اﻟﻘﻴﺼﺮ وأﻋﺒﺎء اﳍﻴﺒﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎول اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ اﻷﺳـﺒـﻖ ﻧﻴﻜﻴﺘﺎ ﺧـﺮوﺗـﺸـﻮف ﺗﻬﺪﻳﺪ دول ﺣـﻠـﻒ ﺷــﻤــﺎل اﻷﻃــﻠــﺴــﻲ )ﻧــﺎﺗــﻮ( ﺑـــﻤـــﺌـــﺎت اﻟـــــﺼـــــﻮارﻳـــــﺦ اﻟــﺒــﺎﻟــﻴــﺴــﺘــﻴــﺔ اﳌــــﺰودة ﺑــــﺮؤوس ﻧــﻮوﻳــﺔ أﺛــﻨــﺎء أزﻣــﺔ اﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻋــﺎم ٢٦٩١ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ »ﺧﻠﻴﺞ اﻟﺨﻨﺎزﻳﺮ« اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺿـﺪ ﻧـﻈـﺎم ﻛـﺎﺳـﺘـﺮو، ﻛﺎﻧﺖ وﻛــــــﺎﻟــــــﺔ اﻻﺳـــــﺘـــــﺨـــــﺒـــــﺎرات اﳌــــﺮﻛــــﺰﻳــــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ )ﺳـﻲ أي إﻳــﻪ( ﻣﺘﺄﻛﺪة ﻣﻦ أن ﺗﺮﺳﺎﻧﺔ اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟـــﺴـــﻮﻓـــﻴـــﺎﺗـــﻴـــﺔ ﻻ ﻳـــﺘـــﺠـــﺎوز ﻋـــﺪدﻫـــﺎ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺻــﺎروﺧــﴼ، ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻐﺮق وﺻـــــــــــــﻮل ﻣـــــﻮﺳـــــﻜـــــﻮ إﻟــــــــــﻰ ﻣــــﺮﺣــــﻠــــﺔ اﻟــﺘــﻮازن اﻟــﻨــﻮوي ﻣــﻊ واﺷـﻨـﻄـﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ اﻟﻌﺪدي واﻟﻨﻮﻋﻲ، اﻟﺬي ﻳــﺸــﻤــﻞ »اﻟــــﻄــــﻴــــﺮان اﻻﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻲ، واﻟـــﻐـــﻮاﺻـــﺎت اﻟــﻨــﻮوﻳــﺔ، واﻟـــﻮﺣـــﺪات اﻟــﺒــﺮﻳــﺔ اﻟــﺜــﺎﺑــﺘــﺔ واﳌـــﺘـــﺤـــﺮﻛـــﺔ( ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت، ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄن اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻷﺣــﻤــﺮ اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـﺎﺗـﻲ اﻣﺘﻠﻚ أول ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮوﻳﺔ ﺳﻨﺔ ٩٤٩١ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻮرﺟﺎﺗﻮف، وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟــﻬــﻴــﺪروﺟــﻴــﻨــﻴــﺔ ﺳـــﻨـــﺔ ٢٥٩١ ﻋـﻠـﻰ ﻳــﺪ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ آﻧــﺪرﻳــﻪ ﺳـــﺨـــﺎروف. وﻓـﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ ﺳﺘﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ أﻃــﻠــﻖ اﻟــﺰﻋــﻴــﻢ اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـﺎﺗـﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻴﻮﻧﻴﺪ ﺑﺮﻳﺠﻴﻨﻴﻒ اﻟﻌﻨﺎن ﻟﻠﻤﺠﻤﻊ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻣﻦ أﺟـﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟـﺘـﻮازن اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﳌـﻄـﻠـﻮب ﻣــﻊ واﺷــﻨــﻄــﻦ، اﻟـــﺬي وﺿـﻊ أﻣـــــﺎم ﺑــﺮﻳــﺠــﻨــﻴــﻒ ﻣــﺸــﺮوﻋـــﲔ؛ اﻷول ﻗﺪﻣﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﺗﺸﻼﻓﻲ اﻟﺬي اﻋﺘﻤﺪت رؤﻳـﺘـﻪ ﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟـﺘـﻮازن اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺼﻨﻴﻊ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٠٢ أﻟـــﻒ ﺻـــــﺎروخ ﺑــﺪاﺋــﻲ ﻣــــﻦ اﻟـــﻨـــﻮﻋـــﻴـــﺔ اﻟـــﺮدﻳـــﺌـــﺔ واﻟـــــﺮﺧـــــﻴـــــﺼـــــﺔ، ﺗــﺤــﻘــﻖ ﻟــــﻠــــﺴــــﻮﻓــــﻴــــﺎت اﻟــــﺘــــﻔــــﻮق اﻟــﻌــﺪدي ﻋـﻠـﻰ واﺷﻨﻄﻦ اﻟـــــــﺘـــــــﻲ ﻟــــــــﻦ ﺗـــﺴـــﺘـــﻄـــﻴـــﻊ ﻣــﻨــﻈــﻮﻣــﺔ ﺻــﻮارﻳــﺨــﻬــﺎ اﻻﻋﺘﺮاﺿﻴﺔ إﺳﻘﺎط ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻮارﻳﺦ، إﻻ أن ﺑـــﺮﻳـــﺠـــﻨـــﻴـــﻒ اﺧـــﺘـــﺎر اﳌـــﺸـــﺮوع اﻟــــﺬي ﻋـﺮﺿـﻪ اﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻢ ﻳـــﺎﻧـــﻐـــﻞ اﻟـــــﺬي اﻋـﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟـــﻌـــﻠـــﻤـــﻲ ﻓــــﻲ ﺻـــﻨـــﺎﻋـــﺔ اﻟـــﺼـــﻮارﻳـــﺦ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ واﻟـﻔـﻌـﺎﻟـﺔ اﻟـﻌـﺎﺑـﺮة ﻟﻠﻘﺎرات، واﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﺘﺠﺎوز ﻣـــﻨـــﻈـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــــﺼـــــﻮارﻳـــــﺦ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ اﻻﻋﺘﺮاﺿﻴﺔ، وﻗـﺪ ﻧﺠﺢ ﻫـﺬا اﻟﺨﻴﺎر اﻟﺬي اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺤﻘﻖ اﻟﺘﻮازن أوﻻ ﻟــﻠــﺴــﻮﻓــﻴــﺎت، وﻣـــﻦ ﺛـــﻢ اﻟــﺘــﻔــﻮق ﺳﻨﺔ ٥٨٩١ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ وﺿــــﻊ ﺑــﺎﻟــﺨــﺪﻣــﺔ أول ﺻــــﺎروخ ﺑـﺎﻟـﻴـﺴـﺘـﻲ ﻳـﻌـﻤـﻞ ﺑـﺎﻟـﻮﻗـﻮد اﻟﺴﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ٨١S واﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑـﻘـﺪرة ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ؛ ﺣﻴﺚ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺐ «SATANA» أي »اﻟﺸﻴﻄﺎن« ﺑﺎﻟﺮوﺳﻴﺔ.
وﻣـــــﻨـــــﺬ وﺻــــــﻮﻟــــــﻪ إﻟــــــــﻰ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺔ ﺳــﻨــﺔ ٠٠٠٢، ﻋــﻤــﻞ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺮوﺳــﻲ ﻓــﻼدﻳــﻤــﻴــﺮ ﺑــﻮﺗــﲔ ﻋــﻠــﻰ رﻓـــﻊ ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟﺘﺤﺪي ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻬﺪف إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﺒﻼده، وإﺟﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ دوﻟـﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﻟـﻬـﺎ اﻟـﺤـﻖ ﻓــﻲ اﻟــﺪﻓــﺎع ﻋــﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺣــﻮل اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ. وأﻣـــﺎم اﻟـﺘـﻮﻗـﻒ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي ﻟـــﻠـــﺪول اﻟــﻐــﺮﺑــﻴــﺔ، ﻟﺠﺄ ﺑـــﻮﺗـــﲔ إﻟـــــﻰ اﻻﺳــــﺘــــﻔــــﺎدة ﻣــــﻦ ارﺗـــﻔـــﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺎﺿﻲ؛ ﺣﻴﺚ وﻓﺮت ﻟﻪ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﳌﺎدﻳﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﳌﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﻘﻖ ﺗــﻮازن اﻟـﺮدع ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ، ﻓﺄﻋﻠﻦ ﻋﺎم ٤٠٠٢ ﻋــــﻦ اﻟـــــﻌـــــﻮدة إﻟـــﻰ ﺗـــﻄـــﻮﻳـــﺮ اﻟـــﺠـــﻴـــﻞ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻣــﻦ اﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ اﻟــﻌــﺎﺑــﺮة ﻟــــﻠــــﻘــــﺎرات ٨١S اﻟــــﻘــــﺎدرة ﻋــﻠــﻰ ﺗـــﺠـــﺎوز ﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺔ اﻻﻋـــــﺘـــــﺮاض اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺑــــــﺪأت ﺗــﻘــﺘــﺮب ﻣـﻦ ﺣﺪود روﺳﻴﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.
وﻓـــﻲ ٥ ﻣــــﺎرس )آذار( اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، أﻣــﺎم اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻻﺗـﺤـﺎدﻳـﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ، أﻟــــــﻘــــــﻰ ﺑــــــﻮﺗــــــﲔ ﻣـــــــﺎ ﻳــــﻤــــﻜــــﻦ وﺻـــﻔـــﻪ ﺑـ»ﺧﻄﺎب اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة اﻟﺠﺪﻳﺪة«، اﻟــﺬي اﺳﺘﻐﻠﻪ ﻣﻦ أﺟـﻞ إﻋــﻼن دﺧﻮل ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ ﺳــﺎراﻣــﺎت إﻟـﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻣﻌﻠﻨﴼ ﺗﻔﻮق ﺑﻼده ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﲔ، ﻓﻘﺪ اﻧــﺘــﻈــﺮ ﺑــﻮﺗــﲔ ٤١ ﻋــﺎﻣــﴼ ﻟــﻜــﻲ ﻳﻌﻠﻦ دﺧـــــﻮل ﻫــــﺬا اﻟـــﻨـــﻮع ﻣـــﻦ اﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ إﻟـﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ أﺳﺒﻮﻋﲔ ﻣﻦ دﺧﻮﻟﻪ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ٤٢٠٢، واﳌـــﻄـــﻠـــﻮب ﺣــﻤــﺎﻳــﺘــﻬــﺎ ﺑــﻤــﺸــﺮوﻋــﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻲ اﻟﻨﻈﺎم ﻣـــﻦ أي ﺗــﺪﺧــﻞ ﺧـــﺎرﺟـــﻲ، ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻌﺸﺮ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، واﺳﺘﻌﺎدة ﻧﻔﻮذﻫﺎ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻲ وﻫـﻴـﻤـﻨـﺘـﻬـﺎ ﻋــﻠــﻰ أﺟـــﺰاء واﺳــﻌــﺔ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـﺸـﻜـﻞ ﺳـﺎﺑـﻘـﴼ اﳌـﺠـﺎل اﻟﺤﻴﻮي اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ.
ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺪى ٠٤ دﻗـﻴـﻘـﺔ؛ ﻣــﻦ أﺻـﻞ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﺳﺎﻋﺘﲔ ﻫـﻲ ﻣــﺪة اﻟﺨﻄﺎب اﻟــــــــﺬي أﻟـــــﻘـــــﺎه ﺑــــﻮﺗــــﲔ أﻣــــــــﺎم اﻟــﻨــﺨــﺐ اﻟـــــﺮوﺳـــــﻴـــــﺔ، ﺗــــﺤــــﺪث ﻋـــــﻦ اﻷﺳـــﻠـــﺤـــﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﻜﻦ ﺑﻼده ﻣﻦ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺗﻮازن اﻟﻘﻄﺒﲔ. ورﻏﻢ ﻫﺰﻳﻤﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة، ﻓﺈن ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ ﻟﻢ ﻳﺰل ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻘﻮط ﺟﺪار ﺑﺮﻟﲔ، وﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ رد اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﺮوﺳﻴﺎ اﻟﻌﻈﻤﻰ، ﻣﺮاﻫﻨﴼ ﻋـــﻠـــﻰ ﻗــــﺪرﺗــــﻪ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــــﺠــــﺎوز أﺧـــﻄـــﺎء أﺳــﻼﻓــﻪ اﻟــﺴــﻮﻓــﻴــﺎت اﻟــﻘــﺎﺗــﻠــﺔ، اﻟــﺬﻳــﻦ ﺑﺎﻟﻐﻮا ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺗﻮازن اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، وﻋـﺪم اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻓــﺦ ﺳــﺒــﺎق ﺗـﺴـﻠـﺢ ﺟــﺪﻳــﺪ، ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻟــﻮﺻــﻮل إﻟــﻰ ﺗــﻔــﻮق ﻧــﻮﻋــﻲ ﻳﻌﻮض اﻟﻬﻮة اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻟﻐﺮب، اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠﺤﺘﻪ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣـــــﻦ أﺟـــــــﻞ اﻻﻧـــــﺘـــــﺼـــــﺎر ﻓـــــﻲ اﻟــــﺤــــﺮب اﻟــﺒــﺎردة؛ ﺑـﻞ اﻛﺘﻔﻰ ﺑـﺠـﺮ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎت إﻟـــﻰ ﺳــﺒــﺎق ﺗـﺴـﻠـﺢ وﻫــﻤــﻲ، أدى إﻟـﻰ إﻓﻼس اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ، ودﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ ﺧﻮض ﺣﺮوب إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ أدت إﻟﻰ اﺳﺘﻨﺰاﻓﻬﻢ ﻣــﺎدﻳــﴼ وﺑــﺸــﺮﻳــﴼ، وﻫـــﻮ اﻟــــﺪرس اﻟــﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﺠﻨﺒﻪ ﺑﻮﺗﲔ ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وأوﻛﺮاﻧﻴﺎ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻫﻤﺎل اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وإﺻﻼح اﻻﻗﺘﺼﺎد وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺨﺪﻣﺎت، اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ، ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ اﳌـﺠـﻬـﻮد اﻟﺤﺮﺑﻲ واﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻠﺢ اﻟﺬي ﺑﺎت ﻫﺎﺟﺲ ﺑﻮﺗﲔ وﻋﻨﻮاﻧﴼ ﻟﺴﻼﻣﺔ ﻧــﻈــﺎﻣــﻪ، ﻛـــﺄﻧـــﻪ ﻳــﻄــﺒــﻖ ﻗــــﻮل اﻟــﺸــﺎﻋــﺮ اﻟﺪاﻏﺴﺘﺎﻧﻲ رﺳﻮل ﺣﻤﺰاﺗﻮف اﻟﺬي ﻗــــﺎل: »اﻟـــﺴــﻼح اﻟــــﺬي ﺗـﺤـﺘـﺎﺟـﻪ ﳌــﺮة؛ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﺪى اﻟﻌﻤﺮ«.