أوروﺑﺎ ﺗﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ »اﻟﺤﻤﺎﺋﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ«... وﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺿﺪ اﻟﺼﲔ
ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻗـــﺖ ذاﺗــــﻪ اﻟــــﺬي ﺗــﺒــﺪي ﻓﻴﻪ اﻟــــﺪول اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ ﻗـﻠـﻘـﻬـﺎ ﻣــﻦ إﺟــــﺮاءات اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ وﺗﻬﺪﻳﺪاﺗﻬﺎ ﺑﻔﺮض رﺳـﻮم ﻋﻠﻰ ورادات اﻟﺼﻠﺐ واﻷﳌﻨﻴﻮم، وﻣﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﺷﻌﺎل ﺣﺮب ﺗــﺠــﺎرﻳــﺔ، ﻗـــﺮرت اﳌـﻔـﻮﺿـﻴـﺔ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ، أﻣـــﺲ اﻟــﺜــﻼﺛــﺎء، إﻃــﺎﻟــﺔ أﻣـــﺪ اﻹﺟـــــﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﺑﻬﺪف ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹﻏﺮاق ﺿﺪ ﻣـﻨـﺘـﺠـﺎت اﻟـﺼـﻠـﺐ اﻟـــــﻮاردة ﻣــﻦ اﻟـﺼـﲔ، وﺗﻤﺪﻳﺪﻫﺎ ﻟﺨﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻗﺎدﻣﺔ، وﻫﻲ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١١٠٢، ﻣﻤﺎ وﻓﺮ ﻣﺠﺎﻻ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﴼ وﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﻨﻔﺲ ﳌﻨﺘﺠﻲ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــــﻲ ﻓﻲ ﻋـــﺪة ﺑــﻠــﺪان، وﻣـﻨـﻬـﺎ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ وإﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺎ واﻟﺴﻮﻳﺪ.
وﻳــــــﺄﺗــــــﻲ ذﻟـــــــﻚ ﻋـــﺸـــﻴـــﺔ اﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎع اﻷﺳــﺒــﻮﻋــﻲ ﻟـﻠـﻤـﻔـﻮﺿـﻴـﺔ، اﳌـــﻘـــﺮر اﻟــﻴــﻮم اﻷرﺑﻌﺎء، ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ ﺧﻄﻮات ﻟﻠﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮارات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺸﺄن ورادات اﻟﺼﻠﺐ واﻷﳌﻨﻴﻮم ﻣﻦ أوروﺑــﺎ، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول، وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﺼﲔ.
وﻗــــــﺎﻟــــــﺖ ﻣــــــﺼــــــﺎدر اﳌــــﺆﺳــــﺴــــﺎت اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻟــــﻼﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑــــــــــــﻲ ﻓــﻲ ﺑــﺮوﻛــﺴــﻞ، إن اﳌـﻔـﻮﺿـﻴـﺔ - ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﻼﺗﺤﺎد - ﺑﺼﺪد اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ دراﺳــﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﺗﺨﺎذه ﻣـــﻦ إﺟــــــــﺮاءات ﳌـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ ﻗـــــﺮار إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﺣﻮل واردات اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻷﳌﻨﻴﻮم ﻣﻦ أوروﺑﺎ، ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻳـﺘـﻨـﺎﺳـﻖ ﻣــﻊ ﻗــﻮاﻋــﺪ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟــﺘــﺠــﺎرة اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ، ﻣـﻨـﻮﻫـﺔ ﺑــﺄن ﻫـﺬه اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻣﻮﺟﻮدة ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ أﻳﻀﴼ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟﻠﻤﺘﺤﺪث ﻓﻲ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ، أﻟﻜﺴﻨﺪر وﻳﻨﺘﺪرﺳﱳ.
وﺣــﺴــﺐ اﳌـــﺼـــﺎدر ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ، ﺗـﺠـﺮي اﺗــــﺼــــﺎﻻت ﻛــﺜــﻴــﺮة ﺣــﺎﻟــﻴــﴼ ﻓـــﻲ اﻷروﻗــــــﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﻛﺒﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﲔ اﳌــﻌــﻨــﻴــﲔ ﻟـــﺮؤﻳـــﺔ ﻛــﻴــﻔــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣـﻊ اﻹﺟــــــــــــﺮاءات اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ، اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﺮاﻫـــﺎ ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﺿﺎرة ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻷﻃﺮاف، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﳌﺴﺘﻬﻠﻚ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ.
وﻳـــﺄﺗـــﻲ ذﻟـــﻚ ﺑــﻌــﺪ أن اﻧــﻀــﻢ ﻧـــﻮاب ﻣــﻦ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻷوروﺑـــــﻲ إﻟــﻰ اﳌـﺴـﺆوﻟـﲔ ﺑــﺎﳌــﻔــﻮﺿــﻴــﺔ اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ، ﻓـــﻲ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﻋﻦ اﻷﺳــﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﻗــﺮار اﻹدارة اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ. وﻗـــﺎﻟـــﺖ إﻟــﻴــﺴــﻴــﺎ ﻣــﻮﺳــﻜــﺎ، ﻣــﺴــﺆوﻟــﺔ اﻟــﺘــﺠــﺎرة ﻓـــﻲ ﻛــﺘــﻠــﺔ اﻷﺣــــﺰاب اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ واﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، وﻫـﻲ ﺛﺎﻧﻲ أﻛـــﺒـــﺮ اﻟــﻜــﺘــﻞ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻷوروﺑــــــﻲ، إن ﻗــــﺮار اﻹدارة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺧﻄﻮة أﺧﺮى ﻧﺤﻮ ﺣﺮب ﺗﺠﺎرﻳﺔ أﺛــﺎرﺗــﻬــﺎ واﺷــﻨــﻄــﻦ، وإن ﻫـــﺬه اﻟـﺘـﺪاﺑـﻴـﺮ اﻟﺤﻤﺎﺋﻴﺔ ﺳﻮف ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑـﻴـﺔ ﺑــــﺎﻟــــﺒــــﺪء ﻓـــــﻲ ﻣـــــــﺸـــــــﺎورات ﻣـــــﻊ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺣﻮل ﻫﺬا اﳌﻠﻒ.
وﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻤﺪﻳﺪ اﻹﺟـــﺮاءات اﻷوروﺑـﻴـﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹﻏــﺮاق ﻣﻦ اﻟﺼﲔ، ﻗﺎﻟﺖ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ إن اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺬي أﺟﺮي ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٦١٠٢، أﻇﻬﺮ أن اﻹﻏــﺮاق ﻣﻦ اﻟﺼﲔ ﻣﺎ زال ﻣﺴﺘﻤﺮﴽ، وإذا ﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ - اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﺣﺎﻟﻴﴼ - ﻓﺈن ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﳌـﻐـﺮﻗـﺔ ﻗــﺪ ﺗـﻮﺟـﻪ إﻟــﻰ ﺳـﻮق اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.
وﻗـــﺎﻟـــﺖ اﳌــﻔــﻮﺿــﻴــﺔ إن اﻹﺟـــــــﺮاءات اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑـــﺎﳌـــﻮاﺳـــﻴـــﺮ واﻷﻧـــﺎﺑـــﻴـــﺐ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ واﻟﺒﺘﺮوﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ، ﺳــﻮف ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وأﻛﺪت أن ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻳـﺘـﺨـﺬه اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــــﻲ ﻟـﻠـﺪﻓـﺎع ﻋﻦ ﺷﺮﻛﺎﺗﻪ، وﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ ﺿﺪ اﳌﻤﺎرﺳﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺎرة اﻟﺼﻠﺐ اﻟﺪوﻟﻴﺔ، وﺧﺎﺻﺔ أن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺼﻠﺐ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﺎﺋﺾ ﻋﺎﳌﻲ أدى إﻟﻰ اﻧﺨﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺼﻠﺐ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة، وﻛﺎن ﻟﻪ أﺛﺮ ﺿﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺠﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ.
وﻧﻮﻫﺖ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ إﻟـﻰ أن اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــــــــﻲ ﻳــﺴــﺘــﺨــﺪم ﻛـــﺎﻣـــﻞ إﻣــﻜــﺎﻧــﺎﺗــﻪ وأدواﺗـــــــﻪ اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﺑــﺎﻟــﺪﻓــﺎع اﻟــﺘــﺠــﺎري ﻟﻀﻤﺎن ﺷﺮوط ﻋﺎدﻟﺔ ﳌﻨﺘﺠﻴﻪ، وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع. وﻗـﺎﻟـﺖ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ إن ﻫﻨﺎك ٣٥ ﺗﺪﺑﻴﺮﴽ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺤﺪﻳﺪ، وﻣــﻨــﻬــﺎ ٧٢ ﻣـﻨـﺘـﺠـﴼ ﻣــﻦ اﻟــﺼــﲔ، وﻛـﺤـﻞ ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ ﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﻔﺮﻃﺔ، ﻓﺈن اﻣﺘﻴﺎزات اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ ﺗـــﻌـــﺎﻟـــﺞ اﻷﺳـــــﺒـــــﺎب اﻟــــﺠــــﺬرﻳــــﺔ ﻟــــﻸزﻣــــﺔ. وﺗﺤﻘﻴﻘﴼ ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض ﺷﺎرﻛﺖ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ ﻓـﻲ اﳌﻨﺘﺪى اﻟﻌﺎﳌﻲ اﳌﻌﻨﻲ ﺑـﻬـﺬا اﳌﻠﻒ اﻟﺬي اﻧﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌـﺎﺿـﻲ، اﻟــﺬي واﻓــﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟـﺤـﻠـﻮل اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌـﻠـﻤـﻮﺳـﺔ ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ اﳌــﺴــﺄﻟــﺔ اﳌــﺘــﻤــﺜــﻠــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﻘـــﺪرة اﳌــﻔــﺮﻃــﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺼﻠﺐ.