رﻏﺒﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪم ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻮن ﻏﺎﺿﺒﻮن. وﻗـﺎدة ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﲔ ﻣﻦ أن اﳌﺘﺼﻴﺪﻳﻦ، واﻟﻘﺮاﺻﻨﺔ، واﻟــــﺮوﺑــــﻮﺗــــﺎت اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ، ﻳـﺨـﻄـﻄـﻮن ﻟـــﻠـــﺘـــﺪﺧـــﻞ ﻓــــﻲ اﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت اﻟــﺘــﺠــﺪﻳــﺪ اﻟﻨﺼﻔﻲ ﺧﻼل اﻟﺨﺮﻳﻒ اﻟﺤﺎﻟﻲ، وﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻢ ﺗﻮﺟﻪ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻷواﻣﺮ ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮد.
ﺟﺎء ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﻷدﻣﻴﺮال ﻣـــﺎﻳـــﻚ روﺟـــــــــﺮز، ﻣـــﺪﻳـــﺮ وﻛــــﺎﻟــــﺔ اﻷﻣــــﻦ اﻟــﻘــﻮﻣــﻲ، وﻗــﺎﺋــﺪ اﻟــﻘــﻴــﺎدة اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﺧﻼل ﺷﻬﺎدﺗﻪ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﺸـﻴـﻮخ ﺑـﺎﻟـﻜـﻮﻧـﻐـﺮس ﻣــﺆﺧــﺮﴽ. وﻛــﺎن ﻳـﻜـﺮر اﻟـﺘـﺤـﺬﻳـﺮ اﻟـــﺬي أﻋـــﺮب ﻋـﻨـﻪ ﻗــﺎدة ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳـﺘـﺨـﺒـﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ وﻗــﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣـﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وردا ﻋـــﻠـــﻰ ﺳــــــﺆال ﺣـــــﻮل ﻣــــﺎ إذا ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻗـﺪ ﺻـــﺪرت إﻟــﻴــﻪ اﻟـﺘـﻮﺟـﻴـﻬـﺎت ﻣــﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑـﻴـﺾ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ، أﺟﺎب اﻷدﻣﻴﺮال روﺟﺮز ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻠﻖ أي ﺷﻲء ﺣﺘﻰ اﻵن.
وﻓـــــــــﻲ ﺧــــﻀــــﻢ ﻫـــــــــﺬه اﻟـــﻠـــﺤـــﻈـــﺎت اﻟــﺘــﺤــﺰﺑــﻴــﺔ اﳌـــﻔـــﺮﻃـــﺔ، ﻣـــﻦ اﳌـــﻔـــﻬـــﻮم أن ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻣﺪﻳﺮ وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺳــﻮف ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻛــﻬــﺮاوة ﺿـﺨـﻤـﺔ؛ إذ ﺗﻘﻮل اﻟﺮواﻳﺎت إن اﻟـﺮوس ﻗﺪ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ دﻓﻌﻮا ﺛﻤﻨﻪ ﻣﻦ زاوﻳــﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﺗﺮﻣﺐ. وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار أﻏﻠﺐ اﻟﺸﺆون اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـﺎﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ، ﻓـﺈن اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﴽ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺪو.
وﻟـــﻘـــﺪ أﺟـــــﺎب اﻷدﻣـــــﻴـــــﺮال روﺟــــﺮز ﺟـﺰﺋـﻴـﴼ ﻋــﻦ ﺳـــﺆال ﺣـــﻮل ﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗـﺪ ﺻــﺪرت إﻟـﻴـﻪ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﺑﺈﻳﻘﺎف اﻟﻘﺮاﺻﻨﺔ اﻟﺮوس ﻋﻨﺪ »ﻧﻘﻄﺔ اﳌﻨﺸﺄ« اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ؛ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻟــﺴــﻴــﺒــﺮاﻧــﻴــﺔ اﻟــﻬــﺠــﻮﻣــﻴــﺔ واﳌﺼﻤﻤﺔ ﻹﻏﻼق، أو إﻏﺮاق، أو رﺻﺪ اﻟﺨﻮادم واﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ روﺳـــــﻴـــــﺎ ﻓـــــﻲ ﺑـــــﺚ اﻷﺧــــــﺒــــــﺎر اﳌـــﺰﻳـــﻔـــﺔ، واﻟﻘﺮﺻﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ، وﻧـــﺸـــﺮ اﻟـــﻔـــﻮﺿـــﻰ داﺧــــــﻞ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وﻣــﻦ ﺷــﺄن ﻫــﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت أن ﺗﻜﻮن اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ. وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ، ﻓﺈن ﻗــﻮاﻋــﺪ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ واﻻﺷــﺘــﺒــﺎك ﻻ ﺗــﺰال ﻏﻴﺮ واﺿﺤﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن.
وﻛـــــﺎن اﻷدﻣــــﻴــــﺮال روﺟـــــــﺮز، ﺑـﻬـﺬا اﳌﻌﻨﻰ، ﻳﺜﻴﺮ ﻧﻘﺎﺷﴼ ﻗـﺪ اﺣـﺘـﺪم داﺧـﻞ أروﻗـــــﺔ اﻟــﺤــﺎﻟــﺔ اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ اﻟــﻘــﻮﻣــﻴــﺔ ﻣﻨﺬ ﻋــــــﺎم ٥١٠٢. وﻓــــــﻲ ﻫــــــﺬا اﻟـــــﻌـــــﺎم، ﻛــﻤــﺎ ذﻛــــﺮت ﺻـﺤـﻴـﻔـﺔ »واﺷــﻨــﻄــﻦ ﺑــﻮﺳــﺖ« ﻟــﻠــﻤــﺮة اﻷوﻟـــــﻰ ﻓـــﻲ دﻳــﺴــﻤــﺒــﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻷول(، ﻗﺎم دﻳﻔﻴﺪ ﻛﻮﻫﲔ، ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺪﻳﺮ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ، ﺑﻨﺸﺮ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟـﻰ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺷــﺒــﻜــﺔ اﻹﻧـــﺘـــﺮﻧـــﺖ ﻣﻦ ﺣــﻴــﺚ اﳌــــﺼــــﺪر. وﻣــــﻦ ﺑـــﲔ اﻟــﺨــﻴــﺎرات اﳌـــﻄـــﺮوﺣـــﺔ ﻛـــــﺎن إﻧــــﺸــــﺎء اﳌــﺘــﺼــﻴــﺪﻳــﻦ اﳌﻨﺎوﺋﲔ ﻟﻠﻜﺮﻣﻠﲔ، وﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﺨﻮادم اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﲔ ﺑﻬﺎ اﳌﺘﺼﻴﺪون اﻟﺮوس. وﻗــﺎل أﺣــﺪ اﳌـﺴـﺆوﻟـﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻣﻦ اﳌﻄﻠﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟـﺨـﻴـﺎرات، إن ﺗﻠﻚ اﻟــــﺨــــﻴــــﺎرات ﺗــﻀــﻤــﻨــﺖ أﻳـــﻀـــﴼ اﻟــﻜــﺸــﻒ ﻋـﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟـﻌـﻤـﻼء اﻟـــﺮوس ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﻧﺸﻄﺎء أﻣﻴﺮﻛﻴﲔ. وﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ« ﺣﻴﻨﺬاك، ﻓﺈن ذﻟﻚ اﳌﻘﺘﺮح ﻗﺪ ﺳﺒﺐ اﻧﻘﺴﺎﻣﴼ داﺧﻞ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ، وﻟﻢ ﻳﺮق إﻟﻰ ﻣـﻜـﺘـﺐ اﻟــﺴــﻴــﺪ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﻻﺗـــﺨـــﺎذ ﻗـــﺮار ﺑﺸﺄﻧﻪ.
وﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﺎم ٦١٠٢ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ، أﻋﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﻌﺾ ﻣــﻦ ﻫـــﺬه اﻷﻓـــﻜـــﺎر، ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺑـــﺪأت إدارة اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻷﺳــﺒــﻖ أوﺑــﺎﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ اﻧــﺘــﻘــﺎﻣــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺪﺧــﻼت اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎم، ﺿﺪ اﳌﺮﺷﺤﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻫﻴﻼري ﻛﻠﻴﻨﺘﻮن. وﻛﺎﻧﺖ ﺑــﻌــﺾ ﺗــﺪاﺑــﻴــﺮ اﻻﻧــﺘــﻘــﺎم ﻋـﻠـﻨـﻴـﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟــﻘــﺮار ﺑـﺈﻏـﻼق اﳌــﺮاﻓــﻖ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗـﻀـﺎﻋـﻔـﺖ أﻋـــﺪادﻫـــﺎ ﺑـﺼـﻔـﺘـﻬـﺎ ﻣــﺮاﻛــﺰ ﻟﻠﺘﺠﺴﺲ. أﻣــﺎ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ، رﻏــــﻢ ذﻟـــــﻚ، ﻓــﻘــﺪ ﻛــــﺎن ﻣـــﺘـــﺮوﻛـــﴼ ﻹدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻻﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﺑﺸﺄﻧﻪ.
وﻟﻘﺪ أﺧﺒﺮﻧﻲ أﺣﺪ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ، أن ﻫﺬه اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ أﺛﺎرت اﻟﺠﺪل داﺧﻞ أروﻗﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳـــــﻊ. واﻷدﻣــــﻴــــﺮال روﺟـــــﺮز ووﻛــﺎﻟــﺔ اﻷﻣـــــﻦ اﻟـــﻘـــﻮﻣـــﻲ، ﻋــﻠــﻰ ﺳــﺒــﻴــﻞ اﳌـــﺜـــﺎل، ﻳﺘﻄﻠﻌﺎن ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت ﻟﻠﺒﺪء ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه اﻷﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻤﺎت، وﻳــﻄــﺎﻟــﺒــﻮن ﺑــﻤــﺎ أﻃــﻠــﻘــﺖ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ، اﺳﻢ »ﺧﻔﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ« ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎر اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺰداد ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات.
وﻓـــﻲ اﻷﺛـــﻨـــﺎء ذاﺗـــﻬـــﺎ، ﻓـــﺈن أﻧــﺎﺳــﴼ آﺧــﺮﻳــﻦ داﺧــــﻞ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ - ﻣﺜﻞ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ رﻳﻜﺲ ﺗﻴﻠﺮﺳﻮن، ووزﻳـــــــــﺮ اﻟـــــﺪﻓـــــﺎع ﺟـــﻴـــﻤـــﺲ ﻣـــﺎﺗـــﻴـــﺲ - ﻳــﺸــﻌــﺮون ﺑـﺎﻟـﻘـﻠـﻖ ﻣــﻦ ﻫـــﺬه اﻟـﺘـﺪاﺑـﻴـﺮ. ﻓـــﻬـــﻨـــﺎك ﻣـــﺨـــﺎﻃـــﺮ ﺗــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑــﺎﻟــﺴــﻤــﻌــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻗﻬﺎ اﻷوﺳﻊ، إذا ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺴﻼح اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ إﻟﺤﺎق أﺿــــــﺮار ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻓـــﻲ اﻟــﺒــﻴــﻨــﺔ اﻟـﺘـﺤـﺘـﻴـﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻟﻠﺤﻠﻔﺎء، أو اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺪﻓﴼ ﻟﻠﻬﺠﻤﺎت ﻓـﻲ اﳌـﻘـﺎم اﻷول. وﻫـــﺬا ﻣــﺎ ﺣـــﺪث ﻓــﻲ ﻗـﻀـﻴـﺔ اﻟـﻔـﻴـﺮوس اﻟــﺮوﺳــﻲ »ﻧـــﻮت ﺑﻴﺘﻴﺎ«، اﻟـــﺬي اﻧﺘﺸﺮ ﺑـــﺎﻷﺳـــﺎس ﳌـﻬـﺎﺟـﻤـﺔ اﻟـﺒـﻨـﻴـﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ اﻷوﻛــﺮاﻧــﻴــﺔ، ﺛــﻢ اﻧﺘﺸﺮ إﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ أرﺟﺎء اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ.
ﻛــﻤــﺎ أن ﻫــﻨــﺎك ﻣــﺴــﺎﺋــﻞ ﻣﺘﺸﻌﺒﺔ
اﳊﺮب اﻟﺴﻴﱪاﻧﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪة وﻫﻨﺎك أﺳﺒﺎب وﺟﻴﻬﺔ وراء رﻏﺒﺔ اﻹدارة اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﻀﻲ ﺑﻜﻞ ﺣﺬر ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺴﺎر
ﻛﺬﻟﻚ. ﻓﻜﻤﺎ ذﻛﺮت ﺻﺤﻴﻔﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ« ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ اﳌﺎﺿﻲ، ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ إﺑﻄﺎء اﻻﻧﺘﻘﺎم اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ ﺿـﺪ روﺳــﻴــﺎ، ﻛـﺎﻧـﺖ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻠﺒﺲ ﺣــﻮل ﻣـﺎ إذا ﻛــﺎن ذﻟــﻚ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻳـﻨـﺪرج ﺗﺤﺖ إﺷـــﺮاف ﻣﺴﺘﺸﺎر اﻷﻣـﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﺎﻛﻤﺎﺳﺘﺮ، أو ﺗﻮﻣﻚ ﺑﻮﺳﻴﺮت، اﳌـﺴـﺆول اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑــﻴــﺾ واﳌــﺴــﺆول ﻋــﻦ ﻣـﻠـﻔـﺎت اﻷﻣــﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ.
أﺧــــﻴــــﺮﴽ، ﻫـــﻨـــﺎك اﺣــﺘــﻤــﺎل ﺣـﻘـﻴـﻘـﻲ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻌﻴﺪ. وﻟﻘﺪ أﺷﺎر اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺟﺎﻳﺴﻮن ﻫﻴﻠﻲ، اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ، إﻟــﻰ ﻫــﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ، ﻓــﻲ ﻣــﻘــﺎﻟــﺔ ﻟــﻪ ﻧــﺸــﺮت ﻣـــﺆﺧـــﺮﴽ. إذ ﻗــﺎل إن ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ ﻳﻨﻈﺮ إﻟـﻰ ﺗﺪﺧﻠﻪ ﻓــﻲ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﻋـــﺎم ٦١٠٢ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻴـﺔ ﻣـﻦ زاوﻳـــﺔ اﻟــﺮد ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ اﻋﺘﺒﺮه اﻟــﺪور اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ وﺛﺎﺋﻖ ﺑﻨﻤﺎ، وﻫـــﻲ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ اﻟــﺴــﺠــﻼت اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ اﻟـــﺴـــﺮﻳـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻛــﺸــﻔــﺖ ﻋــــﻦ اﻟــــﺜــــﺮوات اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ اﳌـﺨـﺒـﺄة ﺑـﻮاﺳـﻄـﺔ ﻋــﺪد ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﲔ اﻟﺪوﻟﻴﲔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻮﺗﲔ ﻧﻔﺴﻪ.
وﻟــﻘــﺪ أﺧــﺒــﺮﻧــﻲ اﻟــﺴــﻴــﺪ ﻫـﻴـﻠـﻲ أن ﻣﻬﻤﺔ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻫﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟــــــﺘــــــﻮازن اﻟـــﺼـــﺤـــﻴـــﺢ ﻓـــــﻲ اﻟـــﺘـــﺪاﺑـــﻴـــﺮ اﻟـﺴـﻴـﺒـﺮاﻧـﻴـﺔ ﺿــﺪ روﺳــﻴــﺎ، واﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـــﺎﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت اﳌــــﻘــــﺮرة ﺧـــــﻼل اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ. وأردف ﻳــﻘــﻮل: »إن ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫــﺬا اﻟــﺘــﻮازن ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ – ﻟﺸﻲء ذي ﻧﺰﻋﺔ ﺗﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ وﺑــــــﺪرﺟــــــﺔ ﺗـــﻜـــﻔـــﻲ ﻟـــــﻮﻗـــــﻒ اﻷﻻﻋـــــﻴـــــﺐ اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ، وﻟــــﻜــــﻦ ﻣــــﻦ دون إﻟـــﺤـــﺎق اﻷﺿـــــﺮار اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮة ﺗـﺠـﻌـﻠـﻬـﻢ ﻳــﻘــﺮرون اﻻﻧﺘﻘﺎم ﺑﺼﻮرة أﻛﺒﺮ – ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻪ«.
وﺗﻜﻤﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ أن ﺑﻮﺗﲔ ﻗﺪ ﻓﺎز ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻔﻬﺎ اﳌﺨﻄﻄﻮن اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮن اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ: »اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ«، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ. وﻟﻘﺪ أﺛﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺑﻮﺗﲔ اﺳﺘﻌﺪاده ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﴼ ﻓﻲ ﻋﺎم ٦١٠٢ ﻷﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ أﻗــﻴــﻤــﺖ ﺑـــﲔ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة وروﺳــــــﻴــــــﺎ. وﻣــــــﻦ ﺑـــﻌـــﺾ اﻟــــﻨــــﻮاﺣــــﻲ، أﻇــﻬــﺮت روﺳــﻴــﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﺳـﺘـﻌـﺪادﻫـﺎ ﻟﻠﺬﻫﺎب إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻫﻤﺎت اﳌـﺆﺳـﺴـﺔ ﺳﻠﻔﴼ ﺑــﲔ اﻟــﻄــﺮﻓــﲔ، ﺑﺸﺄن اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٤١٠٢، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻨﺸﺮ اﻟﻌﻠﻨﻲ ﳌﻜﺎﳌﺔ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻴﻜﺘﻮرﻳﺎ ﻧﻮﻻﻧﺪ، اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، وﺣﺪﻳﺜﻬﺎ إﻟـــﻰ اﻟـﺴـﻔـﻴـﺮ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﻓــﻲ أوﻛــﺮاﻧــﻴــﺎ ﺟﻴﻔﺮي ﺑﻴﺎت.
وﻳﻘﻮل ﻫﻴﻠﻲ إﻧﻪ ﺑﻤﻘﺪور ﺑﻮﺗﲔ أن ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ أﺳﻮأ. وأﺧﺒﺮﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼ: »ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ، وإﻧﻨﻲ أﺣـــﺘـــﺮم ذﻟــــﻚ ﻛـــﺜـــﻴـــﺮﴽ«. وﻟــﻜــﻨــﻪ أﺿـــﺎف أن اﻷﻣــﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓـﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗــﻴــﺎم روﺳــﻴــﺎ ﺑـﺎﻟـﺘـﺼـﻌـﻴـﺪ: »ﻣـــــﺎذا ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﻗﺮرت ﻧﺸﺮ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟـــــﻸﻓـــــﺮاد اﻟـــﻌـــﺎﻣـــﻠـــﲔ ﻓــــﻲ ﻗــــــﻮة اﳌـــﻬـــﺎم اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ اﳌــــﻸ؟«، وﻟــﻦ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻋﺼﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮاﺳﻴﺲ اﻟﺮوس ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت. وﻓﻲ ﻋﺎم ٥١٠٢ اﺧﺘﺮق اﻟﻘﺮاﺻﻨﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن اﻟﺴﺠﻼت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻷرﺑـﻌـﺔ ﻣﻼﻳﲔ ﻣــﻮﻇــﻒ أﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ، ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ إدارة ﺷـــﺆون اﳌــﻮﻇــﻔــﲔ، وﻫـﻲ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺴﺠﻼت اﻟﺘﺼﺎرﻳﺢ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻣﻦ ﺑﲔ أﻣﻮر أﺧﺮى.
وﻻ ﻳــﻌــﺪ ﺷـــــﻲء ﻣــــﻦ ذﻟـــــﻚ ﻣــﺒــﺮرﴽ ﻟــﻌــﺪم اﺗــﺨــﺎذ اﻹﺟـــــــﺮاءات. ﻓــﻼ ﺑــﺪ ﻣﻦ ﻛــﺸــﻒ وﺗــﻌــﻄــﻴــﻞ ﻣــــــﺰارع اﳌـﺘـﺼـﻴـﺪﻳـﻦ واﻟـــﻘـــﺮاﺻـــﻨـــﺔ اﻟـــــــــﺮوس. ﻛـــﻤـــﺎ ﻳـﻨـﺒـﻐـﻲ ﺗــﻌــﺰﻳــﺰ ﻧــﻈــﻢ اﻟــﺘــﺼــﻮﻳــﺖ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ ﻗــﺒــﻞ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟــﺘــﺠــﺪﻳــﺪ اﻟـﻨـﺼـﻔـﻲ اﳌـﻘـﺒـﻠـﺔ. ﻏـﻴـﺮ أن اﻟــﺤــﺮب اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺤـﺮوب اﳌـﻌـﻘـﺪة. وﻫـﻨـﺎك أﺳﺒﺎب وﺟﻴﻬﺔ وراء رﻏﺒﺔ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻀﻲ ﻗﺪﻣﴼ ﺑﻜﻞ ﺣﺬر وﻋﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺴﺎر، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻴﺔ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﻊ روﺳﻴﺎ.
* ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«