ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﻮن ﻳﻘﺘﺤﻤﻮن اﻷﻗﺼﻰ ﺑﻬﺘﺎﻓﺎت »ﺷﻌﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﻲ«
اﻗﺘﺤﻢ ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﻮن، أﻣﺲ، اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗــــﺼــــﻰ ﻓــــﻲ اﻟـــــﻘـــــﺪس، ﺗـــﺤـــﺖ ﺣـــﺮاﺳـــﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺸﺪدة، ﻣﺴﺘﻐﻠﲔ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺴﺒﻌﲔ »ﻹﻗﺎﻣﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ«.
وﺗﻌﻤﺪ اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﻮن اﻗﺘﺤﺎم اﳌﺴﺠﺪ ﺑﻠﺒﺎس دﻳﻨﻲ، وﻫﺘﻔﻮا: »ﺷﻌﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﻲ«.
وﺟــــﺎءت ﻫـــﺬه اﻻﻗــﺘــﺤــﺎﻣــﺎت، ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟــﺪﻋــﻮة »ﻣـﻨـﻈـﻤـﺎت اﻟـﻬـﻴـﻜـﻞ« ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟــــﻮاﺳــــﻌــــﺔ ﻓـــــﻲ اﻗــــﺘــــﺤــــﺎﻣــــﺎت اﻷﻗــــﺼــــﻰ، ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ »اﺳﺘﻘﻼل إﺳﺮاﺋﻴﻞ«.
وﻗــــــﺎل ﻣـــﺴـــﺆول اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت اﻟــﻌــﺎﻣــﺔ واﻹﻋــــــﻼم ﺑـــﺎﻷوﻗـــﺎف اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ ﻓـــﺮاس اﻟﺪﺑﺲ، إن ٣٠٢ ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﲔ و٤ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﺔ اﻻﺣﺘﻼل اﻗﺘﺤﻤﻮا اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﺒﺎح ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت، وﻧﻈﻤﻮا ﺟﻮﻻت اﺳﺘﻔﺰازﻳﺔ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺣﺎﺗﻪ.
وأوﺿﺢ أن ﺷﺮﻃﺔ اﻻﺣﺘﻼل اﻧﺘﺸﺮت ﻣـــﻨـــﺬ اﻟــــﺼــــﺒــــﺎح ﻓـــــﻲ ﺑـــــﺎﺣـــــﺎت اﻷﻗـــﺼـــﻰ وﻣﺤﻴﻄﻪ، واﺣـﺘـﺠـﺰت ﻫـﻮﻳـﺎت اﳌﺼﻠﲔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻷﺑﻮاب وﻗﺒﻴﻞ دﺧﻮﻟﻬﻢ إﻟﻰ اﳌﺴﺠﺪ.
واﻟــﻬــﺘــﺎﻓــﺎت داﺧـــﻞ اﻷﻗــﺼــﻰ ﺟــﺎءت ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻣﻦ ﻗﺮار ﻣﺤﻜﻤﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺟﻮاز أن ﻳﻬﺘﻒ اﳌـﺴـﺘـﻮﻃـﻨـﻮن اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﻮن داﺧﻞ اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ ﺑﻌﺒﺎرات »ﺷﻌﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣـﻲ«، ﻷﻧﻬﺎ، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻠـــﻲ، ﻋـــﺒـــﺎرة ﻗــﻮﻣــﻴــﺔ وﻟــﻴــﺴــﺖ دﻳﻨﻴﺔ، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻛﺼﻼة.
وأﺻﺪرت ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺼﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺪس اﻟﻘﺮار ﺿﻤﻦ ﻗﻀﻴﺔ اﳌﺴﺘﻮﻃﻦ اﳌﺘﻄﺮف إﻳﺘﻤﺎر ﺑﻦ ﻏﻔﻴﺮ، اﻟــﺬي رﻓـﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺿﺪ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﺑـﻌـﺪ أن أﺧﺮﺟﺘﻪ ﻣﻦ داﺧـﻞ ﺳﺎﺣﺎت اﳌﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳـﻠـﻮل( ٥١٠٢، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛـﺎن ﻳﻬﺘﻒ ﺑﻬﺬه اﻟﻌﺒﺎرة.
وﻛـــــــــﺎن ﺑــــــﻦ ﻏـــﻔـــﻴـــﺮ ﻳـــــﻘـــــﻮم ﺑـــﺠـــﻮﻟـــﺔ اﺳـﺘـﻔـﺰازﻳـﺔ ﻓـﻲ اﳌﺴﺠﺪ، أدت إﻟــﻰ ﺗﻮﺗﺮ ﻛﺒﻴﺮ، آﻧـــﺬاك، ﻣـﻊ ﻣﺼﻠﲔ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﺑﻌﺪ ﻫﺘﺎﻓﺎﺗﻪ، ﻓﺄوﻗﻔﺘﻪ اﻟﺸﺮﻃﺔ وأﺧﺮﺟﺘﻪ.
وﻗـــﺎل ﺑــﻦ ﻏﻔﻴﺮ ﻟـﻘـﻨـﺎة »ﺣــﺪاﺷــﻮت« اﻹﺧـــﺒـــﺎرﻳـــﺔ، إن اﻧــﺘــﺼــﺎره ﻓـــﻲ اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ ﻫـﻮ »ﻫـﺪﻳـﺔ ﻟﺸﻌﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﺸﻴﺔ ﻳﻮم اﺳﺘﻘﻼل إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺴﺒﻌﲔ«.
وأﺿــــــــــــــﺎف أﻧـــــــــﻪ ﻳــــــﺄﻣــــــﻞ أن ﺗـــﻜـــﻮن »اﻟﺘﻄﻮرات اﳌﻘﺒﻠﺔ ﺳﻤﺎح اﳌﺤﺎﻛﻢ ﻟﻠﻴﻬﻮد ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﳌﻮﻗﻊ«.
وﺗـﺎﺑـﻊ: »أﻋﺘﻘﺪ أﻧـﻪ آن اﻷوان ﻟﻘﺮار اﳌـــﺤـــﺎﻛـــﻢ ﺗــﻤــﻜــﲔ اﻟـــﻴـــﻬـــﻮد ﻣــــﻦ اﻟـــﺼـــﻼة ﻓـــﻲ ﺟــﺒــﻞ اﻟــﻬــﻴــﻜــﻞ، ﺗــﻤــﺎﻣــﴼ ﻛــﻤــﺎ ﻳـﺴـﻤـﺢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻓﻲ اﳌﻮﻗﻊ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ: »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺧﺎﻃﺊ ﻓﻲ أﻫﻢ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﺸﻌﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ« ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ.
وﻳـــﺨـــﺎﻟـــﻒ ﻣـــﺎ ﻳــﻄــﺮﺣــﻪ اﳌــﺴــﺘــﻮﻃــﻦ اﳌــﺘــﻄــﺮف اﺗــﻔــﺎﻗــﴼ ﻗــﺎﺋــﻤــﴼ ﺑـــﲔ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ واﳌـــﻤـــﻠـــﻜـــﺔ اﻷردﻧــــــﻴــــــﺔ، ﺑــﺼــﻔــﺘــﻬــﺎ راﻋـــﻴـــﺔ اﳌﻘﺪﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ أي ﻳﻬﻮد ﻳﻨﻮون زﻳﺎرة اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑــﺄي ﺻـﻠـﻮات أو ﻃﻘﻮس دﻳﻨﻴﺔ أو ﻣﺴﺘﻔﺰة.
وﻳــــﻌــــﺮف ﻫــــﺬا اﻻﺗــــﻔــــﺎق ﺑـــ »اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ«، ﻣﻨﺬ أن اﺣﺘﻠﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺸﻖ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪس ﻋﺎم ٧٦٩١.
وﻓــــــﺠــــــﺮ اﳌــــﺴــــﺠــــﺪ اﻷﻗــــــﺼــــــﻰ ﻋــــﺪة ﻣــﻮاﺟــﻬــﺎت واﺳــﻌــﺔ ﺑــﲔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ واﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﲔ، وأﻃــﻠــﻖ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ٠٠٠٢ ﺷــﺮارة اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ اﺳـﻤـﻪ، واﺳﺘﻤﺮت ﻟﺴﻨﻮات ﺑﻌﺪ إﺻــﺮار رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻷﺳﺒﻖ أرﻳﻴﻞ ﺷﺎرون، اﻟﺬي ﻛﺎن زﻋﻴﻢ اﳌﻌﺎرﺿﺔ آﻧﺬاك، ﻋﻠﻰ زﻳﺎرة اﳌﺴﺠﺪ.
وداﻧﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ أﻣﺲ اﻗﺘﺤﺎﻣﺎت اﳌﺴﺠﺪ واﻟﺪﻋﻮات اﻟﺘﻲ أﻃــﻠــﻘــﺘــﻬــﺎ ﻣــﻨــﻈــﻤــﺎت ﻳــﻤــﻴــﻨــﻴــﺔ ﻳــﻬــﻮدﻳــﺔ ﻣـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ ﳌــﺎ ﺳـﻤـﺘـﻪ ﺑـــ»اﻻﺣــﺘــﻔــﺎل ﺑﻌﻴﺪ اﺳﺘﻘﻼل إﺳﺮاﺋﻴﻞ«، ﻓﻲ ﺑﺎﺣﺎت اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ. ﻛﻤﺎ داﻧـﺖ أﻳﻀﴼ، ﻗـﺮار ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟــﺼـﻠــﺢ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ اﻟــﺴــﻤــﺎح ﻟﻠﻴﻬﻮد ﺑــﺎﻟــﻬــﺘــﺎف: »ﺷــﻌــﺐ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺣـــﻲ«، ﻓﻲ اﳌــﺴــﺠــﺪ اﻷﻗــﺼــﻰ »ﻓـــﻲ ﺳــﺎﺑــﻘــﺔ ﺧﻄﻴﺮة ﺗـــﺘـــﻴـــﺢ ﻟــﻠــﻤــﻘــﺘــﺤــﻤــﲔ اﻟــــﻴــــﻬــــﻮد إﻃـــــﻼق اﻟـﻬـﺘـﺎﻓـﺎت اﻻﺳــﺘــﻔــﺰازﻳــﺔ داﺧـــﻞ ﺑـﺎﺣـﺎﺗـﻪ، وﺗﻌﻜﻴﺮ اﻟــﺼــﻼة واﻟـﺘـﻌـﺒـﺪ ﻋـﻠـﻰ ﺟﻤﻮع اﳌﺼﻠﲔ اﳌﺴﻠﻤﲔ«.
وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ إن ذﻟﻚ ﻳﺄﺗﻲ »ﻓﻲ إﻃــــﺎر اﳌـــﺤـــﺎوﻻت اﻟــﺮاﻣــﻴــﺔ إﻟـــﻰ ﺗـﻜـﺮﻳـﺲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﻗــﺘــﺤــﺎم ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻛـﺄﻧـﻬـﺎ أﻣـﺮ واﻗــــﻊ وﻣــﺴــﻠــﻢ ﺑـــﻪ، ﻋــﻠــﻰ ﻃــﺮﻳــﻖ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ اﳌﺒﺎرك وﺑﺎﺣﺎﺗﻪ زﻣﺎﻧﻴﴼ، رﻳﺜﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ ﻣﻜﺎﻧﻴﴼ«.
وﺣــــــﺬرت اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻴــﺎن ﻟﻬﺎ »ﻣــﻦ ﺗــﺪاﻋــﻴــﺎت اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣــﻊ اﻗـﺘـﺤـﺎﻣـﺎت اﳌـــﺴـــﺘـــﻮﻃـــﻨـــﲔ اﳌــــﺘــــﺼــــﺎﻋــــﺪة ﻟــﻠــﻤــﺴــﺠــﺪ اﻷﻗــﺼــﻰ وﺑــﺎﺣــﺎﺗــﻪ ﻛـﺄﻣـﺮ اﻋــﺘــﻴــﺎدي ﺑـﺎت ﻣﺄﻟﻮﻓﴼ وروﺗﻴﻨﻴﴼ«. وﻗـﺎﻟـﺖ إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮار ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺼﻠﺢ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ »ﺗﺄﻛﻴﺪﴽ ﺟـــﺪﻳـــﺪﴽ ﻋــﻠــﻰ أن اﻟــﻘــﻀــﺎء ﻓـــﻲ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺟـــﺰء ﻻ ﻳــﺘــﺠــﺰأ ﻣــﻦ ﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺔ اﻻﺣــﺘــﻼل واﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺗﻪ وﺟﺮاﺋﻤﻪ«.