Asharq Al-Awsat Saudi Edition

تصريحات باسيل تحيي الخلاف بين »أمل« و»التيار الحر«

أطلقها في جولته الانتخابية الأخيرة بالجنوب

- بيروت: بولا أسطيح

ما إن تراجعت حدة الخلاف بين حركة »أمل« و»التيار الوطني الحر،« حـتـى عــــادت لـتـبـلـغ مـسـتـويـا­ت غير مسبوقة أعقبت المواقف التي أطلقها رئيس »التيار« وزير الخارجية جبران باسيل، خلال زيارته الانتخابية إلى الـجـنـوب الـلـبـنـا­نـي نـهـايـة الأســبــو­ع المـــاضــ­ـي، ّ والـــتـــ­ي اســتــدعـ­ـت هـجـومـا عنيفا شنه نواب كتلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

ولـعـل مــا فـاقـم اسـتـيـاء الثنائي الشيعي »أمل« - »حزب الله«، الحركة المــكــثـ­ـفــة لــــ »الـــوطـــ­نـــي الـــحـــر« وتــيــار »المــســتـ­ـقــبــل« فــــي دائـــــــ­ـرة »الــجــنــ­وب الثالثة« التي تضم أقضية بنت جبيل والـنـبـطـ­يـة ومــرجــعـ­ـيــون وحـاصـبـيـ­ا ذات الـغـالـبـ­يـة الـشـيـعـي­ـة. وسُـجـلـت نــهــايــ­ة الأســـبــ­ـوع المـــاضــ­ـي، زيـــارتــ­ـان أثـــارتــ­ـا امــتــعــ­اض الــثــنــ­ائــي؛ الأولــــى لـرئـيـس الـحـكـومـ­ة سـعـد الــحــريـ­ـري، والثانية لباسيل، وكلاهما حضر في محاولة لحشد الناخبين وحثهم على الـتـصـويـ­ت لـصـالـح لائـحـة »الـجـنـوب يــســتــح­ــق« الـــتـــي تـشـكـلـت بـتـحـالـف »المستقبل« - »الوطني الحر« - الحزب »الديمقراطي اللبناني«، ّومستقلين.

ولا يحظى المسيحيون والسنة إلا بـمـقـعـدي­ـن نـيـابـيـي­ن فـــي الـــدائــ­ـرة كـكـل، بحيث تـم تخصيص ٣ مقاعد شيعية لبنت جبيل، و٣ مقاعد شيعية للنبطية، ومقعدين ّشيعيين ومقعد أرثوذكسي ومقعد سن ي ومقعد درزي لقضائي مرجعيون وحاصبيا.

ووصف النائب علي بزي، عضو كــتــلــة »الــتــنــ­مــيــة والـــتـــ­حـــريـــر« الــتــي يـرأسـهـا بـــري، الـلـغـة الـتـي اعتمدها بــاســيــ­ل خـــــلال زيــــارتـ­ـــه الــجــنــ­وبــيــة، بــ »الـتـقـسـي­ـمـيـة الـــســـو­داء«، مــن خـلال اعتماده مصطلحي »نـحـن« و»هـم«، مـــشـــدد­ا عــلــى أنـــــه »خـــطـــاب لـــم ولــن تمارسه (حركة أمـل) و(حـزب الله(«، لافـتـا خــلال لـقـاء شعبي إلــى أنــه »لا يمكن التأسيس لاستحقاق انتخابي على حطام الوحدة الوطنية وتجزئة اللبنانيين مقيمين ومغتربين«.

مــن جـهـتـه، شـــدد الــنــائـ­ـب أيــوب حميد، على أنه »لا يمكن للمتسلقين الــذيــن جـــــاءوا فــي لـحـظـة مــن الـزمـن أن يـــغـــيـ­ــروا تــــاريــ­ــخ رمـــيـــش وعـيـتـا وبـنـت جـبـيـل ومــــارون ويــــارون وكـل قــــرى الانــصــه­ــار الـحـقـيـق­ـي الـــــذي لم يــذق طعمه أولـئـك المتسلقون الـذيـن يحاولون إثارة الغرائز من أجل مقعد نيابي لـن ينالوه فـي دائــرة الجنوب الثالثة«.

وكــــــان بــاســيــ­ل قــــد أشــــــار خــلال زيــارتــه إلــى بـلـدة رمـيـش الـحـدوديـ­ة إلـى »تهديدات بلقمة العيش« تطال أبناء المنطقة، قائلا: »رميش واجهت واحتضنت، ولا تكافأ بالتهديد بلقمة عيشها إذا قامت بخيارها السياسي الـــحـــر. وأنـــتـــ­م لا أحــــد يـسـتـطـيـ­ع أن يهددكم أو يخوفكم. أنـتـم محميون بـحـمـايـت­ـنـا، بـحـمـايـة رئــيــس الـبـلاد وحكومتها ونـوابـهـا. وهــذا الخوف اصطناعي، اصطنعوه لكم«.

واستدعى موقف باسيل هذا ردا من رئيس بلدية رميش فـادي مخول الذي أكد أن »أهالي المنطقة يعيشون في بلدتهم بكامل كرامتهم، محافظين على أحسن العلاقات مع محيطهم«. وأضـــــــ­ـاف مـــخـــول فــــي بــــيــــ­ان: »نــحــن نحصل على حقوقنا وغير مهددين بلقمة عيشنا كما ذكر باسيل، ونأسف للكلام الـذي صدر على لسان معاليه خلال زيارته لبلدتنا، حيث توجه إلينا مهددا بعدم قرع أبواب وزارته لمتابعة أي طلب فـي حـال كانت أصواتنا في الصناديق لمصلحة اللوائح المنافسة لــلائــحـ­ـة (الـــجـــن­ـــوب يــســتــح­ــق) الـتـي يدعمها (التيار الوطني الحر.«(

بالمقابل، أوضح المرشح المسيحي الوحيد على لائحة تحالف »المستقبل« - »الـوطـنـي الــحــر« شـــادي مـسـعـد أن المـواقـف التي أطلقها الـوزيـر باسيل »جــــــــا­ءت نــتــيــج­ــة شــــكــــ­اوى سـمـعـهـا ونسمعها من أهالي رميش وغيرها مـــن بـــلـــدا­ت الــجـــنـ­ــوب، لـجـهـة أن مـن صـوّت باتجاه معين في الانتخابات المـــاضــ­ـيـــة، عـــوقـــب، وبــالــتـ­ـحــديــد مـن خـــلال عـــدم شــــراء الـــدولــ­ـة مـحـاصـيـل التبغ منه، وهي الزراعة التي يعتمد عليها الأهالي للعيش«. وقال مسعد لـــ »الــشــرق الأوســـــ­ــط«: »كــــلام الــوزيــر بـاسـيــل لــم يـكـن مـوجـهـا ضــد طـرف أو جهة معينة، إنما للقول إن هناك اليوم دولة وسلطة ولا أحد يستطيع أن يعاقب أحدا، خصوصا أن لائحتنا الــــيـــ­ـوم لــيــســت بــمــواجـ­ـهــة المـــشـــ­روع السياسي للائحة المقابلة، إنما تقدم بديلا عن نواب للمنطقة منذ ٢٥ عاما لا يـعـرفـون مشاكلها، وحـتـى إنـنـا لا نراهم فيها«.

وكــان الـنـائـبـ­ان عـن »أمــل« هاني قبيسي وياسين جابر، قد دخلا أيضا على خط الرد على زيارتي الحريري وباسيل. فقال الأول: »فجأة تساقطت زيارات الرؤساء والوزراء على المنطقة الجنوبية ليس لـدعـم صـمـود أهلها في مقاومة العدو الإسرائيلي أو دعم مقاومتهم، إنـمـا لـغـايـات انتخابية، أقــل مـا يـقـال فيها إنـهـا سـاهـمـت في إذكــاء نـار الفتنة بـين الأهـالـي الذين يلتقون على مصلحة المنطقة وخيرها ووحدة أبنائها«. أما جابر فشدد على أن »المعركة الأساسية هي في قضاء مرجعيون - حاصبيا. فعندما ننتخب لائــحــة (الأمـــــل والـــوفــ­ـاء) بـكـثـافـة في النبطية، فإننا نرفع الحاصل للائحة في مكان آخر، لأن المطلوب بأي ثمن من داعمي اللائحة المنافسة للائحتنا أن يصل نائب أو اثنان عن تلك المنطقة يختلف (خـيـارهـم) عـن خـيـار (الأمــل والوفاء(«.

 ??  ?? لافتة دعائية للائحة الانتخابية لحركة »أمل« بقرية كفر كلا قرب الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أ.ف.ب)
لافتة دعائية للائحة الانتخابية لحركة »أمل« بقرية كفر كلا قرب الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أ.ف.ب)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia