معالجات الجيل الثامن من »إنتل«: قوة في الأداء واقتصاد في استهلاك الطاقة
»أوبتاين« تقنية تخزين جديدة واعدة
أعلنت شركة »إنـتـل« أخـيـراً عن الجيل الثامن من معالجاتها، تحت اسم »كوفي ليك« Coffee Lake ، التي صممتها خصيصاً للكومبيوترات المحمولة، لتوفير أداء أفضل وأسرع بـنـسـبـة ٤٠ فــي المــائــة مــن مـعـالـجـات الجيل السابع.
وتتميز هذه المعالجات الجديدة بــاســتــهــلاكــهــا الـــبـــســـيـــط لــلــطــاقــة، بالإضافة إلى زيادة عدد الأنوية في فـئـات المـعـالـجـات كــافــة، إذ زاد عـدد أنـويـة المعالجات مـن فئة »Core i٣ « إلــى ٤ أنـويـة بـــدلاً مـن ٢، وأصـبـحـت المعالجات من فئة »Core i٥ « و»Core i٧« تـأتـي بـــ٦ أنـويـة بــدلاً مـن ٤، كما تدعم هـذه المعالجات تقنية »هايبر ثـريـديـنـغ« Hyper Threading ، وهـى الخاصية التي تضاعف عدد الأنوية بالنسبة لنظام التشغيل.
ولتبسيط شـرح هـذا الأمـر، فإن نـظـام التشغيل المـوجـود على جهاز كـومـبـيـوتـر بـمـعـالـج »Core i٣ « من الجيل الثامن سيرى أن المعالج به ٨ أنوية، على الرغم من أن ٤ منها أنوية وهمية أو افتراضية، إن صح القول.
وكــمــا هــي الـــعـــادة فــي الأجــيــال الــســابــقــة، تـنـتـج »إنـــتـــل« مـعـالـجـات مخصصة للكومبيوترات المكتبية، وأخــــرى لـلـكـومـبـيـوتـرات المـحـمـولـة، ولــكــن هـــذه المــــرة كـــان جـــلّ تـركـيـزهـا عـلـى مـعـالـجـات »الــلابــتــوب«، حيث إنها الأكثر انتشاراً والأكثر تعقيداً، خـــصـــوصـــاً مــــن نـــاحـــيـــة الــتــصــمــيــم واســــــتــــــهــــــلاك الــــــطــــــاقــــــة، فـــمـــعـــالـــج »الـــلابـــتـــوب« مــثــلاً يــجــب أن يـكـون رفـيـعـاً خـفـيـف الـــــوزن يـسـتـهـلـك أقـل قدر من الطاقة، على عكس معالجات الكومبيوترات المكتبية، الـتـي تركز أكثر على الأداء.
وفي قسم معالجات »اللابتوب«، تــــوفــــر »إنــــــتــــــل« كـــثـــيـــراً مـــــن أنـــــــواع المــعــالــجــات، يـصـل عــددهــا إلـــى ١١، لتلبي جـمـيـع المـتـطـلـبـات، فبعضها مخصص للابتوب الألعاب، والأخرى لــلابــتــوب الـنـحـيـفـة جـــــداً، وغــيــرهــا لأجهزة اللابتوب الرائدة. وعلى سبيل المثال، خصصت »إنتل« المعالجات من فئة »يو« U للكومبيوترات المحمولة القوية، حيث تتميز بأدائها العالي واستهلاكها البسيط للطاقة، ولكن حجمها كبير نسبياً، لذلك لن نراها في كومبيوترات نحيفة جداً، كجهاز »ماك بوك آير« MacBook Air) ( مثلاً، ولكن الأرجح أنها ستوجد في أجهزة »مـاك بـوك بـرو« Apple MackBook) Pro،( أو »ديل إكس بي إكس Dell) ١٣« .(١٣ XPS
أيــــــــضــــــــاً، تــــــوجــــــد مــــعــــالــــجــــات أخــرى مـن فـئـة »إتـــش« H مخصصة لــكــومــبــيــوتــرات الألـــــعـــــاب، مـقـسـمـة لـفـئـتـين، وهــــي: »Core i٧ « و»Core i٩«، وتحتوي جميعها على ٦ أنوية، وبـالـتـالـي تـعـد مـن أقــوى المعالجات أداء في الساحة، ويتوقع رؤيتها في أجـهـزة الألــعــاب، مـثـل كـومـبـيـوتـرات »إلينوير« Alienware و»إم إس آي« MSI، مع بداية سنة ٢٠١٩.
مـن ناحية أخــرى، توفر »إنتل« لـــلـــشـــركـــات والمــــنــــظــــمــــات الــكــبــيــرة معالجاتها من فئة »إم« M، إذ تأتي بـمـعـالـجـات مــن نــوع »زيــــون« Xeon ذات الأداء الـعـالـي، كما تـدعـم تقنية »فــــــي بـــــــرو« vPro، وهــــــي خــاصــيــة تمكن المستخدم أو مهندسي تقنية المعلومات فـي الشركات مـن التحكم بــالــكــومــبــيــوتــرات عــــن بـــعـــد، حـتـى إن كــــان الــجــهــاز مـطـفـئـاً Powered .Off وبـاعـتـبـار أن هـــذه المـعـالـجـات مــخــصــصــة لـــلـــشـــركـــات أكـــثـــر مـنـهـا للمستخدم العادي، فنتوقع رؤيتها فـي كـومـبـيـوتـرات »ديــل بريسيشن« Precision، أو أجـهـزة لينوفو »ثنك ســـتـــيـــشـــن«، أو »إتـــــــــش بـــــي وورك ستيشن«.
مــــــــــاذا تـــعـــنـــي هــــــــذه الأرقـــــــــــــام؟ بــــاخــــتــــصــــار، عـــنـــدمـــا تــــقــــرر شـــــراء لابــتــوب جـديـد فــي المـسـتـقـبـل، يجب عليك معرفة أي نـوع مـن المعالجات موجود بداخله. فمثلاً لو أردت شراء لابـتـوب لـلألـعـاب، فعليك أن تبحث عـن لابـتـوب بمعالج مـن فئة »إتـش« H، فمعالج من فئة »يو« U لن يحقق لك ما تريد، لأنه لم يصمم للألعاب، إنما أنتج لغرض الاستعمال العام. أما إذا كنت تبحث عن لابتوب يدوم طويلاً دون الحاجة لشحن بطاريته كـل بضع سـاعـات، فيجب أن تبحث عن لابتوب بمعالج يستهلك أقل قدر من الطاقة، وعلى الأرجح فإنك ستجد ضالتك في معالجات من نوع Low» ،«Power حـيـث إن أدائـــهـــا ضعيف مـقـارنـة بـالمـعـالـجـات الأخـــرى، ولكن استهلاكها للطاقة ضئيل نسبياً.
ورغم أن شركة »إنتل« اكتسبت معظم شهرتها بتصنيعها لأفضل المــعــالــجــات بــالــعــالــم، ولــكــن ذلـــك لم يمنعها مــن أن تـتـفـنـن فــي مـجـالات أخرى، كان من أهمها التخزين. وكما هو ملاحظ، فإن معظم الكومبيوترات الـــحـــديـــثـــة تــــأتــــي مـــدعـــمـــة بــأفــضــل المعالجات، وبسعة ذاكـرة عشوائية
مقبولة، ولكن معظمها ما زال يعتمد على تقنيات تخزين تقليدية ،(HDD) التي تساهم بشكل مباشر فــي إبــطــاء أداء الأجــهــزة بـعـد فـتـرة وجــــيــــزة مــــن الاســــتــــخــــدام. ويــرجــع الـــســـبـــب فــــي ذلــــــك إلــــــى أن وحــــــدات الــتــخــزيــن هـــذه تــتــكــون مـــن أقـــراص سريعة الـدوران، تتحرك بشكل دائم لـقـراءة وكتابة البيانات. وبطبيعة الحال، فإن هذه الأجزاء المتحركة لها عمر افتراضي معين، وكلما زاد عدد ساعات استخدامها.. قل أداؤها.
بــعــد ذلــــــك، ظـــهـــرت لــنــا تـقـنـيـة الـقـرص الـصـلـب ذو الـحـالـة الثابتة ،(SSD) الـتـي لا تحتوي على أجـزاء متحركة، كما أن سرعتها تصل إلى ١٠ أضعاف الأقراص التقليدية. وقبل فترة قصيرة، اعتقدنا أن سرعة وأداء »SSD«، الذي بلغ نحو ٧٠٠ ميغابايت / ثــانــيــة، شـيـئـاً ئاً مــن الخ الــخــيــال،لك ولـكـن فاجأتنا »إنتل« بوحدة تخزين »إنتل أوبــتــايــن« Intel، Optane تستخدم تقنية »ثـري دي إكـس بوينت« ٣D) Xpoint( الجديدة التي تصل سرعتها لــنــحــو ألـــفـــي مــيــغــابــايــت / ثــانــيــة، أي تـقـريـبـا ٣ أضــعــاف سـرعـة SSD. وننوه هنا إلـى أن العقبة الرئيسية لانـتـشـار هــذه الــوحــدات التخزينية فـي الـسـوق هـي سـعـرهـا الـبـاهـظ، إذ سيكلفك قـرص أوبـتـايـن بسعة ٥٠٠ غـيـغـابـايـت نـحـو ٦٠٠ دولار، وهــذا مبلغ يكفي لشراء لابتوب جديد من الفئة المتوسطة هذه الأيام.
أيـــضـــاً، طــــــورت »إنــــتــــل« ذاكــــرة عشوائية سمتها » Optane Memory «، تـعـتـمـد عــلــى تـقـنـيـة »٣D Xpoint ( نـفـسـهـا، وعــــن طــريــق هــــذه الــرقــاقــة تستطيع أن تـحـول قــرص التخزين التقليدي »HDD« إلى »SSD«، ويتم ذلك بتخزين الملفات المهمة والبرامج الــتــي تـسـتـخـدمـهـا بــكــثــرة فـــي هــذه الرقاقة لكي توفرها لنظام التشغيل عـنـدمـا يـطـلـبـهـا مــبــاشــرة، بــــدلاً من طلبها من قرص »HDD«، مما يسرع من أداء الجهاز بشكل ملحوظ.
وحــــســــب مــــوقــــع »غـــــيـــــزمـــــود«، فــإنــه عـنـد تـركـيـب هـــذه الــرقــاقــة في جــهــاز يــحــوي قـــرص تـخـزيـن صلب »HDD«، لاحـــظ الــخــبــراء أن سـرعـة الــجــهــاز تـضـاعـفـت بــواقــع ٣ مـــرات، بينما تـضـاعـف أداء الـجـهـاز مرتين عند تركيب البطاقة في جهاز يحوي قرصا ثابتاً »SSD«.
ولـلاسـتـفـادة مـن هــذه التقنية، فإنه بإمكان المستخدم ترقية جهازه بـشـرائـه لــهــذه الــرقــاقــة، بــــدلاً مــن أن يــســتــبــدل قـــــرص الــتــخــزيــن بــقــرص »SSD«، إذ إن أرخـص قـرص »SSD« يبلغ سعره نحو ١٥٠ دولاراً، بينما لا تكلف هذه الرقاقة أكثر من ٣٠ دولاراً.