Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اتحاد الغرف الخليجية يبحث استكمال الاتحاد الجمركي بين دول مجلس التعاون

حجم التبادل التجاري بين دول الخليج والعالم ارتفع إلى ٨٩١ مليار دولار

- الرياض: فتح الرحمن يوسف

يــــبــــ­حــــث اتــــــــ­حــــــــا­د الـــــغــ­ـــرف الــخــلــ­يــجــيــة الــخــمــ­يــس المــقــبـ­ـل، اســتــكــ­مــال مــتــطــل­ــبــات الاتـــحــ­ـاد الـــجـــم­ـــركـــي بـــــين دول مـجـلـس الـــتـــع­ـــاون. وكـــشـــف عـــن ارتـــفـــ­اع حجم التبادل التجاري بين دول الخليج ودول العالم إلى ٨٩١٫٥ مليار دولار عام ٢٠١٦.

وذكــــــر عــبــد الـــرحـــ­يـــم نــقــي، الأمــــــ­ـين الــــعـــ­ـام لاتــــحــ­ــاد الـــغـــر­ف الـخـلـيـج­ـيـة، أن اتـــحـــا­د الــغــرف الخليجية يعتزم بالتعاون مع مـنـظـمـة الـخـلـيـج لـلاسـتـشـ­ارات الصناعية، إقامة ورشة بعنوان »جــــهــــ­ود اســتــكــ­مــال مـتـطـلـبـ­ات الاتـــــح­ـــــاد الـــجـــم­ـــركـــي بــــين دول مجلس التعاون«.

وأضـــــــ­ــاف نـــقـــي لــــ »الـــشـــر­ق الأوســـط« أن الـورشـة ستناقش مـــســـيـ­ــرة وإنـــــــ­جـــــــاز­ات الاتــــحـ­ـــاد الـــجـــم­ـــركـــي، ونـــتـــا­ئـــج وثـــمـــر­ات تـطـبـيـق الاتــــحـ­ـــاد، ومـتـطـلـب­ـات اســـتـــك­ـــمـــال الــتــنــ­فــيــذ الـــكـــا­مـــل، وتقييم الـوضـع الـراهـن للنظام الجمركي.

ولـــــفــ­ـــت إلــــــــ­ـى أن الـــــورش­ـــــة ستطرح مميزات ومنافع القطاع الـخـاص مـن تطبيقات الاتـحـاد والــصــعـ­ـوبــات فــي ذلــــك، مـشـيـراً إلـــى أن دراســــة فــي هـــذا الـصـدد اســتــعــ­رضــت أهــمــيــ­ة الـتـكـتـل­ات الاقـتـصـا­ديـة الـتـي شـكـلـت نحو ٥٠ فــي المــائــة مــن الاقــتــص­ــادات الـعـالمـي­ـة، والمـنـافـ­ع، ومــن أهمها الاستفادة من اقتصادات الموقع الـجـغـراف­ـي، ومــا يـنـتـج عـنـه من مزايا تجارية مع الدول القريبة.

وأقـــــــ­ر قـــــــاد­ة دول المــجــلـ­ـس فــــــــي قـــــمـــ­ــة مــــســــ­قــــط ديـــســـم­ـــبـــر (كـانـون الأول) ٢٠٠١، الاتفاقية الاقـــتــ­ـصـــاديــ­ـة الــــجـــ­ـديــــدة، الــتــي تمخض عنها تشكيل الاتـحـاد الـــجـــم­ـــركـــي بـــــين دول مـجـلـس التعاون، وبدأ العمل به في الأول من يناير (كانون الثاني) ٢٠٠٣، لمـواكـبـة الـتـطـور الـشـامـل للعمل الخليجي.

وأكـــــــ­ــــد نــــقــــ­ي أن الاتـــــح­ـــــاد الـــــجــ­ـــمـــــر­كـــــي يــــعــــ­تــــبــــ­ر خــــطــــ­وة ضـــروريــ­ـة لــلــوصــ­ول إلـــى ســوق خليجية مشتركة، ودعـم القوى الــــتـــ­ـفــــاوضـ­ـــيــــة لـــــــــ­دول المــجــلـ­ـس مجتمعة، للحصول على شروط أفـضـل مـع شركائها التجاريين في مجالي التجارة والاستثمار.

وتــــطـــ­ـرق إلـــــى أن الــــدراس­ــــة أظـــهـــر­ت أن الاتـــحــ­ـاد الـجـمـركـ­ي تـمـخـض عـنـه نـمـو فــي إجـمـالـي التجارة الخارجية لدول المجلس مع العالم، بمعدل ٩٫٣ في المائة، خلال الفترة ٢٠٠١ و٢٠١٦، ليصل حجم التبادل التجاري إلى ٨٩١٫٥ مليار دولار عـام ٢٠١٦، مقارنة بـ٢٣٤٫٢ مليار دولار عام ٢٠٠١.

ومــن شــأن ذلـــك، رفــع نسبة إسهام التجارة الخارجية لدول مـجـلـس الــتــعــ­اون فـــي إجـمـالـي التجارة العالمية، لتصل إلى ٢٫٧ في المائة عام ٢٠١٦، مقارنة بـ١٫٩ في المائة عام ٢٠٠١، ونمو قيمة صـــادرات دول مجلس الـتـعـاون ٨٫٢ في المائة خـلال تلك الفترة، ونمو قيمة واردات دول مجلس الـتـعـاون بـنـحـو ١٠٫٩ فــي المـائـة خــــلال الــفــتــ­رة ذاتـــهـــ­ا، وارتـــفــ­ـاع حــجــم الـــتـــج­ـــارة الـبـيـنـي­ـة لـــدول المجلس لتصل إلى ٨٫٩ في المائة عام ٢٠١٦، مقارنة بـ٥٫٨ في المائة عام ٢٠٠١.

وجاءت الإمارات في المرتبة الأولـــــ­ى، مــن حـيـث الإســهــا­م في إجمالي حجم الـتـجـارة البينية لدول مجلس التعاون عام ٢٠١٦ بـنـسـبـة ٣٦٫٨ فــي المــائــة، تليها كـل مـن الـسـعـودي­ـة بنسبة ٢٨٫٢ فـــي المـــائــ­ـة، ثـــم عــمــان ١٨٫٧ فـي المائة، فالبحرين ٤٫٥ في المائة،، فالكويت ٨٫٤ في المائة، فقطر ٣٫٤ في المائة على الترتيب.

واستعرضت الدراسة أيضاً الهيكل السلعي للتجارة البينية لـــــدول مـجـلـس الـــتـــع­ـــاون، خــلال الفترة من ٢٠٠١ إلى ٢٠١٦؛ حيث اســتــحــ­وذت ١٠ مـنـتـجـات عـلـى نـحـو ٥٧ فـي المـائـة مـن إجـمـالـي الــتــجــ­ارة الـبـيـنـي­ـة، كـــان أهـمـهـا الـــلـــؤ­لـــؤ الــطــبــ­يــعــي والأحــــج­ــــار الـــكـــر­يـــمـــة والمـــــع­ـــــادن الــثــمــ­يــنــة، وأجــــهــ­ــزة ومــــعـــ­ـدات كــهــربــ­ائــيــة وأجهزة تسجيل صوت وصورة.

وألـــــقـ­ــــت الــــــدر­اســــــة الـــضـــو­ء الكثير من المؤشرات الأخرى التي تبرز الآثـار الإيجابية للاتحاد، ومن أهمها مؤشر تمكين التجارة العالمية الذي يأخذ بعين الاعتبار أربعة معايير، هي: الوصول إلى الأسواق، وكفاءة وشفافية إدارة الحدود، والبنية التحتية، وبيئة التشغيل من الناحية التنظيمية والأمنية.

وتـمـثـلـت مــواطــن قـــوة دول مـجـلـس الـتـعـاون فــي المــؤشــر­ات الفرعية التي حققت فيها مراكز مـتـقـدمـة عـالمـيـاً، وشـمـلـت تـوفـر وجــودة البنية التحتية للنقل، وبيئة التشغيل، وتوفر وجودة خدمات النقل، وتوفر واستخدام تـــــكـــ­ــنـــــول­ـــــوجـــ­ــيـــــا المـــــعـ­ــــلـــــ­ومـــــات والاتــصــ­الات، والـنـفـاذ للأسواق الداخلية.

وتــمــثــ­لــت مـــواطـــ­ن الـضـعـف لـــــــــ­دول مـــجـــلـ­ــس الـــــتــ­ـــعـــــا­ون فــي المــؤشــر­ات الـفـرعـيـ­ة الـتـي حققت فيها مراكز متأخرة عالمياً مقارنة بالترتيب العام لها، وشملت كلا مـن النفاذ لـلأسـواق الخارجية، وكفاءة وشفافية إدارة الحدود، والـــــنـ­ــــفـــــ­اذ لـــــــلأ­ســـــــوا­ق المــحــلـ­ـيــة (باستثناء الكويت، وعمان).

وبــيــنــ­ت الــــدراس­ــــة أن أكـثـر العوامل التي تواجه الاستيراد والـــتـــ­صـــديـــر فــــي دول مـجـلـس الــتــعــ­اون ارتـــفـــ­اع تـكـلـفـة الـنـقـل، وارتــــفـ­ـــاع الــكــلــ­فــة الــنــاجـ­ـمــة عـن إجــــراءا­ت الاسـتـيـر­اد، والمعايير والمــتــط­ــلــبــات الـتـقـنـي­ـة المـحـلـيـ­ة، والــتــعـ­ـريــفــات والـــحـــ­واجـــز غـيـر الجمركية.

 ??  ?? عبد الرحيم نقي الأمين العام لاتحاد الغرف الخليجية )»الشرق الأوسط«(
عبد الرحيم نقي الأمين العام لاتحاد الغرف الخليجية )»الشرق الأوسط«(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia