اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ وﻧﺠﺎح اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎدﻳﻬﺎ

ﻣــﻦ ﺑــﲔ أﻛـﺜـﺮ اﻟـﺘـﻮﻗـﻌـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ اﻟــﺼــﻮاب ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺑـﺎﻟـﻎ ﻋﻠﻰ ﻣــﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻲ اﻻدﻋــــــﺎء أن اﻟــــﺰﻳــــﺎدة اﻟـﺴـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ ﺳﺘﻠﺘﻬﻢ اﻟﻜﻮﻛﺐ. وﻣﻦ أﺑﺮز ﻫﺬه اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ﻣــﺎ أﻃــﻠــﻘــﻪ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻲ ﺗـﻮﻣـﺎس ﻣـﺎﻟـﺜـﻮس ﻓـﻲ أواﺧـــﺮ اﻟـﻘـﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋـــﺸـــﺮ، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻋــﻤــﺪ إﻟـــــﻰ اﻻﺳـــﺘـــﻨـــﺒـــﺎط ﻣـﻦ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻟﺘﻮﻗﻊ ﺷﻜﻞ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، وﺧﻠﺺ إﻟــﻰ أن اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﺳﻴﻜﺘﺴﺢ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻳﻠﺘﻬﻢ اﳌـﻮارد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳــﻴــﺨــﻠــﻒ ﻣــﺠــﺎﻋــﺎت ﻛـــﺒـــﺮى. إﻻ أن ﻫــــﺬا ﻟﻢ ﻳﺤﺪث، وﻻ ﻧﺰال ﻧﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺘﻔﺎدي ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ.

ﻋﺎم ٨٦٩١، ﻛﺘﺐ ﻋﺎﻟﻢ اﻷﺣﻴﺎء ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺳـــﺘـــﺎﻧـــﻔـــﻮرد، ﺑـــــﻮل إرﻟــــﻴــــﺶ، ﺗــﺤــﺖ ﻋــﻨــﻮان »اﻟـﻘـﻨـﺒـﻠـﺔ اﻟـﺴـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ« ﻣــﺤــﺬرﴽ ﻣــﻦ أن اﻟﻨﻤﻮ اﻟـﺴـﻜـﺎﻧـﻲ دون ﻛـﺎﺑـﺢ ﺳــﻴــﺆدي إﻟــﻰ ﻣﺠﺎﻋﺔ ﻛــﺒــﺮى ﻓــﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟــﻘــﺮن. إﻻ أن اﻟــﻮاﻗــﻊ أﺛﺒﺖ أﻧـﻪ ﻛـﺎن ﻣﺨﻄﺌﴼ، ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﺜﻠﻤﺎ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﻣﺎﻟﺜﻮس، ذﻟﻚ أﻧﻪ رﻏﻢ اﻟﺘﻨﺎﻣﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺈن اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﻣﻮاﻛﺒﺔ ﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎدة.

وﺣﺘﻰ اﻵن، ﻧﺠﺤﺖ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ ﻫــﺰﻳــﻤــﺔ اﻷﺻـــــﻮات اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻨــﺒــﺄت ﺑـﺘـﺪاﻋـﻴـﺎت ﻛﺎرﺛﻴﺔ ﻟﻠﺰﻳﺎدة اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﳌﻴﴼ. وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﺈن اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﻧــﺼــﺮ ﻧــﻬــﺎﺋــﻲ ﻓـــﻲ ﻣــﻌــﺮﻛــﺔ إﻃــﻌــﺎم اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ، ذﻟــﻚ أﻧــﻪ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣـــﺮ ﺳﺘﺘﻐﻠﺐ اﻟــﺰﻳــﺎدة اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﻘـﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺳﻌﺮات ﺣﺮارﻳﺔ. وﻟﻬﺬا، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺿﻤﺎن اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﻣـﺎﻟـﺜـﻮس وإرﻟــﻴــﺶ، ﻓــﺈن ﺛﻤﺔ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋﻨﺼﺮ ﺛﺎن )ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ(. ﻓــﻲ اﻟـــﻮاﻗـــﻊ، ﻳـﺘـﻄـﻠـﺐ إﻧــﻘــﺎذ اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ وﻛــﺬﻟــﻚ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺿــﺮورة أن ﻳﻨﺠﺐ اﻟﺒﺸﺮ ﻋــﺪدﴽ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل.

وﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ، ﻳﺤﺪث ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. ﺧـﻼل ﺣﻴﺎة ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﺜﻮس وإرﻟـﻴـﺶ، ﻛﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻳﻤﻴﻞ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم ﻟﺒﻨﺎء أﺳﺮ ﺿﺨﻤﺔ، ﻣﻊ وﻻدة ﻛﻞ ﺳﻴﺪة ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ ٥ أﻃﻔﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ. إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﻣﻦ ﻧﺸﺮ إرﻟﻴﺶ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺳﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ، ﺑﺪأ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻮل.

ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ إﻟﻰ أن ﻣﺠﻤﻞ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺠﺮد ﺗﻘﺪﻳﺮ، ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺠﺒﻬﻢ ﻛــــــــﻞ ﺳــــــــﻴــــــــﺪة. ﻋــــﻨــــﺪﻣــــﺎ ﻳﺘﺮاﺟﻊ اﳌﻌﺪل ﻋﻦ ﻗﺮاﺑﺔ ١٫٢، ﻓــﺈن ﻫــﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن إﺟــﻤــﺎﻟــﻲ ﻋــــﺪد اﻟــﺴــﻜــﺎن ﺳﻮف ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ وﻳﺒﺪأ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاﺟﻊ.

اﻟﻴﻮم، ﻳﻘﺘﺮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺴﺤﺮي، وذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ »ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ اﻧــﺘــﻘــﺎل اﻟـــﺨـــﺼـــﻮﺑـــﺔ«. ﻓـــﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟـــــــﺪول، ﺗـــﺘـــﺮاﺟـــﻊ ﻣـــﻌـــﺪﻻت اﻟــﺨــﺼــﻮﺑــﺔ ﻣـﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ٦ أو ٧ أﻃﻔﺎل إﻟـﻰ اﺛﻨﲔ أو أﻗــﻞ، وﺗﻈﻞ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﳌـﺴـﺘـﻮى. وﺑﻤﺠﺮد أن ﺗﺼﺒﺢ اﻷﺳــﺮ اﻷﻗـﻞ ﻋـــﺪدﴽ، اﻟـﻌـﺮف اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓـﻲ ﺑﻠﺪ أو إﻗﻠﻴﻢ ﻣﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻧــﺎدرﴽ ﻣـﺎ ﺗﻨﺤﺴﺮ ﻣـﻦ ﺟﺪﻳﺪ وﺗﻔﺴﺢ اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ أﻣـــــﺎم ﻋـــــﻮدة اﻷﺳـــــﺮ اﻷﻛـــﺒـــﺮ. وﺛـﻤـﺔ ﻋــﺪد ﻣـﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ﻳـﺤـﺎول ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺴﺒﺐ وراء ذﻟﻚ، ﻣﻨﻬﺎ أن اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﺰراﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺗـﻮاﻓـﺮ ﺣـﻮاﻓـﺰ أﻗﻞ ﻟﻸﺳﺮ ﻛﻲ ﺗﻨﺠﺐ أﻃﻔﺎﻻ ﻟﻠﻤﻌﺎوﻧﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺰراﻋﺔ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﻃــﻔــﻞ. ﻋـــﻼوة ﻋـﻠـﻰ ﻫـــﺬا، ﻓـﺈن ارﺗـﻔـﺎع ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺗﻌﻠﻴﻢ اﳌــﺮأة وﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاف اﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، رﺑﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻤﴼ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ. واﻟﻼﻓﺖ ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺆﻗﺖ.

وﻳـــﻌـــﻨـــﻲ ذﻟــــــﻚ أن اﻟــــﺘــــﺤــــﻮل اﻟــــﺮاﻫــــﻦ ﻓــﻲ ﻣــﻌــﺪﻻت اﻟــﺨــﺼــﻮﺑــﺔ ﻣــﻦ اﳌـﺤـﺘـﻤـﻞ أن ﻳﺸﻜﻞ اﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺬﻳﺮات ﻣــــﺎﻟــــﺜــــﻮس. اﳌـــــﻼﺣـــــﻆ أن اﻟـــــــــﺪول ﺑــﺎﻟــﻐــﺔ اﻟـﻀـﺨـﺎﻣـﺔ ﻣـﺜـﻞ اﻟــﺼــﲔ واﻟــﻬــﻨــﺪ اﺗﺴﻤﺖ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺼﻌﻴﺪ.

وﻣﻊ ذﻟـﻚ، ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـﺬي ﺗﺮاﺟﻊ ﻓـﻴـﻪ إﺟــﻤــﺎﻟــﻲ ﻣــﻌــﺪﻻت اﻟـﺨـﺼـﻮﺑـﺔ، اﻧﺘﻘﻠﺖ اﳌﺨﺎوف اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ اﳌﻔﺮﻃﺔ ﻣــﻦ اﳌــﺴــﺘــﻮى اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ إﻟـــﻰ اﻹﻗــﻠــﻴــﻤــﻲ. وإذا اﺳﺘﻤﺮ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء أﺳـﺮ ﻛﺒﻴﺮة إﻟﻰ اﻷﺑـﺪ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﻮق ﻓﻲ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ، ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ، اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ذات اﻷﻋـﺪاد اﳌﺤﺪودة ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن، اﻷﻣـﺮ اﻟـﺬي ﺳﻴﺆدي إﻟﻰ ﻋﻮدة ارﺗـﻔـﺎع ﻣـﻌـﺪﻻت زﻳــﺎدة اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. واﻟﻴﻮم، أﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﻳﺴﺎورﻫﻢ اﻟﻘﻠﻖ إزاء ارﺗﻔﺎع أﻋﺪاد اﻟﺴﻜﺎن ﻗﻠﻘﲔ ﻣﻦ أن ﺑﻌﺾ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺎت ﺳــﻮف ﺗﺴﺘﻤﺮ دوﻣـــﴼ ﻓــﻲ إﻧـﺠـﺎب أﻋﺪاد أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل.

وﻣـــﻊ ذﻟـــﻚ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﺣـﺘـﻰ ﻫـــﺬه اﻟـﻠـﺤـﻈـﺔ ﻻ ﻳــﺒــﺪو أن ﻫــﺬه اﳌــﺨــﺎوف ﺗــﻘــﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳــﺎس ﻣــﺘــﲔ، ﻓـﻤـﻨـﺬ ﻋـﻘـﺪ ﻣـﻀـﻰ اﻋـﺘـﻘـﺪ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮون أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻣﻊ ﺗﺄﻛﻴﺪﻫﺎ اﻷدوار اﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﺳﺘﺘﺤﺪى اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ. إﻻ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻫﻨﺎك ﺗﻘﺪم ﻣﻠﺤﻮظ داﺧﻞ اﻟﺪول ذات اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ. وﻗـﺪ أﻧﺠﺰت دول ﻣﺜﻞ ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ وإﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﺗﻘﺪﻣﴼ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗـﺘـﺤـﺮك ﻣـﺼـﺮ وﺑـﺎﻛـﺴـﺘـﺎن ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻟﻨﺤﻮ. ﺟـﺪﻳـﺮ ﺑـﺎﻟـﺬﻛـﺮ ﻫـﻨـﺎ أن ﺗـﻘـﺪﻳـﺮات اﻟﺒﻨﻚ اﻟــــﺪوﻟــــﻲ اﳌــﺮﺗــﺒــﻄــﺔ ﺑــﺎﻟــﺨــﺼــﻮﺑــﺔ ﺗﻤﻴﻞ إﻟــﻰ اﻟـﺨـﻄـﺄ ﻓــﻲ ﻣــﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﻄﺮف اﻷﻋﻠﻰ. ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻧﺠﺪ وﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻻﺳـــﺘـــﺨـــﺒـــﺎرات اﳌــﺮﻛــﺰﻳــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ )ﺳـــﻲ آي إﻳـــــﻪ(، اﻟـﺘـﻲ ﺗـــــﺮاﻗـــــﺐ ﻫـــــﻲ اﻷﺧــــــــــﺮى ﻣـــﻌـــﺪﻻت اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ، ﺗﻘﺪر إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻣﻌﺪل اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ﺑـ٢٦٫٢.

وﻋــﻠــﻴــﻪ، ﺗــﺤــﻮل اﻟــﻘــﻠــﻖ اﻟــﻴــﻮم إﻟـــﻰ دول اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ذﻟـﻚ أﻧـﻪ ﻣﻊ وﺟﻮد ﻣﻌﺪل ﺧﺼﻮﺑﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﻗﺮاﺑﺔ ٥ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﻟﻜﻞ ﺳـﻴـﺪة، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﻔﺰ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻷﺳﺮ اﻷﺻــﻐــﺮ ﻋــــﺪدﴽ. وﻣـــﻊ ﻫــــﺬا، ﻓــﺈﻧــﻪ ﺣــﺘــﻰ ﻫﻨﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺆﺷﺮات ﻋﻠﻰ ﺣﺪوث ﺗﻐﻴﻴﺮات داﺧﻞ ﻋﺪد ﺻﻐﻴﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول.

ﻓــــﻲ اﻟــــﻮﻗــــﺖ اﻟـــــــﺬي ﻻ ﺗـــــــﺰال دول ﻣـﺜـﻞ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ وإﺛـﻴـﻮﺑـﻴـﺎ وﺗـﻨـﺰاﻧـﻴـﺎ وﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟــﻜــﻮﻧــﻐــﻮ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻴــﺔ ﺗــﺘــﺴــﻢ ﺑــﻤــﻌــﺪﻻت ﺧﺼﻮﺑﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻓﺈﻧﻪ إذا ﺳﻘﻄﺖ ﻫــﺬه اﳌﻌﺎﻗﻞ اﻷﺧــﻴــﺮة، ﺳﻴﺼﺒﺢ اﻻﻧﺘﺼﺎر

رﻏﻢ اﻟﺘﻨﺎﻣﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﰲ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺈن اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻐﺬاﺋﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻧﺠﺢ ﰲ ﻣﻮاﻛﺒﺘﻪ