Asharq Al-Awsat Saudi Edition

العبادي وعلاوي والحكيم يجربون حظوظهم في كردستان

- بغداد: »الشرق الأوسط«

للمرة الأولــى منذ الـــدورة البرلمانية الــتــي جــــرت عــــام ٢٠٠٣، تــخــوض ثـلاثـة ائتلافات عربية كبيرة السباق الانتخابي في محافظات إقليم كردستان، أسوة ببقية المحافظات العراقية ذات الأغلبية العربية، والائتلافا­ت المشار إليها هي كل من ائتلاف »الــنــصــ­ر« الـــذي يـتـزعـمـه رئـيـس الــــوزرا­ء حيدر العبادي، و»الوطنية« بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، إضافة إلى ائتلاف »الحكمة الوطني« الـذي يتزعمه عمار الحكيم.

وإذا كــان بـعـض المـراقـبـ­ين فـي بـغـداد يــســتــب­ــعــدون حـــصـــول أي مــــن الـــقـــو­ائـــم العربية على مقعد نيابي فـي كردستان فــي انـتـخـابـ­ات مــايــو (أيـــــار) المـقـبـل، فـإن المتحدث باسم تيار الحكمة محمد جميل المياحي، يتوقع حصول تياره على مقعد أو مـقـعـديـن فــي مـحـافـظـة الـسـلـيـم­ـانـيـة، ويـقـول لــ »الـشـرق الأوســـط«: »حتى لـو لم نحصل على أي مقعد، فإن لدينا مكاتب حزبية فـي محافظات الإقـلـيـم، ونـريـد أن نطرح مشروعا وطنيا في عموم البلاد«.

وحــــول الأســـبــ­ـاب الــتــي تــدفــع بعض الساسة الـكـرد إلـى الانـخـراط فـي القوائم العربية، يرى المياحي أنهم »يبحثون عن حليف موثوق في بغداد، بعضهم يعتقد أن التحالف مع القوائم العربية كفيل بنيل المطالب الكردية«.

وبخصوص حالة التوتر التي سادت بين أكراد وعرب العراق بعد إجراء استفتاء الاسـتـقـل­ال الـكـردي فـي سبتمبر (أيـلـول) الماضي، واحتمال انعكاسها على حظوظ القوائم العربية الانتخابية في كردستان، يـلـفـت المــيــاح­ــي إلـــى أن »الأزمـــــ­ـة وعــلاقــة الـتـوتـر ليست مـع المـواطـنـ­ين الـكـرد، إنما مع بعض القيادات الكردية، ولدينا اليوم حوارات مع الكرد لتشكيل ملامح الحكومة المقبلة«. وكشف عن »خوض تيار الحكمة الانتخابات في محافظة السليمانية فقط، وفـي أغلب محافظات الـعـراق، باستثناء مـحـافـظـت­ـي أربــيــل ودهــــــو­ك؛ لأن ظــروف المشاركة هناك لم تكن مهيأة.«

بـدورهـا، تعبّر المرشحة الكردية عن ائـــتـــل­اف »الــوطــنـ­ـيــة« شـــكـــرا­ن جــهــاد عـن سعادتها بترشيحها عن هـذا الائتلاف، وتـقـول لــ »الـشـرق الأوســـط:« »أنــا سعيدة بــــذلـــ­ـك، وقـــــد شــجــعــن­ــي كــثــيــر مــــن الأهــــل والأصـــــ­ـــدقـــــ­ـــاء، وطـــلـــب­ـــوا مـــنـــي الــتــرشـ­ـح لتمثيل الــكــرد وجـمـيـع الـعـراقـي­ـين، كنت أنــوي الـتـرشـح عـن الـحـزب الـديـمـقـ­راطـي، وانـضـمـام­ـي إلــى الـقـائـمـ­ة الـوطـنـيـ­ة حـدث في اللحظات الأخيرة.«

وتـشـيـر شـكـران جـهـاد، المـرشـحـة في محافظة أربـيـل، إلـى أنها ولـدت وعاشت في بغداد؛ لكنها جاءت إلى الإقليم عقب موجة أعمال العنف الطائفية عام ٢٠٠٧. وتـــرى أن »الـشـعـب الــكــردي لا يـمـانـع من الإدلاء بـصـوتـه لـقـائـمـة يـتـرأسـهـ­ا زعـيـم علماني ووطني مثل إياد علاوي، وأتوقع أن تكون فرصتي في الفوز جيدة«. ونفت تعرضها أو تعرض حملتها الانتخابية، إلـــى أي مـضـايـقـة مــن قـبـل المــواطــ­نــين أو الـكـتـل والأحـــــ­ــزاب الــكــردي­ــة المــشــار­كــة في الانتخابات.

من جانبه، يرى الناطق باسم تحالف »الــنــصــ­ر« حـســين درويـــــش الــعــادل­ــي، أن خوض ائتلافه السباق الانتخابي في إقليم كردستان مسألة طبيعية، وقال لـ »الشرق الأوســـــ­ـط«: »)الــنــصــ­ر) ائــتــلاف وطــنــي لا يــتــخــن­ــدق طــائــفــ­يــا أو إثــنــيــ­ا، وانــطــلا­قــا مـن هــذا الأســـاس اخـتـرنـا مرشحينا من جميع المحافظات العراقية، ولدينا قوائم انـتـخـابـ­يـة فـيـهـا«. ويـشـيـر الــعــادل­ــي إلـى أن »مـا يميز ائتلاف النصر، أنـه لا يضم كـيـانـات أو أحــزابــا سـيـاسـيـة، إنـمـا قمنا بمقابلة شخصيات في جميع المحافظات، وقبلنا ترشيح من وجدنا فيه الكفاءة«.

وحــول سـقـف المـقـاعـد النيابية الـذي يــســتــه­ــدفــه ائــــتـــ­ـلاف الـــنـــص­ـــر فــــي إقــلــيــ­م كردستان، يرى أن »الحديث في ذلك سابق لأوانه، المهم لدينا هو الطابع الوطني التي يمتاز به الائتلاف، ونرغب في أن يحصل الناخب في أي مكان على خيارات متعددة لاختيار مرشحه المفضل«.

وعــن أزمـــة الاسـتـفـت­ـاء وتـأثـيـره­ـا في خيارات الناخب الكردي، يعتقد العادلي أن »الخلاف حول مسألة أو مسألتين لا يعني عدم وجود مساحات للتفاهم والتعاون، نحن بالنتيجة دولة واحدة، والأكراد جزء من الـعـراق، والمشكلات القائمة طبيعية، إنما تكريس القطيعة وإدامتها هو الأمر غـيـر الـطـبـيـع­ـي فــي المــــوضـ­ـــوع«. ويـشـدد الـعـادلـي على أن »تنسيق التعايش بين الإقليم وبـغـداد مسألة حاسمة، وهـذا ما نسعى إليه في ائتلاف النصر، وترشيحنا هناك ربما محاولة لإدارة مسألة التعايش بطريقة أخرى بين أبناء الوطن الواحد«.

جـديـر بـالـذكـر، أن الأحـــزاب الـكـرديـة، وخاصة الحزب الديمقراطي بزعامة رئيس الإقليم السابق مسعود بـارزانـي، وحزب الاتحاد الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل جــلال طـالـبـانـ­ي، قــد هيمنا عـلـى أغلبية المـقـاعـد النيابية فـي الـبـرلمـا­ن الاتـحـادي، إلــــى جــانــب بــعــض الأحــــــ­ـزاب الـصـغـيـر­ة، مـثـل »الـجـمـاعـ­ة الإســلامـ­ـيــة«، وبـــرزت في الدورة البرلمانية الأخيرة عام ٢٠١٤ حركة »التغيير« التي أسسها السياسي الكردي الراحل نشيروان مصطفى عام ٢٠٠٩، بعد انشقاقه عن حزب الاتحاد الوطني.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia