كيف تنظف الجدول الزمني الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي؟
أدوات مساعدة لتأدية مهمة شاقة
شعر الكثيرون بـالـذهـول عندما ســمــعــوا بــتــســريــب بـــيـــانـــات مــلايــين المــــســــتــــخــــدمــــين الــــشــــخــــصــــيــــة عــلــى »فــيــســبــوك« لــصــالــح شـــركـــة مـعـنـيـة بتحضير مـلـفـات لـغـايـات انتخابية فـي الـولايـات المـتـحـدة. ولعلّكم اليوم تـــدرســـون جــديــاً فــكــرة الـتـخـلّـص من حـسـابـاتـكـم عـلـى مـنـصـات الـتـواصـل الاجــتــمــاعــي. ولــكــن يــطــرح الـــســـؤال: لماذا تخزنون الكثير من البيانات في حساباتكم على التواصل الاجتماعي أصلاً؟ ّ
يــحــتــفــظ الــكــثــيــر مــــنــــا بـجـمـيـع مـنـشـوراتـهـم والــتــي تـعـود ربّــمــا إلـى اليوم الذي أنشأوا فيه حساباتهم على »فيسبوك« و»تويتر«. ولكن، لم علينا أن نترك جداول زمنية timeline أبدية؟
ووفــــــــــق الـــــخـــــبـــــراء الأمـــيـــركـــيـــين مــثــل زيـــــزي بــابــاشــاريــســي، أســتــاذة فـــي الــتــواصــل مـــن جــامــعــة إلــيــنــوي، شــــيــــكــــاغــــو، ومــــــحــــــاضــــــرة بــــشــــؤون الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي، فــإنّ الكثيرين يـتـركـون جــــدول حـسـابـاتـهـم الـزمـنـي مـحـشـوا بـالـبـيـانـات والمــنــشــورات لأن »فيسبوك« و»تويتر« لم يسهّلا عملية إزالـتـهـا، حيث إنـه لا يـوجـد زرّ واحـد يساعدنا على حذف مجموعة معينة من المحتوى، تغطي فترة تعادل سنة أو شهر من المنشورات. لهذا السبب، يترك الناس كلّ شيء، حتى التعليقات التافهة التي تعود إلى أيام الجامعة، والانــتــقــادات الـتـي نـشـروهـا للتعبير عن غضبهم من حـدث سياسي ما أو قضايا أخرى.
ولذا فان التصريح على الإنترنت قد يلاحقكم.
وان قـــــــــــررت أن تـــــقـــــوم بـــشـــيء مـغـايـر، وحــاولــت الـتـخـلـص مــن هـذه الاستمرارية بواسطة أدوات إلكترونية لاستئصال منشوراتك على »فيسبوك« و»تويتر«... يتبيّن لك أنّ هذه الأدوات غير عملية واستخدامها مملّ؛ وهذه الــــبــــرامــــج مــلــيــئــة بــالــعــيــوب وتفوّت الكثير من المنشورات. وقد تتطلب ساعات وأياماً.
إلا أن هناك وسائل أخرى أكثر عملية، منها:
اخــتــبــار أدوات التنظيف الإلكترونية (كلينرز). يضطرّ المستخدمون لهذه الغاية إلى الاعــتــمــاد غـالـبـاً عـلـى أدوات طـــرف ثــالــث لأنّ »فـيـسـبـوك« و»تـويـتـر« لا يقدّمان وسائل بسيطة للقيام بحملة تنظيف شاملة للجداول الزمنية. لذا، يــمــكــن اخـــتـــيـــار ينينين بــرنــامــجــين حـــــــائـــــــزيـــــــن عــــــلــــــى تـــقـــيـــيـــم إيـــجـــابـــي: »تـــويـــت ديـلـيـت« (TweetDelete) لـتـنـظـيـف الـــحـــســـاب عــلــى »تـــويـــتـــر«، و»ســـوشـــيـــل بـــــوك بــوســت مناجر« Social Book Post) Manager( لـلـحـسـاب على »فيسبوك«.
تــمـــيّـــز »تــــويــــت ديــلــيــت« بـــســـهـــولـــة الــــضــــبــــط. لــتــحــمــيــل هـــذا الــتــطــبــيــق، يـكـفـي أن تـــــــزوروا مـوقـع الأدوات الإلكتروني »tweetdelete.ne«، وأن تــصــرّحــوا لـلـبـرنـامـج بـالاتـصـال بحسابكم على »تويتر«.
بعدها، يمكنكم أن تختاروا إزالة الـتـغـريـدات الـتـي تـعـود إلــى أكـثـر من أسبوع مضى. يتطلّب التطبيق بضع دقــائــق لـحـذف المـجـمـوعـات الأكبر من التغريدات. ولكن نقطة ضعفه الـوحـيـدة هي ّ المـحـدوديــة الـتـقـنـيـة، إذ إنــه يـسـمـح لـكـم بـالـتـخـلـص من آخر ٣٢٠٠ تغريدة فقط. فقد تـضـطـر إلــــى إعــــــادة تـشـغـيـل التطبيق أربع مرّات للتخلّص مـــن حـــوالـــي ١٤٠٠٠ تـغـريـدة مثلا. ولكنّ التعامل مع حساب »فيسبوك« كان أكثر صعوبة. عـنـد تـحـمـيـل »ســوشــيــل بـوك بوست مناجر،« Social Book Post Manager وهــــو تطبيق مجاني على متصفح »كــروم« الإلــــكــــتــــرونــــي، تــــبــــيّن أنّ هـــذا التطبيق بـدائـي: إذ إنــه يجول عـلـى الـــجـــدول الــزمــنــي، ويـنـقـر عــلــى زرّ »حـــــذف« لــكــلّ مـنـشـور على حدة. يتيح لكم هذا التطبيق حذف أشهر أو سنوات من المحتوى، أو ما تختارون التخلّص منه. ولكن المشكلة ّ كانت أنــه حتى بعد استخدامه ستّ مرات لتنظيف جدول الحساب الزمني، فوّت التطبيق أكثر من ١٠ منشورات. يـــتـــضـــمّـــن »ســــوشــــيــــل بـــــــوك بــوســت مــنــاجــر« إعــــــداداً يـسـمـح لـلـمـسـتـخـدم بضبط سرعته في حذف المنشورات، لذا يمكن اختيار السرعة الأدنى للقيام بحملة تنظيف كاملة. ولكنّ العملية قد تكون قاتلة.
هل تستحق هذه العملية الجهد الذي بذلته؟ يقول الخبراء إنّ التمكن مـن حــذف كــلّ المـنـشـورات لا يستحق الوقت الذي تتطلبه العملية، إذ يظل الحساب يحتوي على بعض الصور الــــتــــي نـــشـــرهـــا الأصــــــدقــــــاء لأنّ هـــذا المحتوى لا يعود للشخص المعني.
فـــــي المــــقــــابــــل، تــــوصّــــلــــت جـيـنـي جيبهارت، الباحثة المتابعة لشؤون الـخـصـوصـيـة والمــراقــبــة مــن منظمة »إلكترونيك فرونتيير« غير الربحية، إلى مقاربة أكثر بساطة وسهولة.
لمــــســــاعــــدة الـــــنـــــاس عـــلـــى تـــذكّـــر منشوراتهم على التواصل الاجتماعي، تـسـتـخـدم جـيـبـهـارت تـطـبـيـقـا يـعـرف بـــ »تــايــم هــــوب« Timehop)،( يـجـول يـــومـــيـــاً عـــلـــى الــــصــــور والمــــنــــشــــورات الــتــي تــعــود لــســنــوات عـلـى »تـويـتـر« و»فيسبوك«. تستخدم الباحثة هذه الأداة لتدقيق جدولها الزمني بشكل تـدريـجـي، لــرؤيــة مــا إذا أن هـنـاك أي منشور قديم تريد التخلص منه.
وتـــــقـــــول إنــــهــــا نـــــــــــادراً مـــــا تــجــد مــنــشــورات تـسـتـحـق الـــحـــذف، ولــكــنّ غالبية الـنـاس قـد يستمتعون بهذه العملية البسيطة التي تمنحهم راحة البال، وتحمي سمعتهم.
وكـــــان مـمـثـلـون عـــن »فـيـسـبـوك« قـــالـــوا إنــــه وبـــنـــاء عــلــى ردود أفــعــال المستخدمين، أدركت الشركة أنّ للناس حـــاجـــات مـخـتـلـفـة لإدارة جــداولــهــم الــزمــنــيــة، لــهــذا الــســبــب، قـــدّمـــت لهم إعـــــداداً خــاصــاً بـالـخـصـوصـيـة يتيح لهم حصر عرض منشوراتهم القديمة. كما يساعد موقع »فيسبوك«، الناس عـلـى اســتــرجــاع ذكــريــاتــهــم الـقـديـمـة المـوجـودة فـي حسابهم مـن وقـت إلى آخـر، بأسلوب مشابه لتطبيق »تايم هـوب«. أمّـا »تويتر«، فلم يصدر عنه أي تعليق.