ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺗﻬﺎم إﻟﻰ ﺳﺎرﻛﻮزي ﻓﻲ ﺷﺒﻬﺔ »ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻟﻴﺒﻲ« ﻟﺤﻤﻠﺘﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ
ﻗــﺎل ﻣــﺼــﺪر ﻗـﻀـﺎﺋـﻲ إن اﻻﺗــﻬــﺎم وﺟـــﻪ رﺳﻤﻴﺎ، ﻣﺴﺎء أﻣﺲ )اﻷرﺑﻌﺎء(، إﻟﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻷﺳﺒﻖ ﻧﻴﻜﻮﻻ ﺳﺎرﻛﻮزي، ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺣﻮل اﻻﺷﺘﺒﺎه ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻟﻴﺒﻲ ﻟﺤﻤﻠﺘﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﺎم ٧٠٠٢. وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻦ اﳌﺼﺪر اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ أن ﺳـﺎرﻛـﻮزي اﻟـﺬي ﻳﻨﻔﻲ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻴﻪ، اﺗﻬﻢ ﺑـ»اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺴﻠﺒﻲ« و»اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﺤﻤﻠﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ« و»إﺧﻔﺎء أﻣﻮال ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻴﺒﻴﺔ«، ووﺿﻊ ﺗﺤﺖ اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ.
واﻧـــﺘـــﻬـــﻰ ﻣـــﺴـــﺎء أﻣـــــﺲ )اﻷرﺑــــــﻌــــــﺎء( اﻟــﺘــﻮﻗــﻴــﻒ اﻻﺣــﺘــﻴــﺎﻃــﻲ ﻟـــﺴـــﺎرﻛـــﻮزي اﻟـــــﺬي ﺑــــﺪأ أول ﻣـــﻦ أﻣــﺲ )اﻟـﺜـﻼﺛـﺎء(. وﻗــﺪ اﺳﺘﻤﺮ ٦٢ ﺳـﺎﻋـﺔ. وﻛــﺎن ﺳـﺎرﻛـﻮزي وﺻــﻞ ﻗﺒﻴﻞ اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ ٠٠:٨ إﻟــﻰ ﻣـﻘـﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد ﻓـﻲ ﻧﺎﻧﺘﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣـﻦ ﺑـﺎرﻳـﺲ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﻓﺎد ﻣﺮاﺳﻞ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻪ.
واﺳﺘﻤﻊ اﳌﺤﻘﻘﻮن أﻳﻀﺎ إﻟــﻰ ﺑﺮﻳﺲ أورﺗـﻮﻓـﻮ أﺣﺪ اﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳﺒﻖ وﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﺧﻼل ﺣﻜﻤﻪ اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺮ ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام )٧٠٠٢ - ٢١٠٢(، ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻔﺔ »ﻣﺸﺘﺒﻪ ﺑـﻪ ﻏﻴﺮ ﻣــﻮﻗــﻮف«. وﻏـــﺎدر أورﺗـﻮﻓـﻮ ﻣــﺴــﺎء اﻟــﺜــﻼﺛــﺎء ﻣـﻜـﺘـﺐ ﻣـﻜـﺎﻓـﺤـﺔ اﻟــﻔــﺴــﺎد وأﻛـــﺪ ﻋﻠﻰ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« أﻧﻪ ﻗﺪم ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ »ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺈﻧﻬﺎء ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺧـﻄـﺎر واﻷﻛــﺎذﻳــﺐ«. وﻛﺘﺒﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻟﻴﺒﺮاﺳﻴﻮن أﻣﺲ )اﻷرﺑﻌﺎء( أن ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺳﺎرﻛﻮزي ﻳﺸﻜﻞ »ﻋﻮدة إﻟـــﻰ ﻗــﻀــﺎﻳــﺎ« اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﺳـــﺒـــﻖ، ﻟــﻜــﻦ ﻓــﻲ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ. أﻣﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻟﻮﺑﺎرﻳﺰﻳﺎن ﻓﻌﻨﻮﻧﺖ »ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺬاﻓﻲ ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻠﻪ«.
وﻳﺸﻜﻞ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺳﺎرﻛﻮزي ﻗﻴﺪ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺿﺮﺑﺔ ﻟﺘﺴﺮﻳﻊ ﻫﺬا اﳌﻠﻒ اﻟﺬي ﻳﻌﺪه ﻗﻀﺎة ﻓﻲ ﺷﺆون اﳌﺎل ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام. وﻣﻨﺬ أن ﻧﺸﺮ ﻣﻮﻗﻊ »ﻣﻴﺪﻳﺎﺑﺎرت« اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ٢١٠٢ وﺛﻴﻘﺔ ﻟﻴﺒﻴﺔ - ﻧﺴﺒﺖ إﻟـــﻰ رﺋــﻴــﺲ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﻣﻮﺳﻰ ﻛــﻮﺳــﺎ - وأﺷـــــﺎرت إﻟـــﻰ ﺗــﻤــﻮﻳــﻞ ﻳـﺒـﻠـﻎ ﻧــﺤــﻮ ﺧﻤﺴﲔ ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻮرو ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ، ﺳﺠﻠﺖ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻘﻀﺎة ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮا، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ذﻛﺮت أن ﻋﺪدا ﻣﻦ أﻃـﺮاف اﳌﻠﻒ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻟﻴﺒﻴﻮن ﻛﺒﺎر ﺳﺎﺑﻘﻮن، أﻗﺮوا ﺑﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوع. وأﻛﺪ رﺟﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺜﻴﺮ ﻟﻠﺠﺪل زﻳﺎد ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ أﻧﻪ ﺳﻠﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﲔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ٦٠٠٢ وﻣﻄﻠﻊ ٧٠٠٢ ﺛﻼث ﺣﻘﺎﺋﺐ ﺗﺤﻮي ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻼﻳﲔ ﻳﻮرو ﺟﺎء ت ﻣﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﺬاﻓﻲ إﻟــﻰ ﺳــﺎرﻛــﻮزي ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛــﺎن وزﻳـــﺮا ﻟـﻠـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ، وإﻟــﻰ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻛﻠﻮد ﻏﻴﺎن. ﻟﻜﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳﺒﻖ ﻧﻔﻰ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻫﺬه اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت.
وﺑــﺤــﺴــﺐ وﻛــــﺎﻟــــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻓــﺘــﺢ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ »اﺧﺘﻼس أﻣﻮال ﻋــﺎﻣــﺔ« و»ﻓــﺴــﺎد وإﻓـــﺴـــﺎد«، ﺛــﻢ ﺗــﻢ ﺗﻮﺳﻴﻌﻪ ﻟﻴﺸﻤﻞ »ﺗﻤﻮﻳﻼ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ«، ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﳌﻜﺘﺐ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺗﻮﻓﺮ ﺳﻴﻮﻟﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺳﺎرﻛﻮزي ﺧﻼل ﺣﻤﻠﺔ ٧٠٠٢.