــــــﺎن ﺳـــﻼﻣـــﺘـــﻬـــﻢ. وﻳــﺘــﻔــﻖ اﻟــﺠـﻤـﻴــﻊ ﻋــﻠــﻰ أن اﻟـﻌـﻤـﻞ ﺟـﻨـﺒـﴼ إﻟـــﻰ ﺟـﻨـﺐ ﻣــﻊ اﻟــﻌــﺪو ﻛـﺎن أوﻟﻰ ﺧﻄﻮات اﻟﻌﻼج؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻳﺮون اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻌﲔ اﻷﻣﻞ. وﻗﺎﻟﺖ أﺳﺘﺮﻳﺪ )٠٣ ﻋـﺎﻣـﴼ(، اﻟﻌﻀﻮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ »ﻓــﺎرك« اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻣﺘﻬﻨﺖ ﺣﺮب اﻟـــﺸـــﻮارع وﺗــﻌــﻤــﻞ ﺣــﺎﻟــﻴــﴼ ﻣــﺴــﺎﻋــﺪة ﺑــﺎﳌــﻄــﺒــﺦ: إن »اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻠﺐ ﻟﻲ اﻟﺴﻼم واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻧﻔﻖ اﻷﻣﻞ اﻟﺬي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻲ أن أدﺧﻠﻪ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس«. وﻳﻌﻤﻞ اﻟﻄﺎﻫﻲ روﺑـــــﲔ، اﻟــــﺬي ﻛـــﺎن ﺟــﻨــﺪﻳــﴼ ﻓــﻲ اﻟــﺠــﻴــﺶ وأﺻــﻴــﺐ ﻓﻲ اﻧﻔﺠﺎر ﻟﻐﻢ، ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ إرﺷــﺎد اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮى ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻏﺮﻳﺒﴼ ﻋﻠﻴﻬﻢ. وﻳﻮﺻﻲ روﺑﲔ ﻗﺎﺋﻼ: »ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻓﻲ ﻃﺒﻖ ﻣﻌﻜﺮوﻧﺔ ﻣﻘﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺣﻠﻴﺐ ﺟـﻮز اﻟﻬﻨﺪ. ﻫﻮ ﻃﺒﻖ ﻧﺒﺎﺗﻲ وﻳﻤﻜﻦ إﺿﺎﻓﺔ ﻣﺄﻛﻮﻻت ﺑﺤﺮﻳﺔ واﻟﺴﻠﻤﻮن أو ﺳﻤﻚ اﻟﺮوﺑﻴﺎن إﻟﻰ ﺟﻮاره ﳌﻦ ﻳﺤﺒﻮن اﻟﺒﺮوﺗﲔ اﻟﺤﻴﻮاﻧﻲ«.
وﺗﻮﺻﻲ دوﻟﺴﻲ ﻣﺎري، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﻮﻣﴼ ﻣﺎ ﻋـﻀـﻮﴽ ﻓــﻲ ﻋـﺼـﺎﺑـﺎت اﻟــﺸــﻮارع، ﺑﻄﺒﻘﻬﺎ اﳌﻔﻀﻞ »اﻟﺠﻤﺒﺮي اﳌﻘﺮﻣﺶ ﻣﻊ أرز ﺟﻮز اﻟﻬﻨﺪ واﻟﺼﻠﺼﺔ اﻟــﺤــﺎرة واﻟـﻌـﺴـﻞ وﺻـﻠـﺼـﺔ ﺳــﺮﺳــﺮاﺷــﺎ اﻟــﺤــﺎرة«. اﺳﺘﻄﺮدت ﻣــﺎري: »ﻗــﺮرت أن أﺗﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ. وﻗﺮرت أن أﻏﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ؛ ﻷن اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻳﻤﻨﺤﻨﻲ اﻟﺤﺮﻳﺔ«.
وأﻓــﺎد إدﻳـﺴـﻮن اﻟــﺬي ﻛـﺎن ﻋﻀﻮﴽ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺷﺒﻪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ: »اﻵن أﺷـﻌـﺮ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻋـﻠـﻲ أن أﻓﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻀﻐﻴﻨﺔ أو اﻻﻧﺘﻘﺎم. أﺻﺒﺤﺖ أﻓﻜﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ، وﻓﻲ أن أﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ«. وﻟﻢ ﻳﻨﺲ إدﻳﺴﻮن أن ﻳﻮﺻﻴﻨﺎ ﺑﺘﻨﺎول ﻃﺒﻖ »اﻟﺴﻠﻤﻮن ﻣﻊ ﺻﻠﺼﺔ ﻣﻮﺧﻮ«.
وأﻓﺎد اﻟﺸﻴﻒ ﺑﺮﻳﻨﺘﻮس ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﺬ اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟــﺘــﻲ ﺳــﻤــﻊ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻋــﻦ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ اﻟـــﺼـــﺮاع ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻷﻃﺮاف اﻟﺘﻲ ﺗﻮرﻃﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺮ ﺑﺘﺄﺛﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ أن ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺐ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻮ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ »إل ﺳﻴﻠﻮ«، ذﻟﻚ اﳌﻄﻌﻢ اﻟــﺬي ﻟـﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ إﻋـــﺪاد اﻟﻄﻌﺎم ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ إﻋﺪاد ﺑﺸﺮ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻳﲔ أﻳﻀﴼ.