إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻔﻘﺪ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ وﺗﺪرس ﺳﺤﺐ ﺗﺮﺷﻴﺤﻬﺎ
ﺗﻮﻗﻌﺖ ﻣﺼﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ، أﻣﺲ اﻷﺣﺪ، ﺑﺄن ﺗﺘﺨﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ، ﺑﻌﺪ أن ﻓﻘﺪت اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ. ﻓﻘﺪ رﻓﻀﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ دول أوروﺑﺎ ﺗـﺮﺷـﻴـﺤـﻬـﺎ ﻟــﻬــﺬه اﻟــﻌــﻀــﻮﻳــﺔ، وﺑــﺬﻟــﻚ ﻟــﻢ ﻳـﻌـﺪ اﻧﺘﺨﺎﺑﻬﺎ واﻗﻌﻴﺎ.
وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﺗﺮﺷﻴﺤﻬﺎ ﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ، آﻣﻠﺔ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ، ووﺟﻮد ﻣﻨﺪوﺑﺘﻪ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﻧﻴﻜﻲ ﻫﻴﻠﻲ، اﳌﻨﺎﺻﺮة اﳌﺘﻌﺼﺒﺔ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺮﻓﻊ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﻋـﺮﺿـﺖ ﺗﺮﺷﻴﺤﻬﺎ ﻛــﻮاﺣــﺪة ﻣـﻦ ﻣﻤﺜﻠﺘﲔ ﻋـﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟـــﺪول اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ. ﻟـﻜـﻦ اﻷوروﺑــﻴــﲔ اﻋـﺘـﺮﺿـﻮا ﻋـﻠـﻰ ذﻟـﻚ وﻳﻨﻮون ﺗﺮﺷﻴﺢ أﳌﺎﻧﻴﺎ وﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ﺑﺎﺳﻤﻬﻢ.
اﳌــﻌــﺮوف أن اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت ﻹدارة اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺠﺮي وﻓﻘﺎ ﻻﻧﺘﻤﺎءات إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. وﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم ٩٤٩١ وﺣﺘﻰ اﻟﻌﺎم ٠٠٠٢ ﻛﺎﻧﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ »اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ«، اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻋﺎرﺿﺖ أي ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻨﻬﺎ. وﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ، ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻓــﻲ اﻟـﻌــﺎم ٠٠٠٢. ﺑﻄﻠﺐ إﻟــﻰ اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧــﺮى، ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »ﻏﺮب أوروﺑﺎ ودول أﺧﺮى« ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻘﻌﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ. وﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ، وﻋﺪت ﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء، آﻧــــﺬاك، إﻳــﻬــﻮد ﺑــــﺎراك، ﺑــﺄن ﻳﺘﻢ اﻧـﺘـﺨـﺎب إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﻫﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ وﻋﺪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺳﻼم ﻣﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ.
ﻳــﺘــﺄﻟــﻒ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣــــﻦ ﻣـــﻦ ﺧــﻤــﺴــﺔ أﻋـــﻀـــﺎء داﺋــﻤــﲔ - اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة وروﺳـﻴـﺎ واﻟـﺼـﲔ وﻓﺮﻧﺴﺎ واﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌـﺘـﺤـﺪة - وﻋــﺸــﺮة أﻋــﻀــﺎء ﻏﻴﺮ داﺋــﻤــﲔ ﻳـﺨـﺪم ﻛــﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﳌﺪة ﺳﻨﺘﲔ. وﻓﻲ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻫﻨﺎك ٨٢ دوﻟﺔ، وﺗﻤﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ، ﺣﺎﻟﻴﺎ، اﻟﺴﻮﻳﺪ وﻫﻮﻟﻨﺪا. وﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم ٨١٠٢. وﺗﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ اﳌﻘﻌﺪﻳﻦ اﻵن، ﺛﻼث دول، ﻫﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ وﺑﻠﺠﻴﻜﺎ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ.
وﻗـــﺪ رﻓــﻀــﺖ ﻛــﻞ ﻣــﻦ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ وﺑـﻠـﺠـﻴـﻜـﺎ ﻛــﻞ اﻟـﺠـﻬـﻮد اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺑﺬﻟﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﻮ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﳌﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻤﺎ ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎب.
ﻳﺸﺎر إﻟــﻰ أن اﻟـﻔـﻮز ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻳﻠﺰم اﻟﺤﺼﻮل ﻋــﻠــﻰ ﺛـﻠـﺜـﻲ اﻷﺻـــــﻮات ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗــــﻞ ﻓــﻲ اﻟـﺠـﻤـﻌـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة. وﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮوف، ﻓﺈن أﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺪول اﻷﻋـﻀـﺎء ﻓﻲ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺮﻓﺾ رﻓـﻊ ﻣﻜﺎﻧﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﻜﺮ ﻟﻠﻘﺮارات اﻟﺪوﻟﻴﺔ، وﺗﻮاﺻﻞ اﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺘﻬﺎ ﺿﺪ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﲔ. وﻗــــﺪ أﺻــﺒــﺤــﺖ ﻫـــﺬه اﻷﻛــﺜــﺮﻳــﺔ ﺗـﻠـﻘـﺎﺋـﻴـﺔ ﺿﺪﻫﺎ، وﺗﻨﺎﺻﺮ ﻣﻄﻠﺐ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻔﻠﺴﻄﲔ ﻋﻀﻮا ﻓﻲ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة.
وﺳﺘﺠﺮى اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣـﺰﻳـﺮان( اﳌﻘﺒﻞ. وﻗـــﺪ ﺑــــﺪأت اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ واﻹدارة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﺑــﺨــﻮض ﺣــﻤــﻠــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة ﺗـﻀـﻤـﻨـﺖ ﻣـــﺤـــﺎدﺛـــﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟــــﻮزراء اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ، ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ، اﻟــﺬي ﻳﺸﻐﻞ، أﻳﻀﺎ، ﻣﻨﺼﺐ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، وﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻃﺎﻗﻢ اﻟﻮزارة ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج، ﻣﻦ أﺟﻞ زﻳﺎدة ﻓﺮص اﻻﻧﺘﺨﺎب. وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻌﻬﻢ ﻳﺒﺪو ﺷﺤﻴﺤﺎ. وﻳﻌﺘﺮف ﻃﺎﻗﻢ اﻟﻮزارة ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج، اﻟﻴﻮم، ﺑﺄن ﻓﺮص اﻻﻧﺘﺨﺎب ﺑﺎﺗﺖ أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ. وﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﺘﺒﻘﻲ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض. وﻣﻊ أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻦ اﻧﺴﺤﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﻌﺪ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺪرك أن ﻓﺮﺻﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺟﺪا. ووﻓﻘﴼ ﳌﺴﺆول ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ، ﻓﺈن ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﺑﻌﺪ، ﻗﺮارﴽ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ، ﻟﻜﻦ ﻣﻮﻗﻒ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﺴﻦ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻌﻒ ﻓﺮص اﻟﻨﺠﺎح.