Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻳﻐﺎدر اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻌﺪ ﺟﺮاﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺨﺬ

- ﻟﻨﺪن: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

اﻷرض ﺗﺪور وﻧﺤﻦ ﻧﺪور ﻣﻌﻬﺎ. وﻫﻲ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﺪرك ﺳﺮﻫﺎ. ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻈﻪ أن اﻷﺷﻴﺎء ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ وﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ. وﻓﻲ دوراﻧﻬﺎ، ﺗﺘﺮك ﻟﻠﺸﻤﺲ أن ﺗﺸﺮق ﻋﻠﻰ أﻫﻞ اﳌﺴﻜﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.

ﻛــﻞ ﻳــﻮم ﻳﺤﻤﻞ ﻣـﺘـﻐـﻴـﺮا­ﺗـﻪ. وﺳــﺮﻋــﺎن ﻣــﺎ ﺗـﺘـﺤـﻮل اﻷﻳـــﺎم إﻟــﻰ ﻋـﺼـﻮر، واﻟﺤﺎﺿﺮ إﻟﻰ ﺗﺎرﻳﺦ، واﻟﺘﺎرﻳﺦ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.

ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ﻫﻮ ﺗﺪوﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺪوﻳﻨﻪ. وﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ أﺣﺪ ﻣﻼﻳﲔ اﳌﺪوﻧﲔ، ﻓﻤﺎ زاﻟﺖ اﻷﻳﺎم ﺗﺪﻫﺸﻨﻲ. ﻛﻞ ﺷﻲء ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ. ﺳﺮورﴽ أو ﺧﻴﺒﺔ أو ﺣﺰﻧﴼ. وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ ﻫﻢ ﻃﺒﻌﴼ اﻟﺒﺸﺮ. ﻳﻮم ﻳﻐﻨﻮن ﻟﻬﺬه اﻷرض وﻳﻮم ﻳﺪﻣﺮوﻧﻬﺎ. ﻳﻮم ﻳﺰرﻋﻮﻧﻬﺎ وﻳﻮم ﻳﺤﺮﻗﻮﻧﻬﺎ.

وﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺷﻴﺌﴼ ﺳــﻮى ﺗـﺪوﻳـﻦ ﻣـﺎ ﻧــﺮى. وﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺪﻫﺸﺔ. واﻟﺠﻤﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ أﻣﺴﴼ ﻣﻨﻔﺼﻼ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺿﺮ. ﻟﻘﺪ ﺿﺎع ﻓﻲ دورات اﻷرض.

ﻗﺎدﻧﻲ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺄﻣﻼت ﻏﺰو »اﻟﻜﻠﻴﺒﺎت« ﻟﻌﺎﳌﻨﺎ. أﻳﺎم دورﺗﻨﺎ ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻧﺎ )اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ( ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮة ﻣﻄﺮﺑﲔ وﻣﻄﺮﺑﺎت، وأﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻧﺠﻮم وﻧﺠﻤﺎت، وأﻗﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﻮن وﻣﺆﻟﻔﻮن. واﻵن ﻻ أﻋﺮف، وﻻ ﺗﻌﺮﻓﻮن. دﻟﻴﻞ ﺗﻄﻮر؟ رﺑﻤﺎ. ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ دﻟﻴﻞ دوران.

ﻣﺜﻼ: ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﻐﻨﺎء أم ﻛﻠﺜﻮم، وﻻ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ، وﻻ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب، وﻻ ودﻳــﻊ اﻟﺼﺎﻓﻲ؛ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻟـﻌـﺸـﺮات، أو اﳌـﺌـﺎت ﻣـﻦ ﺳـﻮاﻫـﻢ. وﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﺸﺎﺷﺔ ﺳﻴﺪة ﻣﺜﻞ ﻓﺎﺗﻦ ﺣﻤﺎﻣﺔ، أو وﺟﻪ وردي ﻣﺜﻞ ﻫﻨﺪ رﺳﺘﻢ؛ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺸﺮات، أو اﳌﺌﺎت ﻣﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻦ ﺣﻀﻮر ﻓﺎﺗﻦ أو ﻓﺘﻨﺔ ﻫﻨﺪ. وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك أﺣﻤﺪ راﻣﻲ أو ﺑﻴﺮم اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ؛ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻤﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮن اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻟـ »ﻛﻠﻴﺒﺎت« ﺗﺪور أﺣﺪاﺛﻬﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺸﺠﺮ - ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﺮ - ﻓﻮق اﻟﻨﻬﺮ.

ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻬﻢ اﻟﻔﻦ أن ﻳﻜﻮن ذا ﻗﻴﻤﺔ: »اﻟﻘﻴﻤﺔ« ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﺪة اﻟﺰﻣﻦ اﳌﺎﺿﻲ وﻫﺎﺟﺴﻪ. أم ﻛﻠﺜﻮم ﺗﺰوﺟﺖ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﺐ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺻﺪر اﳌﺠﺘﻤﻊ. وﻓﺎﺗﻦ ﺗﺰوﺟﺖ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﺐ ﺑﻌﺪ ﻣﺨﺮج وﻧﺠﻢ. و»ﻧﺠﻤﺔ اﻹﻏﺮاء« ﻫﻨﺪ رﺳﺘﻢ ﺗﺰوﺟﺖ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﺐ. وذﻫﺒﺖ ﻣﺮة إﻟﻰ ﻋﺒﺎس ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻌﻘﺎد ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮل ﻟﻪ إن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺒﻬﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻷدب واﻟﻔﻜﺮ. وﺣﺪﺛﺘﻪ ﻋﻦ زواج ﻣﺎرﻟﲔ ﻣﻮﻧﺮو، ﻧﺠﻤﺔ ﻫﻮﻟﻴﻮود، ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﳌﺴﺮﺣﻲ آرﺛﺮ ﻣﻴﻠﻠﺮ، وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻰ ﻣﺎرﻟﲔ ﻣﻮﻧﺮو اﻟﺸﺮق.

ﻳﺠﺐ اﻻﺳﺘﺪراك ﺑﺄن أم ﻛﻠﺜﻮم وﻓﺎﺗﻦ ﺣﻤﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮﺗﺎ اﻟﻨﻈﺮة إﻟﻰ اﻟﻔﻦ، وأﺻﺒﺢ اﻟﻄﺐ أو ﺳﺎﺋﺮ اﳌﻬﻦ ﻳﻔﺎﺧﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﺴﺎب إﻟﻴﻪ. ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت أم ﻛﻠﺜﻮم اﻟﻐﻨﺎء، وﻓﺎﺗﻦ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ، ﻛﺎن اﻟﻔﻦ ﻻ ﻳﺰال ﻧﻮﻋﴼ ﻣﻦ اﻟﺤﻈﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ. وﻫــﺬا ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻫﻨﺪ رﺳﺘﻢ، اﺑﻨﺔ ﻟــﻮاء اﻟﺸﺮﻃﺔ، ﻣﻦ ﺗﺠﺎوز اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ.

ﻏـــﺎدر اﻷﻣــﻴــﺮ ﻓﻴﻠﻴﺐ، زوج إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ ﻣﻠﻜﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ أﻣﺲ )اﻟﺠﻤﻌﺔ( ﺑﻌﺪ أن أﺟـﺮﻳـﺖ ﻟـﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻔﺼﻞ اﻟﻔﺨﺬ، وﻟﻮح ﳌﻤﺜﻠﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺬﻳﻦ ﻛـﺎﻧـﻮا ﺑﺎﻧﺘﻈﺎره ﺧــﺎرج اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﺳﺘﻘﻞ ﺳﻴﺎرة ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﳌﻜﺎن.

ﻛﺎن اﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﻠﻴﺐ، دوق إدﻧﺒﺮة اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﻤــ­ﺮ ٦٩ ﻋـــﺎﻣـــﴼ، ﻗـــﺪ دﺧــــﻞ اﻷﺳــﺒــﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﳌﻠﻚ إدوارد اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن اﻟــﺬي ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ ﻋــﺎدة أﻓــﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﳌﺎﻟﻜﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم.

ﻛﺎن اﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﻠﻴﺐ، وﻫﻮ ﺿﺎﺑﻂ ﺳﺎﺑﻖ ﺑــﺎﻟــﺒــ­ﺤــﺮﻳــﺔ، ﻗــﺪ ﺗــﻘــﺎﻋــ­ﺪ ﻋــﻦ اﳌــﻬــﺎم اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ أﻏﺴﻄﺲ )آب( اﳌـﺎﺿـﻲ، وﻗــﺎل ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣــﺎزﺣــﴼ، إﻧــﻪ ﻟــﻢ ﻳـﻌـﺪ ﻗـــﺎدرﴽ ﻋـﻠـﻰ »اﻟــﻮﻗــﻮف ﻛﺜﻴﺮﴽ«.

وأﺻﺪر ﻗﺼﺮ ﺑﺎﻛﻨﻐﻬﺎم ﺑﻴﺎﻧﴼ ﺟﺎء ﺑﻪ »ﻏـﺎدر ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﳌﻠﻜﻲ دوق إدﻧﺒﺮة ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﳌﻠﻚ إدوارد اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﻮم )أﻣــﺲ( ﺑﻌﺪ أن أﺟـﺮﻳـﺖ ﻟـﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻔﺼﻞ اﻟﻔﺨﺬ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ. وﺳﻴﻮاﺻﻞ اﻟﺪوق ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻌﺎﻓﻲ ﻓﻲ وﻧﺪﺳﻮر«.

وأﺿﺎف اﻟﺒﻴﺎن »ﻳﻮد ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻤﻮ اﳌــﻠــﻜــ­ﻲ أن ﻳـﻌـﺒـﺮ ﻋـــﻦ اﻣــﺘــﻨــ­ﺎﻧــﻪ ﻟﻠﺘﻤﻨﻴﺎت اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ«.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia