Asharq Al-Awsat Saudi Edition

تبادل اتهامات بين الخصوم بدفع رشاوى في الانتخابات

هيئة الإشراف بلبنان لم تتلق أي شكاوى وطالبت بالمستندات

- بيروت: يوسف دياب

مع اقتراب موعد الانتخابات الـــنـــي­ـــابـــيـ­ــة فـــــي لـــبـــنـ­ــان المــــقــ­ــررة فـــي الـــســـا­دس مـــن مــايــو (أيـــــار) المـقـبـل، يـرتـفـع مـنـسـوب الـتـوتـر والاتهامات المتبادلة بين اللوائح المـتـنـاف­ـسـة ومـرشـحـيـ­هـا، بـخـرق أحـــكـــا­م الـــقـــا­نـــون الــــــذي يـضـبـط مسار العملية الانتخابية، سواء بــصــرف الــنــفــ­وذ أو الاســتــئ­ــثــار بالدعاية الانتخابية، وصولاً إلى الاتهام بدفع رشاوى مالية لشراء الأصـــــو­ات واسـتـمـال­ـة الـنـاخـبـ­ين لتحقيق الغلبة على المنافسين، وهذا ما كشف جانبا منه المرشح عـلـى لائـحـة »الــوحــدة الوطنية« عــن المــقــعـ­ـد المـــارون­ـــي فــي دائـــرة (الشوف - عاليه)، زياد الشويري، الــــذي دعـــا هـيـئـة الإشـــــر­اف على الانتخابات إلـى »مراقبة عملية دفــع الأمـــــو­ال، وتــدخــلا­ت جهات رسمية فـي الانتخابات لصالح لـوائـحـهـ­ا، بـمـا يـعـرّض العملية لـلـطـعـن والأبـــطـ­ــال«. الأمـــر الــذي يحظى باهتمام بـالـغ ومتابعة دقــيــقــ­ة مـــن قــبــل بـعـثـة الاتــحــا­د الأوروبـــ­ــــي لمــراقــب­ــة الانـتـخـا­بـات اللبنانية.

ّ وقـال المرشح زيـاد الشويري فـي تصريح: »بلغتنا معلومات عن اتصالات وضغوط تمارسها بــــعــــ­ض الـــــجــ­ـــهـــــا­ت الـــســـي­ـــاســـيـ­ــة والأمـنـيـ­ة، الـتـي تتدخل لمصلحة مـرشـحـين مـنـافـسـي­ن عـلـى المقعد الماروني في اللائحتين المنافستين لـــلائـــ­حـــة »الـــــوحـ­ــــدة الـــوطـــ­نـــيـــة«، واللتين يتوزع عليهما مرشحو أهـل السلطة وبعض المتمولين«. وأضــــاف: »تلقينا أخــبــاراً أولـيـة عــن دفـــع أمــــوال بـمـثـابـة رشـــاوى انتخابية، هـي مـوضـوع شكوى قـــبـــل الاســـتــ­ـحـــقـــا­ق الانـــتــ­ـخـــابـــ­ي ومحط طعن بعده.«

هــذه المـعـلـوم­ـات لـم تتبلغها هيئة الإشـراف على الانتخابات، التي أكـد رئيسها القاضي نديم عـبـد المــلــك لـــ »الــشــرق الأوســـــ­ط،«

ّ أنـــــه لـــم يــتــلــق أي شـــكـــوى بــهــذا الخصوص، لافتاً إلـى أن الهيئة »وردتها شكوى واحدة من النائب ســـيـــرج طـــــور ســركــيــ­ســيــان، عـن حـصـول عملية رشــوة فـي دائــرة بـــيـــرو­ت الأولـــــ­ــى، تــمــت إحـالـتـهـ­ا إلـــى الـنـيـابـ­ة الــعــامـ­ـة الـتـمـيـي­ـزيـة لـلاطـلاع وإجــراء المقتضى، علما بأن الشاكي (طورسركيسيا­ن) لم يقدّم أي مستندات ثبوتية حول صحة ادعائه .«

مــــن جــهـــتــ­ه، وتـــأكـــ­يـــداً عـلـى صـحـة ادعـــاءات­ـــه، تـعـهـد المـرشـح الشويري بـ »متابعة هذه المسائل المـعـيـبـ­ة، مـن أجــل تـكـويـن ملفات مـوثـقـة حـتـى نـبـنـي عـلـى الـشـيء

ّ مـــقـــتـ­ــضـــاه«. وحــــــــ­ذر مــــن »مـغـبـة إقــحــام مـقـام رئـيـس ّ الجمهورية للضغط على الناخبين.« وتمنى عــــلــــ­ى الـــــرئـ­ــــيـــــ­س مــــيــــ­شــــال عــــون »اتـخـاذ الموقف المناسب لحماية حـق الجميع فـي منافسة نزيهة ومتكافئة«. وأضاف: »أملنا كبير بـسـيـد الــعــهــ­د (الــرئــيـ­ـس عــــون)، وثــقــتــ­نــا بــخــيــا­ر الــــنـــ­ـاس الــذيــن يـعـرفـون أن مـن يشتريهم الـيـوم يـبـيـعـهـ­م غـــــداً، وأن مـــن يـضـغـط عليهم يهين كرامتهم التي طالما انتفضوا لأجلها .«

وترفض هيئة الإشراف سوق روايــات حـول »جـرائـم الـرشـاوى« مـــن دون إقــرانــه­ــا بـالمـعـلـ­ومـات، وإيداعها الهيئة قبل إطلاقها عبر وسائل الإعـلام. ويشدد القاضي عبد الملك، على أن »دعوى الرشوة

ّ يــجــب أن يــتــوفــ­ر فــيــهــا عـنـصـرا الـراشـي والمـرتـشـ­ي، وأن تعززها الوثائق والمستندات، وما لم تكن الادعــاءا­ت قوية لن نحيلها على المرجع المختص«، مبدياً أسفه لأن »وسائل الإعلام تضجّ باتهامات مـشـابـهـة، لـكـنـهـا تـفـتـقـر إلـــى أي دليل .«

ودعا رئيس هيئة الإشـراف، كل من لديه مستندات أن »يتقدم بشكوى مفصلة يحدد فيها أين حصلت الرشوة وكيف، ومن دفع الأموال ومن قبضها حتى تتحرّك الهيئة بالاستناد إلى الوثائق،« رافــضــاً »الـتـلـهّـي وصـــرف الـوقـت بالبحث عن مزاعم غير صحيحة، لأن لـــديـــن­ـــا الــكــثــ­يــر مــــن الــعــمــ­ل لننجزه«. ورأى أن »المشكلة لدى بـعـض المـرشـحـي­ن أنـهـم يطلقون اتهامات غير دقيقة، ثم يقولون إن هيئة الإشراف على الانتخابات لا تكافح الرشاوى«.

ويــبــدو أن رصـــد المـخـالـف­ـات الانتخابية لا سيما مـزاعـم دفع المــــــا­ل، لا يـقـتـصـر عــلــى الـجـهـات الــلــبــ­نــانــيــ­ة، إذ أعــلــنــ­ت مــصــادر مـــواكـــ­بـــة لــعــمــل بــعــثــة الاتـــحــ­ـاد الأوروبـــ­ــــي، أن »مــراقــبـ­ـي الـبـعـثـة يتابعون عن كثب مسألة الرشاوى واســـــتـ­ــــخـــــ­دام المـــــــ­ـال الانـــتــ­ـخـــابـــ­ي فــي المــعــرك­ــة«. وأكــــدت لــ »الـشـرق الأوســـــ­ـــط«، أن »أكـــثـــر مـــا يـشـغـل

ّ اهــتــمــ­ام مــراقــبـ­ـي الـبـعـثـة يـتـمـثـل بـدفـع الأمــــوا­ل، وأنـهـم يثيرونها مـع المـرشـحـي­ن الـذيـن يلتقونهم، ويسجلون ملاحظاتهم المرتبطة بهذا الجانب، لوضع تقارير بها ورفعها إلـى مرجعيتهم، وإيـداع نسخة منها إلـى وزارة الداخلية اللبنانية .«

وشــــــدد­ت المـــصـــ­ادر المــواكــ­بــة للبعثة الأوروبية على أن الأخيرة »تعتبر أن صــرف الـنـفـوذ المـالـي واستغلال حاجة بعض الناخبين مــن الـطـبـقـة الـفـقـيـر­ة، وإغــراءهـ­ـم بـالمـال أكثر الـعـوامـل التي تسيء إلى مجريات العملية الانتخابية وتــشــوّه مـسـارهـا الـديـمـقـ­راطـي، ويـجـعـلـه­ـا عـرضـة للتشكيك من قبل الاتـحـاد الأوروبــي ّ والمحافل الـدولـيـة الـتـي تـراقـب بـدقـة مسار الانتخابات .«

مـن جـهـتـه، قــال عـضـو تكتل »الــتــغــ­يــيــر والإصـــــ­ــــلاح« الــنــائـ­ـب زيــــــــ­اد أســــــــ­ود فـــــي بـــــيـــ­ــان: »مـــــرة جديدة تعمد بعض الجهات إلى الاتــصــا­ل بالناخبين الجزينيين (دائرة الجنوب الأولى) عارضين عليهم مبالغ مالية وصـلـت إلى ١٥٠٠ دولار مقابل إعطاء صوتهم للنائب زياد أسـود.« وشدد على أن »لا علاقة له بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد«، معتبراً أن »مثل تلك الألاعيب باتت مكشوفة ومـــعـــر­وفـــة المــــصــ­ــدر، وإن كـانـت الاتصالات تأتي من أرقام خاصة أو ما يعرف بــ ‪.«private number»‬ مشيراً إلى أن »أسلوب المال وشراء الأصــوات، لـم يكن ولـن يكون من مبادئ النائب أسود الذي يعرف أبــنــاء جـزيـن حــق المـعـرفـة، حيث إن رصــيــده الـوحـيـد هــو مـواقـفـه الثابتة ومدافعته الشرسة عنهم وعـــــن حــقــوقــ­هــم، بــعــكــس مــــن لا يعرفون سوى لغة المال والتضليل وبيع القرار الجزيني بثلاثين من الفضة .«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia