اﻟﻌﺮاق: ﺧﻄﺒﺔ ﺟﻤﻌﺔ ﺗﻘﻠﻖ اﺋﺘﻼﻓﺎت ﺷﻴﻌﻴﺔ
ﺗﻔﺴﲑات اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻌﺒﺎرة »اجملﺮب ﻻ ﻳﺠﺮب«
اﻧﺸﻐﻠﺖ اﻷوﺳـــﺎط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟــﺸــﻌــﺒــﻴــﺔ واﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋﺒﺎرة »اﳌﺠﺮب ﻻ ﻳﺠﺮب«، اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﻣﻤﺜﻞ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻨﺠﻒ ﻓــــﻲ ﺧــﻄــﺒــﺔ ﺟــﻤــﻌــﺔ ﻣـــﺎﺿـــﻴـــﺔ. وﻓــﻲ ﺣــﲔ أﺛــــﺎرت اﳌــﻘــﻮﻟــﺔ ﻗـﻠـﻖ اﺋـﺘـﻼﻓـﺎت وﺷــــﺨــــﺼــــﻴــــﺎت ﺷـــﻴـــﻌـــﻴـــﺔ اﻋـــﺘـــﺒـــﺮت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮدة ﺑﻬﺎ، ﺗﻠﻘﻔﻬﺎ ﻣـــــﺮﺷـــــﺤـــــﻮن ﺟـــــــــﺪد وﺳـــــــﻌـــــــﻮا إﻟـــــﻰ اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﴼ.
وﻟــــﻢ ﻳــﻜــﺘــﻒ ﻣــﻤــﺜــﻠــﻮ ﻣـﺮﺟـﻌـﻴـﺔ اﻟـــﻨـــﺠـــﻒ ﺑـــﺘـــﺤـــﺬﻳـــﺮ اﻟـــﻨـــﺎﺧـــﺒـــﲔ ﻣــﻦ ﻣـــﻐـــﺒـــﺔ اﻟـــﺘـــﺼـــﻮﻳـــﺖ ﻟــﻠــﺸــﺨــﺼــﻴــﺎت واﻟـــﻜـــﺘـــﻞ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ارﺗــﺒــﻂ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﻔﺴﺎد وﺳــﻮء اﻹدارة، ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﺘﻲ أﺛﺎرت اﻟﺠﺪل، ﺑﻞ ذﻫﺐ ﻣـﻤـﺜـﻞ اﳌـﺮﺟـﻌـﻴـﺔ ﻓــﻲ إﺣـــﺪى ﺧﻄﺒﻪ اﻷﺧﻴﺮة إﻟﻰ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻌﺪم اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﻼﺋﺘﻼف »ﻏﻴﺮ اﳌﺮﺿﻲ ﻋﻨﻪ«، ﺣﺘﻰ وإن ﻛـﺎن ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺷﺢ ﺟﻴﺪ اﻟﺴﻤﻌﺔ، وﻋـــﺪم اﻟـﺘـﺼـﻮﻳـﺖ ﻛــﺬﻟــﻚ ﻟـ»ﺷﺨﺺ ﻏﻴﺮ ﻣــﺮﺿــﻲ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻟــﻮ ﻛــﺎن ﻓﻲ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﺮﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ«.
وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋــﺪم إﺷـــﺎرة ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟــﻨــﺠــﻒ إﻟـــﻰ اﺋـــﺘـــﻼف أو ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻣــﺤــﺪدة واﺗــﻬــﺎﻣــﻬــﺎ ﻋﻠﻨﴼ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎد وﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﺑﻌﺪم اﻟـﺘـﺼـﻮﻳـﺖ ﻟــﻬــﺎ، اﺣــﺘــﺪم اﻟــﺠــﺪل ﻓﻲ اﻷﺳـــــﺒـــــﻮع اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ ﻣــﺤــﻠــﻴــﴼ ﺣـــﻮل اﻻﺋﺘﻼﻓﺎت واﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻣﻤﺜﻞ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ، وأﺧﺬت اﻻﺋﺘﻼﻓﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﴼ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﻼم.
وﻳﻼﺣﻆ أن ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻮري اﳌﺎﻟﻜﻲ واﺋﺘﻼﻓﻪ »دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن« ﻛﺎﻧﺎ ﺑــﲔ أﻛــﺜــﺮ اﻷﻃـــــﺮاف اﻟــﺘــﻲ اﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ اﻟــﺘــﻔــﺴــﻴــﺮات ﻣــﻌــﻨــﻴــﺔ ﺑـــﻜـــﻼم ﻣـﻤـﺜـﻞ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻨﺠﻒ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻮزراء ﻟﺪورﺗﲔ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﲔ )٦٠٠٢ - ٤١٠٢( وﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣــﻦ ﻣـﺸـﻜـﻼت وﻓــﺴــﺎد وﺳـــﻮء إدارة، وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﺳﻴﻄﺮة ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد.
ودﻓـــــﻊ ذﻟــــﻚ اﳌـــﺎﻟـــﻜـــﻲ إﻟــــﻰ اﻟـــﺮد ﺑـــﺄن اﻟــﻌــﺒــﺎرة ﻏـﻴـﺮ ﻣـﻮﺟـﻬـﺔ إﻟــﻴــﻪ أو إﻟﻰ اﺋﺘﻼﻓﻪ، وﻗـﺎل ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻘﻨﺎة »اﳌـﻴـﺎدﻳـﻦ« اﳌﻘﺮﺑﺔ ﻣـﻦ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ« اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، إن »)اﳌﺠﺮب ﻻ ﻳـﺠـﺮب( ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺻـﺪرت ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻺﻣﺎم ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺼﺪ ﻣﻨﻬﺎ واﺿﺢ، وﻫﻨﺎك ﺧﻄﺐ أﺧﺮى ﻟﻺﻣﺎم ﻳﻮﺻﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺟﺮﺑﻮا وﻧﺠﺤﻮا ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ«.
ورأى اﳌــﺎﻟــﻜــﻲ أن »اﺳــﺘــﺨــﺪام اﳌــــﻘــــﻮﻟــــﺔ ﻳــــﺄﺗــــﻲ ﺿـــﻤـــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﻮم ﺑــﻬــﺎ اﻟــﻜــﺘــﻞ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻷﺣــﺰاب، ﻷن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ اﺗﻬﺎم اﻟـﻄـﺮف اﻵﺧــﺮ«. وأﺿــﺎف أن اﳌﻘﻮﻟﺔ »ﻟــﻢ ﺗـﻘـﻞ ﻋـﻨـﻲ أو ﻋــﻦ اﺋــﺘــﻼف دوﻟــﺔ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن، إﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ آﺧــﺮ ﻻ أود ذﻛـﺮ اﺳﻤﻪ، ﻷن اﺳﻤﻪ ﻃـﺮح ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ وﺣﲔ ﻃﺮح اﺳﻤﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻗﻴﻠﺖ ﻫﺬه اﳌﻘﻮﻟﺔ«.
وﻟﻌﻞ اﳌﻔﺎرﻗﺔ ﻫﻲ أن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﳌــــﺪاﻓــــﻌــــﺔ ﻋــــﻦ ﻣـــﻘـــﻮﻟـــﺔ »اﳌـــــﺠـــــﺮب ﻻ ﻳـــــﺠـــــﺮب« أﺗـــــــﺖ ﻓـــــﻲ ﻣـــﻌـــﻈـــﻤـــﻬـــﺎ ﻣــﻦ »دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن«، ﺣﻴﺚ اﻋﺘﺒﺮ ﻋﻀﻮ اﻻﺋﺘﻼف ﻣﻮﻓﻖ اﻟﺮﺑﻴﻌﻲ أﻧﻬﺎ »ﺗﻌﻨﻲ اﳌﺠﺮب اﻟﺴﻴﺊ اﻟﺬي اﻣﺘﺪت ﻳﺪه إﻟﻰ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم، أﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﺮب وﻧﺠﺢ وﻟﻢ ﻳﺘﻮرط ﻓﻲ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻼ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﻘﻮﻟﺔ«.
ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟــﻚ، ﺗﺪﻋﻢ اﻟﻮﺟﻮه اﳌﺮﺷﺤﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻣﻘﻮﻟﺔ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ وﺗـﺪﻋـﻮ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ إﻟــﻰ اﻻﻟــﺘــﺰام ﺑﻬﺎ وﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺑﺤﺬاﻓﻴﺮﻫﺎ ﻋﺒﺮ إﻗﺼﺎء اﻟـﻮﺟـﻮه اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، وﻋــﺪم اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﻬﺎ ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﻘﺮرة اﻟﺸﻬﺮ اﳌﻘﺒﻞ، ﺣﺘﻰ إن أﺣﺪ اﳌﺮﺷﺤﲔ وﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺼﻘﻪ اﻟﺪﻋﺎﺋﻲ ﻋﺒﺎرة »ﻣﺮﺷﺢ ﻷول ﻣﺮة«.
وﻳــــﺒــــﺮز ﻣـــﻘـــﺘـــﺪى اﻟــــﺼــــﺪر ﺑــﲔ اﻟﻮﺟﻮه اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻨﺠﻒ، ﻣﺴﺘﻨﺪﴽ ﻓـﻲ ذﻟﻚ رﺑـﻤـﺎ إﻟــﻰ ﺧﻠﻮ ﺗﺤﺎﻟﻒ »ﺳــﺎﺋــﺮون« اﻟــﺬي ﻳﺪﻋﻤﻪ ﻣـﻦ اﻟــﻮﺟــﻮه اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﺑــﺎﺳــﺘــﺜــﻨــﺎء ﺻــﺎﺣــﺒــﺔ اﻟـــﺮﻗـــﻢ واﺣـــﺪ ﻓـﻲ ﺑـﻐـﺪاد اﻟـﻨـﺎﺋـﺐ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺎﺟﺪة اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ.
وأﺟــــــﺎب اﻟــــﺼــــﺪر، أﻣـــــﺲ، ﻋـﻠـﻰ ﺳﺆال ﻋﻦ ﻣﻘﻮﻟﺔ »اﳌﺠﺮب ﻻ ﻳﺠﺮب«، ﺑــﺎﻟــﻘــﻮل: »ﻣـﻘـﻮﻟـﺔ اﳌــﺠــﺮب ﻻ ﻳﺠﺮب ﻳــﺠــﺐ أن ﺗــﻄــﺒــﻖ، ﻓــﻜــﻼم اﳌـﺮﺟـﻌـﻴـﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻮق ﺻﻮت اﻟﻔﺴﺎد. ﺷﻌﺐ اﻟـﻌـﺮاق ﻣﺎ زال ﻣﺤﺒﴼ ﻟﺼﻮت اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ«.
وذﻛـــــــــــــﺮ ﻣـــــــﺼـــــــﺪر ﻣـــــــﻘـــــــﺮب ﻣـــﻦ »اﺋـــﺘـــﻼف دوﻟـــــﺔ اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮن« وﺑـﻌـﺾ اﻟــﻘــﻮى اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ أﺻـــﺮت ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺷﻴﺢ وﺟﻮه ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ، أن »اﻟـﻘـﻠـﻖ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮى اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ، ذﻟﻚ أﻧﻬﺎ ﺗﺮى أن ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﻣــﺮﺟــﻌــﻴــﺔ اﻟــﻨــﺠــﻒ ﻟــﻬــﺎ ﺗــﺄﺛــﻴــﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻠﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻘﻂ«. وأﺿﺎف ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن »ﻗﻮى ﺷﻴﻌﻴﺔ ﺗﺨﺸﻰ ﻣﻦ أن ﻳﺆدي ﻛﻼم اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ إﻟـــﻰ ﻋـــﺰوف اﻟـﻨـﺎﺧـﺒـﲔ اﻟـﺸـﻴـﻌـﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﻀﻌﻒ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻗـﻮى وﻣﻜﻮﻧﺎت أﺧــﺮى، وذﻟــﻚ ﻳﻬﺪد رﺑﻤﺎ ﺑﻔﻘﺪان اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻮزراء«.