تطمينات متبادلة بين {الناتو} وتركيا
عكست مـبـاحـثـات الأمــين الـعـام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، مع المسؤولين في تركيا، والتصريحات الصادرة عن الجانبين توجها إلى تعميق التفاهم المتبادل لاحتياجات كل طـرف، والسعي إلى تقريب المواقف في الكثير من الملفات الــتــي طــرحــت خـــلال زيـــارتـــه لأنـقـرة أمس.
وأبـــــــــدى ســتــولــتــنــبــرغ تـفـهـمـا لتوجه تركيا لاقتناء منظومة للدفاع الجوي من خـارج الحلف عبر شراء منظومات »إس - ٤٠٠« للدفاع الجوي مـن روسـيـا وحــق تـركـيـا فـي الـدفـاع عــن أمـنـهـا الــقــومــي، فـيـمـا حـرصـت تركيا على التأكيد على أن علاقتها مع روسيا لم تؤثر على التزاماتها فـي الـحـلـف أو أن تصبح بـديـلا عن عــلاقــتــهــا مـــع الـــحـــلـــف، بــحــســب مـا أكـد وزيـر الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للناتو.
وقال جاويش أوغلو إن علاقات تـركـيـا مـع روسـيـا ليست بـديـلا عن عـلاقـاتـهـا مــع الـحـلـف أو فـرنـسـا أو الــولايــات المــتــحــدة، مــشــددا عـلـى أن علاقة تركيا مع روسيا أقوى من أن يكسرها الرئيس الفرنسي إيمانويل مـاكـرون، ردا على تصريح لمـاكـرون قـــال فــيــه إن دعـــم أنـــقـــرة لـلـضـربـات الــجــويــة عـلـى ســوريــا أوضــــح أنـهـا »منفصلة« عن روسيا.
وأجــرى ستولتنبرغ مباحثات في أنقرة مع كل من وزيري الدفاع نور الدين جانيكلي، والخارجية مولود جــاويــش أوغـــلـــو، والــتــقــى الـرئـيـس رجـب طيب إردوغـــان حيث تناولت المباحثات الثنائية الكثير من الملفات والقضايا، تصدرتها التطورات في سوريا والتوتر بين تركيا واليونان والعلاقات بين تركيا والناتو وملفات إقليمية ودولية أخرى.
وتـــطـــرق جـــاويـــش أوغـــلـــو إلــى الــتــوتــر بـــين أنـــقـــرة وأثـــيـــنـــا، خــلال المـؤتـمـر الـصـحـافـي، قـائـلا إن وزيــر الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، شخص »يـحـب الشعبوية وينتمي لـــحـــزب يـمـيـنـي مـــتـــطـــرف«، مــشــددا على أن »النهج الشاذ« لوزير الدفاع اليوناني ينبغي أن لا يلقي بظلاله على العلاقات بين أنقرة وأثينا.
مـــن جــانــبــه، قــــال سـتـولـتـنـبـرغ إنه »يتفهم« طلبات تركيا وسعيها لـلـحـصـول عـلـى مـنـظـومـة صـواريـخ متطورة من أجـل مكافحة الإرهــاب، ولـفـت إلـى أن تركيا تعد أكـثـر دولـة عضو في الحلف تتعرض لتهديدات من قبل التنظيمات »الإرهابية«. كما نوه بـ »صمود« تركيا ضد تهديدات التنظيمات الإرهابية رغم تعرضها لـلأخـطـار »الـكـبـيـرة« واستضافتها لــنــحــو ٣٫٥ مــلــيــون لاجــــئ ســــوري، ودورهــا »الـفـعـال« فـي إيـجـاد حلول لــــلأزمــــات فـــي المــنــطــقــة، ومــواجــهــة تنظيم داعــش الإرهــابــي، لافـتـا إلـى اســـتـــخـــدام قـــــوات (نــــاتــــو) لـلـقـواعـد العسكرية التركية في هجماتها ضد التنظيم.