ﻣﺼﺎدرﺧﺎﺻﺔﻟـ : ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ
ﻋـﻠـﻤــﺖ »اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« ﻣﻦ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ، أن اﳌﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ، ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻣـــــﻮﺟـــــﻮد ﻓـــــﻲ أﺣـــــــﺪ اﳌــﺴــﺘــﺸــﻔــﻴــﺎت اﻟﺒﺎرﻳﺴﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻼج. وﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﺎ وﺻـﻞ إﻟـﻰ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻣﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻋــــــﺪد ﻣــــﻦ وﺳــــﺎﺋــــﻞ اﻹﻋــــــﻼم اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ، ﻛـﺼـﺤـﻴـﻔـﺔ »ﻟـﻮﻣـﻮﻧـﺪ«، وﻣﺠﻠﺔ »اﻹﻛﺴﺒﺮﻳﺲ«، اﻟــﺘــﻲ ﺳـﺒـﻖ أن أﻛــﺪﺗــﺎ وﺟــــﻮد ﺣﻔﺘﺮ ﻓــﻲ أﺣــﺪ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﺑــﺎرﻳــﺲ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟـﺠـﺎري، اﺳﺘﻨﺎدا ﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣـــﻦ »ﻣـــﺼـــﺎدر دﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﺔ رﻓـﻴـﻌـﺔ اﳌــــﺴــــﺘــــﻮى«. وﻛــــﻤــــﺎ ﻓـــــﻲ ﻣـــﺜـــﻞ ﻫـــﺬه اﻟـــﺤـــﺎﻻت، ﻓـﻘـﺪ اﻣـﺘـﻨـﻌـﺖ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻴـــﺔ ﻋــــﻦ اﻹﻓـــــﺼـــــﺎح ﻋــــﻦ أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺨﺼﻮص اﳌﺸﻴﺮ ﺣﻔﺘﺮ، وأﺣـﺎﻟـﺖ اﻟﺴﺎﺋﻠﲔ، وﻣﻨﻬﻢ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ.
وﻗـــــــــﺎﻟـــــــــﺖ ﻣـــــــــﺼـــــــــﺎدر واﺳــــــﻌــــــﺔ اﻻﻃﻼع ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، إن ﻣــﺠــﻲء ﺣﻔﺘﺮ إﻟــﻰ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻣــﻦ أﺟـﻞ اﻻﺳــﺘــﺸــﻔــﺎء )اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت اﳌــﺘــﻮاﺗــﺮة ﺗــﻔــﻴــﺪ أﻧـــــﻪ ﻛـــــﺎن ﻳــﻌــﺎﻧــﻲ ﻣــــﻦ ﺟـﻠـﻄـﺔ دﻣﺎﻏﻴﺔ( »ﻟﻴﺲ أﻣﺮا ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ«، وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ. وذﻛــــﺮت ﻫـﺬه اﳌــﺼــﺎدر ﺑــﺄن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣــﺎﻛــﺮون دﻋﺎ ﺣﻔﺘﺮ ﻓﻲ ٥٢ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓـــﻲ ﻗــﻤــﺔ ﻣـــﻊ ﻓــﺎﺋــﺰ اﻟــــﺴــــﺮاج، رﺋـﻴـﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق اﳌﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ دوﻟﻴﺎ، ﺣﻴﺚ دﻓﻊ ﻣﺎﻛﺮون ﺿﻴﻔﻴﻪ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ إﻟـــﻰ اﻋــﺘــﻤــﺎد ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣــﻦ اﳌــﺒــﺎدئ ﻹﺧــــﺮاج ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ ﻣــﻦ ﺣــﺎﻟــﺔ اﻟــﺘــﺸــﺮذم، وﺷﺒﻪ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣـﻨـﺬ ﺳــﻨــﻮات. وﺟــــﺎءت اﻟﻘﻤﺔ وﻗـــﺘـــﻬـــﺎ ﺑــﻤــﻨــﺎﺳــﺒــﺔ اﻧــــﻄــــﻼق ﻣـﻬـﻤـﺔ اﳌــﺒــﻌــﻮث اﻟــــﺪوﻟــــﻲ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ اﻟـــﻮزﻳـــﺮ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﻏــﺴــﺎن ﺳــﻼﻣــﺔ. ﻓـﻀـﻼ ﻋــﻦ ذﻟـــﻚ، ﻓـﻘـﺪ ﺳـﺒـﻖ ﻟﻠﻤﺸﻴﺮ ﺣـﻔـﺘـﺮ أن ﻧـﺴـﺞ ﻋــﻼﻗــﺎت وﺛـﻴـﻘـﺔ ﻣﻊ وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗــﺪ أرﺳــﻠــﺖ وﺣـــﺪات ﻛــﻮﻣــﺎﻧــﺪوز إﻟـﻰ ﺷـﺮق ﻟﻴﺒﻴﺎ، وﺗﺤﺪﻳﺪا إﻟـﻰ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﻔﺘﺮ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﺎت اﻹرﻫـــــﺎﺑـــــﻴـــــﺔ، وﻣــﻨــﻬــﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺘﺤﻘﻮا ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﳌﺘﻄﺮف. واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ أن ﺑﺎرﻳﺲ دﻓﻌﺖ ﻟﺘﺒﻨﻲ رؤﻳﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ أن ﺣﻔﺘﺮ »ﻟﻴﺲ اﻟﻌﻘﺒﺔ، وﻟﻜﻨﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺤﻞ«. ﻻ ﺑﻞ إن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﻛﺮون ﻗـــﺎل ﻋـﻠـﻨـﺎ إﻧـــﻪ ﻳـﺘـﻌـﲔ اﻟــﺘــﻮﺻــﻞ إﻟـﻰ »ﺗــﻮاﻓــﻖ« ﺑـﲔ اﻟﻘﻴﺎدﺗﲔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ )ﻣــﻤــﺜــﻠــﺔ ﺑــــﺎﻟــــﺴــــﺮاج(، واﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ )ﻣــﻤــﺜــﻠــﺔ ﺑــﺤــﻔــﺘــﺮ( ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ إﺧــــﺮاج ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣــﻦ أزﻣـﺘـﻬـﺎ. وﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺎ، ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻔﺎد ﺣﻔﺘﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣـﻦ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻟﺠﻴﺪة ﻣـﻊ ﻣﺼﺮ وﻣﻊ اﻹﻣﺎرات اﳌﺘﺤﺪة، اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ ﺑﺎرﻳﺲ.
ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣـــﺮ أن ﺻـﺤـﺔ اﳌﺸﻴﺮ ﺣـﻔـﺘـﺮ ﻟــﻢ ﺗـﻌـﺪ ﺷــﺄﻧــﺎ ﺧــﺎﺻــﺎ، إذ إن اﻟـــﺮﺟـــﻞ اﻟـــﻘـــﻮي ﻓـــﻲ اﻟـــﺸـــﺮق اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ أﺻﺒﺢ أﺣﺪ أﺿﻠﻊ اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﳌﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻗﻠﺐ اﳌﻮازﻳﻦ، ودﻓﻊ اﻷﻃﺮاف ﻹﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ. وﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻮﺳﻌﺖ داﺋﺮة ﻋﻼﻗﺎت ﺣﻔﺘﺮ ﺧﺎرج اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، إذ زار ﻣﻮﺳﻜﻮ وروﻣﺎ وﺑـﺎرﻳـﺲ ﻣﺠﺪدا ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳــــﻠــــﻮل( اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﺣــﻴــﺚ اﺳـﺘـﻘـﺒـﻠـﻪ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺟﺎن إﻳﻒ ﻟﻮ درﻳﺎن. وﺳﻌﺖ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻠﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﻤﺔ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ؛ ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل »آﻟﻴﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ« ﳌﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﻄﺮﻓﺎن ﻣﻦ ﺗـﻔـﺎﻫـﻤـﺎت. ﻟﻜﻦ اﻟــﺘــﻄــﻮرات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻴﻨﺖ أن وﺳﺎﻃﺘﻬﺎ ﻟــﻢ ﺗـﻮﺻـﻞ إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ.
وﺗـﻔـﻴـﺪ اﻟـﺘـﻘـﺎرﻳـﺮ اﳌــﺘــﻮﻓــﺮة ﺑـﺄن اﳌﺸﻴﺮ ﺣﻔﺘﺮ ﻛﺎن ﻗﺪ أﺻﻴﺐ ﺑﻨﺰﻳﻒ ﻓــﻲ اﻟــﺪﻣــﺎغ »ﺣــﺴــﺐ )اﻹﻛــﺴــﺒــﺮﻳــﺲ( و)ﻟــﻮﻣــﻮﻧــﺪ(«، اﻷﻣـــﺮ اﻟـــﺬي اﺳﺘﺪﻋﻰ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﺎن إﻟـﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﺑﻄﺎﺋﺮة ﺧﺎﺻﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻬﺪدة. وﻛــــﺎن اﳌــﺘــﺤــﺪث ﺑــﺎﺳــﻢ ﻗــــﻮات ﺣﻔﺘﺮ اﻟــﻌــﻤــﻴــﺪ أﺣـــﻤـــﺪ اﳌـــﺴـــﻤـــﺎري ﻗـــﺪ ﻧﻔﻰ ﺻـــﺤـــﺔ اﻷﺧــــــﺒــــــﺎر اﳌـــــﺘـــــﺪاوﻟـــــﺔ ﺣـــﻮل اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟـﺼـﺤـﻲ ﻟﺤﻔﺘﺮ. وﻗـــﺎل ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« إﻧﻪ »ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﻤﺘﺎزة، وﻳﺘﺎﺑﻊ ﻋﻤﻞ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ وﻏــﺮف اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت واﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ«. ووﺻـــﻒ ﻣـﻘـﺮﺑـﻮن ﻣﻨﻪ ﺧﺒﺮ ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﺑـ »اﻟﺸﺎﺋﻌﺎت«، اﻟـــــﺘـــــﻲ ﻳـــﻨـــﺸـــﺮﻫـــﺎ »اﻹﺳــــــﻼﻣــــــﻴــــــﻮن« ﻷﻏﺮاض ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.