ﻣﺼﻄﻔﻰ إدرﻳﺲ »ﺻﺎﺋﻎ« اﶈﺘﻮى اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ
وﻓﺎﺗﻪ ﲤﺮ ﺑﻬﺪوء ﺑﻌﺪ ﺻﺨﺒﻪ اﳌﻬﲏ
ﺗﻮﻓﻲ أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، أﺣــــﺪ أﺷـــﻬـــﺮ ﻋــﻼﻣــﺎﺗــﻬــﺎ اﻟـــﻔـــﺎرﻗـــﺔ ﻓـﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، ﻣﺼﻄﻔﻰ إدرﻳﺲ، ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻊ اﳌﺮض. وﻳـــﻌـــﺪ ﻣــﺼــﻄــﻔــﻰ إدرﻳــــــــﺲ، أﺣــــﺪ ﻣـﻦ ﺳﺎﻫﻤﻮا ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓــــﻲ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﺔ ﺧـــــﻼل اﻟــﺜــﻤــﺎﻧــﻴــﻨــﺎت واﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺷﻬﺪت ﻓﻴﻬﺎ ﺧـﺮﻳـﻄـﺔ اﻹﻋـــﻼم اﻟــﺴــﻌــﻮدي ﺗـﺤـﻮﻻت ﺣـﻘـﻘـﺖ ﻛــﺜــﻴــﺮا ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺎذﺑــﻴــﺔ، وﻛـــﺎن ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻋﻜﺎظ« أﺣﺪ اﳌﺒﺮزﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﻨﻤﻮا رﻳﺎدة ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺰﻣﻴﻠﺔ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة.
وﻳــــﻌــــﺮف ﻋــــﻦ إدرﻳــــــــــﺲ، اﻟــﺘــﺄﺛــﻴــﺮ اﳌـــﺘــﻮاﺻـــﻞ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﻦ ﻋــﻤــﻞ ﻣــﻌــﻬــﻢ، ﺑﻞ وﺳــﺎﻫــﻢ إﺑــﺪاﻋــﻪ ﻓــﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ وﺻﻴﺎﻏﺔ اﳌـﺤـﺘـﻮى اﳌﺘﻤﻴﺰ أن ﻳـﻜـﻮن اﻷﺑـــﺮز ﻓﻲ ﺗﻮﻟﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟـﺘـﺤـﺮﻳـﺮ ﻓــﻲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ ﺟـﺪة، ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮة ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎر اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ.
وأﺳــــــــــﺲ ﻣـــﺼـــﻄـــﻔـــﻰ إدرﻳــــــــــﺲ، ﻣـــﺪرﺳـــﺔ اﺳــﺘــﺜــﻨــﺎﺋــﻴــﺔ أﻳـــﻀـــﺎ ﺗــﺪﻣــﺞ اﻟـــﺴـــﺒـــﻖ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﻲ ﻣــــﻊ اﻟـــﻌـــﻨـــﻮان، ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻴﺰ إدرﻳﺲ ﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻟﻘﺒﺎ ﻳﻤﺮ ﻻ ﻳﻨﺜﻨﻲ ﻳﺤﻜﻲ ﻋﻨﻪ ﺑـ»ﻣﻬﻨﺪس اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ«، وﻛﺎن اﻟﻼﻓﺖ ﻋﺒﺮ اﻷﻋﺪاد ذات اﻟﻨﺸﺮة اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ أو اﻹﺻﺪارات اﻟﺨﺎﺻﺔ.
اﻧﺘﻘﻞ إدرﻳﺲ ﻋﻀﻴﺪا ﻟﺮﻓﻴﻖ درﺑﻪ، ﻗﻴﻨﺎن اﻟﻐﺎﻣﺪي رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﺘﻌﺪد اﻟـــﻮﺟـــﻬـــﺎت، ﻟــﻠــﻌــﻤــﻞ ﻣـــﻊ ﻓـــﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻟﻮﻃﻦ«، اﻟﺘﻲ أﺳﺴﺖ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، وﻛﺎن أﺣـــﺪ أﻋــﻤــﺪﺗــﻬــﺎ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﺑــﻠــﻮرة اﳌـﻔـﻬـﻮم اﳌـﻨـﺸـﻮد ﻣــﻊ اﻟـﺘـﻄـﻮر اﻟﺘﻘﻨﻲ واﻟــــﻮﻗــــﺘــــﻲ اﳌــــﺘــــﺴــــﺎرع ﻓــــﻲ اﳌــﻨــﻈــﻮﻣــﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ.
وﺗﻤﺮ وﻓﺎﺗﻪ ﺑﻬﺪوء رﻏﻢ اﺻﻄﺤﺎب اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺒﺎر ﻋﻤﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﳌﻬﻨﺔ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺬﻛﺮون إدرﻳــﺲ وﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﻣـﻊ اﻟﺨﺒﺮ واﳌﺤﺘﻮى اﻹﻋﻼﻣﻲ اﳌﺘﻤﻴﺰ، وﺗﺄﺛﻴﺮه اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻌﻬﻢ، ﻳﻐﺎدر اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮم ﻛﻤﺎ ﻏﺎدر اﳌﻬﻨﺔ، وﻳﺒﻘﻰ إدرﻳﺲ اﺳﻤﺎ ﻻﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺒﻬﻤﺎ.