Asharq Al-Awsat Saudi Edition

تعاون إبداعي بين شاعر ومسرحي

-

وفي إطار يجمع بين السينما والمسرح .«

وأضاف قائلا: »المسرحية كانت جاهزة منذ ست سنوات، وأخيراً سترى النور في كتاب، قـــبـــل أن تــنــتــق­ــل إلــــــى خـشـبـة المـسـرح فـي المستقبل القريب. وصـــادف ذلــك اشـتـغـال الفنان طــارق بـورحـيـم وفـرقـة مسرح ســــيــــ­دي يــحــيــى الــــغـــ­ـرب عـلـى ديواني الأخير »رماد اليقين،« الـتـي نــال عـرضـهـا التجريبي كـمـسـرحـي­ـة أخــيــرا تـفـاعـلاً من الـجـمـهـو­ر، واهـتـمـام­ـاً إعلامياً بــــــارز­اً، وســتــقــ­دم فــي عـرضـهـا الأول فــي مــايــو (أيـــــار) المـقـبـل بــــالمــ­ــركــــز الــــثـــ­ـقــــافــ­ــي بــمــديــ­نــة القنيطرة .«

مـــن جــهــتــه، يــــرى الــكــاتـ­ـب والإعـلامـ­ي الطاهر الطويل أن أهـمـيـة هــذا الـنـص المـسـرحـي، الـــذي أنـجـز لـوحـة غـلافـه رائـد الـكـاريـك­ـاتـيـر بـالمـغـرب الـفـنـان الــعــربـ­ـي الـــصـــب­ـــان، تـكـمـن فـي كونه »يعتمد - على المستوى التقني - المزاوجة بين التقطيع الــــســـ­ـيــــنـــ­ـمــــائــ­ــي والمــــشـ­ـــهــــدي­ــــة المـسـرحـي­ـة. أمــا عـلـى مستوى الــنــوع والــخــطـ­ـاب، فـيـمـكـن أن نــــدرجــ­ــه ضـــمـــن »الــكــومـ­ـيــديــا الـــســـو­داء«، بـاعـتـبـا­ره يتوسل بـالمـواقـ­ف الـهـزلـيـ­ة والمـفـارق­ـات الــــســـ­ـاخــــرة مـــــن أجــــــل انــتــقــ­اد الـواقـع، وبالتالي فالكوميديا لـــيـــسـ­ــت هــــدفـــ­ـاً فـــــي حـــــد ذاتـــــه لــدغــدغـ­ـة مـشـاعـر المـتـلـقـ­ي، بل تتغيا أساساً استنهاض وعيه وإثارة السؤال والموقف لديه«.

ولاحــظ الـطـويـل أن النص تـتـسـيـده »نـفـحـة كــافــكــ­اويــة«، حـــــــيـ­ــــــث »تـــــــــ­ــــحـــــ­ــــــــاو­ل إحــــــــ­ـــدى شخصيات العمل التحول إلى شـخـصـيـة حــمــار، لـكـنـه حـمـار ناطق، كوسيلة لخلق الغرابة والإدهاش، طمعاً في المال الذي يتحقق من وراء وجـود حمار ناطق، لكن الشخصية المذكورة لا تـقـوى عـلـى الاســتــغ­ــراق في لعب ذلك الدور رغم إغراءاته، إذ ترجع إلى طبيعتها البشرية، رغــم أن أقـــرب المـحـيـطـ­ين بتلك الشخصية - ومن موقع الطمع - يـتـوسـلـو­ن إلـيـهـا الـبـقـاء في لبوس الحمار/ الناطق.«

أمـــــــا الــــنـــ­ـاقــــد عـــبـــد الــحــق ميفراني، فيرى أننا أمام نص درامــــي لافـــت، يـحـتـاج لكتابة ثانية قادرة على التقاط عمقه الفني والإبـداعـ­ي، والأكـيـد أنه يشكل وسيط »مصالحة« بين الـجـمـهـو­ر وفــرجــات­ــه. وإذا ما كتب لهذا النص أن يتحول إلى مادة »مصورة وممسرحة« في الآن نفسه، فإننا حينها يمكننا أن نـكـون أمــام تجربة متميزة ومتفردة في العالم العربي. في بحثها على »زواج« أكـثـر من »عرفي« بين جنسين إبداعيين، وأيـــضـــ­اً فـــي مـحـاولـتـ­هـا خلق أرضــيــة حـــوار حــول قضايانا اليومية والتي نراها يومياً في أشكال وصيغ متنوعة. ولعل قـــدرة شـخـصـيـة »قـــــدور« على تجاوز منطق اللعب واقترابه من عمق التحول إلـى »هوية« ثانية، تعبير على هذه الرغبة فـي الانـتـقـا­ل مـن التعبير على حــــــالا­ت مـنـفـصـلـ­ة أو قـضـايـا صغيرة مجتمعية إلى جوهر الـــنـــص الـــــدرا­مـــــي الــــــذي يـعـبـر عـنـه »حــمــار رغـــم أنــفــه«. إنـنـا إزاء تـــحـــول نـــوعـــي فـــي بـنـيـة الكتابة ذاتها وهي تحاول أن تـبـنـي نـصـاً جــديــداً مستفيدة من دينامية إبداعية لمبدعين، غامرا معاً في »سينمسرح« لا لكي يعبرا عن سخرية سوداء بـــل لــكــي يــنــبــه­ــا إلـــــى مـــــآل مـا نعيشه اليوم أمام هذا الزلزال المدوي لتسويق خطاب جديد، لا يعبر بـالمـرة عـن هـذا الـواقـع المر، والذي لم يتغير بالمرة«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia