ﻫﻞ ﻳﻨﺪم آرﺳﻨﺎل ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻞ ﻓﻴﻨﻐﺮ؟
رﻏﻢ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ أن ﻗﺮار اﳌﺪرب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻛﺎن اﻷﻛﺜﺮ ﺻﻮاﺑﴼ ﰲ ﻣﺴﲑﺗﻪ اﻟﻜﺮوﻳﺔ
اﳌـــــــﺆﻛـــــــﺪ أن ذروة ﺗــــﺄﻟــــﻖ آرﺳــﲔ ﻓﻴﻨﻐﺮ وﺣﻴﻠﻪ اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﻫـﺠـﺮﺗـﻪ ﻣـﻨـﺬ أﻣـــﺪ ﺑـﻌـﻴـﺪ ﻟـﺪرﺟـﺔ ﻟــﻢ ﻳـﻌـﺪ ﻣـﻌـﻬـﺎ أﺣـــﺪ ﻣــﻦ ﻣـﺮﻳـﺪﻳـﻪ ﻗــــــــﺎدرﴽ ﻋـــﻠـــﻰ اﳌــــﻀــــﻲ ﻓــــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ اﻹﻧــــﻜــــﺎر اﻟـــﺘـــﻲ ﻟــﻄــﺎﳌــﺎ ﺗــﺸــﺒــﺜــﻮا ﺑـﻬـﺎ. وﻣــﻊ ﻫــﺬا، ﻓـﺈﻧـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـــﺬي ﻳﺴﺘﻌﺪ اﳌــــﺪرب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﻋﻦ آرﺳﻨﺎل، رﺑﻤﺎ ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻹﻟﻘﺎء ﻧﻈﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻨﻮاﺗﻪ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﺎدي.
ورﺑـــﻤـــﺎ ﻳــﻜــﻮن اﻷﻣــــﺮ اﻷﻛــﺜــﺮ إﺛـــﺎرة ﻟـﻠـﺤـﺰن، أﻧــﻪ ﻣـﻦ ﺑـﲔ آﻻف وآﻻف اﻟــﻜــﻠــﻤــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺤـﺪﺛـﺖ ﻋﻦ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﻴﻮﻣﲔ اﳌـــﺎﺿـــﻴـــﲔ، ﻳــﺼــﻌــﺐ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﺮء ﺗﺬﻛﺮ ﻋﺒﺎرة واﺣﺪة ﺗﺤﺬر ﻣﻦ أن اﻟﻨﺎدي واﳌﺪرب رﺑﻤﺎ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ اﻟــﻮﻗــﻮع ﻓــﻲ ﺧـﻄـﺄ ﻓــــﺎدح، وﻋﻠﻰ اﻟـﻨـﻘـﻴـﺾ ﻣـﻤـﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ اﳌـــﺮء ﻛﻞ ﻳــــــﻮم، ﻓـــــﺈن ﻫـــــﺬا رﺑـــﻤـــﺎ ﻻ ﻳــﻜــﻮن اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﺮﺣﻴﻞ ﻓﻴﻨﻐﺮ.
ﻓـــــﻲ ﻫــــــﺬا اﻟـــــﺼـــــﺪد، ﻧــﺸــﺮت ﺻــﺤــﻴــﻔــﺔ »ﻟـــﻜـــﻴـــﺐ« اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ اﻟــﺮﻳــﺎﺿــﻴــﺔ رﺳــﻤــﴼ ﻛـﺎرﻳـﻜـﺎﺗـﻴـﺮﻳـﴼ ﻣــﻌــﺒــﺮﴽ ﻟــﻠــﻐــﺎﻳــﺔ، ﻇــﻬــﺮ ﺑـــﻪ اﺛــﻨــﺎن ﻣـﻦ ﻣﺸﺠﻌﻲ آرﺳـﻨـﺎل ﻳﺘﻨﺎوﻻن ﻣﺴﺄﻟﺔ رﺣـﻴـﻞ ﻓﻴﻨﻐﺮ وﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺨﻴﻞ ﺷﺨﺺ آﺧــﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺧــــﻂ اﻟـــﺘـــﻤـــﺎس اﳌــــﻮﺳــــﻢ اﳌــﻘــﺒــﻞ. وﻳـﻈـﻬـﺮ اﻟــﺮﺳــﻢ أﺣـــﺪ اﳌﺸﺠﻌﲔ ﻣــﻤــﺴــﻜــﴼ ﺑــﻌــﻠــﺒــﺔ ﻃـــــﻼء وﻳــﻜــﺘــﺐ ﻋﻠﻰ ﺟــﺪار ﺿﺨﻢ »ﻋــﺪ إﻟﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﻓﻴﻨﻐﺮ!« ﺑﺄﺣﺮف ﺣﻤﺮاء ﻛﺒﻴﺮة. وﺻــــــــــﺎح ﻓــــــﻲ وﺟـــــﻬـــــﻪ ﺻـــﺪﻳـــﻘـــﻪ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ: »أﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺼﺮخ ﺧﻼل اﳌــﺒــﺎرﻳــﺎت »ارﺣــــﻞ ﻳــﺎ ﻓﻴﻨﻐﺮ«؟« وأﺟــــﺎب اﻷول: »ﻧــﻌــﻢ، ﻟـﻜـﻦ ﻣﺜﻞ )ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ(، أﺧﺸﻰ أن أﻧﺪم ﻻﺣﻘﴼ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ«.
ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺟﺎء ﻫﺬا اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻜﺎرﻳﻜﺎﺗﻴﺮي ﻣﻌﺒﺮﴽ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ذﻟﻚ أن ﺛﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻻ ﻛﺒﻴﺮﴽ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺤﺎل ﺑﻤﻌﺴﻜﺮ اﳌﻄﺎﻟﺒﲔ ﺑﺮﺣﻴﻞ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺣﻤﻘﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء إذا ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺘﻘﺎل ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻟﻠﻤﺪرب اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑـﺴـﻼﺳـﺔ؛ اﻷﻣـــﺮ اﻟـــﺬي ﻏـﺎﻟـﺒـﴼ ﻣﺎ ﻳـــﺤـــﺪث ﺑــﺎﻟــﻔــﻌــﻞ ﻓــــﻲ ﻣــﺜــﻞ ﻫــﺬه اﻟـــﺤـــﺎﻻت. ورﺑــﻤــﺎ ﻳـﺠـﺪ آرﺳــﻨــﺎل ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻐـﻴـﻴـﺮ أﺻــﻌــﺐ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ ﻋﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﻪ اﳌـﺸـﺎرﻛـﻮن ﻓـﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻤﻠﺔ.
ﻓـــــﻲ اﻟـــــﻮﻗـــــﺖ ذاﺗــــــــــﻪ، ﻳــﺘــﻌــﲔ ﻋــﻠــﻴــﻨــﺎ ﺗـــﻮﺧـــﻲ ﺣــــﺬر ﺑـــﺎﻟـــﻎ إزاء اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻓﻲ وﻗﺖ ﻳﻔﺼﻞ آرﺳـﻨـﺎل ﻋـﻦ آﺧــﺮ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﺣﺼﺪﻫﺎ ٤١ ﻋﺎﻣﴼ ﻛﺎﻣﻠﺔ، وﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٣٣ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﺔ ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻟــــﺪوري اﳌــﻤــﺘــﺎز. وإذا ﻛـﻨـﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷدﻟـﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟـﻨـﺎدي ﻓﻘﺪ ﺣﻤﺎﺳﻪ وﳌﺴﺘﻪ اﻟــﺴــﺤــﺮﻳــﺔ داﺧــــــﻞ اﳌـــﻠـــﻌـــﺐ، ﻓــﺈن آرﺳـﻨـﺎل ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺪوري اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ درﺟــﺎﺗــﻪ اﻟــﺬي ﻟــﻢ ﻳﺤﺼﺪ ﻧﻘﻄﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﺒﺎرﻳﺎﺗﻪ ﺧﺎرج أرﺿﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم. ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، اﳌﺪرﺑﻮن، ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣــﺜــﻞ اﻟـــﻼﻋـــﺒـــﲔ، ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﻳﻤﺮوا ﺑﻔﺘﺮات ﺗﺄﻟﻖ وﻓﺘﺮات ﺧﻔﻮت. وﻣﻊ ﻫـﺬا، ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﻗــﺒــﻴــﻞ اﳌــﺒــﺎﻟــﻐــﺔ ﻓـــﻲ ﺣـــﻖ ﻓﻴﻨﻐﺮ اﻟـــﻘـــﻮل إن ﻓـــﺘـــﺮة ﺧــﻔــﻮﺗــﻪ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣﺆﻗﺘﺔ ووﺟﻴﺰة، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ أرض اﻟــــﻮاﻗــــﻊ اﺳــﺘــﻤــﺮت ﻟـﻔـﺘـﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.
ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ، رﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻻﺳﺘﻌﺮاض أوﺟــﻪ اﻟـﻘـﺼـﻮر ﻓـﻲ أداء ﻓﻴﻨﻐﺮ، ﻟــﻜــﻦ رﺑـــﻤـــﺎ ﻳـــﻮﺟـــﺰ ﻣـــﻮﻗـــﻒ ﺳﻴﺮ أﻟــﻴــﻜــﺲ ﻓــﻴــﺮﻏــﺴــﻮن، اﻟــــﺬي ﻛــﺎن ﻓـــﻴـــﻤـــﺎ ﻣــــﻀــــﻰ اﻟــــــﻌــــــﺪو اﻟـــــﻠـــــﺪود ﳌــــﺪرب آرﺳـــﻨـــﺎل، واﻟـــــﺬي وﺻــﻒ ﻧـــﻔـــﺴـــﻪ ﺑــــﺄﻧــــﻪ ﻣــــﺴــــﺮور ﺑــﺴــﻤــﺎع ﻧــﺒــﺄ رﺣــﻴــﻞ ﻓـﻴـﻨـﻐـﺮ ﻋــﻦ اﻟــﻨــﺎدي؛ ﻧﻈﺮﴽ ﻷن ذﻟـﻚ ﻳﻜﻔﻞ ﻟـ»ﺻﺪﻳﻘﻪ« ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺨﺮوج ﺑﺼﻮرة ﻣﻼﺋﻤﺔ. ﻣـــــﺴـــــﺮور؟ ﺣـــﺘـــﻰ ﻟــــﻮ ﺗــﺠــﺎﻫــﻠــﻨــﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑـﲔ اﻟـﺮﺟـﻠـﲔ، ﺗﻈﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻓﻴﺮﻏﺴﻮن ﻳﺘﻘﻠﺪ ﻣﻨﺼﺒﴼ رﻓﻴﻌﴼ داﺧــــﻞ راﺑـــﻄـــﺔ ﻣـــﺪرﺑـــﻲ اﻟـــــﺪوري، وﻟــﻴــﺲ ﻫــﺬا اﻟـﻠـﻔـﻆ اﻟـــﺬي ﻳﺠﺮي اﺳـــﺘـــﺨـــﺪاﻣـــﻪ ﻓـــــﻲ اﻟـــــﻌـــــﺎدة ﻟـــﺪى اﺗــﺨــﺎذ أﺣـــﺪ زﻣــــﻼء اﳌــﻬــﻨــﺔ، رﻏـﻢ أن ﻓـﺘـﺮة ﺗـﻌـﺎﻗـﺪه ﻟـﻢ ﺗﺼﻞ ﺣﺘﻰ ﻟﻠﻨﺼﻒ، ﻗـﺮارﴽ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ﺣﻔﺎﻇﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﺎء اﻟﻮﺟﻪ ﻟﺘﺠﻨﺐ اﻟﺘﻌﺮض ﻟـﻺﺟـﺒـﺎر ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﺣـﻴـﻞ. وﺑـﺬﻟـﻚ، ﻧـﺠـﺪ أن ﻣــﺎ ﻳـﻘـﺼـﺪه ﻓﻴﺮﻏﺴﻮن ﻫﻨﺎ أن ذﻟﻚ اﻟﻘﺮار ﻳﺠﻨﺐ ﻓﻴﻨﻐﺮ اﻟﺘﻌﺮض ﻷي ﻣﻮاﻗﻒ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ ﻣﺸﺠﻌﻲ آرﺳــﻨــﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳـــﻤـــﺎرﺳـــﻮن ﺿـــﻐـــﻮﻃـــﴼ ﻣــــﻦ أﺟـــﻞ رﺣﻴﻞ اﳌﺪرب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.
اﻟــــﻼﻓــــﺖ، أن اﻟــﺠــﻠــﻴــﺪ اﻟــــﺬي ﻫﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﲔ اﻟﺮﺟﻠﲔ ﺑﺪأ ﻳﺬوب ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻓـﻴـﺮﻏـﺴـﻮن ﻓـﻘـﻂ ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ أﺻـﺒـﺢ ﻏﻴﺮ ﻣﻀﻄﺮ إﻟﻰ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ إزاءه ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺪرب ﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ ﻳﻮﻧﺎﻳﺘﺪ، وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ. وﻋﻠﻴﻪ، أﻋﻠﻦ ﻓﻴﺮﻏﺴﻮن ﺿﻤﻨﻴﴼ وﻗـــﻒ إﻃــــﻼق ﻧـــﺎر ﺑــﺸــﺮوﻃــﻪ ﻫﻮ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺑـــﺪأ ﻓـﻴـﻨـﻐـﺮ ﻳــﺘــﻮﻗــﻒ ﻋﻦ ﺣﺼﺪ ﺑﻄﻮﻻت اﻟﺪوري، وأﺻﺒﺢ ﻗـﺎﻧـﻌـﴼ ﺑــﺒــﻄــﻮﻻت ﻛـــﺄس اﻻﺗــﺤــﺎد اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي. وﻋﻠﻴﻪ، رﺑﻤﺎ ﻧﻐﻔﺮ ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ آرﺳــﻨــﺎل ﻟــﻮ ﺧﺎﻟﺠﻬﺎ اﻟﺤﻨﲔ ﻟﻸﻳﺎم اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ﺣﺮﺑﴼ ﺿﺮوﺳﴼ ﺑﲔ اﻟﺮﺟﻠﲔ.
ﺑــــــــــﺪﻻ ﻋــــــﻦ ذﻟــــــــــﻚ، ﻧــــﺠــــﺪ أن آرﺳـــــﻨـــــﺎل أﻧـــﺠـــﺰ اﳌـــــﻮاﺳـــــﻢ اﻟــــــ٠١ اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﺑـــﻔـــﺎرق ٣١ ﻧــﻘــﻄــﺔ ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻋﻦ ﻗﻤﺔ ﺟﺪول ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻧــــﺪﻳــــﺔ، وأي ﺷــﺨــﺺ ﺳﻴﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺳﻴﺪرك أﻧــﻪ ﻣـﺎ ﻣـﻦ ﺣـﺎﺟـﺔ إﻟــﻰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑــﺸــﺪة ﺑـﺎﳌـﺜـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﻬـﺠـﻮﻣـﻴـﺔ ﻟﻮ أﻧـﻬـﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟــﻼﻋــﺒــﲔ ﻻ ﻳـﺴـﺘـﺤـﻘـﻮن ارﺗــــﺪاء ﻗـــﻤـــﺼـــﺎن ﻧــــــــﺎدي آرﺳــــــﻨــــــﺎل. ﻓــﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ، ﺳــﻴــﺮث اﳌــــﺪرب اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﺮﻳﻘﴼ ﺑﻠﻎ ﺣﺪﴽ ﺑﺎﻟﻐﴼ ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ واﻟﻬﺸﺎﺷﺔ. ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى، ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻳﻨﻔﺾ اﳌﺮء ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ اﻟــﺸــﻌــﻮر ﺑــــﺄن ﺧــﻄــﺎب اﺳـﺘـﻘـﺎﻟـﺔ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎه إﻳﺤﺎء ﺑﺄن ﻛﺒﺎر ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻟﻨﺎدي ﻋﻘﺪوا أﻣــــﺮﻫــــﻢ ﺑـــﺎﻟـــﻔـــﻌـــﻞ ﺑــﺨــﺼــﻮﺻــﻪ. ورﺑــﻤــﺎ ﻳــﺮى اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮون، أﻧــﻪ ﻣﻦ اﻷﻓــــــﻀــــــﻞ اﻹﻋـــــــــــﻼن ﻋــــــﻦ رﺣـــﻴـــﻞ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﺑﻬﺬه اﻟــﺼــﻮرة، ﺑــﺪﻻ ﻋﻦ إﻗﺪام ﻛﺒﺎر اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﲔ ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺎدي ﻋـــﻠـــﻰ اﺗــــﺨــــﺎذ ﺧــﻄــﻮة ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ أﻧـﻬـﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﻓﻲ ﺣـــﺎﻟـــﺔ إﻧــــﻜــــﺎر، وأﻧـــﻬـــﻢ ﻣـــﺪرﻛـــﻮن ﺗﻤﺎﻣﴼ ﺣﺠﻢ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺬي أﺻﺎب اﻟﻔﺮﻳﻖ.
وﺗـــﻜـــﻤـــﻦ اﻷﻫـــﻤـــﻴـــﺔ ﻫـــﻨـــﺎ ﻓـﻲ أﻧـــــﻪ ﻻ ﻳـــﺒـــﺪو أن ﺛــﻤــﺔ ﻣــــﻦ ﻳــﺮى أن ﻓﻴﻨﻐﺮ أﺧــﻄــﺄ ﺑــﺎﺗــﺨــﺎذه ﻗــﺮار ﻣﻐﺎدرة اﻟﻨﺎدي. ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻮﻗﺖ ﺣﺎن ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻗﺪر ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣــــﻊ ﺟـــﻤـــﺎﻫـــﻴـــﺮ اﻟــــــﻨــــــﺎدي، وﳌــــﻞء اﳌـــﺴـــﺎﺣـــﺎت اﻟـــﻮاﺳـــﻌـــﺔ اﻟــﺨــﺎﻟــﻴــﺔ ﻣـﻦ اﳌــﺪرﺟــﺎت ﻣـﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ، وﻟﻜﻲ ﻳﻌﻮد اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪوا ﺷﻐﻔﻬﻢ ﺗﺠﺎه آرﺳﻨﺎل إﻟﻰ أﺣﻀﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ورﺑﻤﺎ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ اﻟﻜﺎرﻳﻜﺎﺗﻴﺮ اﻟﺬي ﻧﺸﺮﺗﻪ »ﻟﻜﻴﺐ«، ﻓﺈﻧﻪ رﺑﻤﺎ آن اﻷوان ﻟﺒﻌﺾ أﻗـﺴـﻰ اﻟﻨﻘﺎد اﳌـــﺘـــﺤـــﻤـــﺴـــﲔ ﺿـــــﺪ ﻓــﻴــﻨــﻐــﺮ ﻷن ﻳــﺘــﻮﻗــﻔــﻮا ﺑـــﺮﻫـــﺔ وﻳــﻠــﻘــﻮا ﻧــﻈــﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ اﻷﻋﻮام اﻟـ٢٢ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻟﻴﺬﻛﺮوا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑـﺄن اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟــﺠــﻴــﺪة ﻛــﺎﻧــﺖ أﻛــﺜــﺮ ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ ﻋﻦ اﻷﺧﺮى اﻟﺴﻴﺌﺔ. ﺟــﺪﻳــﺮ ﺑـــﺎﻟـــﺬﻛـــﺮ، أﻧــــﻪ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ أﻋﻠﻦ اﺧﺘﻴﺎر ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻟﺘﻮﻟﻲ ﺗﺪرﻳﺐ آرﺳﻨﺎل ﻓﻲ ٢٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ٦٩٩١ ﻟــﻢ ﻳــﻜــﻦ اﳌــــﺪرب اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ ﻣﻌﺮوﻓﴼ ﻟﺪى اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ. ﺻﺤﻴﻔﺔ »إﻳﻔﻨﻨﻎ ﺳـﺘـﺎﻧـﺪرد« اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ أﺣﺪ ﺑﻔﺮﺻﺔ ﻧﺴﻴﺎن اﻟـــﻌـــﻨـــﻮان اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮ ﻟــﻬــﺎ »آرﺳــــﲔ ﻣـــــــــﻦ؟«، وإن ﻛــــــﺎن اﻹﻧــــﺼــــﺎف ﻳﻘﺘﻀﻲ اﻻﻋـﺘـﺮاف ﺑـﺄن ﻫﺬا اﻟـــــــﺴـــــــﺆال ﺗــــــــــﺮدد ﻋــﻠــﻰ أﻟـﺴـﻨـﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ. وﻛﺎن رد ﻓﻌﻞ ﻗﺎﺋﺪ آرﺳﻨﺎل ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻮﻧﻲ آدﻣــﺰ اﻷول ﺑﻤﺠﺮد ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺧﺒﺮ ﺗﻌﻴﲔ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻣﺪرﺑﴼ ﻵرﺳﻨﺎل، ﺗﺴﺎؤﻟﻪ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﴽ: »ﻫﻞ ﺳﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻲ اﻟﻠﻌﺐ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة رﺟﻞ ﻓﺮﻧﺴﻲ؟ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻚ ﺗﻤﺰح!«.
ﻣــــــﻦ ﺟــــﻬــــﺘــــﻪ، ﺗـــــﺤـــــﺪث ﻧــﻴــﻚ ﻫﻮرﻧﺒﻲ، اﻟﻜﺎﺗﺐ وأﺣﺪ ﻣﺸﺠﻌﻲ آرﺳــــﻨــــﺎل، ﻋـــﻦ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﻠــﺤــﻈــﺔ ﻓـﻲ ﻛﺘﺎب »ﻓﻴﻨﻐﺮ: ﺻﻨﺎﻋﺔ أﺳﻄﻮرة« اﻟﺬي أﻟﻔﻪ ﺟﺎﺳﺒﺮ رﻳﺰ، ﻗﺎﺋﻼ إن: »إﺣﺪى اﻟﺼﺤﻒ ﻃﺮﺣﺖ ﺛﻼﺛﺔ أو أرﺑﻌﺔ أﺳﻤﺎء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﺘﻮﻟﻲ ﺗــﺪرﻳــﺐ آرﺳــﻨــﺎل ﻓــﻲ أﻋــﻘــﺎب ﻃﺮد ﺑـــﺮوس رﻳــﻮﺗــﺶ. ﻛـﺎﻧـﺖ اﻷﺳـﻤـﺎء ﻓﻴﻨﺎﺑﻠﺰ وﻛﺮوﻳﻒ، ﺛﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ آرﺳﲔ ﻓﻴﻨﻐﺮ. وأﺗﺬﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﻗﻠﺖ ﺑﺼﻔﺘﻲ ﻣﺸﺠﻌﴼ ﻟﻠﻔﺮﻳﻖ: »أراﻫﻦ أن اﳌﺪرب اﻟﻘﺎدم آرﺳﲔ ﻓﻴﻨﻐﺮ... ﺛﻘﻮا أن آرﺳﻨﺎل ﺳﻴﻌﲔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻮا ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻂ«.
ورﻏـــﻢ أن اﺧــﺘــﻴــﺎره ﻳﻨﻄﻮي ﻋــــﻠــــﻰ ﻣـــــﺨـــــﺎﻃـــــﺮة، ﻓــــﺈﻧــــﻪ إذا ﻣــﺎ ﻧﺠﺢ ﺳﻴﺼﺒﺢ آرﺳـﻨـﺎل )واﻟﻜﺮة اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰﻳــﺔ ﺑــﻮﺟــﻪ ﻋــــﺎم( أﻓـﻀـﻞ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﺑﻔﻀﻠﻪ«. وﻣـﻊ ﻫــﺬا، أﺑـﺪت اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ ﺗﺸﻜﻜﻬﺎ إزاء ﺟــﺪوى اﺧــﺘــﻴــﺎر ﻓـﻴـﻨـﻐـﺮ. وﻣـــﻊ ذﻟـــﻚ ﻋﻠﻰ ﺗــﻜــﺮار ﻫـــﺬا اﻹﻧــﺠــﺎز ﻓــﻲ ﻏـﻀـﻮن ﺑـﻀـﻊ ﺳــﻨــﻮات. ﻛـﻤـﺎ أن ﺑـﻄـﻮﻻت ﻛـــﺄس اﻻﺗــﺤــﺎد اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰي اﻟﺘﻲ ﺣــﺼــﺪﻫــﺎ ﻣـــﻊ آرﺳــــﻨــــﺎل وﺣــﺪﻫــﺎ ﺗﻌﺎدل إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻋـﺪد اﳌــﺮات اﻟﺘﻲ ﻓﺎز ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺸﻴﻠﺴﻲ وﻟﻴﻔﺮﺑﻮل ﻣﻌﴼ ﺧﻼﻟﻪ ٦٢ ﻓﻮزﴽ و٢١ ﺗﻌﺎدﻻ، وأﻧﺠﺰ اﳌﻮﺳﻢ دون ﻫﺰﻳﻤﺔ واﺣﺪة.
واﻣـــﺘـــﺪت ﻣــﺴــﻴــﺮة اﳌــﺒــﺎرﻳــﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻬﺰم آرﺳﻨﺎل ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ ٩٤ ﻣﺒﺎراة، ورﺑﻤﺎ ﻳﻤﺮ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻤﻜﻦ أي ﻓﺮﻳﻖ آﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ اﻟـﻘـﻴـﺎﺳـﻲ. وﻛـــﺎن اﻟــﺮﻗــﻢ اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٢٤ ﻣﺒﺎراة، وﻣﺴﺠﻞ ﺑﺎﺳﻢ ﻧﻮﺗﻨﻐﻬﺎم ﻓـﻮرﺳـﺖ وﺻـﻤـﺪ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد رﺑﻊ ﻗﺮن.
ﻣــــــﻦ ﺟـــــﺎﻧـــــﺒـــــﻪ، ﻗــــــــﺎل اﳌــــــــﺪرب اﻟــﺸــﻬــﻴــﺮ اﻟـــﺮاﺣــــﻞ ﺑـــﺮﻳـــﺎن ﻛــﻠــﻮف: »آرﺳــﻨــﺎل ﻓﺮﻳﻖ ﻣﺬﻫﻞ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﻟﻘﺪ أوﺷﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل ﳌﺴﺘﻮى ﺗﺄﻟﻘﻨﺎ ذاﺗـــﻪ«. وﻣــﻊ ﻫــﺬا، ﻻ ﺑـﺪ أن ﻛـﻠـﻮف ﺑـﺪاﺧـﻠـﻪ ﻛــﺎن ﻣـﺪرﻛـﴼ ﻟﻔﻜﺮة أن اﻟﺘﻔﻮق ﺑﻤﺠﺎل اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻟﻴﺲ ﺣﻜﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻔﻮزون ﺑﺒﻄﻮﻻت اﻟﻜﺄس اﻷوروﺑﻴﺔ.
وﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﺟﻬﻮد ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻓﻲ إﺣﺪاث ﺗﺤﻮل داﺧﻞ آرﺳﻨﺎل اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ أﺛﺎر اﺳﺘﻬﺠﺎن اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ، وﺗﻌﺮض ﻻﻧﺘﻘﺎدات ﻻذﻋﺔ ﺑﺴﺒﺐ أداﺋﻪ اﳌﻤﻞ داﺧﻞ اﳌﻠﻌﺐ. اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟــﻚ، أﻧــﻪ ﻧﺠﺢ ﻓـﻲ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻓﺮﻳﻖ ﻳــﻀــﻢ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻻﻋــﺒــﲔ ﻗــﺎدرﻳــﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣــﻬــﺎرات ﻓﻨﻴﺔ رﻓﻴﻌﺔ وإﺑـــــﺪاء ﻗـــﺪر ﻣـﺒـﻬـﺮ ﻣــﻦ اﻟـﺼـﻼﺑـﺔ. وﺿــﻢ ﻓـﺮﻳـﻘـﻪ ﻋـــﺪدﴽ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﻼﻋـــﺒـــﲔ أﺻــــﺤــــﺎب اﻟــﻘــﺎﻣــﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ﺳﺖ أﻗــﺪام أو أﻛــﺜــﺮ ﻟــﺪرﺟــﺔ أن ﺳـــﺎم أﻻرداﻳـــــﺲ، اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺗﺪرﻳﺐ ﺑﻮﻟﺘﻮن واﻧـــﺪررز ﺣﻴﻨﺬاك، ﻗـﺎل إن ﻻﻋﺒﻴﻪ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﺨﻮف ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻄﻒ اﻟﻔﺮﻳﻘﺎن ﻓﻲ اﳌﻤﺮ اﳌﺆدي إﻟﻰ أرض اﳌﻠﻌﺐ.
وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻋﻨﺪ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ أﺿــﻔــﺖ روﺣــــﴼ ﻣــﻤــﻴــﺰة ﻋﻠﻰ اﻟـــــﻔـــــﺮق اﻟــــﺘــــﻲ ﺗــــﻮﻟــــﻰ ﺗـــﺪرﻳـــﺒـــﻬـــﺎ. وﻛـﺎن ﻣﺪرﻛﴼ أن ﻓﺮﻳﻘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻣــﻌــﻪ ﻻ ﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ ﺗـﻤـﺮﻳـﺮ اﻟــﻜــﺮة ﺑــﺪﻗــﺔ واﻻﺳــﺘــﺤــﻮاذ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣـﻌـﻬـﺎ ﺑـﻠـﻄـﻒ ﻛــﻤــﺎ ﻟﻮ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺻﺪﻳﻘﴼ ﻋــﺰﻳــﺰﴽ ﻣــﺎ ﻟــﻢ ﻳﻀﻢ ﻻﻋـﺒـﲔ ﻣـﻮﻫـﻮﺑـﲔ أﻣــﺜــﺎل ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻓــﻴــﻴــﺮا أو إﻳــﻤــﺎﻧــﻮﻳــﻞ ﺑـﻴـﺘـﻴـﺖ ﻓﻲ ﺧﻂ اﻟﻮﺳﻂ. ﻛﻤﺎ ﺑﺪا ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻣﺪرﻛﴼ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن أﻓﻀﻞ اﳌﻬﺎﺟﻤﲔ، ﻣﺜﻞ ﺗﻴﺮي ﻫﻨﺮي ودﻳﻨﻴﺲ ﺑﻴﺮ ﻛﺎﻣﺐ، ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻣﺰﻳﺠﴼ ﻣﻦ ﻣﻬﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻌﺰزﻫﺎ ﺷﺠﺎﻋﺔ وروح ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ. ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ، ﺑﺪا آرﺳﻨﺎل ﺧــﻼل ﺳـﻨـﻮات ﺗﺄﻟﻘﻪ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﻓﻴﻨﻐﺮ ﺳﺎﺣﺮﴽ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔ.
أﻣﺎ اﳌﺒﺎراة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﺬﻫﻨﻲ ـ وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﻬﲔ ﺑــﺎﻟــﻨــﻈــﺮ إﻟــــﻰ أﻧــﻨــﻲ ﻣــﻄــﺎﻟــﺐ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎء ﻣﺒﺎراة واﺣــﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ٢٢ ﻋﺎﻣﴼ ـ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ أرض اﺳﺘﺎد إﻳﻼﻧﺪ رود ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ٢٠٠٢، ﻓﻲ وﻗـﺖ ﻛـﺎن ﻳﺠﺮي اﻟﻨﻈﺮ إﻟـﻰ ﻟﻴﺪز ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره واﺣﺪﴽ ﻣﻦ اﻟﻔﺮق اﻟﻜﺒﺮى ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻼد. ﻛﺎن ﻟﻴﺪز ﻗﺪ أﻧﺠﺰ ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻟﺪوري ﻓﻲ اﳌﺮﻛﺰﻳﻦ اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﺨﺎﻣﺲ ﺧﻼل اﳌﻮﺳﻤﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺑﻠﻮﻏﻪ دور ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻟﺔ دوري أﺑﻄﺎل أوروﺑـــــﺎ. وﺑـــﺪأ ﻟــﻴــﺪز ﻣﺨﻴﻔﴼ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧــﺎص ذﻟــﻚ اﻟـﻴـﻮم. واﻧﺘﻬﺖ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺑﻔﻮز آرﺳﻨﺎل ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ٤ – ١، وﺟﺎء أداؤﻫـﻢ ﻣﺘﺄﻟﻘﴼ وراﺋﻌﴼ ﻟﺪرﺟﺔ أن أﺣﺪﴽ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮض ﻻﺣﻘﴼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻳﻌﻘﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺎت ﻣﻊ ﻓﺮق رﻳﺎل ﻣﺪرﻳﺪ، وﺑﻮروﺳﻴﺎ ﻣــــﻮﻧــــﺸــــﻨــــﻐــــﻼدﺑــــﺎخ، وأﻳــــــﺎﻛــــــﺲ، وﻟﻴﻔﺮﺑﻮل اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ أﺳﻠﻮب ﺗﻔﻜﻴﺮه. وأﻛﺪ ﻓــﻴــﻨــﻐــﺮ أن ﻓــﺮﻳــﻘــﻪ ﻳــﺤــﻤــﻞ ﺷـﻴـﺌـﴼ ﻣــﺸــﺘــﺮﻛــﴼ ﻣـــﻊ ﻛـــﻞ ﻣـــﻦ ﻫـــﺬه اﻟــﻔــﺮق اﻟــــﺮاﺋــــﻌــــﺔ. ووﺻــــــﻒ أداءه ﺑــﺄﻧــﻪ: »ﻳــﺸــﻜــﻞ ﺧــﻄــﺮﴽ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻜــﺎن ﻣﻦ اﳌﻠﻌﺐ، وﻳﻤﻠﻚ روﺣﴼ راﺋﻌﺔ، وﻣﻦ اﳌﻤﺘﻊ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ«.
وﺳﺌﻞ ﻓﻴﻨﻐﺮ ذات ﻣﺮة ﻟﻮ أن ﺑﻤﻘﺪور ﻓﺮﻳﻘﻪ ﻫﺰﻳﻤﺔ اﻟﺒﺮازﻳﻞ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﺪت ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺧﻤﺲ ﻣﺮات؟ وأﺟﺎب اﳌﺪرب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ: »ﻣـــﻦ اﻟــﺼــﻌــﺐ اﻹﺟـــﺎﺑـــﺔ ﻋــﻦ ﻫــﺬا اﻟﺴﺆال، ﻟﻜﻦ إذا ﻧﺠﺢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﺒﺎراة، ﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أن اﻟﺘﺬاﻛﺮ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﺳﺘﺒﺎع ﻋﻦ آﺧﺮﻫﺎ«. إﻻ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻢ ﻳﺠﺮ اﺗﺨﺎذ أي ﺧﻄﻮات ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﺜﻞ ﻫــﺬا اﻟـﺤـﺪث، وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟــﺘــﺪﻫــﻮر اﻟــــﺬي أﺻــــﺎب آرﺳــﻨــﺎل ﺧــــﻼل اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﻟــﺘــﺎﻟــﻴــﺔ، ﺛـﻤـﺔ اﺣﺘﻤﺎل ﻛﺒﻴﺮ أن ﻓﻴﻨﻐﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺮﺣﺐ ﺑـﺨـﻮض ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺳــــــﺎور ﻛــﺜــﻴــﺮﻳــﻦ اﻻﻋـــﺘـــﻘـــﺎد ﺑــﺄن ﻓﺮﻳﻖ آرﺳﻨﺎل ﻳﺸﻜﻞ أروع ﻓﺮﻳﻖ ﻣـــﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻜــﺮة اﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰﻳـﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻧﺸﺄت ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻷداء اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻟﻜﻠﻮف، وﻋﺎﻳﺸﺖ ﺳﻨﻮات ازدﻫﺎر ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل وأﻣﺠﺎد ﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ ﻳﻮﻧﺎﻳﺘﺪ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﻓـﻴـﺮﻏـﺴـﻮن، وأﻋـﺘـﻘـﺪ أن آرﺳـﻨـﺎل ﻓﻲ ﻋﺼﺮه اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻛﺎن ﻗﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﺼـﺪي ﻟـﻬـﻢ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﺑــﺠــﺪارة. وأﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﻓﻴﻨﻐﺮ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ إﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﺘﻊ ﺣﻘﴼ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ داﺧﻞ أرض اﳌﻠﻌﺐ.