ﺣﺮب اﻟﺪراﺟﺎت اﳍﻮاﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ أرﺻﻔﺔ ﻟﻨﺪن
ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة ﺗﻐﺰو اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ وﺗﻨﺎﻓﺲ »ﻋﺠﻼت ﺑﻮرﻳﺲ«
ﻋــــــﻨــــــﺪﻣــــــﺎ أﻃـــــــﻠـــــــﻖ ﺑــــــﻮرﻳــــــﺲ ﺟــﻮﻧــﺴــﻮن ﻋــﻤــﺪة ﻟــﻨــﺪن ﺣـﻴـﻨـﻬـﺎ، اﻟـــــﺪراﺟـــــﺎت اﻟـــﻬـــﻮاﺋـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ ﻟــﻨــﺪن ﻋـــﺎم ٠١٠٢، ﻛــﺎﻧــﺖ ﺧــﻄــﻮة ﻣﺜﻴﺮة ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻗﺎت ﻟﻨﺪن اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺑــﺎﻟــﻜــﺎد ﺗــﺘــﺴــﻊ ﻟــﻠــﺴــﻴــﺎرات واﻟــﺤــﺎﻓــﻼت واﳌــﺸــﺎة واﻷﺣـﺼـﻨـﺔ اﳌﻠﻜﻴﺔ واﻟﺮﻳﻜﺸﺎ، إﻻ أن »ﻋﺠﻼت ﺑــــــﻮرﻳــــــﺲ« ﻛــــﻤــــﺎ ﻳـــﻄـــﻠـــﻖ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ اﺳــﺘــﻄــﺎﻋــﺖ أن ﺗــﻘــﻒ ﺑــﺎﳌــﺮﺻــﺎد ﻟـــﻚ اﻟــﺘــﺤــﺪﻳــﺎت ﻻ ﺑـــﻞ اﺳـﺘـﻄـﺎﻋـﺖ أن ﺗﻐﻴﺮ ﺷـﻜـﻞ اﻟــﻄــﺮﻗــﺎت وﺗﺤﺘﻞ ﻣــﺴــﺎﺣــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻟﺘﺸﺠﻊ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ وزوارﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺒﺪال اﻟـﺴـﻴـﺎرات ﺑــﺎﻟــﺪراﺟــﺎت اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ، ﻟــﻠــﺘــﺨــﻔــﻴــﻒ ﻣـــــﻦ زﺣـــــﻤـــــﺔ اﻟــﺴــﻴـــﺮ اﻟﺨﺎﻧﻘﺔ واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ.
واﻟــــــﻴــــــﻮم ﻟـــــﻢ ﺗـــﻌـــﺪ دراﺟــــــــﺎت ﺑــﻮرﻳــﺲ ﺳــﻴــﺪة اﻟــﻄــﺮﻗــﺎت وﻣﻠﻜﺔ اﻷرﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، ﺑﻌﺪ أن ﻧﺸﺮت ﺷــﺮﻛــﺔ »أوﺑــــﺎﻳــــﻚ« اﻟـﺴـﻨـﻐـﺎﻓـﻮرﻳـﺔ درﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﻧـﺠـﺎح ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ اﻷوﻟـــﻰ ﻓﻲ ﻛﻤﺒﺮدج وﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻓـﻲ ﻋــﺪة دول آﺳﻴﻮﻳﺔ وأﺳــﺘــﺮاﻟــﻴــﺎ واﻟـــﻴـــﻮم ﻓــﻲ أوروﺑــــﺎ، وﻣﻴﺰة ﺗﻠﻚ اﻟـﺪراﺟـﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺰو ﺑـﺎﻟـﻔـﻌـﻞ اﻷرﺻــﻔــﺔ ﻓــﻲ ﻟــﻨــﺪن أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻘﺎﻋﺪة أو ﻣﺮﺳﻰ أو ﻣﻜﺎن ﻣﻌﲔ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﳌﺮأب ﻟﺘﺮﻛﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ.
ﻓﺎﻟﺪراﺟﺎت اﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻄﺒﻴﻖ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟـﺬﻛـﻲ أو ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻛﻤﺎ ﻫـــﻮ اﻟـــﺤـــﺎل ﻣـــﻊ دراﺟـــــﺔ ﺑــﻮرﻳــﺲ اﻟـﺬي ﺗﺤﻮل اﺳﻤﻬﺎ إﻟـﻰ »دراﺟـﺔ ﺳـــﺎﻧـــﺘـــﺎﻧـــﺪﻳـــﺮ«، اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـﺴـﺘـﺪﻋـﻲ إرﺟﺎﻋﻬﺎ إﻟـﻰ ﻣﻜﺎن ﺧـﺎص ﺑﻬﺎ، ﻓـــــ»أوﺑــــﺎﻳــــﻚ« ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗــﺠــﺪﻫــﺎ وﺗﺘﺮﻛﻬﺎ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن وﻋﻠﻰ أي رﺻﻴﻒ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ أﺳـــﻬـــﻞ ﻷن اﻟـــــﺪراﺟـــــﺎت اﻷﺧـــــﺮى ﻳـــﺠـــﺐ أن ﺗــــﻌــــﺎد إﻟـــــﻰ ﻣــﺮﺳــﺎﻫــﺎ ﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻋﺪد ﺳﺎﻋﺎت اﻻﺳﺘﺌﺠﺎر ﻣــﻤــﺎ ﻳــﺠــﻌــﻞ اﻷﻣـــــﺮ أﺻــﻌــﺐ ﻋﻠﻰ ﻣــﺴــﺘــﺨــﺪﻣــﻴــﻬــﺎ ﻟـــﺮﺻـــﺪ اﻷﻣـــﺎﻛـــﻦ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﺤﻔﻈﻬﺎ.
إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن أو زرﺗﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴﴼ، ﻟﻦ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻨﻚ ﺗﻠﻚ اﻟــــﺪراﺟــــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺜـﻴـﺮ اﻷﺳـﺌـﻠـﺔ ﻷﻧــﻬــﺎ ﺗــﺒــﺪو وﻛــﺄﻧــﻬــﺎ ﻣــﻬــﺠــﻮرة وﻣــﺘــﺮوﻛــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻄــﺮﻗــﺎت، وﺗــﺮى ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
ﻟﻢ ﻳﺮﻛﺐ اﻟﻠﻨﺪﻧﻴﻮن وﺣﺪﻫﻢ اﻟﺪراﺟﺎت ﻻ ﺑﻞ رﻛﺒﺖ اﻟﺪراﺟﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ وﻣﻮاﻛﺒﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺘﺠﺬب اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ، ﻓﺎﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻣــﺎ ﺑــﲔ اﻟــﺸــﺮﻛــﺔ اﻟـﺴـﻨـﻐـﺎﻓـﻮرﻳـﺔ واﻟــــﺸــــﺮﻛــــﺔ اﻷﺻــــﻠــــﻴــــﺔ اﻟــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﳌــﺼــﻠــﺤــﺔ اﻟـــﻨـــﻘـــﻞ اﻟـــﺒـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻲ، اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪل اﺳﻤﻬﺎ ﻣﻦ »ﺑﺎرﻛﻠﻴﺰ
ﺑـﺎﻳـﻜـﺲ« )ﻷن اﻟـﺮاﻋـﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻷول ﻟﻠﺪراﺟﺎت اﻟﺰرﻗﺎء ﻛــــﺎن »ﻣـــﺼـــﺮف ﺑــﺎرﻛــﻠــﻴــﺰ«( إﻟــﻰ »ﺳﺎﻧﺘﺎﻧﺪﻳﺮ« )ﻷن اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﺘﺎﻟﻲ واﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻲ ﻫـــﻮ ﻣـــﺼـــﺮف ﺳــﺎﻧــﺖ أﻧــﺪﻳــﺮ وأﺻــﺒــﺢ ﻟــﻮﻧــﻬــﺎ أﺣــﻤــﺮ(، واﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺣﺜﺖ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺪراﺟﺎت اﻟﺤﻤﺮاء ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﺈﺿﺎء ة ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻠﻴﺰر ﺗـــﺴـــﺎﻋـــﺪ راﻛـــــــﺐ اﻟــــــﺪراﺟــــــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﻌﻴﺪة.
إﻻ أن ﺗــــــﺄﻣــــــﲔ وﺻــــﻴــــﺎﻧــــﺔ ﻣـــــﺮأب أو ﻣــﺮﺳــﻰ اﻟــــﺪراﺟــــﺎت ﻻ ﻳــــﺰال ﻋـﺒـﺌـﴼ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﺎت ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﺣﻴﺚ ﺗﻜﺒﺪت ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺗـﺎور ﻫــﺎﻣــﻠــﻴــﺘــﺲ وﺣــــﺪﻫــــﺎ ﻣــﻠــﻴــﻮﻧــﻲ ﺟــﻨــﻴــﻪ إﺳــﺘــﺮﻟــﻴــﻨــﻲ ﻋـــــﺎم ٤٠٠٢ ﻟــﺘــﻮﺳــﻴــﻊ ﻣـــﺮﺳـــﻰ اﻟـــــﺪراﺟـــــﺎت، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ اﳌـــﺨـــﺼـــﺼـــﺔ ﻟــــﺮﻛــــﻦ اﻟـــــﺪراﺟـــــﺎت ﻓـــﻲ ﻟــﻨــﺪن أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ٠٤ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﺟـﻨـﻴـﻪ إﺳـﺘـﺮﻟـﻴـﻨـﻲ، ﻓــﻲ ﺣــﲔ أن رﻛـــﻦ اﻟــــﺪراﺟــــﺎت اﻟــﺴــﻨــﻐــﺎﻓــﻮرﻳــﺔ اﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ »أوﺑــﺎﻳــﻚ« ﻟــﻢ ﻳﻜﻠﻒ اﻟـــﺒـــﻠـــﺪﻳـــﺎت ﻓــﻠــﺴــﴼ واﺣــــــــﺪﴽ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻃـــــﻼق، ﻷﻧــﻬــﺎ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﳌﻜﺎن ﻣﺨﺼﺺ ﻟﺮﻛﻨﻬﺎ.
ﻣﺜﻞ ﻛﻞ اﺧﺘﺮاع ﺟﺪﻳﺪ، ﻫﻨﺎك ﻋﺪة اﻧﺘﻘﺎدات ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ، ﻓﻤﻨﺬ أن اﻧـﺘـﺸـﺮت اﻟــﺪراﺟــﺎت اﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ ﻋــﻠــﻰ أرﺻـــﻔـــﺔ ﻟـــﻨـــﺪن وﺗــﺮاﻓــﻘــﻬــﺎ اﳌــﻼﺣــﻈــﺎت؛ ﻓﻬﻨﺎك ﻣــﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻏـﻴـﺮ ﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ وﺗـﺠـﻌـﻞ اﻷرﺻــﻔــﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ وﺗﻌﺮﻗﻞ ﺣﺮﻛﺔ اﳌﺸﺎة، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺿﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣـﺮﺗـﺐ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗـﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺣــﺮﻛــﺔ اﻷﺷــﺨــﺎص ﻓـﺎﻗـﺪي اﻟﺒﺼﺮ، وﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮى ﺷﺮﻳﺤﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺟﺎت اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أن اﻟــﺘــﺠــﺮﺑــﺔ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻧــﺎﺟــﺤــﺔ ﻓﻲ ﻣـــﺎﻧـــﺸـــﺴـــﺘـــﺮ وﻟــــﻴــــﺲ ﻫــــﻨــــﺎك أي ﺳﺒﺐ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ وﻻ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻀﻴﻌﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﻹﻳﺠﺎد ﻣﻜﺎن ﻣﺨﺼﺺ ﻟﺘﺮﻛﻬﺎ ﻓﻴﻪ.