ﻗﺼﺔ ٣٫٣ ﻃﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﺬﻫﺐ ﺟﻤﻌﻬﺎ }اﳌﺮﻛﺰي{ اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ٠٧ ﻋﺎﻣﴼ
ﺗــــﻌــــﺪ ﻛــــﻤــــﻴــــﺔ ﺳــــﺒــــﺎﺋــــﻚ اﻟــــﺬﻫــــﺐ اﳌــﺘــﻮاﺟــﺪة ﻓــﻲ اﳌــﺼــﺮف اﳌــﺮﻛــﺰي ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻫﻲ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻷوروﺑﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺘﻞ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﳌﻴﴼ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﳌـﺠـﺎل، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﺣﺘﻰ أﻣﺎم ﺳﻮﻳﺴﺮا اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗـﺪاول اﳌﻌﺪن اﻟﻨﻔﻴﺲ ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﺎ ﺑــﻤــﺌــﺎت اﻷﻃــــﻨــــﺎن ﻛـــﻞ ﺷــﻬــﺮ ﻷﻫــــﺪاف ﺗـــﺠـــﺎرﻳـــﺔ. وﻳــــﻘــــﻮل اﻟــﺨــﺒــﻴــﺮ ﻫــﻠــﻤــﻮت ﺑــــﺎور ﻣــﻦ اﳌــﺼــﺮف اﳌـــﺮﻛـــﺰي اﻷﳌــﺎﻧــﻲ إن اﳌﺮﻛﺰي اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎ إﺟﻤﺎﻟﻴﻪ ٤٧٣٫٣ ﻃﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﺬﻫﺐ اﻟﺼﺎﻓﻲ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟـــــﺬي ﻳــﺤــﺘــﻮي ﻋــﻠــﻰ ٣٣١٫٨ ﻃـــﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﺋﻚ.
وﻳﺘﺎﺑﻊ: »إن اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﺖ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺧـﺰن ﻫـﺬه اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺬﻫـﺐ ﻻ ﺳـﺎﺑـﻖ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﻓﻮداﺋﻊ اﻟﺬﻫﺐ ﻟﺪى اﳌﺮﻛﺰي اﻷﳌﺎﻧﻲ ﺟﺮى ﻣﺼﺎدرﺗﻬﺎ وﺗﺴﻔﻴﺮﻫﺎ ﻓـــﻲ أﻋـــﻘـــﺎب اﻧــﺘــﻬــﺎء اﻟـــﺤـــﺮب اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ ﺟـــــﺮاء أﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﻨــﻬــﺐ اﻟــﺘــﻲ ﻗــﺎم ﺑﻬﺎ اﻟــﻨــﺎزﻳــﻮن واﻟــﺘــﻲ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ اﳌــﺼــﺎرف اﳌــﺮﻛــﺰﻳــﺔ اﻟـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻠﻮﻫﺎ. وﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم ٠٥٩١ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣـﺴـﺘـﻮدﻋـﺎت اﳌــﺮﻛــﺰي اﻷﳌــﺎﻧــﻲ ﻓــﺎرﻏــﺔ ﺗــﻤــﺎﻣــﺎ ﻣــﻦ اﻟـــﺬﻫـــﺐ، ﻟــﻜــﻦ آﻟـﻴـﺔ إﻋﺎدة ﺧﺰن ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﺬﻫﺐ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ أﺑﺼﺮت اﻟﻨﻮر ﻟﺘﺮاﻓﻖ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻋﺎدة إﻋﻤﺎر أﳌﺎﻧﻴﺎ«.
وﺣـﺴـﺐ اﻟﺨﺒﻴﺮ ﻫـﻠـﻤـﻮت ﺑــﺎور، اﳌـﻄـﻠـﻊ ﻋـﻠـﻰ أﻣـــﻮر اﳌــﺮﻛــﺰي اﻷﳌــﺎﻧــﻲ، ﻋـــــﻤـــــﺪت اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ اﻷﳌـــــﺎﻧـــــﻴـــــﺔ ﻣــﻨــﺬ ﺧﻤﺴﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ إﻧﻌﺎش ﻣﺨﺰون ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﺬﻫﺐ ﻟﺪﻳﻬﺎ. ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻔﺎﺋﺾ اﻟﺘﺠﺎري ﺳﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺴﺮﻳﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷـــﺮاء وﺧـــﺰن اﻟــﺬﻫــﺐ، وﺑـﻬـﺬا ﺗﻤﻜﻨﺖ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ﻓـﻲ اﻷﻋـــﻮام اﻟﺴﺒﻌﲔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدة ﻣﺎ ﺧﺴﺮﺗﻪ ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﻳﺨﺘﻢ ﻫﻠﻤﻮت ﺑــﺎور ﻗـﻮﻟـﻪ ﺑﺄن ﺣﺠﻢ ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ دﻟﻴﻞ واﺿﺢ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺠﺰة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ اﻟﺒﻼد رﻏـﻢ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ورﻏﻢ اﻟــﺪﻣــﺎر اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ اﻟـــﺬي ﺧﻠﻔﺘﻪ وراﺋــﻬــﺎ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﻛـﺎن ﻟﺸﺮﻛﺎت راﺋـﺪة اﻟﻴﻮم ﻣﺜﻞ ﻓــﻮﻟــﻜــﺴــﻔــﺎﻏــﻦ دور ﻫــــﺎم ﻓـــﻲ إﻧــﻌــﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﳌﺎﻧﻲ اﻟﺬي اﻧﻌﻜﺲ ﺑﺪوره إﻳﺠﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻋـﻼﻣـﺎت ﺗﺠﺎرﻳﺔ أﺧـﺮى ﺗــﺄﻟــﻘــﺖ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺼــﻌــﻴــﺪﻳــﻦ اﻷوروﺑــــــﻲ واﻟﻌﺎﳌﻲ.
وﻓــﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﺑــــــــــﺪأت أﳌـــــﺎﻧـــــﻴـــــﺎ ﺧــــــــﺰن اﻟــــــﺬﻫــــــﺐ ﻷن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ وآﻟﻴﺎت اﻟـــــﺪﻓـــــﻊ آﻧـــــــــﺬاك ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﺗــــﻔــــﺮض ﻋــﻠــﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟــﺪول ﺿــﺮورة ﺣﻴﺎزﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟـﺬﻫـﺐ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋـﻦ أوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ. وﻻﺣﻘﺎ ﺑﺪأت ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎت ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﺬﻫﺐ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻧﻤﻮﻫﺎ ﺑﺎﻃﺮاد ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﳌﺎرك اﻷﳌﺎﻧﻲ اﻟﻘﻮي.
وﻓــــﻲ ﻫــــﺬا اﻟـــﺼـــﺪد ﻳـــﻘـــﻮل ﻣـــﺎرك ﻓﺎﻳﺪﻣﺎن اﻟﺨﺒﻴﺮ اﳌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت إن اﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻫﻮ اﻟﻴﻮم ﺟـــــﺰء ﻻ ﻳــﺘــﺠـــﺰأ ﻣــــﻦ ﻧـــﻈـــﺎم اﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷوروﺑﻲ اﳌﺎﻟﻲ. وﻣﻊ ﺗﻤﺘﻌﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﺬﻫﺐ ﻟﺪﻳﻪ دور ﻗﻴﺎدي ﻓﻲ ﻗــﺮارات وﺳﻠﻮﻛﻴﺎت اﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت.
وﻳـﻀـﻴـﻒ ﻫــﺬا اﻟـﺨـﺒـﻴـﺮ أن ذﻫـﺐ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﻏــﻴــﺮ ﻣـــﺘـــﻮاﺟـــﺪ ﺣـــﺼـــﺮا ﻋـﻠـﻰ أراﺿــﻴــﻬــﺎ. إذ أن ٠٥ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻴﻪ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت، ﻋﺎﺻﻤﺔ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﳌﺎﻟﻴﺔ. أﻣﺎ ٧٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣــﻨــﻪ ﻓــﻬــﻮ ﻣــﻮﺟــﻮد ﻟـــﺪى اﻻﺣـﺘـﻴـﺎﻃـﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ. ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﻢ إﻳﺪاع ٣١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﺪى اﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ. وﻻ ﺷــﻚ ﻓــﻲ أن ﺗﻮﻃﲔ ﻧـــﺼـــﻒ ﻛــﻤــﻴــﺔ ﺳـــﺒـــﺎﺋـــﻚ اﻟــــﺬﻫــــﺐ ﻫـــﺬه ﺧﺎرج أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﻮﻃﺔ ﺑﺎﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻋــﺪة ﻣـﻌـﻘـﺪة ﺗﺴﻠﻜﻬﺎ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﺑﺮﻟﲔ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﺛﻘﻠﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﺘﺠﺎري واﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪوﻟﻲ.
وﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺪﻳــﺮ ﺑــﺎﻟــﺬﻛــﺮ أن ﺣﺠﻢ ﺳــﺒــﺎﺋــﻚ اﻟـــﺬﻫـــﺐ اﳌـــﻮﺟـــﻮد ﻓـــﻲ أﻳـــﺪي اﻟﺘﺠﺎر واﳌﺸﻐﻠﲔ ﻏﻴﺮ اﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻴﲔ ﻓــــﻲ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﻟـــﻴـــﺲ ﺑــﺎﻟــﻘــﻠــﻴــﻞ أﻳـــﻀـــﺎ، وﻳـﻨـﺎﻓـﺲ ﺑـــﺪوره اﻟﻜﻤﻴﺎت اﳌــﻮﺟــﻮدة ﻓــﻲ ﻫــﻮﻟــﻨــﺪا أو إﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺎ أو ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ. وﻫــﻨــﺎك ﺗــﻘــﺪﻳــﺮات ﺑــﺄن ﻧـﺤـﻮ أﻟــﻒ ﻃﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﺬﻫﺐ ﺗﻤﺮ داﺧﻞ ﺷﺮاﻳﲔ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻛﻞ ﻋﺎم. ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟــﺘــﺪاوﻻت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺗﺘﺨﻄﻰ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ٤ ﻣﻠﻴﺎرات ﻳﻮرو.