ﺻﻮرة »ﺷﻴﻠﻔﻲ«!
ﻛـــــﺎن اﳌـــــــﺆرخ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮ وﻳــﻞ دﻳـــﻮراﻧـــﺖ ﻫــﻮ اﻟــــﺬي ﺳــﺠــﻞ ﻓــﻲ ﻣـﻮﺳـﻮﻋـﺘـﻪ اﻟﻀﺨﻤﺔ »ﻗﺼﺔ اﻟﺤﻀﺎرة«، أن اﻟﺴﻮﻣﺮﻳﲔ ﻋــﻠــﻰ أرض اﻟـــﻌـــﺮاق، ﻫـــﻢ أول اﻟــﺬﻳــﻦ ﻋــﺮﻓــﻮا اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، وأﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺳﺎس اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﺘﻲ ﻗــﺎﻣــﺖ ﻫــﻨــﺎك، وأن اﻟـﻔـﻀـﻞ ﻳــﻌــﻮد إﻟـﻴـﻬـﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻣﻼﻣﺢ ﺣﻀﺎرﺗﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎءوا ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ، وأن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻮﻫﺎ اﺷﺘﻬﺮت ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﳌﺴﻤﺎرﻳﺔ، وأﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺮوف ﻣﺤﻔﻮرة ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻵﻟﺔ اﻟﺤﺎدة ﻋـﻠــﻰ اﻟــﻄــﲔ، وأﻧــﻬــﺎ ﻫــﻲ اﻟــﺘــﻲ ﺿـﻤـﻨـﺖ ﻟﻬﻢ اﻟﺒﻘﺎء إﻟﻰ اﻟﻴﻮم، وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺖ إﻟﻴﻨﺎ ﺻﻮر اﻟـﺤـﻴـﺎة اﻟـﻘـﺪﻳـﻤـﺔ ﺑــﲔ دﺟـﻠـﺔ واﻟــﻔــﺮات، وﻫـﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺴﺮﴽ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ، وﺑﻴﻨﻬﻢ ﻫـﻨـﺎك ﻓـﻲ أﻗـﺼـﻰ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺘﺎرﻳﺦ.
وﻛــــﺎن اﻟــﻔــﺮاﻋــﻨــﺔ اﺑـــﺘـــﺪاء ﻣــﻦ أول أﺳــﺮة ﺣﻜﻤﺖ ﻓﻴﻬﻢ، إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺳـﺮات، ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻧــﺎﻓــﺴــﻮا اﻟــﺴــﻮﻣــﺮﻳــﲔ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻟـــﻄـــﺮﻳـــﻖ... ﻓﻠﻴﺴﺖ اﻟﻨﻘﻮش ﻋﻠﻰ ﺟﺪران اﳌﻌﺎﺑﺪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﺳﻮى ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل ﺣﺮوف اﻟﻠﻐﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، اﻟﺘﻲ ﻟﻮﻻﻫﺎ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖ ﻛﻞ أﺳﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﺪة، وﻻ ﻣﺎذا ﻓﻌﻞ اﳌﻠﻚ ﻣﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺮة اﻷوﻟﻰ، وﻻ ﺧﻮﻓﻮ ﻓﻲ اﻷﺳﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ، وﻻ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ إﻟﻰ أن اﻧﻘﻀﻰ ﻋﺼﺮ اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ.
وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﲔ، وﻓﻲ ﺳﻮاﻫﻤﺎ ﻛﺎﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺳــﺒــﻴــﻞ اﳌـــﺜـــﺎل، ﻛـــﺎن وﺟـــﻮد اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، وﺑﲔ اﻟﻼﺗﺎرﻳﺦ... ﺑﲔ ﻋﺼﻮر ﺟﺎءت إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻔﻀﻞ اﺧﺘﺮاع اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وﺣﺪﻫﺎ، وﻋﺼﻮر ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻨﺎ ﻷن أﻫﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮا اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻓﻠﻢ ﻧﻌﺮف ﻋﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﴼ.
وﻣــﻦ اﻟـﻜـﺘـﺎﺑـﺔ اﳌــﺴــﻤــﺎرﻳــﺔ، إﻟــﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟــﻬــﻴــﺮوﻏــﻠــﻴــﻔــﻴــﺔ، إﻟـــــﻰ اﻟـــﻜـــﺘـــﺎﺑـــﺔ اﻟــﺼــﻴــﻨــﻴــﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ... إﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ؛ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟــﺒــﻌــﻴــﺪة، ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﻜــﺘــﺎﺑــﺔ وﺳــﻴــﻠــﺔ، وﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﺠــﺪران ﻫــﻲ ورق اﻟـﻔـﺮاﻋـﻨـﺔ، ﺑﻤﺜﻞ ﻣــﺎ ﻛﺎن اﻟﻄﲔ ﻫـﻮ ورق اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ اﻟـﻘـﺪﻣـﺎء، ﺛـﻢ ﻛﺎن اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷﺣﺪث ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻣﻌﺎرف ﻗــــــــﻮم إﻟــــــــﻰ ﻗــــــــﻮم آﺧـــــﺮﻳـــــﻦ، وﻛـــﺎن اﻟــﻜــﺘــﺎب اﻹﻟـﻜـﺘـﺮوﻧـﻲ ﻫـــــﻮ اﻟـــﻨـــﺴـــﺨـــﺔ اﻟـــﻌـــﺼـــﺮﻳـــﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻜـﺘـﺎب اﻟــﻮرﻗــﻲ، وﻛــﺎن اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻛﻞ أﺷﻜﺎﻟﻪ، وﻓﻲ ﻛـﻞ أﺣــﻮاﻟــﻪ، ﻫـﻮ اﻟــﺬي أﺗـﺎح ﻟﻨﺎ أن ﻧﻄﺎﻟﻊ، وأن ﻧﻌﺮف، وأن ﻧﺤﻴﻂ ﺑﻤﺎ ﻛــﺎن ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻗﺮون ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟــﺰﻣــﺎن. وﻟـــﻮﻻه ﻣـﺎ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﺗــــــﺠــــــﺎرب ﺑــــــﲔ اﻷﻣـــــــــــﻢ، وﻻ ﺗـﺮاﻛـﻤـﺖ ﻣــﻌــﺎرف ﻣــﻦ زﻣــﺎن ﻣــﻀــﻰ ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ، إﻟــﻰ زﻣـﻦ ﻧﻌﻴﺸﻪ، وﻧﺤﻴﺎه، وﻧــﺮاه، وﻧﺘﻘﻠﺐ ﺑﲔ أﺣﺪاﺛﻪ، وﻋﻠﻮﻣﻪ، وﻣﻨﺠﺰاﺗﻪ، وآﺧﺮ ﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح.
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع، وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ٣٢ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن(، ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑـ»ﻳﻮم اﻟــﻜــﺘــﺎب«، وﻛــــﺎن ﻫـــﺬا اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ ﻣــﻦ اﺧـﺘـﻴـﺎر ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﻌﻠﻮم واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، اﻟﺸﻬﻴﺮة ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ، وﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ ﻗﺪ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم دون أﻳﺎم اﻟﺸﻬﺮ، ﺑﻞ دون أﻳﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﻠﻪ، ﻟﺴﺒﺐ وﺟﻴﻪ ﺟﺪﴽ. أﻣﺎ اﻟﺴﺒﺐ؛ ﻓﻬﻮ أﻧﻪ ﻓــﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫــﺬا اﻟــﻴــﻮم ﻣــﺎت وﻟــﻴــﺎم ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ، ﺷـﺎﻋـﺮ اﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰ اﻷﻋــﻈــﻢ، وﻓــﻲ ﻣﺜﻠﻪ أﻳﻀﴼ ﻣﺎت ﻣﻴﻐﻴﻞ دي ﺳﺮﻓﺎﻧﺘﺲ، أدﻳﺐ اﻹﺳﺒﺎن اﻷﻛـﺒـﺮ، وﻣـﻦ أﺟﻠﻬﻤﺎ ﻗــﺮرت اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ أن ﻳﻜﻮن ﻳﻮم رﺣﻴﻠﻬﻤﺎ ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻳﻮم ﺣﻔﺎوة ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ.
وﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ واﺿﺤﴼ، ﻛﺎن ﻗﺮار ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻳــﻮم اﺣﺘﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب، ﻣﺨﺘﻠﻔﴼ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ أن ﻳﻜﻮن ١ ﻣــﺎرس )آذار( ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻫﻮ ﻫـﺬا اﻟـﻴـﻮم... واﻷﻣــﺮ ﻟﻴﺲ واﺿﺤﴼ، ﻷن اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ ﻫﻢ أوﻟﻰ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻜﺴﺒﻴﺮ، ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻋﺮﻫﻢ دون ﻏــﻴــﺮﻫــﻢ، وﻋــﻠــﻰ أرﺿــﻬــﻢ ﺟـــﺎء إﻟـــﻰ اﻟــﺪﻧــﻴــﺎ، وﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻏﺎدر إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺧـﺮى، وإذا ﻗــﺮرت ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض أن ﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﻪ، وﺑـــﺬﻛـــﺮاه، ﻓـﻬـﺬه اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ ﻫــﻲ ﻟــﻨــﺪن، ﻓــﺈذا ﺷــــﺎءت ﻋــﻮاﺻــﻢ أﺧــــﺮى أن ﺗــﺤــﺘــﻔــﻞ ﺑــﺼــﺎﺣــﺐ »ﺗــﺎﺟــﺮ اﻟــﺒــﻨــﺪﻗــﻴــﺔ«، ﻓـﻤـﻮﻗـﻌـﻬـﺎ ﻓﻲ ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ اﻟــﻌــﻮاﺻــﻢ اﳌﺤﺘﻔﻠﺔ ﻳــــــﺄﺗــــــﻲ ﺑـــــﺎﻟـــــﺘـــــﺄﻛـــــﻴـــــﺪ ﺑـــﻌـــﺪ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺔ؛ ﻻ ﻗﺒﻠﻬﺎ!
ﻓــﻬــﻞ أرادوا أن ﻳـﻜـﻮن اﻻﺣــــﺘــــﻔــــﺎل ﻓــــﻲ ١ ﻣــــــﺎرس، ﻟـــﻴـــﺴـــﺒـــﻘـــﻮا اﻵﺧــــــﺮﻳــــــﻦ ﻓــﻲ اﻟـــﺤـــﻔـــﺎوة ﺑـــﺸـــﺎﻋـــﺮﻫـــﻢ، ﻣـﺎ داﻣﺖ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ وﺑــﺬﻛــﺮى رﺣــﻴــﻠــﻪ، ﻓــﻼ ﻳﻬﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﺗﺠﻲء اﻟﺤﻔﺎوة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ أو ذاك؟!... رﺑﻤﺎ.
وﻣــﻊ ذﻟــﻚ، ﻓﺎﺣﺘﻔﺎل ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﻀﺒﺎب ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺄي اﺣﺘﻔﺎل... ﻟــﻘــﺪ ﺟــﻌــﻠــﻮه ﻳــﻮﻣــﴼ ﻟــﻜــﻞ ﻛـﻠـﻤـﺔ ﻣـﻜـﺘـﻮﺑـﺔ ﺑﲔ ﻏﻼﻓﲔ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻳﻮم ﻣﻦ ﻗﺒﻞ... ﻛﺎن اﻟﺼﻘﻴﻊ ﻳﻐﻄﻲ أﻏـﻠـﺐ أوروﺑـــﺎ، وﻓــﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ اﳌﻜﺘﺒﺎت، وﻻ اﳌــــﺘــــﺎﺣــــﻒ، وﻻ اﻟــــﺒــــﻴــــﻮت، ﻣــــﻦ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﺑﻠﻎ ﺻﺪاﻫﺎ أﻧﺤﺎء اﻷرض، وﻛﺄن اﻟﻘﺼﺪ أن ﻳـﻘـﺎل إن اﻟــﻘــﺎرئ اﻟــﻮرﻗــﻲ ﻻ ﻳـﺰال ﻳﺘﺮﺑﻊ ﻓﻮق ﻋﺮﺷﻪ، وإن اﻟﻘﺎرئ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻣــﻮﺟــﻮد، وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ اﻷﺻـــﻞ، وإن اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻄﺒﻮﻋﴼ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﻣﺘﻌﺔ ﻻ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﻮاه.
وﻳـــﺒـــﺪو أن ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ رأت أن اﺣﺘﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي اﺧﺘﺎره اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎل، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺼﺪ أن ﻳـﻜـﻮن اﺣـﺘـﻔـﺎؤﻫـﺎ ﺑــﻪ ﻓــﺮﻳــﺪﴽ، وأﻻ ﻳﺨﺘﻠﻂ وﻫﻮ ﻳﺠﺮي، ﺑﺄﺷﻜﺎل اﺣﺘﻔﺎل أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺪول، وﻗﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺎﺑﻌﻨﺎه ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪه ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.
ﻓــﻔــﻲ ١ ﻣـــــﺎرس اﳌــــﺎﺿــــﻲ، ﻏــــﺮد »ﻗــﺼــﺮ ﺑـﺎﻛـﻨـﻐـﻬـﺎم« ﻋـﻠـﻰ ﺣـﺴـﺎﺑـﻪ ﺑــﺼــﻮرة ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻫﺎ، وﻫﻲ ﺗﻄﺎﻟﻊ ﻛﺘﺎﺑﴼ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ اﻷﻣﻴﺮة ﻣﺎرﻏﺮﻳﺖ، وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻮرة ﺗﺤﻤﻞ ﺣـﻔـﺎوة ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺑـﺎﻟـﻜـﺘـﺎب، وﻟـﻴـﺲ ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﺣﺘﻔﻰ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى، وﻻ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ.
وﻣـــــﻦ اﻟـــﺤـــﻜـــﻢ إﻟـــــﻰ اﳌــــﻌــــﺎرﺿــــﺔ، ﺣـﻴـﺚ ﻏــﺮد ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ ﻛــﻮرﺑــﻦ، زﻋـﻴـﻢ ﺣــﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﳌﻌﺎرض، ﺑﺼﻮرة ﻟﻪ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧﻴﺮة، وﻗﺪ اﻓﺘﺮش اﻷرض وﺳﻂ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﻳﻄﺎﻟﻊ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺘﺎﺑﴼ.
وﺑـــﲔ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺼــﺮ، ﺣــﺘــﻰ وﻟــﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻄﺔ اﳌﻠﻜﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ رﻣﺰﻳﺔ، وﺑﲔ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﳌـﻌـﺎرض ﻋﻠﻰ اﻷرض، ﻛــﺎن اﺣﺘﻔﺎل اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟــﻮﻃــﻨــﻴــﺔ ﻫــﻮ اﻷﺷــــﺪ ﻟـﻔـﺘـﴼ ﻟــﻼﻧــﺘــﺒــﺎه ﺣــﻘــﴼ... ﻓـﺎﳌـﻜـﺘـﺒـﺔ ﻗــﺪ ﻏــــﺮدت ﻋــﻠــﻰ ﻣـﻮﻗـﻌـﻬـﺎ ﺑــﺼــﻮرة ﻟـﻬـﺎ ﺗـﻈـﻬـﺮ اﻟـﻜـﺘـﺐ ﻣـﺮﺻـﻮﺻـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷرﻓـــﻒ، وﻓﻖ ﻧﻈﺎم ﺑﺪﻳﻊ، ﺛﻢ راﺣﺖ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻛﻞ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻪ، ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎه أن اﳌﻮﺿﺔ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺟﺮت ﻋﻠﻰ أن ﻳﻠﺘﻘﻂ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺻﻮرة »ﺳﻴﻠﻔﻲ« ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﻀﻞ أن ﺗﻜﻮن ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟــﻠــﻜــﺘــﺎب، ﺻــــﻮرة »ﺷــﻴــﻠــﻔــﻲ«؛ ﻻ »ﺳــﻴــﻠــﻔــﻲ«! ﻓﺎﻟﺼﻮرة ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ »رف« اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﻨـﻲ «shelf» ﺑـﺎﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰﻳـﺔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ إﻟــﻰ ﻛﻠﻤﺔ »ﻧﻔﺲ« اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ «self» ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ذاﺗﻬﺎ.
ﺛﻼث ﻟﻘﻄﺎت إﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑـﺪأت ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺔ اﻟــﺒــﻼد، ﺛــﻢ ﻣـــﺮت ﺑــﺮﻣــﺰ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ، واﻧـﺘـﻬـﺖ ﺑﺎﳌﻜﺘﺒﺔ اﻷﻛــﺜــﺮ ﺷـﻬـﺮة ﻟــﺪى ﻛــﻞ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، وﻛـﺎﻧـﺖ ﻓـﻲ اﻟــﺤــﺎﻻت اﻟـﺜـﻼث ﺗـﺆﺳـﺲ ﳌﻜﺎﻧﺔ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺪث ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ آﺧﺮ! وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻮرة اﻟـ »ﺷﻴﻠﻔﻲ« ﻫﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز.
ﻓﻤﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﺼﻮر اﻟـ»ﺳﻴﻠﻔﻲ« ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟــﺪﻧــﻴــﺎ... وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻــﻮرة »ﺷﻴﻠﻔﻲ« واﺣــﺪة رأﻳﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ؛ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ واﺣﺪة ﻫﻲ ﻟﻨﺪن؛ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ واﺣﺪ ﻫﻮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.
ﺻــــــﻮرة »ﺷــﻴــﻠــﻔــﻲ« ﻟـــﻚ ﺗــﻀــﻌــﻬــﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺣﺴﺎﺑﻚ، ﻣﻐﺮدﴽ، ﻓﻲ ﻳﻮم اﻟﻜﺘﺎب، وﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻳﻮم اﻟﻜﺘﺎب، أﻓﻀﻞ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻦ أﻟﻒ ﺻﻮرة »ﺳﻴﻠﻔﻲ«.