ﻣﺴﻴﺤﻴﻮ ﺑﻐﺪاد ﻳﺨﺸﻮن ﻣﻦ ﺗﻜﺮار اﺳﺘﻬﺪاﻓﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ
ﺑﻄﺮﻳﺮك اﻟﻜﻠﺪان ﰲ اﻟﻌﺮاق واﻟﻌﺎﻟﻢ: ﻫﻨﺎك ﺧﻠﻞ ﰲ اﻷﻣﻦ
اﻋـــﺘـــﺒـــﺮ ﺑـــﻄـــﺮﻳـــﺮك اﻟــــﻜــــﻠــــﺪان ﻓـﻲ اﻟﻌﺮاق واﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻟﻮﻳﺲ رﻓﺎﺋﻴﻞ ﺳﺎﻛﻮ، أﻣﺲ، أن اﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ أوﺿﺎع اﻷﻣﻦ وراء ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ، ﻣﻦ ٣ أﻓﺮاد، ﻓﻲ ﺣﻲ اﳌﺸﺘﻞ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻐﺪاد اﻟﺠﺪﻳﺪة، أول ﻣﻦ أﻣﺲ.
وﻗﺎل اﻟﺒﻄﺮﻳﺮك ﺳﺎﻛﻮ، ﻓﻲ ﺑﻴﺎن: »ﺑﺒﺎﻟﻎ اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ، ﻧﺘﻠﻘﻰ أﺧﺒﺎرﴽ ﻣﺆﳌﺔ ﻋﻦ اﻏﺘﻴﺎل أﺷﺨﺎص ﻟﻼﺳﺘﻴﻼء ﻋـﻠـﻰ أﻣــﻮاﻟــﻬــﻢ، أو ﺑــﻬــﺪف أﺧــﺬ اﻟـﺜـﺄر واﻻﻧﺘﻘﺎم، وﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﺗــــﻢ ﻗــﺘــﻠــﻬــﻢ ﺑـــــﺪم ﺑــــــﺎرد ﺧـــﻼل اﻷﻳﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﺷﺎب وزوﺟﺘﻪ، وﻫﻤﺎ ﻃﺒﻴﺒﺎن، إﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ واﻟــﺪة اﻟﺰوﺟﺔ، وﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﺴﻴﺤﻴﻮن، وﺗﻤﺖ ﺳﺮﻗﺔ أﻣﻮاﻟﻬﻢ أﻣﺎم اﳌﻸ«.
وﻋـــــﺪ اﻟــﺒــﻄــﺮﻳــﺮك ﺣـــــﺎدث اﻟـﻘـﺘـﻞ »دﻟـــــــــﻴـــــــــﻼ ﻋـــــﻠـــــﻰ وﺟــــــــــــﻮد ﺧـــــﻠـــــﻞ ﻓـــﻲ اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﺠﻨﺎة«، ﻣـــﻄـــﺎﻟـــﺒـــﴼ »اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ ﺑــــﺎﺗــــﺨــــﺎذ ﻛــﻞ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ وﻣــﻤــﺘــﻠــﻜــﺎﺗــﻬــﻢ، وﻣـــﻼﺣـــﻘـــﺔ اﻟــﺠــﻨــﺎة وﺗــﻘــﺪﻳــﻤــﻬــﻢ ﻟـــﻠـــﻌـــﺪاﻟـــﺔ وﻣــﻌــﺎﻗــﺒــﺘــﻬــﻢ ﺑـــــﻘـــــﺴـــــﻮة ﻟــــﺘــــﻄــــﻤــــﲔ اﳌـــــــﻮاﻃـــــــﻨـــــــﲔ«، داﻋــﻴــﴼ اﻟــﺠــﻬــﺎت اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ واﻟـﺘـﺮﺑـﻮﻳـﺔ واﻹﻋﻼﻣﻴﺔ إﻟﻰ »إﺷﺎﻋﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻼم واﻟــﺤــﻴــﺎة واﺣـــﺘـــﺮام اﻵﺧــــﺮ واﻟـﻌـﻴـﺶ اﳌﺸﺘﺮك«.
وﻟﻢ ﻳﺼﺪر ﻋﻦ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ أي ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺑﺸﺄن اﻟﺤﺎدث، ﻟﻜﻦ ﻣﺼﺎدر أﻣﻨﻴﺔ ﻗﺎﻟﺖ، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، إن »ﻃﺒﻴﺒﴼ واﺛﻨﲔ ﻣﻦ أﻓــﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻗﺘﻠﻮا ﻃﻌﻨﴼ ﺑﺴﻜﺎﻛﲔ، ﺑﻌﺪ اﻗﺘﺤﺎم ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣــﺴــﻠــﺤــﲔ، ﺷــــﺮق ﺑــــﻐــــﺪاد«، وأﺷــــﺎرت إﻟﻰ »اﻗﺘﺤﺎم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﻨﺰل اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓـﻲ ﺳـﺎﻋـﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣـﻦ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ، وأﻗــﺪﻣــﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﳌﻨﺰل وﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻃﻌﻨﴼ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻛﲔ، ﺑﻌﺪ أن ﻗــﺎﻣــﻮا ﺑــﺴــﺮﻗــﺔ أﻣــــﻮال وﻣـﻘـﺘـﻨـﻴـﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ«.
واﻟــﻌــﺎﺋــﻠــﺔ اﳌــﺸــﺎر إﻟـﻴـﻬـﺎ ﻫــﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻫﺎﺷﻢ ﺷﻔﻴﻖ ﻣﺴﻜﻮﻧﻲ، وزوﺟــﺘــﻪ اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺷــﺬى ﻣـﺎﻟـﻚ داﻧــﻮ، وواﻟﺪﺗﻬﺎ ﺧﻴﺮﻳﺔ داود.
ﺑــــــﺪوره، اﺳــﺘــﻐــﺮب رﺋــﻴــﺲ ﻛﺘﻠﺔ »اﻟﻮرﻛﺎء« اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺟﻮزﻳﻒ ﺻﻠﻴﻮه »ﺻﻤﺖ اﻟﺠﻬﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺣﻴﺎل ﺣﺎدث ﻣﻘﺘﻞ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﳌﺮوع«، وﻗﺎل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ«: »ﻟـــﻴـــﺲ ﻟــــــﺪي ﻣــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺎدث ﺣﺘﻰ اﻵن، اﳌﺮﺟﺢ أن ﻳﻜﻮن وراء اﻟﺤﺎدث أﻫﺪاف إﺟﺮاﻣﻴﺔ، وﺳﺮﻗﺔ أﻣﻮال اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻟﻜﻨﻲ أﺳﺘﻐﺮب ﺳﻜﻮت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻋﻦ اﳌﻮﺿﻮع، وﻋﺪم ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ أي إﻳﻀﺎح«.
وﻳـــﺮى ﺻـﻠـﻴـﻮه أن »اﻟــﺤــﺎدث ﻗﺪ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻬﺸﺔ، وﻋﺪم ﻣﻼﺣﻘﺔ ﻋﺼﺎﺑﺎت اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ«، وﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﻜﻮن »وراء اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أﻫـــﺪاف أﺧــﺮى ﻏﻴﺮ اﻟـﺴـﺮﻗـﺔ اﻟـﻌـﺎدﻳـﺔ، ﻣــﺜــﻞ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ ﺗـــﺮوﻳـــﻊ ﻣـــﻦ ﺗـﺒـﻘــﻰ ﻣﻦ اﳌﻜﻮن اﳌﺴﻴﺤﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد، ودﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻬﺮوب، ﺑﻬﺪف اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ«.
إﻟــــــــــﻰ ذﻟـــــــــــــﻚ، وﺻــــــــــﻒ اﳌـــــﺮﺻـــــﺪ اﻵﺷــﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟـــﻠـــﻌـــﺎﺋـــﻠـــﺔ اﳌـــﺴـــﻴـــﺤـــﻴـــﺔ ﺑــــ »اﻟـــﺠـــﺮﻳـــﻤـــﺔ اﻟﻨﻜﺮاء«، ﻣﻄﺎﻟﺒﴼ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺑـ»إﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻮري ﻓﻲ اﻟﺤﺎدﺛﺔ، وﻣـﻌـﺮﻓـﺔ اﻟـﺠـﻨـﺎة وﺗـﻘـﺪﻳـﻤـﻬـﻢ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ«.
وﻗــــــــــــــﺎل اﳌــــــــــﺮﺻــــــــــﺪ، ﻓــــــــﻲ ﺑــــﻴــــﺎن أوردﺗـــﻪ ﺷﺒﻜﺔ »رووداو« اﻹﻋـﻼﻣـﻴـﺔ: »ﻧـﻄـﺎﻟـﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟـﻌـﺮاﻗـﻴـﺔ ﺑﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ واﻷﻣــــــــــــﺎن ﻟــــﻬــــﻢ، ووﺿــــــــﻊ ﺣـــــــﺪ ﻟـــﻬـــﺬا اﻟــﻨــﻮع ﻣــﻦ اﻟــﺠــﺮاﺋــﻢ ﺑـﺤـﻖ اﳌـﻮاﻃـﻨـﲔ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ اﻟﻌﺰل، اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ زرع اﻟﺨﻮف واﻟﻘﻠﻖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ، وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺎﻟـــﻲ ﺗــﻘــﻀــﻲ ﻋــﻠــﻰ أﻳـــــﺔ ﻓــﺮص ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﺎء اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، أو ﻋﻮدة اﳌﻬﺠﺮﻳﻦ إﻟﻴﻪ«.
ﻳــﺸــﺎر إﻟـــﻰ أن ﻣــﻨــﺎزل ﻋـــﺪد ﻏﻴﺮ ﻗـــﻠـــﻴـــﻞ ﻣـــــﻦ اﳌـــﺴـــﻴـــﺤـــﻴـــﲔ ﻓـــــﻲ ﺑـــﻐـــﺪاد وﻣــــﺤــــﺎﻓــــﻈــــﺔ أﺧـــــــــــﺮى ﺗـــــــﻢ اﻟــــﺘــــﻼﻋــــﺐ ﺑﺄوراﻗﻬﺎ، واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣـﺎﻓـﻴـﺎت ﻧــﺎﻓــﺬة ﻓــﻲ دواﺋــــﺮ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﻌﻘﺎري. ودﻓﻌﺖ ﻣﻮﺟﺔ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ آﻻف اﻷﺳـﺮ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ٣٠٠٢ إﻟﻰ ﻣﻐﺎدرة ﺑﻐﺪاد ﺑﺎﺗﺠﺎه إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن أو أوروﺑﺎ واﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، واﻧﺨﻔﻀﺖ ﻧﺴﺒﺔ وﺟﻮدﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ، اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﳌﺼﺎدر اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ.