Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﻌﺮاق: اﻟﻌﺒﺎدي ﻳﻔﺘﺢ ﺗﺤﻘﻴﻘﴼ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ وﻇﺎﺋﻒ وﻫﻤﻴﺔ

- ﺑﻐﺪاد: ﺣﻤﺰة ﻣﺼﻄﻔﻰ

أﻣﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺣﻴﺪر اﻟﻌﺒﺎدي ﺑﻔﺘﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓــﻮري ﻓـﻲ ﻣﻠﻔﺎت ﻓـﺴـﺎد ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑــﺎدﻋــﺎء­ات ﻋـــﺮض ﺟــﻬــﺎت ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ أو ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻋــﻘــﻮد ﺗﻮﻇﻴﻒ وﻫﻤﻴﺔ. وﻗﺎل اﳌﻜﺘﺐ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻠﻌﺒﺎدي ﻓﻲ ﺑﻴﺎن إن »ﻫﻨﺎك درﺟﺎت وﻇﻴﻔﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻬﺎ ﺗﺨﺼﻴﺼﺎت ﻣــﺎﻟــﻴــ­ﺔ ﻓــﻲ اﳌـــﻮازﻧـ­ــﺔ وﻏــﻴــﺮ ﻣـــﻮﺟـــﻮ­دة أﺻــــﻼ ﺗـﻬـﺪف ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﺴﺐ اﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮوع«.

وﻳﻘﻮل ﻋﻀﻮ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﳌﻘﺮب ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟـﻮزراء اﻟﻨﺎﺋﺐ ﺟﺒﺎر اﻟﻌﺒﺎدي ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« إن »ﻫــﺬا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺟـﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻗﻴﺎم ﻣﺮﺷﺤﲔ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟـﻰ ﻛﻴﺎﻧﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮ وﻣــﻌــﺮوف، ﺑـﺪﻏـﺪﻏـﺔ ﻣـﺸـﺎﻋـﺮ اﳌــﻮاﻃــﻨ­ــﲔ، ﻋﺒﺮ أﺧﻄﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺎ، وﻫﻲ اﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎت اﳌﺘﻮﻗﻔﺔ أﺻﻼ وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺳﻨﺪ ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﳌﻮازﻧﺔ«.

وأﺿـــﺎف أن »ﻫـﻨـﺎك ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻌﻴﲔ ﻓـﻲ دواﺋــﺮ ﻣﺜﻞ اﻷﻣﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺸﺮﻃﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ واﻟﺤﺪود... وﻫــــﻨـــ­ـﺎك ﻣــــﻦ ﻳــﺴــﺘــﻐ­ــﻞ درﺟـــــــ­ﺎت وﻇــﻴــﻔــ­ﻴــﺔ ﻟــﻠــﺸــﺮ­ﻃــﺔ واﻟﺠﻴﺶ ﻟﻢ ﺗﻮﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺗﺨﺼﻴﺼﺎت ﻓﻲ اﳌﻮازﻧﺔ أو ﺗﻤﺖ اﻹﺷـﺎرة إﻟﻴﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ«.

ورأى أن »ﻫــــﺆﻻء اﻷﺷـــﺨـــ­ﺎص ﻳـــﺮﻳـــﺪ­ون ﺿــﺮب ﻋﺼﻔﻮرﻳﻦ ﺑﺤﺠﺮ واﺣﺪ ﻫﻮ اﺳﺘﻐﻼل ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﴼ ﻣﻦ ﺧـﻼل إﻃــﻼق ﻣﺜﻞ ﻫـﺬه اﻟـﻮﻋـﻮد، وﻓﻲ ﺣــﺎل ﻋــﺪم ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣـﻦ اﻹﻳــﻔــﺎء ﺑـﻮﻋـﻮدﻫـﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ذﻟــﻚ ﻋﺒﺮ اﻟـﻘـﻮل إﻧـﻬـﻢ ﺣـﺎوﻟـﻮا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﺼﻴﺼﺎت، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي دﻓﻊ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء إﻟﻰ إﻳﻘﺎف ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌــﺤــﺎوﻻ­ت اﻹﻳـﻬـﺎﻣـﻴ­ـﺔ ﻟﻠﻨﺎس ﻋﻨﺪ ﺣــﺪﻫــﺎ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر ﻣﺜﻞ ﻫــﺬه اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻛـﻞ ﻣﻮﺳﻢ اﻧﺘﺨﺎﺑﻲ«.

ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق ﻧﻔﺴﻪ، أﻛﺪ رﺋﻴﺲ »اﳌﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻋـﻼﻣـﻴـﺔ« ﻋـﺪﻧـﺎن اﻟــﺴــﺮاج أن »ﻣـﺜـﻞ ﻫﺬه اﳌــﻤــﺎرﺳ­ــﺎت ﺗﻨﺸﻂ ﻋـــﺎدة ﺧــﻼل اﳌــﻮﺳــﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﺑﻬﺪف إﻳﻬﺎم اﻟﻨﺎس ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻳﺠﺎد ﻓـﺮص ﺗﻌﻴﲔ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ دواﺋﺮ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ أن ﻫﺆﻻء اﳌﺮﺷﺤﲔ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻛﺘﻞ ﻧﺎﻓﺬة وﻟﻬﺎ أذرع ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ«.

ورﻓﺾ اﻟﺴﺮاج اﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎل ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إن »أﺑﺮز ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻐﺶ ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻣﺮﺷﺤﻮن ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻛﻴﺎﻧﺎت ﺷﻴﻌﻴﺔ وﺳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﻌﻤﺎرة واﻟﺒﺼﺮة )ﺟﻨﻮب اﻟـﻌـﺮاق( واﻷﻧـﺒـﺎر )ﻏــﺮب(، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ اﻷﻣــــﺮ أن اﳌـــﻮازﻧـ­ــﺔ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ وﻇــﺎﺋــﻒ«، وﻫﻮ ﻣﺎ أﺷـﺎرت إﻟﻴﻪ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـﻼم ﺑﻮﺿﻮح، ﻟﻜﻦ أﺻﺒﺤﺖ ﻟﺒﻌﺾ اﳌﺮﺷﺤﲔ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﻋﺒﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﺪاع اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺗﻠﻚ«.

وأﻋـــــــ­ﺮب اﻟـــﻨـــﺎ­ﻃـــﻖ ﺑـــﺎﺳـــﻢ »ﺗـــﺤـــﺎﻟ­ـــﻒ ﺳـــﺎﺋـــﺮ­ون« اﻟــﺪﻛــﺘـ­ـﻮر ﻗــﺤــﻄــﺎ­ن اﻟــﺠــﺒــ­ﻮري ﻋــﻦ أﺳــﻔــﻪ، ﻟــﻜــﻮن ﻣﻦ ﻳـــﻘـــﻮﻣ­ـــﻮن ﺑـــﻬـــﺬه اﳌـــﻤـــﺎ­رﺳـــﺎت »ﻣـــﻤـــﻦ ﻳـــﺪﻋـــﻮ­ن أﻧــﻬــﻢ ﻳـﺮﻳـﺪون ﺑﻨﺎء دوﻟــﺔ وﻣـﺆﺳـﺴـﺎت، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﺧﺪاﻋﴼ ﻣﻔﻀﻮﺣﴼ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﻛﻞ ادﻋﺎء اﺗﻬﻢ«.

وﻗﺎل إن أن ﺗﺤﺎﻟﻔﻪ اﻟﺬي ﻳﻀﻢ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺼﺪري« و»اﻟــــﺤـــ­ـﺰب اﻟـــﺸـــﻴ­ـــﻮﻋـــﻲ« و»اﻟـــﺘـــﺠ­ـــﻤـــﻊ اﻟــﺠــﻤــ­ﻬــﻮري« و»اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟـﻌـﺎدﻟـﺔ« و»اﻟـﺘـﺮﻗـﻲ واﻹﺻــــﻼح«، ﻳﺮﻓﺾ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ »ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺧﺪاع اﳌﻮاﻃﻦ«.

وأﺿـــــﺎف ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮ­ق اﻷوﺳــــــ­ﻂ« أن »ﻣــــﻦ ﻳـﺨـﺪع اﳌﻮاﻃﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﻠﻔﻮز ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺟﺴﺮﴽ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻴﺴﺘﻜﻤﻞ اﻟﺨﺪاع«.

ورأى أن »اﻟﻜﺮة اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﻣﻠﻌﺐ اﻟﻨﺎﺧﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺬي ﻃﺎﳌﺎ ﻣﻮرﺳﺖ ﺿﺪه ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻃﻮال اﻟﺪورات اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، وﻟﻢ ﻳﻒ أﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﻤﺜﻞ ﻫــﺬه اﳌـﻤـﺎرﺳـﺎ­ت واﻷﺳـﺎﻟـﻴـ­ﺐ ﺑــﺄي ﻣـﻦ اﻟﻮﻋﻮد واﻟﺘﻌﻬﺪات«.

إﻟﻰ ذﻟﻚ، أﻇﻬﺮ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﺑﲔ ﺟﻨﺎﺣﻲ »اﺋﺘﻼف دوﻟـﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن« اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﺰﻋﻢ أﺣﺪﻫﻤﺎ رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء ﺣﻴﺪر اﻟﻌﺒﺎدي ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮد اﻵﺧﺮ ﻣﻨﺎﻓﺴﻪ وﺳﻠﻔﻪ ﻧﻮري اﳌﺎﻟﻜﻲ.

واﺗﻬﻤﺖ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻮاﻃﻒ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺟﻨﺎح اﳌﺎﻟﻜﻲ، رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء ﺑﺈﻃﻼق »ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ« ﻋﻦ اﻟﺘﺨﺼﻴﺼﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺎت.

وﻗــﺎﻟــﺖ ﻧﻌﻤﺔ إن »اﻟــﻌــﺒــ­ﺎدي أﻋـﻠـﻦ ﻓــﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮﻋﻲ إﻃﻼق اﻟﺘﺨﺼﻴﺼﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻜﻞ اﳌﺤﺎﻓﻈﺎت، ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ أﺳﺒﺎب ﻋﺪم ﺻﺮف أﺟﻮر ﻋﻤﺎل اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ أﻗﻀﻴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺒﺼﺮة وﻧﻮاﺣﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬﻮر«.

ورأت أن »ﻋــﻠــﻰ رﺋــﻴــﺲ اﻟــــــﻮز­راء ﻣـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻫــﺬه اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ واﻻﻟــﺘــﻔ­ــﺎت إﻟـــﻰ اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻟــﺠــﺎﺋـ­ـﻊ ﺑـــﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﻧـــﺸـــ­ﻐـــﺎل ﺑــــﺈﺑـــ­ـﺮاز ﻋــﻀــﻼﺗــ­ﻪ ﻓـــﻲ وﺳـــﺎﺋـــ­ﻞ اﻹﻋــــﻼم واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﺎق اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ، ﻟﻮ ﻛﺎن ﺣﻘﴼ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻘﻮت اﻟﻨﺎس«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia