ﺷﻌﺮاء ﺳﻮرﻳﻮن وإﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻳﺤﺘﻔﻠﻮن ﺑـ »اﻻﻧﺘﺼﺎر«
وﺳﻂ ﺟﺤﻴﻢ ﻏﻮﻃﺔ دﻣﺸﻖ
اﻟﺸﻌﺮاء ﻛﻲ ﻳﻌﺒﺮوا ﻋﻦ اﻻﻧﺘﺼﺎر« وﻓــــــــﻖ ﻣــــــﺎ ﻗـــــﺎﻟـــــﻪ ﻋــــﻀــــﻮ اﻟـــﻬـــﻴـــﺌـــﺔ اﻟــﺘـﻨـﻈــﻴـﻤـﻴــﺔ ﻟــﻠــﻤــﻬــﺮﺟــﺎن وﻣـﻤـﺜـﻞ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻣــﺮﺗــﻀــﻰ ﺣـــﻴـــﺪري، وذﻟـــــﻚ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳــﻮاﺟــﻪ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻟــﺴــﻮري ﻣﺪﻋﻮﻣﺎ ﻣــﻦ ﺣﻠﻴﻔﻴﻪ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ واﻟــﺮوﺳــﻲ اﺗﻬﺎﻣﺎت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﻔﻮض اﻷﻋﻠﻰ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑــﺎﻟــﺘــﺨــﻄــﻴــﻂ ﳌــــﺎ ﻳــﺸــﺒــﻪ »ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻢ«، ﻓــــﻲ إﺷــــــــﺎرة ﻟـﺘـﺼـﻌـﻴـﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓـﻲ اﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ »ﻣﻠﻒ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻣـﺤـﻜـﻤـﺔ اﻟـﺠـﻨـﺎﻳـﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ«.
ﻓــﻤــﻨــﺬ أﺳــــﺒــــﻮﻋــــﲔ، ﻟــــﻢ ﺗــﻬــﺪأ اﻟــﻐــﺎرات اﻟﺠﻮﻳﺔ، ﻟﻄﻴﺮان اﻟﻨﻈﺎم اﻟـــــﺴـــــﻮري ﻣـــﺪﻋـــﻮﻣـــﺎ ﻣــــﻦ روﺳـــﻴـــﺎ وإﻳﺮان، ﻋﻠﻰ ﻣﺪن وﺑﻠﺪات اﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﳌـﺤـﺎﺻـﺮة اﻟـﺘـﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ، ﻟﻴﺤﺼﺪ ﻫـﺬا اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺸﺮس ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ أرواح ٠٠٩ ﻣﺪﻧﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻧــﺤــﻮ ٠٠٢ ﻃــﻔــﻞ، ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻏـــﻢ ﻣﻦ »اﻟــﻬــﺪﻧــﺔ« اﻟــﺘــﻲ أﻋـﻠـﻨـﺘـﻬـﺎ روﺳـﻴـﺎ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﺳﺒﻮع ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺧﻤﺲ ﺳﺎﻋﺎت.
ﺧﻤﺲ ﺳـﺎﻋـﺎت ﻣـﻦ ﻣﺒﺎرﻳﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻓﻲ »واﺣﺔ« اﺗﺤﺎد اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮب، اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻣﺮﻣﻰ اﻟﻨﻴﺮان وﺻﺮﺧﺎت اﻷﻃﻔﺎل اﳌﻨﺘﺸﻠﲔ ﻣﻦ ﺗـﺤـﺖ اﻷﻧـــﻘـــﺎض، ﻗـﺼـﺎﺋـﺪ ﻓﺼﻠﺖ ﻟــﺘــﺘــﻐــﻨــﻰ »ﺑـــﺎﻟـــﺸـــﺎم واﻟــﻴــﺎﺳــﻤــﲔ واﻟـــــﺼـــــﻤـــــﻮد وﻣـــــﻘـــــﺎوﻣـــــﺔ اﻟــــﻌــــﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ«. ﻓﻔﻲ ﻗﺼﻴﺪة ﺑﻌﻨﻮان »أﻃﻠﻖ ﺟﻨﺎﺣﻴﻚ« ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ اﻟــﺒــﺮﻳــﺪي ﻳــﻘــﻮل: »أﻃـﻠـﻖ ﺟﻨﺎﺣﻴﻚ وأﺳﺒﻖ رﺗﻞ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎ.. واﳌﺎﺧﺮات ﺑﺤﻮر اﳌﻌﺘﻠﻰ ﺳﺮﺑﺎ«. وﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ »ﺗﻔﺎﺣﺔ اﻟﻨﻮر« ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻌﺘﻮق ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎء: / ﺟﻠﺲ اﻟﺼﺒﺎح ﻋﻠﻰ اﻷرﻳــﻜــﺔ ﺑﺎﺳﻄﺎ ﻇـﻞ اﻟﻴﻤﺎم..ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎدﻳﻞ اﻟﺴﻤﺎء.. ﻧﺎدى ﻟﻌﺸﺐ ﻟﻦ ﻳﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺻﻴﻒ.. وﻓﻲ اﻷزﻗﺔ ﻟﻮ ﺗﻮارى اﻟﻐﻴﻢ ﻓﻲ أﺧﺪود ﻣﺎء«.
ﻳـــــﺼـــــﺢ ﻋـــــﻠـــــﻰ ﻣـــــــﺎ ﻗـــــﻴـــــﻞ ﻣــﻦ »اﻟــﺸــﻌــﺮ« ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﳌــﻬــﺮﺟــﺎن ﺑـﺄن أﺑﻠﻎ اﻟﺸﻌﺮ أﻛﺬﺑﻪ، إذ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ اﻟــﻮاﻗـــﻊ أﺛـــﺮ ﻟــﺴــﻮرﻳــﺎ اﻟــــــﻮاردة ﻓﻲ ﻗﺼﺎﺋﺪﻫﻢ ﺳــﻮى اﻟـﺒـﻮط اﻟﻌﺴﻜﺮ اﳌـﻮﻏـﻞ ﺑـﺎﻟـﺪﻣـﺎء، وﻻ أﺛــﺮ ﻟﺪﻣﺸﻖ ﺗﻠﻚ، ﺳﻮى ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﺘﻬﻜﺔ ﻛﺘﻤﺖ أﻧﻔﺎﺳﻬﺎ رواﺋﺢ اﻟﺼﺮف اﻟﺼﺤﻲ اﳌﺘﺪﻓﻖ إﻟـﻰ ﻧﻬﺮ ﺑــﺮدى ﺷﺮﻳﺎﻧﻬﺎ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺴـــﻲ، وﻳـــﻌـــﻤـــﻲ ﺑــﺼــﻴــﺮﺗــﻬــﺎ دﺧﺎن اﻟﺒﺎرود واﻟﺤﺮاﺋﻖ وأﺻﻮات ﻃﻴﺮان ﺗﺤﻴﻞ ﻏﻮﻃﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﺻﺤﺮاء ﻣـــﻦ رﻣـــــﺎد، ﺣـــﲔ ﺗــﺘــﺴــﺎءل ﺳـﻴـﺪة دﻣﺸﻘﻴﺔ ﻣﺘﺤﺴﺮة: ﻛﻨﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺲ ﻧﻐﻨﻲ »ﻋﺎﻟﻐﻮﻃﺔ ﻳﺎﻟﻠﻪ ﻋﺎﻟﻐﻮﻃﺔ ﻋــــﺮوﺳــــﺔ اﻟــــﺸــــﺎم اﻟـــﺤـــﻠـــﻮة ﺑــﺪﻫــﺎ زﻟﻐﻮﻃﺔ« اﻟﻴﻮم ﻣﺎذا ﺳﻨﻐﻨﻲ ﺑﻌﺪ أن أﺣﺮﻗﺖ اﻟﻐﻮﻃﺔ؟
ﺳـــــــــــــﺆال ﻻ ﻳـــــﻠـــــﻬـــــﻢ ﺷـــــﻌـــــﺮاء اﺗــــﺤــــﺎد اﻟـــﻜـــﺘـــﺎب إﻧــــﺸــــﺎء ﻗــﺼــﺎﺋــﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼك ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎن »اﳌﻘﺎوﻣﺔ« ﻓﺎﺗﺤﺎد اﻟﻜﺘﺎب وﻣﻨﺬ اﻟــﻴــﻮم اﻷول ﻻﻧـــﺪﻻع اﻟــﺜــﻮرة ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم وﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻼح ﻣﻀﻰ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻣﻦ ﺛــــﻢ ﻣـــﻌـــﺎرﻛـــﻪ اﻟــﺤــﺮﺑــﻴــﺔ اﻟــﺸــﺮﺳــﺔ واﻟـــﻘـــﺘـــﻞ واﻟـــﺘـــﺪﻣـــﻴـــﺮ واﻟــﺘــﻬــﺠــﻴــﺮ، ﺗﺤﺖ ﻳﺎﻓﻄﺔ »اﳌﻘﺎوﻣﺔ« وﻣﻮاﺟﻬﺔ »اﳌــــــﺆاﻣــــــﺮة اﻟـــﻜـــﻮﻧـــﻴـــﺔ« إذ ﻳـﺘـﺴـﻊ ﻃﻤﻮح رﺋﻴﺲ اﺗﺤﺎد اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮب ﻣﺘﺠﺎوزا ﺣﺪود اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻟــﻜــﺮة اﻷرﺿــﻴــﺔ ﺟـﻤـﻌـﺎء، ﻓــــﻬــــﻮ ﺑـــﺤـــﺴـــﺐ ﺗـــﻌـــﺒـــﻴـــﺮه اﺧــــﺘــــﺎر »ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ« ﻷﻧﻬﺎ اﻷﺟﺪى ﻛﻲ »ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﻛﻮﻛﺐ اﻷرض ﺻﻔﺎءه وﺑﻬﺎءه«!! ﻧﺎﻓﻴﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻫـــــﺬا دﻓــــﺎﻋــــﺎ ﻋــــﻦ اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم ورأس اﻟﻨﻈﺎم ﻗﺎﺋﻼ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻗـﺒـﻞ إﻃـــﻼق اﳌــﻬــﺮﺟــﺎن: »ﻻ ﻧـﺪاﻓـﻊ ﻋﻦ إﻧﺴﺎن ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻘﻮل أﺣﺪ أو ﻳﺘﻮﻫﻢ أﺣﺪ، إﻧﻤﺎ ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺎﻣﺔ وﻧﻨﺘﺼﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ«!.