Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﻌﺒﺎدي ﻳﺪﻋﻮ دول اﻟﺠﻮار إﻟﻰ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت

- ﺑﻐﺪاد: ﺣﻤﺰة ﻣﺼﻄﻔﻰ

دﻋــﺎ رﺋﻴﺲ اﻟـــﻮزراء اﻟـﻌـﺮاﻗـﻲ ﺣﻴﺪر اﻟـﻌـﺒـﺎدي، ﻣﺴﺎء أﻣـﺲ، دول اﻟــﺠــﻮار اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ودول اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ إﻟــﻰ ﻋــﺪم اﻟـﺘـﺪﺧـﻞ ﻓـﻲ ﺳﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺮاق اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺮى ﻓـﻲ ٢١ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌﻘﺒﻞ.

وﻗﺎل اﻟﻌﺒﺎدي ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ: »ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﺪم اﻟﺨﻼف ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ، ﻷﻧﻪ ﺷﺄن ﻋﺮاﻗﻲ داﺧـﻠـﻲ، وﻧﺮﻓﺾ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻲ، وﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة إرﺳﺎل ﻣﺮاﻗﺒﲔ دوﻟﻴﲔ ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﺳﻴﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، وﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﺪﺧﻼ دوﻟﻴﺎ أو إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﺳﻴﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت«.

ودﻋﺎ اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﺟﻤﻴﻌﺎ إﻟﻰ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ وﻋﺪم اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ، ﻷن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. وأﺿﺎف أن »ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺨﺮﻳﺐ اﻷﻣﻦ ﺗﺰاﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﻗﺮب إﺟﺮاء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺬر، وأﻻ ﻳﻠﻌﺐ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﺑﺎﳌﻠﻒ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﻢ اﻟﺪﻧﻴﺌﺔ«.

وأوﺿــﺢ أن »ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻵن ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻛﻞ ﻳـﻮم وﻓـﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن وﺗﻔﺘﻴﺶ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ )داﻋﺶ(، وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﺒﻼد«.

ﻳــﺸــﺎر إﻟــﻰ أن اﻟــﻌــﺒــ­ﺎدي أﻋــﻠــﻦ ﻓــﻲ دﻳـﺴـﻤـﺒـﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻷول( اﳌـﺎﺿـﻲ اﻧﺘﻬﺎء وﺟــﻮد »داﻋـــﺶ« ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻓـﻲ اﻟــﻌــﺮاق، ورﻏــﻢ أن ﺧﻼﻳﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺸﻦ ﻫﺠﻤﺎت ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.

وﺑﺪأ اﻟﻌﺪ اﻟﺘﻨﺎزﻟﻲ ﻟﺒﺪء اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺪد ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن(.

وﻳﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ آﻻف ﻣﺮﺷﺢ، ﻋـﻠـﻰ ٩٢٣ ﻣـﻘـﻌـﺪا. وﺗــﻌــﺪ ﻣـﻘـﺎﻋـﺪ ﺑــﻐــﺪاد اﻷﻛــﺜــﺮ ﺗﻨﺎﻓﺴﺎ واﻷﻛــﺜــﺮ ﺟــﺎذﺑــﻴـ­ـﺔ، ﺑــﲔ اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـ­ﺎت اﻷﺧــــﺮى. ﻓــﻬــﺬه اﳌـﺤـﺎﻓـﻈـ­ﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻜﺎد ﺗﺨﺘﺰﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻐﺪاد ﺑﻌﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻧﺤﻮ ٨ ﻣﻼﻳﲔ ﻧﺴﻤﺔ )ﺳﻜﺎن اﻟﻌﺮاق ٦٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ(، أﺻﺒﺤﺖ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺠﺬب اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟـﻌـﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣـﻦ اﳌـﺮﺷـﺤـﲔ ﻣﻤﻦ ﻳﺴﻌﻮن إﻟــﻰ اﺣﺘﻼل ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﺎ اﻟـ٨٦ ﻣﻘﻌﺪا. وﻋﺒﺮ اﻟﺪورات اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ اﺷﺘﻬﺮت ﺑﻐﺪاد ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮج ﻗﺎدة ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ وﻟﻴﺴﻮا ﻣﺠﺮد ﻧﻮاب، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻤﻨﺤﻪ ﻣﻦ أﺻﻮات ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت أﺧﺮى ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺼﺮة أو اﳌﻮﺻﻞ. ﻫﺬه اﳌﺮة ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺳﻮاء ﻟﺠﻬﺔ ﺟﺎذﺑﻴﺔ ﺑﻐﺪاد ﻟﻌﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺤﲔ وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺎدة ﺳﻴﺎﺳﻴﻮن ﺑﺎرزون ﻓﻀﻠﻮا اﻟﺘﺮﺷﺢ ﻋﻦ ﺑﻐﺪاد ﺑـﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺗﻬﻢ، وﻟﻌﻞ اﻷﺑــﺮز ﻓﻴﻬﻢ ﻫﻤﺎ رﺋﻴﺲ اﻟــﺒــﺮﳌـ­ـﺎن ﺳﻠﻴﻢ اﻟــﺠــﺒــ­ﻮري اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﺻـﻌـﺪ إﻟــﻰ اﻟــﺒــﺮﳌـ­ـﺎن ﻣﻤﺜﻼ ﳌـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ دﻳــﺎﻟــﻰ، وﻛــﺬﻟــﻚ اﻟــﻘــﻴــ­ﺎدي اﻟــﺒــﺎرز ﻓــﻲ اﻟـﺤـﺸـﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ وزﻋﻴﻢ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺑﺪر ﻫﺎدي اﻟﻌﺎﻣﺮي اﻟﺬي ﺻﻌﺪ إﻟﻰ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻃﻮال اﻟﺪورات اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻴﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ اﻟﺜﻼث ﻣﻤﺜﻼ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ دﻳﺎﻟﻰ. ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻮري واﻟﻌﺎﻣﺮي دﺧﻼ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻫﺬه اﻟﺪورة ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻐﺪاد. اﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ آﺧﺮﻳﻦ ﻟﻌﻞ ﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻨﺎﺋﺒﺘﺎن اﻟﻜﺮدﻳﺘﺎن أﻻ ﻃﺎﻟﺒﺎﻧﻲ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ اﻟﺒﺎرزة ﻓﻲ ﺣﺰب اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ ورﺋﻴﺴﺔ ﻛﺘﻠﺔ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، وﺳﺮوة ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ، وﻛﻠﺘﺎﻫﻤﺎ رﺷﺤﺘﺎ ﻋﻦ ﺑﻐﺪاد ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن.

ﻃﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﺗﻘﻮل ﺑﺸﺄن ذﻟـﻚ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ« إن »ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮا ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺗﻬﻢ ورﺷﺤﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺪاد أﻏﻠﺒﻬﻢ ﻗــﺎدة ﻛﺘﻞ وأﺣــﺰاب وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓـﺈن ﺗﺮﺷﻴﺤﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد ﻻ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﻘﺪوا أﺻﻮاﺗﻬﻢ أو ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﻢ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺗﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﺎ زاﻟـﻮا ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻘﺪرة ﺟﻴﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ واﻟﻔﻮز ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺗﻬﻢ رﻏـﻢ أﻧﻬﻢ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﺴﺮوا اﻟﻌﺪد اﻟــﺬي ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ«. وﺗﻀﻴﻒ ﻃﺎﻟﺒﺎﻧﻲ اﻟﻘﻮل إﻧﻬﻢ »ﺧﺴﺮوا ﺟﻤﻬﻮرﻫﻢ ﻫﻨﺎك وﺟــﺎءوا إﻟﻰ ﺑﻐﺪاد ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ ﺟﻤﻬﻮر ﻫﻮ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮي ﺟﺰء ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺴﻘﻴﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ إﻧﻨﻲ ارﺗﺄﻳﺖ أن أدﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺑﻐﺪاد ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﻋﺎﺑﺮة ﻟﻼﻧﺘﻤﺎء ات اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ«.

ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺎﺋﺒﺔ ﺳﻬﺎم اﳌﻮﺳﻮي ﻋﻀﻮ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻋﻦ ﻛﺘﻠﺔ ﺑﺪر ﺗﺮى ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن »ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺆﻻء ﺧﺴﺮوا ﺟﻤﻬﻮرﻫﻢ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﺎﻓﺴﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻓﺮﺻﺔ اﻟﻔﻮز ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﺑﺎﺗﺖ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻤﺎ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ﺑﻐﺪاد ﺣﻴﺚ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺎب اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ أﺳﻬﻞ ﻟﻬﻢ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﳌﻦ ﺑﺮز ﻗﺎﺋﺪا ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia