ﻛﻴﻢ ﺟﻮﻧﺰ ﻣﺼﻤﻢ »دﻳﻮر أوم« اﻟﺠﺪﻳﺪ
أﻋـــــﻠـــــﻦ أﻣــــــــﺲ ﺧــــﺒــــﺮ ﺗــﻌــﻴــﲔ اﳌــﺼــﻤــﻢ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ ﻛــﻴــﻢ ﺟـﻮﻧـﺰ ﻣﺼﻤﻤﺎ ﻓﻨﻴﺎ ﻟﻘﺴﻢ »دﻳــﻮر أوم«، اﻟـﺬي ﻏـﺎدر دار »ﻟﻮﻳﺲ ﻓﻮﻳﺘﻮن« ﻓــﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﻟﺴﺎﺑﻖ. ﻓﻤﻦ ﻫﻮ ﻫﺬا اﳌﺼﻤﻢ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻴﻮﻟﻪ وﻣﺼﺎدر إﻟﻬﺎﻣﻪ؟ وﻣﺎ ﻫﻮ دور اﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاع ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ؟
وﻳﺤﻈﻰ ﻛﻴﻢ ﺟﻮﻧﺰ، ﻣﺼﻤﻢ دار »ﻟـــﻮﻳـــﺲ ﻓـــﻮﻳـــﺘـــﻮن« اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﻟﻠﻘﺴﻢ اﻟﺮﺟﺎﻟﻲ، ﺑﺎﺣﺘﺮام أوﺳﺎط اﳌﻮﺿﺔ، ﻓﻘﺪ أﺛﺒﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺴﻨﻮات ﻣﻦ دون أن ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻧﻔﺶ رﻳﺸﻪ أو ﻣﻐﺎزﻟﺔ اﻷﺿــﻮاء. اﻟــﺴــﻔــﺮ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟــﻪ ﺿــــﺮورة ﻣﻦ ﺿــــــــــﺮورات اﻟــــﺤــــﻴــــﺎة، ﻣــــﻦ ﺧــﻼﻟــﻪ ﻳﺘﻨﻔﺲ اﻹﻟــﻬــﺎم وﻳـﺸـﺤـﺬ ﻃﺎﻗﺘﻪ وروﺣــــــــــــﻪ؛ ﺑــــﻌــــﺒــــﺎرة أﺧـــــــــﺮى ﻓــــﺈن اﻟـــﺘـــﺮﺣـــﺎل ﻳـــﺠـــﺮي ﻓـــﻲ دﻣــــــﻪ، ﻛـﻤـﺎ ﻳﻘﻮل:
< إﻧﻪ ﻣﺼﺪر إﻟﻬﺎم ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ، وﻻ أﺧﻔﻲ أﺑــﺪﴽ أن اﻟﺴﻔﺮ ﻫــــﻮ ﺣــﺒــﻲ اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮ واﻷول، إﻟــﻰ ﺟـﺎﻧـﺐ اﳌــﻮﺿــﺔ. ﻓـﺮﻏـﻢ أﻧــﻲ وﻟـﺪت ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، ﻓﺈﻧﻲ ﺗﻨﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻧﺸﺄت ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻣﺤﺎﻃﴼ ﺑـــــﺎﻷﻟـــــﻮان واﻟــﻄــﺒــﻴــﻌــﺔ اﳌــﺘــﻨــﻮﻋــﺔ واﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼﻓﻬﺎ. وﻓﻲ ﺻﻐﺮي، ﻛﻨﺖ أﺣﻠﻢ أن أﺻﺒﺢ ﺧﺒﻴﺮﴽ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺤﻴﻮان، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺴﻴﺮ دﻳﻔﻴﺪ أﺗﻨﺒﺮه ﺑﻄﻠﻲ - وﻻ ﻳﺰال - ﻷﻧﻪ ﺛﻘﻒ أﺟﻴﺎﻻ ﺣﻮل ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت.
< اﻟـــﺴـــﻔـــﺮ ﻳـــﺠـــﺮي ﻓــــﻲ دﻣـــﻲ ﺗـــﻘـــﺮﻳـــﺒـــﴼ، ﻓـــــﻮاﻟـــــﺪي ﻛــــــﺎن ﺧــﺒــﻴــﺮﴽ ﻫـــﻴـــﺪروﻟـــﻮﺟـــﻴـــﴼ، وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺎﻟـــﻲ ﻛـﻨـﺎ داﺋــﻤــﻲ اﻟﺘﻨﻘﻞ ﻣــﻦ ﺑﻠﺪ إﻟــﻰ آﺧــﺮ؛ اﻧــﺘــﻘــﻠــﻨــﺎ ﻣــــﺜــــﻼ إﻟــــــﻰ اﻹﻛــــــــــﻮادور وﻋـــــﻤـــــﺮي ﻻ ﻳــــﺘــــﻌــــﺪى ٣ أﺷــــﻬــــﺮ، وﺑــﻌـﺪﻫــﺎ ﻋـﺸـﻨـﺎ ﻓــﻲ إﺛـﻴـﻮﺑـﻴـﺎ، ﺛﻢ ﺑــﻮﺗــﺴــﻮاﻧــﺎ وﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣﻦ اﻟــــــــــــــﺪول اﻷﻓــــــــﺮﻳــــــــﻘــــــــﻴــــــــﺔ. وﺗــــــﺠــــــﺎرﺑــــــﻲ اﻟــــــــﻐــــــــﻨــــــــﻴــــــــﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ أﻋﺸﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﺤﻴﺎة اﻟــــﺒــــﺮﻳــــﺔ، ﻛـــﺬﻟـــﻚ وﻟـــــــﺪت ﺑــﺪاﺧــﻠــﻲ اﻟــﺮﻏــﺒــﺔ ﻓــﻲ ﺣــﻤــﺎﻳــﺔ اﻟــﺤــﻴــﻮاﻧــﺎت. ﻓـﻌـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗــﻜــﻮن ﻓــﻲ اﻟـﺨـﺎﻣـﺴـﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ وﺗــﺮى ﻛﻞ ﻫـﺬه اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻣﻰ اﻟﻌﲔ ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻴﺎ، ﻓﺈن ﻫـــﺬه اﻟــﺼــﻮر ﺗــﺸــﻜــﻞ ﺷﺨﺼﻴﺘﻚ وﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻚ ﻟﻸﺑﺪ.
< ﺑـــﺤـــﻜـــﻢ ﻋـــﻤـــﻠـــﻲ ﻣــﺼــﻤــﻤــﴼ، ﻓـــــﺈن اﻟـــﺴـــﻔـــﺮ ﺟـــــﺰء ﻻ ﻳـــﺘـــﺠـــﺰأ ﻣـﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ. أﺣﻴﺎﻧﴼ، أزور ٥ ﺑﻠﺪان ﻓﻲ ﺷﻬﺮ واﺣـــﺪ. أﺣـــﺎول ﻗــﺪر اﻹﻣـﻜـﺎن أن أﻏــﻮص ﻓـﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﻛـﻞ وﺟﻬﺔ أزورﻫـــﺎ، ﻟﻜﻨﻲ أﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺮﺣﻼت اﻟـــــﺴـــــﻔـــــﺎري أﻛـــــﺜـــــﺮ ﻷﻧــــــــﻲ أﻋـــﺸـــﻖ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺒﺮﻳﺔ.
< اﻟــﺴــﻔــﺮ ﻣــﻬــﻢ ﻷﻧــــﻪ ﻳــﺸــﻌــﻞ اﻟــﺨــﻴــﺎل وﻳــﻔــﺘــﺢ آﻓـــــﺎق اﻹﻧـــﺴـــﺎن. ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـــﻲ، ﻗــﺪ أﻟـﻬـﻤـﻨـﻲ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣـﻦ ﺗﺸﻜﻴﻼﺗﻲ، إن ﻟـﻢ ﻧﻘﻞ ﻛﻠﻬﺎ. ﻣــــــــــﺮة اﺳــــﺘــــﻠــــﻬــــﻤــــﺖ ﻣـــــــﻦ ﺳــــﻬــــﻮل ﺑﻮﺗﺴﻮاﻧﺎ ﻣﺜﻼ، وﻣﺮة ﻣﻦ ﻧﻘﺸﺎت ﻗﺒﺎﺋﻞ اﳌـﺎﺳـﺎي، وﻣــﺮة ﻣﻦ ﻗﺼﻮر ﺟﺎﻳﺒﻮر، وﻫﻜﺬا.
< ﻣــــﻦ ﺣـــﺴـــﻦ ﺣـــﻈـــﻲ أﻧـــــﻲ ﻻ أﻣــــــﻞ ﻣـــــﻦ اﻟـــﺴـــﻔـــﺮ وﻻ أﺗــــﻌــــﺐ ﻣــﻦ اﳌــــﻄــــﺎرات، ﻟــﻬــﺬا ﻛـــﺎن ﻋـﻤـﻠـﻲ ﻣﻊ »ﻟـــﻮﻳـــﺲ ﻓــﻮﻳــﺘــﻮن« ﻣـﻨـﺎﺳـﺒـﴼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻲ، ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺴﻔﺮ واﻟـــــــــﺘـــــــــﺮﺣـــــــــﺎل، وﺑــــﺎﻟــــﺘــــﺎﻟــــﻲ ﺳـــــــﺎﻓـــــــﺮت ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟــــــﻴــــــﺎﺑــــــﺎن، وﻣـــــــــﻴـــــــــﺎﻧـــــــــﻤـــــــــﺎر، وﻛـــــــﻤـــــــﺒـــــــﻮدﻳـــــــﺎ، وﺗـــــــﺎﻳـــــــﻼﻧـــــــﺪ، وﻧــﻴــﻮزﻳــﻠــﻨــﺪا، وﻟــــﻮس أﻧـﺠـﻠـﻴـﺲ، وﻣـــﻨـــﺎﻃـــﻖ ﻣـــﺘـــﻔـــﺮﻗـــﺔ ﻣــــﻦ أوروﺑـــــــﺎ وأﻣــﻴــﺮﻛــﺎ. وﻃــﺒــﻌــﴼ أﺣـــــﺎول إﻗــﻨــﺎع ﻧـــﻔـــﺴـــﻲ ﺑــــــــﺄن ﺳــــﻔــــﺮﻳــــﺎت اﻟـــﻌـــﻤـــﻞ ﻳــﺠــﺐ أن ﺗـﺨـﺘـﻠـﻒ ﻋــﻦ ﺳـﻔـﺮﻳـﺎﺗـﻲ اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ، ﻟـﻜـﻦ ﻣــﺤــﺎوﻻﺗــﻲ ﺗـﺒـﻮء داﺋــــﻤـــــﴼ ﺑـــﺎﻟـــﻔـــﺸـــﻞ. ﻓـــﻔـــﻲ اﻷوﻟـــــــﻰ، اﺟﺘﻬﺪ ﻻﻛـﺘـﺸـﺎف اﻟﺒﻠﺪ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺣــﺘــﻰ أﺗـــﺮﺟـــﻤـــﻪ ﻓـــﻲ ﺗــﺸــﻜــﻴــﻼﺗــﻲ. وﻓــــﻲ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ، أﺣـــــﺎول أن أﻧـﺴـﻰ ﻛـﻞ ﺷــﻲء وأرﻛــﺰ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء واﻻﺑـﺘـﻌـﺎد ﻋـﻦ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻲ، ﻟﻜﻨﻲ أﺟـﺪ ﻧﻔﺴﻲ، ودون ﺷﻌﻮر، أﻗﻮم ﺑﺎﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ، وأﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺎﺳﺒﴼ ﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺘﻲ اﳌﻘﺒﻠﺔ.
< اﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟـــﺘـــﺒـــﺎدل اﻟـــﺤـــﻀـــﺎري واﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻧﻴﻘﺔ راﻗﻴﺔ. ﻓــﻌــﻨــﺪﻣــﺎ اﻟــﺘــﺤــﻘــﺖ ﺑـــــﺪار »ﻟــﻮﻳــﺲ ﻓــﻮﻳــﺘــﻮن« أول ﻣـــﺮة ﻣــﺜــﻼ وﺟــﺪت ﺗﺸﺎﺑﻬﴼ ﺑـﲔ ﻧﻘﺸﺔ داﻣـﻴـﻴـﻪ، اﻟﺘﻲ اﺑــﺘــﻜــﺮﺗــﻬــﺎ اﻟـــــﺪار ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٨٨٨١، وﺑﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﺳﺎي ﺗﺮاﻓﻘﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ إﻟﻰ اﻵن، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ أﻳـﻀـﴼ أﺧــﻴــﺮﴽ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـﻌـﺎوﻧـﺖ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ »ﻧﺎﻳﻜﻲ«.
< ﻓــــﻲ اﻟــﺼــﻴــﻒ اﳌـــﺎﺿـــﻲ، زرت ﻣﻴﺎﻧﻤﺎر؛ ﻛﺎﻧﺖ ﺗـﺠـﺮﺑـﺔ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ راﺋــﻌــﺔ ﻷن اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ ﻻ ﺗﺰال وﺣﺸﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺤﻜﻢ أن اﻟﺒﻠﺪ ﻟــﻢ ﻳـﻨـﻔـﺘـﺢ ﺳـﻴـﺎﺣـﻴـﴼ ﻋـﻠــﻰ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ إﻻ أﺧــﻴــﺮﴽ. اﺷﺘﺮﻳﺖ ﻗﻄﻌﴼ ﻛﺜﻴﺮة ﻣــــﻦ اﻷﻗـــﻤـــﺸـــﺔ وﺑـــﻌـــﺾ اﳌـــﻼﺑـــﺲ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ، ﻷﺗـــﻌـــﺮف أﻛـــﺜـــﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻌﻬﺎ، ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣـﻴـﺚ اﻷﺷــﻜــﺎل أو اﻟـﺘـﺼـﺎﻣـﻴـﻢ أو اﻟـﺘـﻘـﻨـﻴـﺎت. ﺷــﺪﻧــﻲ ذﻟـــﻚ اﻟﺘﻘﺎﻃﻊ ﺑﲔ أزﻳـﺎء ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ إﻟﻰ ٠٥ ﻋﺎﻣﴼ واﻷﺳﻠﻮب اﻟﺴﺒﻮر اﻟﺤﺪﻳﺚ. وﻫــــﺬا ﻣــﺎ ﻳــﺆﻛــﺪ أن اﻟــﺴــﻔــﺮ ﻳﻔﺘﺢ ﻋــﻴــﻮﻧــﻚ ﻋــﻠــﻰ أﺷــــﻴــــﺎء ﻛــﺜــﻴــﺮة ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎل. ﻓﻤﻼﺣﻈﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه وأﻧﺎ أﺗﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﺳــﺘــﺮة ﻗــﺪﻳــﻤــﺔ وﻟــــﺪت ﻓــﻲ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﺼــﺎﻣــﻴــﻢ، وﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗــــﻪ أﻛــــﺪت ﻟــﻲ أﻧــﻨــﺎ ﻋﻠﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ اﻟـﺠـﻐـﺮاﻓـﻴـﺎ واﳌــﻴــﻮل ﻻ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﻛـﺒـﺸـﺮ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﴼ، ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻟـﻐـﺰل اﻟـﺼـﻮف أو ﺣﻴﺎﻛﺔ اﻷﻧﺴﺠﺔ، أو اﻛﺘﺸﺎف ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻣﻦ أرﺑﻌﻴﻨﺎت اﻟـﻘـﺮن اﳌـﺎﺿـﻲ ﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ وﺟـــﻮد، ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ إﺣﻴﺎؤﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ.
< إﻟـــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺎ اﻟﺘﻲ ﻛـــﺒـــﺮت ﻓــﻴــﻬــﺎ، ﺗــﻌــﺘــﺒــﺮ اﻟــﻬــﻨــﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻋﻠﻲ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻬﺎ اﻟﻐﻨﻴﺔ. أﺣﺐ أﻳﻀﴼ ﻣﺎﺗﺸﻮ ﺑﻴﺘﺸﻮ اﻟﺘﻲ زرﺗﻬﺎ ٣ ﻣﺮات، وﻻ أﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ أن أزورﻫـــــﺎ ﻣــــﺮات أﺧــــﺮى، ﻷﻧـــﻪ ﻻ ﻳﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ. وﻗﺪ زرت أﻳﻀﴼ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻧـﺤـﻮ ٠٧ ﻣـــﺮة، وأﻋــﺸــﻖ ﻛــﻞ ﺷـﻲء ﻓﻴﻬﺎ، ﻣﻦ ﻣﻄﺒﺨﻬﺎ إﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ.
< ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻔﻲ ﻫﻲ رﺣﻼت اﻟــﺴــﻔــﺎري، ﻓـﻌـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗــﺬﻛــﺮ أﻣـﺎﻣـﻲ رﺣـــﻠـــﺔ ﺗـــﻜـــﻮن ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻟــﺤــﻴــﻮاﻧــﺎت واﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺒﺮﻳﺔ، ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أﻗـﺎوم، ﻣﺜﻞ ﻣﺤﻤﻴﺔ ﺗﺴﻮاﻟﻮ ﻓﻲ ﻛﺎﻻﻫﺎري، اﻟﺘﻲ زرﺗﻬﺎ ﻋﺪة ﻣﺮات. ﻓﻴﻬﺎ، ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت، ﻣﻦ اﻷﺳـــﻮد إﻟــﻰ ﺣــﻴــﻮان اﳌـﻴـﺮﻛـﺎﺗـﺲ. وﻓـــﻲ ﻣــــﺮة، أﺧــــﺬت ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣﻦ أﺻـﺪﻗـﺎﺋـﻲ إﻟــﻰ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا ﻟﺮؤﻳﺔ ﺑــﺒــﻐــﺎء اﻟــﻜــﺎﻛــﺎﺑــﻮ اﻟـــﻨـــﺎدر اﳌــﻬــﺪد ﺑــﺎﻻﻧــﻘــﺮاض؛ ٧٠١ ﺑـﺒـﻐـﺎوات ﻓﻘﻂ ﻓــﻲ ﻛــﻞ أﻧــﺤــﺎء اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ. وﻻ أﺧﻔﻲ أﻧــــﻲ ﺗــﻌــﺮﺿــﺖ ﻟــﺘــﺠــﺎرب ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻟـﻬـﺎ اﻷﺑـــــﺪان، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟــﻦ ﺗـﺮدﻋـﻨـﻲ أﺑﺪﴽ ﻋﻦ ﺣﺒﻲ ﻟﻠﺴﻔﺮ ورﻏﺒﺘﻲ ﻓﻲ اﻻﻛﺘﺸﺎف، ﻓﻬﻨﺎك أﻣﺎﻛﻦ ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻢ أﻛﺘﺸﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ، رﻏﻢ أﺳﻔﺎري اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺪى ﻣﺌﺎت اﳌﺮات، وﻻ ﺷﻚ أﻧﻬﺎ ﻣﺜﻴﺮة راﺋﻌﺔ.