Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻋﻮدة اﻹرﻫﺎب إﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ... و»داﻋﺶ« ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ

ﻣﻘﺘﻞ ٤ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻐﺮﺑﻲ اﺣﺘﺠﺰ رﻫﺎﺋﻦ ﰲ ﺳﻮﺑﺮ ﻣﺎرﻛﺖ

- ﺑﺎرﻳﺲ: ﻣﻴﺸﺎل أﺑﻮ ﻧﺠﻢ

ﻋــﺎد ﺷﺒﺢ اﻹرﻫـــﺎب ﻟﻴﺨﻴﻢ ﻣـﺠـﺪدﴽ ﻋﻠﻰ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ وﻟـﻴـﻀـﺮب ﻫــﺬه اﳌـــﺮة ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺗﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﻏﺮﺑﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﺳﻤﻬﺎ »ﺗﺮﻳﺐ« وﻻ ﺗﺒﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎرﻛﺎﺳﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﺄوي ﻗــﺎﻋــﺪة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻟﻠﺠﻴﺶ. ﻛــﺬﻟــﻚ، ﻓـﺈن ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة، اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، ﺗﺒﺮر اﻟﺘﺨﻮﻓﺎت اﻟﺘﻲ دأب اﳌﺴﺆوﻟﻮن اﻷﻣــﻨــﻴـ­ـﻮن اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﻮن، وﻋــﻠــﻰ رأﺳــﻬــﻢ وزﻳــﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺬرون ﻣﻦ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻹرﻫﺎﺑﻲ، وﻣﻦ »ﻳﻘﻈﺔ« اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻨﺎﺋﻤﺔ، وﻣﻦ ﻋــــﻮدة »اﳌــﺘــﻄــ­ﺮﻓــﲔ« ﻣــﻦ ﻣــﻴــﺎدﻳـ­ـﻦ اﻟــﻘــﺘــ­ﺎل ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق وﺑﻠﺪان اﻟﺴﺎﺣﻞ.

اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑــﺪأت ﺻﺒﺎح أﻣــﺲ ﻋﺒﺄت أﻋــﻠــﻰ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎ­ت ﻓــﻲ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﺑـــﺪءا ﻣــﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﻟﺤﻀﻮر اﻟﻘﻤﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ إﻟﻰ رﺋﻴﺲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ إدوارد ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻟـــﺬي ﻗـﻄـﻊ زﻳــﺎرﺗــﻪ ﻟﻠﻌﻮدة إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ وﺻﻮﻻ إﻟﻰ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺟﻴﺮار ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ اﻟــﺬي ﺳــﺎرع ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ. وﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ، وﻓﻖ ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ، ﻣﻮاﻃﻦ ﻣﻦ أﺻﻮل ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ اﺳﻤﻪ رﺿــﻮان ﻟﻘﺪﻳﻢ واﻧﺘﻬﺖ ﺑﻤﻘﺘﻠﻪ، ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺘﻠﻰ واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺮﺣﻰ.

وﺳﺎرع ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻓـــﻲ اﻟــــﻮاﻗـ­ـــﻊ ﻣـــﻦ ﺛـــﻼﺛـــﺔ ﻓــﺼــﻮل، وﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ واﺣــﺪ ﻇﻬﺮ أﻣــﺲ ﺳﺮﻳﻌﴼ أﻧــﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﺮوﻓﴼ ﻟﺪى اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ. وﺳﺮﻳﻌﴼ، ﻋﻤﺪت اﻟـﻨـﻴـﺎﺑـ­ﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻓــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ إﻟـﻰ ﻓﺘﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻋﻬﺪت ﺑﻪ إﻟـﻰ اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺸﺮﻃﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ.

وأﻓـﺎد ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ ﺑﺄن ﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﺎن ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ ٦٢ ﻋـﺎﻣـﴼ وﻫــﻮ ﻣــﻦ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻛـﺎرﻛـﺎﺳـﻮ­ن اﻟـﻘـﺮﻳـﺒـ­ﺔ، ﻣﻀﻴﻔﴼ إﻧــﻪ »ﻛـــﺎن ﻣـﻌـﺮوﻓـﴼ )ﻟـﺪﻳـﻨـﺎ( ﻻرﺗﻜﺎﺑﻪ ﺟﺮاﺋﻢ ﺻﻐﻴﺮة، وﻛﻨﺎ ﻧﺮاﻗﺒﻪ واﻋﺘﻘﺪﻧﺎ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻄﺮﻓﴼ«. وﻣﺎ أورده اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟــــﺎء ﻣــﻨــﺎﻗــ­ﻀــﴼ ﳌـــﺎ ﺳـــﺎرﻋـــ­ﺖ ﺑــﻌــﺾ اﻷﺟــﻬــﺰة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪه ﺑﺨﺼﻮص وﺟﻮد اﺳﻢ رﺿـــﻮان ﻟـﻘـﺪﻳـﻢ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﺠـﻞ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــــــ­ﺎب ﻟـــﺪى اﻷﺟـــﻬـــ­ﺰة اﻷﻣــﻨــﻴـ­ـﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺔ. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﻳﺒﺪو أن ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ ﻛﺎن ﻣﺘﺄﻛﺪﴽ ﻣﻦ أن اﳌﻬﺎﺟﻢ »ﺗﺤﺮك ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮد«، ﻣﺴﺘﻨﺪﴽ ﻋـﻠـﻰ اﻷرﺟـــﺢ إﻟــﻰ اﳌــﺮاﻗــﺒ­ــﺔ اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎن ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ. وﻗﺎل ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ ﻣﺎ ﺣﺮﻓﻴﺘﻪ: إن اﻷﺟـﻬـﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ »ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮاﻗﺒﻪ، وﻟــﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ أﻧــﻪ ذو ﻣﻴﻮل رادﻳـﻜـﺎﻟـ­ﻴـﺔ، ﺛﻢ إﻧﻪ ﻓﺠﺄة ﻗﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴﺘﻪ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺮاﻗﺒﴼ«. وﺑﺎﻧﺘﻈﺎر أن ﺗﻨﺠﻠﻲ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﻼﻣﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌـــﻬـــﺎ­ﺟـــﻢ، وﻓــــﻲ ﺣــــﺎل ﺑــﻴــﻨــﺖ اﻻﺳــﺘــﻘـ­ـﺼــﺎءات اﻟﻼﺣﻘﺔ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﺮوﻓﴼ ﺑﺘﺸﺪده، ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن أول ﻣـﻦ ﻳﺮﺗﻜﺐ أﻋـﻤـﺎﻻ إرﻫﺎﺑﻴﺔ رﻏــﻢ وﺟـﻮده ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺤﺔ اﻷﺷـﺨـﺎص اﻟﺨﻄﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ واﻟﺬﻳﻦ ﺗﻀﻤﻬﻢ اﻟﻠﻮاﺋﺢ اﳌﺼﻨﻔﺔ ﺗﺤﺖ ﺣﺮف »إس«. اﻟﺨﻼﺻﺔ اﻟﺘﻲ رﻛﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ، أن اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺎ زال »ﻗﻮﻳﴼ ﺟﺪﴽ«، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺷﺪد ﻋﻠﻴﻪ أﻳﻀﴼ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﻛﺮون ﻣﻦ ﺑﺮوﻛﺴﻞ؛ إذ أﺷﺎر إﻟﻰ أن ﻓﺮﻧﺴﺎ »ﺗﻮاﺟﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة أﺷﻬﺮ ﺗﻬﺪﻳﺪﴽ )إرﻫﺎﺑﻴﴼ( داﺧﻠﻴﴼ«. وﻛﺎن ﻛﻮﻟﻮﻣﺐ ﻛﺸﻒ ﻗﺒﻞ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻋﻦ أن اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻄﻠﺖ، ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم ٨١٠٢، ﺛﻼث ﻣﺤﺎوﻻت إرﻫﺎﺑﻴﺔ، وأن ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﻌﻄﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم ٧١٠٢ ﻫﻮ ٢١ ﻋﻤﻠﻴﺔ.

ﻛﻜﻞ ﻣﺮة ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺄﺳﺎة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع، ﻳﻄﺮح ﺳﺆال ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﳌﺴﺆوﻟﺔ. وﺟﺎء اﻟﺠﻮاب ﺳﺮﻳﻌﴼ ﻣﻦ ﺧﻼل وﻛﺎﻟﺔ »أﻋﻤﺎق« اﳌﺮوﺟﺔ ﻟﺪﻋﺎﻳﺎت وﻋﻤﻠﻴﺎت »داﻋﺶ«؛ إذ أﻓﺎدت ﺑﺄن »اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻧﻔﺬ اﻟﻬﺠﻮم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻣﺐ ﺟــﻨــﻮﺑــ­ﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ ﺟــﻨــﺪي ﻣــﻦ ﺟــﻨــﻮد )داﻋــــﺶ( وأﻧــﻪ )اﺳـﺘـﺠـﺎب( ﻟـﻨـﺪاء اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ )ﻻﺳﺘﻬﺪاف أﻋﻀﺎء اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﻟﻲ( اﻟﺬي ﺣﺎرب )داﻋﺶ( ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٤١٠٢، وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺮﻧﺴﺎ«. ﻏﻴﺮ أن »أﻋــﻤــﺎق« ﻟـﻢ ﺗﻨﻘﻞ ﻋـﻦ »داﻋـــﺶ« دﻟـﻴـﻼ ﻣﺎدﻳﴼ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أو وﺟــﻮد راﺑــﻂ ﺑﲔ ﻣـﻨـﻔـﺬﻫـﺎ واﻟـﺘـﻨـﻈـ­ﻴـﻢ اﻹرﻫـــﺎﺑـ­ــﻲ. وﺳــﺒــﻖ ﻟـﻬـﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ أن ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻓـﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣـﻦ اﻟﺒﻠﺪان ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻻﺣﻘﴼ أﻧـﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬﺎ.

ﺗﺬﻛﺮ ﻓﺼﻮل ﻋﻤﻠﻴﺔ رﺿــﻮان ﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻛﺎرﻛﺎﺳﻮن وﺗﺮﻳﺐ ﺑﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﻟﺠﻬﺔ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ رﺟﺎل أﻣﻦ ﺛـﻢ اﺣﺘﺠﺎز رﻫـﺎﺋـﻦ وﺳـﻘـﻮط ﻗﺘﻠﻰ، واﻧﺘﻬﺎء ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﻤﻘﺘﻞ اﳌﻬﺎﺟﻢ ﻋﻠﻰ أﻳﺪي اﻟﻮﺣﺪات اﻟــﺨــﺎﺻـ­ـﺔ اﻟـﺘـﺎﺑـﻌـ­ﺔ ﻟـﻠـﺸـﺮﻃـﺔ واﻟـــــﺪر­ك. وﻳـﺒـﲔ ﺷﺮﻳﻂ اﻷﺣﺪاث، أن اﳌﻬﺎﺟﻢ ﻛﺎن ﺳﺎﻋﻴﴼ ﻹﺣﺪاث أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ. ﻓﻘﺪ ﺑﺪأ ﻧﻬﺎره، وﻓﻖ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣـﺘـﻮاﻓـﺮة ﺣﺘﻰ ﻣﺴﺎء أﻣﺲ، ﺑﺄن ﻋﻤﺪ إﻟﻰ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺳﻴﺎرة ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎرﻛﺎﺳﻮن ﺑﻐﺮض ﺳﺮﻗﺘﻬﺎ ﻻرﺗﻜﺎب ﻓﻌﻠﺘﻪ، ﻓــﺄﺻــﺎب ﺳﺎﺋﻘﻬﺎ وأردى راﻛــﺒــﴼ ﻓـﻴـﻬـﺎ. وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، أﺻـﺎب ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص أﺣﺪ رﺟﺎل اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻤﺎرس رﻳﺎﺿﺔ اﻟﺠﺮي ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺣﺎول دﻫﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة اﳌﺴﺮوﻗﺔ. وﻣﻦ ﻛﺎرﻛﺎﺳﻮن، ﺗﻮﺟﻪ اﻟﺠﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﺐ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻷوﻟﻰ ﺳﻮى ﻋﺸﺮة ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات، وﻫـﻨـﺎك ﻗــﺎم ﺑﺎﻗﺘﺤﺎم ﻣـﺨـﺰن »ﺳـﻮﺑـﺮ ﻣﺎرﻛﺖ ﺻــﻐــﻴــﺮ« ﺣــﻴــﺚ اﺣــﺘــﺠــ­ﺰ ﻋـــــﺪدﴽ ﻣـــﻦ اﻟــﺰﺑــﺎﺋ­ــﻦ وﻋﺎﺟﻞ اﺛﻨﲔ ﺑﺈﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ وأرداﻫﻤﺎ ﻗﺘﻴﻠﲔ. وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎن، أن اﳌﻬﺎﺟﻢ ﻛـﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﺳﻼﺣﴼ ﻧﺎرﻳﴼ وﻗﻨﺒﻠﺔ ﻳﺪوﻳﺔ وﺳﻜﺎﻛﲔ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺻﺎح »اﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ« ﻟﺪى دﺧﻮﻟﻪ إﻟﻰ اﳌﺨﺰن، ﻓﻲ ﺣﲔ ﻗـﺎﻟـﺖ اﻣـــﺮأة إﻧـﻬـﺎ وﻋـــﺪدﴽ ﻣــﻦ اﻟــﺰﺑــﺎﺋ­ــﻦ ﻟـﺠـﺄوا إﻟــﻰ ﻏــﺮﻓــﺔ اﻟـﺘـﺒـﺮﻳـ­ﺪ، وﻣــﻦ ﻫــﻨــﺎك ﺧــﺮﺟــﻮا ﻣﻦ ﺑﺎب ﺧﻠﻔﻲ. وﺳﺮﻳﻌﴼ ﺟـﺪﴽ، وﺻﻠﺖ اﻟﻮﺣﺪات اﻷﻣــﻨــﻴـ­ـﺔ اﳌــﺘــﺨــ­ﺼــﺼــﺔ إﻟــــﻰ ﻣــﺤــﻴــﻂ اﳌـــﺨـــﺰ­ن، وﺿﺮﺑﺖ ﻃﻮﻗﴼ أﻣﻨﻴﴼ ﺣﻮﻟﻪ، وﻛﺎن اﻟﺘﺨﻮف أن ﻳﻜﻮن اﳌﻬﺎﺟﻤﻮن اﻟﺬﻳﻦ أﺧﺬوا اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ رﻫﺎﺋﻦ ﻛﺜﺮﴽ. وﻧﻘﻠﺖ اﻟﻘﻨﺎة اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﺑﻲ إف إم« ﻧﺒﺄ ﻣﻔﺎده أن اﳌﻬﺎﺟﻢ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺈﻃﻼق ﺳــــــﺮاح اﳌـــﻐـــﺮ­ﺑـــﻲ ﺻــــﻼح ﻋــﺒــﺪ اﻟـــﺴـــﻼ­م اﻟـــﺬي ﻳـﺨـﻀـﻊ ﻟـﻠـﻤـﺤـﺎﻛ­ـﻤـﺔ ﻓــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ وﺑــﺮوﻛــﺴ­ــﻞ ﻟـــﺪوره ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻣﻦ ﻋﺎم ٥١٠٢، وﻫﻮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻣﺎ زال ﺣﻴﴼ ﻣــﻦ ﺑــﲔ اﳌــﺮﺗــﺒـ­ـﻄــﲔ ﻣــﺒــﺎﺷــ­ﺮة ﺑــﻬــﺎ. وﻧﺠﺤﺖ اﻟــﻘــﻮى اﻷﻣــﻨــﻴـ­ـﺔ ﻓــﻲ إﻗــﺎﻣــﺔ ﻗــﻨــﺎة اﺗــﺼــﺎل ﻣﻊ اﳌﻬﺎﺟﻢ اﻟﺬي ﻗﺒﻞ ﺑﺈﺧﻼء ﻣﺤﺘﺠﺰ ﻣﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﳌﺨﺰن وﻣﺒﺎدﻟﺘﻪ ﺑﺮﺟﻞ »ﻣﺘﻄﻮع« ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪرك. وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺟﺎءت ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻗﺘﺤﺎم اﳌﺨﺰن اﻟـﺘـﻲ ﻗﺘﻞ ﻧﺘﻴﺠﺘﻬﺎ رﺿـــﻮان ﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓـﻲ ﺣﲔ أﺻﻴﺐ اﻟـﺪرﻛـﻲ ﺑـﺠـﺮوح، وﻓـﻖ ﻣﺎ أﻋﻠﻦ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺬي أﻛﺪ أن اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻫﻮ »ﻣﻦ ﺑﺎدر إﻟــﻰ إﻃــﻼق اﻟــﻨــﺎر«، وأن اﻟـﻘـﻮى اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ ردت ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﻗﺘﻠﺘﻪ.

ﻫــــﻜــــ­ﺬا، ﻋــــــﺎدت ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ ﻟــﺘــﻌــﻴ­ــﺶ أﺟـــــﻮاء اﻹرﻫــــــ­ــﺎب اﻟـــﺘـــﻲ ﻟــــﻢ ﺗــﻌــﺮﻓــ­ﻬــﺎ ﻣــﻨــﺬ اﻷول ﻣـﻦ ﺷﻬﺮ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﳌـﺎﺿـﻲ، ﺣﻴﺚ ﻗﺘﻞ ﻣﻮاﻃﻦ ﺗﻮﻧﺴﻲ ﻃﻌﻨﴼ ﺑﺎﻟﺴﻜﲔ اﻣﺮأﺗﲔ ﻓـــﻲ ﻣـﺤـﻄـﺔ اﻟـــﻘـــﻄ­ـــﺎرات ﻓـــﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــ­ﺔ ﻣﺮﺳﻴﻠﻴﺎ اﻟــﺴــﺎﺣـ­ـﻠــﻴــﺔ. وﻗــﺘــﻬــ­ﺎ أﻳـــﻀـــﴼ، ﺗــﺒــﻨــﻰ »داﻋـــــﺶ« اﻟــﻌــﻤــ­ﻠــﻴــﺔ إﻻ أن اﳌــﺤــﻘــ­ﻘــﲔ ﻟـــﻢ ﻳـــﻌـــﺜـ­ــﺮوا، ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻲ. وﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢، ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ١٤٢ ﺷﺨﺼﴼ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ، أﺑﺮزﻫﺎ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ ﻋﺎم ٥١٠٢، وﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﺲ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ﻣﻦ ﻋﺎم ٦١٠٢.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia