ﻣﺤﻨﺔ اﻟﻠﺠﻮء اﻟﺴﻮري ﻓﻲ ﺳﻴﺮة رواﺋﻴﺔ
ﺻﺪر ﺣﺪﻳﺜﴼ ﻟﻠﻨﺎﻗﺪ واﻟﺮواﺋﻲ اﻟﺴﻮري ﻫﻴﺜﻢ ﺣﺴﲔ ﻛﺘﺎب ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﻨﻮان »ﻗــﺪ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ أﺣﺪ«، وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺳﻴﺮة رواﺋﻴﺔ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟـﻜـﺎﺗـﺐ ﻣــﻦ ﺗـﺠـﺮﺑـﺔ اﻟﻠﺠﻮء اﳌـــﺮﻳـــﺮة اﻟــﺘــﻲ ﻋــﺎﺷــﻬــﺎ ﻛــﻐــﻴــﺮه ﻣــﻦ ﻣـﻼﻳـﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ اﻟﺬﻳﻦ اﺿﻄﺮوا ﻟﺘﺮك ﺑﻠﺪﻫﻢ اﻟﺬي ﻳﺸﻬﺪ ﺣﺮﺑﴼ دﻣﻮﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات.
وﻗـــﺪ ﺻـــﺪر اﻟــﻜــﺘــﺎب ﻋـــﻦ دار ﻣــﻤــﺪوح ﻋـــــﺪوان ﻟــﻠــﻨــﺸــﺮ، ﺑــﺎﻟــﺘــﻌــﺎون ﻣـــﻊ ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ اﺗـــﺠـــﺎﻫـــﺎت، ﺗــﺤــﺖ ﻋـــﻨـــﻮان ﻓـــﺮﻋـــﻲ »أﻏـــﺎﺛـــﺎ ﻛـﺮﻳـﺴـﺘـﻲ... ﺗﻌﺎﻟﻲ أﻗــﻞ ﻟـﻚ ﻛﻴﻒ أﻋـﻴـﺶ«. وﻗـــﺪ ﺗـــﻢ إﻧـــﺠـــﺎز ﻫـــﺬا اﻟــﻜــﺘــﺎب ﺑـﻤـﻨـﺤـﺔ ﻣﻦ »اﺗﺠﺎﻫﺎت - ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ« وﻣﻌﻬﺪ ﻏﻮﺗﻪ اﻷﳌﺎﻧﻲ.
ﻳﺼﻒ ﻫﻴﺜﻢ ﺣﺴﲔ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻛﻴﻒ أﺻﺒﺤﺖ ﺣﻴﺎة اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ دﻣﻴﺔ روﺳــﻴــﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﻣﺤﻨﺘﻬﺎ، وﺗﻨﺘﺞ ﻣﺂﺳﻴﻬﺎ اﳌﺘﺠﺪدة ﺗﺒﺎﻋﴼ، وﻛﻴﻒ أن ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ اﻧﺘﺸﺮت ﻓــﻲ ﻋـــﺪد ﻣــﻦ اﻟــــﺪول ﺑــﲔ اﻟــﺸــﺮق واﻟــﻐــﺮب، ﺣﺘﻰ ﺑــﺎت أي ﻟﻘﺎء ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻣﻔﺘﺮض ﺣﻠﻤﴼ ﻋﺼﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻘﻖ.
وﻳﻨﺎﺟﻲ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺮواﺋﻴﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ أﻏــﺎﺛــﺎ ﻛـﺮﻳـﺴـﺘـﻲ اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺘـﺒـﺖ ﻓــﺼــﻮﻻ ﻣﻦ ﻳــﻮﻣــﻴــﺎﺗــﻬــﺎ »ﺗـــﻌـــﺎل ﻗـــﻞ ﻟـــﻲ ﻛــﻴــﻒ ﺗـﻌـﻴـﺶ« ﺣـــﲔ ﻋـــﺎﺷـــﺖ ﻓـــﻲ اﻟــﺜــﻼﺛــﻴــﻨــﺎت ﻣـــﻦ اﻟــﻘــﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣـﻊ زوﺟـﻬـﺎ؛ ﻋﺎﻟﻢ اﻵﺛــﺎر ﻣﺎﻛﺲ ﻣـﺎﻟـﻮان، ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ... ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ: »أﻏـــﺎﺛـــﺎ ﻛــﺮﻳــﺴــﺘــﻲ... ﺗــﻌــﺎﻟــﻲ أﻗـــﻞ ﻟــﻚ ﻛﻴﻒ أﻋﻴﺶ«. ﻳﺘﺴﺎء ل ﺣﺴﲔ: »ﻫﻞ اﻟﺴﻴﺮة ﻗﻴﺪ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣـــﺎ...؟ ﻫـﻞ أﻛـﺘـﺐ رﻏـﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻌﺮﻳﺔ ذاﺗﻲ وﻏﻴﺮي أﻣﺎم ﻣﺮاﻳﺎي اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وأﻣﺎم اﻟﻘﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻬﻮي ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻔﻀﺎﺋﺤﻴﺔ...؟ ﻫﻞ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻦ اﻻﺳﺘﻌﺮاء ﻧﻮﻋﴼ ﻣــﻦ اﳌــﺒــﺎﻟــﻐــﺔ أو اﻹﻳـــﻬـــﺎم أو اﻻﺗـــﻬـــﺎم؟ ﻫﻞ ﻳﺘﻌﺮى اﻟﻜﺎﺗﺐ وﻫﻮ ﻳﺪون أﺟﺰاء ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ أو ﺣﲔ ﻳﺴﺮﺑﻬﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ؟
واﳌﺆﻟﻒ ﻛﺎﺗﺐ ورواﺋــﻲ ﻛـﺮدي ﺳـﻮري، ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ اﻟﺤﺴﻜﺔ، ﻣﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن.
ﻣــﻦ أﻋــﻤــﺎﻟــﻪ ﻓــﻲ اﻟـــﺮواﻳـــﺔ: »آرام ﺳﻠﻴﻞ اﻷوﺟﺎع اﳌﻜﺎﺑﺮة«، »رﻫﺎﺋﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ«، »إﺑﺮة اﻟﺮﻋﺐ«، »ﻋﺸﺒﺔ ﺿﺎرة ﻓﻲ اﻟﻔﺮدوس«.
وﻓــﻲ اﻟـﻨـﻘـﺪ اﻟــﺮواﺋــﻲ ﻟــﻪ: »اﻟــﺮواﻳــﺔ ﺑﲔ اﻟـﺘـﻠـﻐـﻴـﻢ واﻟــﺘــﻠــﻐــﻴــﺰ«، »اﻟـــﺮواﻳـــﺔ واﻟــﺤــﻴــﺎة«، »اﻟﺮواﺋﻲ ﻳﻘﺮع ﻃﺒﻮل اﻟﺤﺮب«، »اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮواﺋﻴﺔ... ﻣﺴﺒﺎر اﻟﻜﺸﻒ واﻻﻧﻄﻼق«.