اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ: ﺧﻄﻂ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ »ﻟﻴﺴﺖ اﻧﺘﻘﺎﻣﴼ« ﻣﻦ أﻣﻴﺮﻛﺎ
ﻛﺸﻔﺖ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ أﻣﺲ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﺠﺪل ﻟﻔﺮض ﺿﺮاﺋﺐ ﻋــﻠــﻰ ﺷـــﺮﻛـــﺎت رﻗــﻤــﻴــﺔ ﻣــﺜــﻞ »ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك« و»ﻏﻮﻏﻞ« ﻟﻨﺸﺎﻃﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ، ﻣﺆﻛﺪة أن ﻫﺬه اﻟﺨﻄﺔ ﻟﻴﺴﺖ اﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮم اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاردات.
وﻗـــــﺎل اﳌـــﻔـــﻮض اﻷوروﺑـــــــﻲ ﻟــﻠــﺸــﺆون اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﺑــﻴـﻴــﺮ ﻣـﻮﺳـﻜـﻮﻓـﻴـﺘـﺸـﻲ إﻧــﻪ ﻻ ﺗـﻮﺟـﺪ »ﺻــﻠــﺔ« ﺑــﲔ اﻟـﻀـﺮاﺋـﺐ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﳌــﻘــﺘــﺮﺣــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﺳــــﻮف ﺗــﺆﺛــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻋــﺪة ﺷــﺮﻛــﺎت رﻗـﻤـﻴـﺔ ﻣـﻘـﺮﻫـﺎ أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ، واﻟــﻘــﺮار اﻷﺧــﻴــﺮ اﻟــــﺬي اﺗــﺨــﺬه اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﻔﺮض رﺳﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻮاردات ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ واﻷﳌﻨﻴﻮم. وأﺿﺎف أﻧﻪ »ﻟﻴﺲ ردا وﻻ اﻧـﺘـﻘـﺎﻣـﺎ« ﻣـﺸـﻴـﺮا إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻳﺠﺮى دراﺳﺔ اﳌﺒﺎدرة اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﻮر.
وﻳــﻘــﻮل ﻣــﺆﻳــﺪو ﻓـــﺮض اﻟــﻀــﺮاﺋــﺐ إن اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟـﺮﻗـﻤـﻴـﺔ ﺗﺠﻨﻲ أرﺑــﺎﺣــﺎ ﻛﺒﻴﺮة ﻓـﻲ اﻻﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑـــﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ إرﺳــﺎل ٠٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻳﺪ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻳﻮﻣﻴﺎ، وإﺟﺮاء ٠٥٦ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺤﺚ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺿﺮاﺋﺐ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.
ﻓــــﻲ ﺣــــﲔ ﻳـــﻘـــﻮل آﺧــــــــﺮون إن ﺗــﻮﺟــﻪ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ اﳌﻨﻔﺮد ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺴﻌﻰ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ رﺳﻮم اﻟﻮاردات اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ.
وﻗﺎل ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺪﻳﺲ دوﻣﺒﺮوﻓﺴﻜﻴﺲ: »ﻧﺤﻦ ﻧﻔﻀﻞ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﺘـﻢ اﻟــﺘــﻮاﻓــﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﺘﻮى دوﻟـﻲ«، ﻣﻮﺿﺤﺎ أن اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻻﻧـﺘـﻈـﺎر أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ذﻟــﻚ. وأﺿــﺎف: »ﺣﺠﻢ اﻷرﺑﺎح اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ اﻵن ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮل«.
وﺗــــﺮﻳــــﺪ اﳌــﻔــﻮﺿــﻴــﺔ دﻣـــــﺞ اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌـﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ ﺿﻤﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـﻲ، ﻣـﻊ وﺿــﻊ ﻣﻌﻴﺎر ﻣﻨﻔﺼﻞ ﻟﺨﻀﻮع ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء.
ووﻓـــﻘـــﺎ ﻟـــﻬـــﺬه اﻟـــﻘـــﻮاﻋـــﺪ، ﺳــــﻮف ﻳـﺘـﻢ إﺧﻀﺎع اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أرﺑﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ أوروﺑﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﺑﻬﺎ إﻳﺮاداﺗﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ٧ ﻣﻼﻳﲔ ﻳﻮرو )٦٫٨ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر(، وﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠١ أﻟﻒ ﻣﺴﺘﺨﺪم أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٠٣ ﻋﻘﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﺳﻨﻮﻳﺎ.
واﻗـﺘـﺮﺣـﺖ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ ﻓــﺮض ﺿﺮاﺋﺐ ﺑــﺼــﻮرة ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ إﺟﻤﺎﻟﻲ إﻳﺮاداﺗﻬﺎ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٥٧ ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻮرو، وإﻳــــﺮاداﺗــــﻬــــﺎ ﻓـــﻲ اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑــــــــﻲ ٠٥ ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻮرو.
وﻗــﺪرت اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ أن اﳌﻘﺘﺮح اﳌﺆﻗﺖ ﺳــــﻮف ﻳــــﺪر إﻳــــــــﺮادات ﺑـﻘـﻴـﻤـﺔ ٥ ﻣــﻠــﻴــﺎرات ﻳــــﻮرو ﻟــﻠــﺪول اﻷﻋـــﻀـــﺎء ﺳــﻨــﻮﻳــﺎ. وﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻹﻳـــﺮادات ﻓـﻲ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﳌــﺪارس واﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺧﺮى.
وﻳـــﺸـــﺎر إﻟــــﻰ أن اﻟـــــﻘـــــﺮارات اﳌـﺘـﻌـﻠـﻘـﺔ ﺑـــﻘـــﻀـــﺎﻳـــﺎ اﻟــــﻀــــﺮاﺋــــﺐ ﻳـــﺠـــﺐ أن ﺗــﺤــﻈــﻰ ﺑــﻤــﻮاﻓــﻘــﺔ ﺟــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺎت اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ، وﻟـــﻜـــﻦ ﻫــــﺬه اﻟــﺨــﻄــﻂ أﺛــــﺎرت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻧﺘﻘﺎدات. وﻳﺬﻛﺮ أن ﻓﺮﻧﺴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ﻳﻌﻤﻼن ﻋﻠﻰ ﺣﺸﺪ اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ ﻟـﺘـﺸـﺪﻳـﺪ اﻟــﻀــﺮاﺋــﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى.
وأﻛــــــــﺪت اﳌـــﻔـــﻮﺿـــﻴـــﺔ اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ أن ﻫـــﺬه اﳌــﻘــﺘــﺮﺣــﺎت ﻻ ﺗـﺴـﺘـﻬـﺪف اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻴــــﺔ، ﻷﻧــــﻬــــﺎ ﺗـــﻌـــﺎﻣـــﻞ اﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺎت اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ وﻏـــﻴـــﺮ اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ ﺑـــﺼـــﻮرة ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ.
وﺗــــﻌــــﻬــــﺪ وزراء ﻣــــﺎﻟــــﻴــــﺔ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻟــﻴــﻮم ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﻟﺤﻞ ﺑـــﻨـــﺎء ﻋــﻠــﻰ إﺟـــﻤـــﺎع ﻹﺧـــﻀـــﺎع اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺼﻮرة أﻓﻀﻞ ﺑﺤﻠﻮل ٠٢٠٢.
وأوﺿـــﺤـــﺖ اﳌــﻔــﻮﺿــﻴــﺔ أن اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﳌﻌﺪل ﺿﺮاﺋﺐ ﻳﻘﺪر ﺑـ٥٫٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ٢٫٢٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.