اﳌﺸﻨﻮق: اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻟﺤﺼﺮ اﻟﺴﻼح ﺑﻴﺪ اﻟﺪوﻟﺔ
رأى أن اﻟﺘﻤﺪد اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻷزﻣﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
اﻋـــــﺘـــــﺒـــــﺮ وزﻳــــــــــــﺮ اﻟــــﺪاﺧــــﻠــــﻴــــﺔ اﻟـــﻠـــﺒـــﻨـــﺎﻧـــﻲ، ﻧـــﻬـــﺎد اﳌــــﺸــــﻨــــﻮق، أن »اﻟﺘﻤﺪد اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻫﻮ أﺣﺪ أﺳﺒﺎب اﻷزﻣـــــﺔ اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ واﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ«، ﻣﺆﻛﺪا أن »ﻟﺒﻨﺎن ﻟـــــﻦ ﻳــــﻜــــﻮن ﺷــــﻮﻛــــﺔ ﻓـــــﻲ ﺧـــﺎﺻـــﺮة اﻟــــﻌــــﺮب، وﻫــــﻮ ﻳــﺴــﻌــﻰ ﻷن ﺗــﻜــﻮن اﻟـﺪوﻟـﺔ ﻫـﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﻗﺮار اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻼح ﻓﻲ اﻟـﺤـﺮب واﻟﺴﻠﻢ، ﻣـﻦ ﺧــﻼل ﺗﻔﺎﻫﻢ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﲔ ﻋــﻠــﻰ اﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺔ دﻓﺎﻋﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن«.
وﻓــــــﻲ ﻛـــﻠـــﻤـــﺔ ﻟـــــﻪ ﻓـــــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ وزراء اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ اﻟــﻌــﺮب ﺑــﺪورﺗــﻪ اﻟـ »٥٣« ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، ﻗﺎل اﳌﺸﻨﻮق: »ﻟـﺒـﻨـﺎن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ أﻳــــﻀــــﺎ ﻣـــﺴـــﺆوﻟـــﻴـــﺔ ﻋـــﺮﺑـــﻴـــﺔ ﻣــﻨــﺬ ﺳــﻨــﻮات ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ، وﺧــﻂ دﻓــﺎع أول ﻋــﻦ اﻟـــﻌـــﺮب«. وأﺿــــﺎف: »ﺗــﺒــﲔ أن أﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻀﻤﻦ ﺟﺰءا ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻷﻣــﻦ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻜﻞ اﻟـﻌـﺮب، وﻟﻢ وﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﺷﻮﻛﺔ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﺮة اﻟﻌﺮب«. وﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟــﺤــﺎﺿــﺮﻳــﻦ ﺑـــﺎﻟـــﻘـــﻮل: »ﻳــﺠــﺐ أﻻ ﺗـﻴـﺄﺳـﻮا وأﻻ ﺗﺴﺘﺴﻬﻠﻮا ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻟﺒﻨﺎن ﻟﻠﻤﺸﺮوع اﻹﻳﺮاﻧﻲ أو ﻟﻐﻴﺮه ﻣــﻦ اﳌــﺸــﺎرﻳــﻊ، ﻓـﻤـﻦ ﻳـﺴـﻠـﻢ ﻟﺒﻨﺎن ﻳــﻜــﻮن ﻗــﺪ ﺳــﻠــﻢ ﻧــﻔــﺴــﻪ، وﻫــــﺬا ﻫﻮ درس اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟـﺬي ﺗﻌﻠﻤﻨﺎه ﻣﻌﺎ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ«.
وأﻛـــــــــــــﺪ: »ﻟـــــﺴـــــﻨـــــﺎ ﻣـــــــﻦ ﻫـــــــﻮاة اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺠﺎﻧﻴﺔ، وﻻ أﺳﺘﺴﻬﻞ ﺧـﻴـﺎرات ﻣﻦ ﻫـﺬا اﻟـﻨـﻮع، ﺑﻞ ﺳﺒﻖ ﻟﻲ أن دﻋﻮت إﻟﻰ ﺣﻮار ﻣﻊ إﻳﺮان، ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻗــﻀــﺎﻳــﺎ اﻷﻣـــﻦ اﳌــﺸــﺘــﺮك ﻣـﻌـﻬـﺎ«، ﺳــﺎﺋــﻼ: »ﻫــﻞ ﻓـﻌـﻼ ﻟـﻨـﺎ ﺷـﺮﻳـﻚ ﻓﻲ إﻳﺮان؟ ﻫﻞ ﻓﻌﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺼﻞ ﻣﻌﻨﺎ ﻧﺤﻦ أﻫﻞ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻋﻨﻮان ﻋﺮوﺑﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺳــﻮاء؟ وﻣــﺎذا ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان أو ﻓﻲ اﻟﺤﻮار ﻣﻌﻬﺎ؟«.
وأﺿﺎف: »ﻟﻮ وﺿﻌﻨﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻋــﺎﺻــﻔــﺔ اﻟــــﺤــــﺰم، اﻟـــﺘـــﻲ أﻃــﻠـﻘــﻬـﺎ ﺧـــﺎدم اﻟــﺤــﺮﻣــﲔ اﻟـﺸـﺮﻳـﻔـﲔ اﳌﻠﻚ اﻟـــــﺴـــــﻌـــــﻮدي ﺳــــﻠــــﻤــــﺎن ﺑــــــﻦ ﻋــﺒــﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﳌﺎ وﺟﺪﻧﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺈﻃﺎر ﻟــﻠــﻤــﻮاﺟــﻬــﺔ. وﻫـــﻮ أﻃـﻠـﻘـﻬـﺎ ﻟﻴﺲ ﺣــﺒــﺎ ﺑـــﺎﻟـــﺤـــﺮب، ﺑـــﻞ ﻷﻧـــــﻪ ﻳــﻌــﺮف اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، وﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟــﺤــﻞ اﻟــﻮﺣــﻴــﺪ ﳌــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟـﺘـﻤـﺪد اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻤــﻦ، واﳌــﺸــﺮوع اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ اﻟـــﺬي ﻟــﻢ ﻳـﻨـﺠـﺢ ﻓــﻲ أن ﻳـــﻜـــﻮن ﻋـــﺎﻣـــﻞ اﺳـــﺘـــﻘـــﺮار وإﻧـــﻤـــﺎء ﻓــﻲ أي ﺑﻘﻌﺔ وﺻــﻞ إﻟـﻴـﻬـﺎ، ﻓﻬﺬا اﻟــﺪور ﻟـﻢ ﻳﻨﺘﺞ إﻻ اﻷزﻣـــﺎت، ﻟﻜﻦ ﻫــﺬا ﻻ ﻳﻌﻔﻴﻨﺎ ﻣـﻦ اﻟــﺴــﺆال: ﻣـﺎذا ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻓـﻲ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻣـﻊ إﻳــﺮان أو ﻓــﻲ اﻟــﺤــﻮار ﻣـﻌـﻬـﺎ؟«. ورأى: »أن ﺣﺠﻢ ﺣﻀﻮر اﳌـﺸـﺮوع اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﻓــﻲ أزﻣــــﺎت دوﻟــﻨــﺎ وﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ، ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﻓﻖ واﻟـﺘـﻔـﺎﻫـﻢ، وﻛــﻞ ﺗـﺄﺟـﻴـﻞ ﻓــﻲ ﻫـﺬا اﳌﻘﺎم ﻫﻮ ﻫﺪﻳﺔ ﳌﺸﺮوع اﻟﺘﻤﺪد«.
وأﻋــــﻠــــﻦ اﳌـــﺸـــﻨـــﻮق »أﻧــــﻨــــﺎ ﻓـﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻧﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ، وﺳﻴﺘﻀﺢ أﻛﺜﺮ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ، ﻷن ﺗﻜﻮن اﻟﺪوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﻗﺮار اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻼح ﻓﻲ اﻟﺤﺮب واﻟﺴﻠﻢ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﺎﻫﻢ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﲔ ﻋــﻠــﻰ اﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺔ دﻓﺎﻋﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن«.
وﺗﻄﺮق إﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻨﺎزﺣﲔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻗـــــﺎل إﻧـــﻬـــﺎ »أﺣـــــﺪﺛـــــﺖ ﺧـﻠـﻼ ﻋـﻤـﻴـﻘـﺎ ﻓــﻲ اﻟـــﺘـــﻮازن اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ وﻓــﺎﺋــﻀــﺎ ﻣـﺮﻫـﻘـﺎ ﻓﻲ اﻟــﺘــﻜــﻠــﻔــﺔ اﳌـــﺎدﻳـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ، ﺷﻌﺒﺎ وﻣﺆﺳﺴﺎت«.
وﻛــــــﺎن اﻟــــﻮزﻳــــﺮ اﳌـــﺸـــﻨـــﻮق ﻗـﺪ اﻟﺘﻘﻰ وزﻳـــﺮ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ اﻟﺴﻌﻮدي اﻷﻣـﻴـﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑـﻦ ﺳﻌﻮد ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ ﺑـﻦ ﻋﺒﺪ اﻟـﻌـﺰﻳـﺰ، اﻟــﺬي ﻋﺒﺮ ﻟـﻪ ﻋـﻦ ارﺗـﻴـﺎح اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻷﺟــﻮاء اﻟــــــﺰﻳــــــﺎرة اﻟــــﺘــــﻲ ﻗــــــﺎم ﺑـــﻬـــﺎ رﺋــﻴــﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺳﻌﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي إﻟﻰ اﻟﺮﻳﺎض اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، وﻟﻌﻮدة اﻟﺼﻔﺎء واﻟﺤﺮارة إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، وﻣــﻦ ﺟﻬﺘﻪ أﻋــﺎد اﻷﻣﻴﺮ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻌــﺰﻳــﺰ ﺗــﺄﻛــﻴــﺪ دﻋـــﻮﺗـــﻪ إﻟــﻰ اﳌـﺸـﻨـﻮق ﻟــﺰﻳــﺎرة اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس )آذار( اﻟﺠﺎري.