Asharq Al-Awsat Saudi Edition

كيف تنظف الجدول الزمني الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي؟

أدوات مساعدة لتأدية مهمة شاقة

- لندن - نيويورك: »الشرق الأوسط«

شعر الكثيرون بـالـذهـول عندما ســمــعــو­ا بــتــســر­يــب بـــيـــان­ـــات مــلايــين المــــســ­ــتــــخــ­ــدمــــين الــــشـــ­ـخــــصـــ­ـيــــة عــلــى »فــيــســب­ــوك« لــصــالــ­ح شـــركـــة مـعـنـيـة بتحضير مـلـفـات لـغـايـات انتخابية فـي الـولايـات المـتـحـدة. ولعلّكم اليوم تـــدرســـ­ون جــديــاً فــكــرة الـتـخـلّـص من حـسـابـاتـ­كـم عـلـى مـنـصـات الـتـواصـل الاجــتــم­ــاعــي. ولــكــن يــطــرح الـــســـؤ­ال: لماذا تخزنون الكثير من البيانات في حساباتكم على التواصل الاجتماعي أصلاً؟ ّ

يــحــتــف­ــظ الــكــثــ­يــر مــــنــــ­ا بـجـمـيـع مـنـشـورات­ـهـم والــتــي تـعـود ربّــمــا إلـى اليوم الذي أنشأوا فيه حساباتهم على »فيسبوك« و»تويتر«. ولكن، لم علينا أن نترك جداول زمنية timeline أبدية؟

ووفـــــــ­ـــق الـــــخــ­ـــبـــــر­اء الأمـــيــ­ـركـــيـــ­ين مــثــل زيـــــزي بــابــاشـ­ـاريــســي، أســتــاذة فـــي الــتــواص­ــل مـــن جــامــعــ­ة إلــيــنــ­وي، شــــيــــ­كــــاغـــ­ـو، ومــــــحـ­ـــــاضـــ­ـــرة بــــشــــ­ؤون الـتـواصـل الاجـتـمـا­عـي، فــإنّ الكثيرين يـتـركـون جــــدول حـسـابـاتـ­هـم الـزمـنـي مـحـشـوا بـالـبـيـا­نـات والمــنــش­ــورات لأن »فيسبوك« و»تويتر« لم يسهّلا عملية إزالـتـهـا، حيث إنـه لا يـوجـد زرّ واحـد يساعدنا على حذف مجموعة معينة من المحتوى، تغطي فترة تعادل سنة أو شهر من المنشورات. لهذا السبب، يترك الناس كلّ شيء، حتى التعليقات التافهة التي تعود إلى أيام الجامعة، والانــتــ­قــادات الـتـي نـشـروهـا للتعبير عن غضبهم من حـدث سياسي ما أو قضايا أخرى.

ولذا فان التصريح على الإنترنت قد يلاحقكم.

وان قـــــــــ­ــررت أن تـــــقـــ­ــوم بـــشـــيء مـغـايـر، وحــاولــت الـتـخـلـص مــن هـذه الاستمراري­ة بواسطة أدوات إلكترونية لاستئصال منشوراتك على »فيسبوك« و»تويتر«... يتبيّن لك أنّ هذه الأدوات غير عملية واستخدامها مملّ؛ وهذه الــــبـــ­ـرامــــج مــلــيــئ­ــة بــالــعــ­يــوب وتفوّت الكثير من المنشورات. وقد تتطلب ساعات وأياماً.

إلا أن هناك وسائل أخرى أكثر عملية، منها:

اخــتــبــ­ار أدوات التنظيف الإلكتروني­ة (كلينرز). يضطرّ المستخدمون لهذه الغاية إلى الاعــتــم­ــاد غـالـبـاً عـلـى أدوات طـــرف ثــالــث لأنّ »فـيـسـبـوك« و»تـويـتـر« لا يقدّمان وسائل بسيطة للقيام بحملة تنظيف شاملة للجداول الزمنية. لذا، يــمــكــن اخـــتـــي­ـــار ينينين بــرنــامـ­ـجــين حـــــــائ­ـــــــزيـ­ــــــن عــــــلــ­ــــى تـــقـــيـ­ــيـــم إيـــجـــا­بـــي: »تـــويـــت ديـلـيـت« (TweetDelet­e) لـتـنـظـيـ­ف الـــحـــس­ـــاب عــلــى »تـــويـــت­ـــر«، و»ســـوشـــي­ـــل بـــــوك بــوســت مناجر« ‪Social Book Post)‬ Manager( لـلـحـسـاب على »فيسبوك«.

تــمـــيّـــز »تــــويـــ­ـت ديــلــيــ­ت« بـــســـهـ­ــولـــة الــــضـــ­ـبــــط. لــتــحــم­ــيــل هـــذا الــتــطــ­بــيــق، يـكـفـي أن تـــــــزو­روا مـوقـع الأدوات الإلكتروني »tweetdelet­e.ne«، وأن تــصــرّحــوا لـلـبـرنـا­مـج بـالاتـصـا­ل بحسابكم على »تويتر«.

بعدها، يمكنكم أن تختاروا إزالة الـتـغـريـ­دات الـتـي تـعـود إلــى أكـثـر من أسبوع مضى. يتطلّب التطبيق بضع دقــائــق لـحـذف المـجـمـوع­ـات الأكبر من التغريدات. ولكن نقطة ضعفه الـوحـيـدة هي ّ المـحـدودي­ــة الـتـقـنـي­ـة، إذ إنــه يـسـمـح لـكـم بـالـتـخـل­ـص من آخر ٣٢٠٠ تغريدة فقط. فقد تـضـطـر إلــــى إعــــــاد­ة تـشـغـيـل التطبيق أربع مرّات للتخلّص مـــن حـــوالـــ­ي ١٤٠٠٠ تـغـريـدة مثلا. ولكنّ التعامل مع حساب »فيسبوك« كان أكثر صعوبة. عـنـد تـحـمـيـل »ســوشــيــ­ل بـوك بوست مناجر،« ‪Social Book‬ ‪Post Manager‬ وهــــو تطبيق مجاني على متصفح »كــروم« الإلــــكـ­ـــتــــرو­نــــي، تــــبــــ­يّن أنّ هـــذا التطبيق بـدائـي: إذ إنــه يجول عـلـى الـــجـــد­ول الــزمــنـ­ـي، ويـنـقـر عــلــى زرّ »حـــــذف« لــكــلّ مـنـشـور على حدة. يتيح لكم هذا التطبيق حذف أشهر أو سنوات من المحتوى، أو ما تختارون التخلّص منه. ولكن المشكلة ّ كانت أنــه حتى بعد استخدامه ستّ مرات لتنظيف جدول الحساب الزمني، فوّت التطبيق أكثر من ١٠ منشورات. يـــتـــضـ­ــمّـــن »ســــوشـــ­ـيــــل بـــــــوك بــوســت مــنــاجــ­ر« إعــــــدا­داً يـسـمـح لـلـمـسـتـ­خـدم بضبط سرعته في حذف المنشورات، لذا يمكن اختيار السرعة الأدنى للقيام بحملة تنظيف كاملة. ولكنّ العملية قد تكون قاتلة.

هل تستحق هذه العملية الجهد الذي بذلته؟ يقول الخبراء إنّ التمكن مـن حــذف كــلّ المـنـشـور­ات لا يستحق الوقت الذي تتطلبه العملية، إذ يظل الحساب يحتوي على بعض الصور الــــتـــ­ـي نـــشـــره­ـــا الأصــــــ­دقــــــاء لأنّ هـــذا المحتوى لا يعود للشخص المعني.

فـــــي المــــقــ­ــابــــل، تــــوصّــــلــــت جـيـنـي جيبهارت، الباحثة المتابعة لشؤون الـخـصـوصـ­يـة والمــراقـ­ـبــة مــن منظمة »إلكترونيك فرونتيير« غير الربحية، إلى مقاربة أكثر بساطة وسهولة.

لمــــســـ­ـاعــــدة الـــــنــ­ـــاس عـــلـــى تـــذكّـــر منشوراتهم على التواصل الاجتماعي، تـسـتـخـدم جـيـبـهـار­ت تـطـبـيـقـ­ا يـعـرف بـــ »تــايــم هــــوب« Timehop)،( يـجـول يـــومـــي­ـــاً عـــلـــى الــــصـــ­ـور والمــــنـ­ـــشــــور­ات الــتــي تــعــود لــســنــو­ات عـلـى »تـويـتـر« و»فيسبوك«. تستخدم الباحثة هذه الأداة لتدقيق جدولها الزمني بشكل تـدريـجـي، لــرؤيــة مــا إذا أن هـنـاك أي منشور قديم تريد التخلص منه.

وتـــــقــ­ـــول إنــــهـــ­ـا نـــــــــ­ــادراً مـــــا تــجــد مــنــشــو­رات تـسـتـحـق الـــحـــذ­ف، ولــكــنّ غالبية الـنـاس قـد يستمتعون بهذه العملية البسيطة التي تمنحهم راحة البال، وتحمي سمعتهم.

وكـــــان مـمـثـلـون عـــن »فـيـسـبـوك« قـــالـــو­ا إنــــه وبـــنـــا­ء عــلــى ردود أفــعــال المستخدمين، أدركت الشركة أنّ للناس حـــاجـــا­ت مـخـتـلـفـ­ة لإدارة جــداولــه­ــم الــزمــنـ­ـيــة، لــهــذا الــســبــ­ب، قـــدّمـــت لهم إعـــــداد­اً خــاصــاً بـالـخـصـو­صـيـة يتيح لهم حصر عرض منشوراتهم القديمة. كما يساعد موقع »فيسبوك«، الناس عـلـى اســتــرجـ­ـاع ذكــريــات­ــهــم الـقـديـمـ­ة المـوجـودة فـي حسابهم مـن وقـت إلى آخـر، بأسلوب مشابه لتطبيق »تايم هـوب«. أمّـا »تويتر«، فلم يصدر عنه أي تعليق.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia