»أﻃﻔﺎل اﻟﺠﺒﺎل«... ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺠﺰاﺋﺮ
أﻓــــــــــــﺎدت وزارة اﻟـــــﺪﻓـــــﺎع اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮﻳــﺔ أﻣــــﺲ ﺑــــﺄن ﻋـﺎﺋـﻠـﺔ ﻣﺘﻄﺮف ﺗﺘﻜﻮن ﻣــﻦ ٠١ أﻓــﺮاد ﺳــــﻠــــﻤــــﻮا أﻧـــﻔـــﺴـــﻬـــﻢ ﻟــﻠــﺠــﻴــﺶ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺟﻴﺠﻞ )٠٠٣ ﻛﻠﻢ ﺷﺮق اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ(، ﻳﻮﺟﺪ ﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻃﻔﺎل، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﺮح ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣــﻌــﻘــﺪة ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻠـﺴـﻠـﻄـﺎت، ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ وﺳﺒﻞ إدﻣــﺎج »اﻷﻃـــــﻔـــــﺎل اﻟــــﺬﻳــــﻦ وﻟـــــــﺪوا ﻓـﻲ ﻣﺨﺎﺑﺊ اﻹرﻫﺎب ﺧﻼل ﺳﻨﻮات اﻟﺪم واﻟﺪﻣﻮع«، ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ.
وﺗــﻌــﺮف ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺟـﻴـﺠـﻞ، ﻋـﻠـﻰ وﺟـــﻪ اﻟــﺘــﺤــﺪﻳــﺪ، »ﺣـﺮﻛـﺔ ﺗـﻮﺑـﺔ« ﻓـﻲ ﺻـﻔـﻮف اﳌﺴﻠﺤﲔ اﻹﺳﻼﻣﻴﲔ، وﻛﺎﻧﺖ إﻟﻰ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ اﳌﻌﻘﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺬراع اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻟـ»اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ« اﳌﺤﻈﻮرة.
وﺟــــﺎء ﻓــﻲ ﺑــﻴــﺎن ﻟــﻠــﻮزارة أن ﻋــﺎﺋــﻠــﺔ اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻲ اﳌـﺴـﻤـﻰ »ف. ﺻــــــﺎﻟــــــﺢ«، ﺗـــﺘـــﻜـــﻮن ﻣــﻦ زوﺟــﺘــﻪ واﺑــﻨــﻪ اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ »ف. أﺳﺎﻣﺔ« وﺧﻤﺲ ﻧﺴﺎء، وﻃﻔﻞ ورﺿــﻴــﻌــﲔ. ﻣــﻮﺿــﺤــﺎ أن رب اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ اﻟـﺘـﺤـﻖ ﺑـﺎﻟـﺠـﻤـﺎﻋـﺎت اﳌــــﺘــــﺸــــﺪدة ﻋــــــﺎم ٨٩٩١، وﻗـــﺪ ﻧـــﺸـــﺮت اﻟـــــــــﻮزارة ﺛــــﻼث ﺻــﻮر ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل ﺑــــــﻮﺟــــــﻮه ﻣــــﻐــــﻄــــﺎة. وﻳــــﺮﺟــــﺢ أن اﻟـــﺼـــﻮر أﺧـــــﺬت ﻓـــﻲ ﻣـﻮﻗـﻊ ﻋﺴﻜﺮي.
وأﺿـــــــــــــــــﺎف اﻟـــــــﺒـــــــﻴـــــــﺎن أن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت وﻓﺮﻫﺎ أﻋﻀﺎء ﻋﺎﺋﻠﺔ اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ، »ﺳــﻤــﺤــﺖ ﻟــﺮﺟــﺎل اﻷﻣـــــــﻦ ﺑـــﺎﺳـــﺘـــﺮﺟـــﺎع ﻣــﺴــﺪس رﺷﺎش ﻣﻦ ﻧﻮع ﻛﻼﺷﻴﻨﻜﻮف، وﺛــــﻼﺛــــﺔ ﻣــــﺨــــﺎزن وﻛـــﻤـــﻴـــﺔ ﻣـﻦ اﻟــــﺬﺧــــﻴــــﺮة«. وﺗـــــﻢ ذﻟـــــﻚ داﺧــــﻞ ﻣﺨﺒﺄﻳﻦ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ اﳌﻴﻠﻴﺔ، ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺟﻴﺠﻞ. ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺪث اﻟﺒﻴﺎن ﻋﻦ »ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﺗﺜﺐ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﳌﻨﺘﻬﺠﺔ ﻣﻦ ﻃـﺮف اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــــﺎ ﺗـــﺒـــﻘـــﻰ ﻣـــــﻦ ﺷــــــﺮاذم اﻹرﻫــــﺎب، وﻣـﺤـﺎرﺑـﺔ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ«.
وﻟــــــﻢ ﻳــــﺬﻛــــﺮ ﺑــــﻴــــﺎن وزارة اﻟــﺪﻓــﺎع ﺷﻴﺌﺎ ﻋــﻦ ﻣﺼﻴﺮ رب اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﳌﺘﻄﺮف، أو أي ﺷﻲء ﻋـــــﻦ ﻇــــــــﺮوف ﻣـــــﻐـــــﺎدرة أﻓــــــﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻣﻌﺎﻗﻞ اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ، وﻻ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﻤﻮن ﻟـﻬـﺎ. وﻋـﺮﻓـﺖ ﺟﻴﺠﻞ ﻓــﻲ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﻧــــﺸــــﺎﻃــــﺎ ﻻﻓـــــﺘـــــﺎ ﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﲔ إرﻫــــﺎﺑــــﻴــــﲔ، ﻫـــﻤـــﺎ »اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ«، اﻟــﺘــﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﺒﺎء ﺗﻬﺎ »اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮة واﻟﻘﺘﺎل« ﻋﺎم ٨٩٩١، اﻟـﺘـﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺑـﺪورﻫـﺎ إﻟـــﻰ »اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة ﺑــﺒــﻼد اﳌــﻐــﺮب اﻹﺳــﻼﻣــﻲ« ﻣﻄﻠﻊ ٧٠٠٢، أﻣـﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ »اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻺﻧﻘﺎذ«، اﻟﺬي ﺣﻞ ﻧــﻔــﺴــﻪ ﻋــــﺎم ٩٩٩١ ﺑـــﻨـــﺎء ﻋﻠﻰ ﻣــــﻔــــﺎوﺿــــﺎت ﻣـــــﻊ اﳌــــﺨــــﺎﺑــــﺮات اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ، واﺳــﺘــﻔــﺎد أﻓـــﺮاده اﻟـــﺒـــﺎﻟـــﻎ ﻋــــﺪدﻫــــﻢ ٦ آﻻف ﻣـﻦ ﻋﻔﻮ رﺋﺎﺳﻲ، ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن أﺻـــﺪره اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻋـﺒـﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑــﻮﺗــﻔــﻠــﻴــﻘــﺔ ﺳــــﻤــــﺎه »اﻟـــــﻮﺋـــــﺎم اﳌــــﺪﻧــــﻲ«، وﻛـــــﺎن ﺣــﺪﻳــﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ.
وﻋــــــــــــــــــــــــــــﺎدة ﻣــــــــــــــﺎ ﺗـــــــﺄﺗـــــــﻲ »ﺗــــﻮﺑــــﺔ« اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﲔ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟـــ»ﻣــﻔــﺎوﺿــﺎت« ﻣــﻊ اﻟـﺠـﻴـﺶ، ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﻀﻰ ﺗﺴﺘﻐﺮق وﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ، ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﺣــﺎﻟــﻴــﺎ، وذﻟـــﻚ ﻟــﻮﺟــﻮد ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻟــﺪى »ﺑـﻘـﺎﻳـﺎ« اﳌـﺘـﺸـﺪدﻳـﻦ ﺑﺄن »اﻟﺠﻬﺎد« اﻟﺬي أﻋﻠﻨﻮه ﻣﻨﺬ ٥٢ ﺳﻨﺔ وﺻﻞ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪود.
وﻗـــﺪ ﺗــﺄﺗــﻲ »اﻟــﺘــﻮﺑــﺔ« ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﺤﺼﻠﺔ ﳌﺴﺎع أﺟـﺮاﻫـﺎ أﻗــﺎرب اﳌﺘﻄﺮف ﻣﻌﻪ، ﺑﻐﺮض إﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ »ﻗــﺎﻧــﻮن اﳌـﺼـﺎﻟـﺤـﺔ« )٦٠٠٢(، اﻟﺬي ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻐﺎء أﺣﻜﺎم اﻟـﺴـﺠـﻦ اﻟــﺘــﻲ ﺻـــﺪرت ﺑﺤﻘﻪ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻧﻔﺴﻪ وﺳﻼﺣﻪ ﻣﻦ دون أي ﺷﺮط.
وﺗــــﻄــــﺮح ﻋـــﺎﺋـــﻠـــﺔ اﳌــﺘــﺸــﺪد »ﺻـــﺎﻟـــﺢ«، اﻟــﺘــﻲ ﻋـــﺎد أﻓـــﺮادﻫـــﺎ إﻟـــــﻰ ﺣــﻀــﻦ اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ، ﺑــﺤــﺪة ﻣــــﺼــــﻴــــﺮ ﻣـــــــﺎ ﻳــــﺴــــﻤــــﻰ ﺣـــﺎﻟـــﻴـــﺎ »أﻃــﻔــﺎل اﻟـﺠـﺒـﻞ«، اﻟــﺬﻳــﻦ وﻟــﺪوا ﻓــﻲ ﻣـﺨـﺎﺑـﺊ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ، ﺑﻨﺎء ﻋـﻠـﻰ زواج ﻋــﺮﻓــﻲ ﻓــﻲ اﻟـﻐـﺎﻟـﺐ، وأﺣـــﻴـــﺎﻧـــﺎ ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ ﻻﻏــﺘــﺼــﺎب ﻧـﺴـﺎء ﺗــﻢ ﺧﻄﻔﻬﻦ ﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ »اﻟـــﺴـــﺒـــﻲ«. وﻓــــﻲ ﻫــــﺬا اﻟــﺼــﺪد ﺻـــــﺮح ﻋـــﺮﻋـــﺎر ﻋــﺒــﺪ اﻟــﺮﺣــﻤــﻦ، رﺋــــﻴــــﺲ اﻟـــﺸـــﺒـــﻜـــﺔ اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮﻳـــﺔ ﻟــــﻠــــﺪﻓــــﺎع ﻋـــــﻦ ﺣــــﻘــــﻮق اﻟـــﻄـــﻔـــﻞ، ﻟــﻠــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ ﻓــــﻲ وﻗـــــﺖ ﺳـــﺎﺑـــﻖ، ﺑﺄن ﻋﺪد اﻷﻃﻔﺎل اﳌﻮﻟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻔﻮق ٠٠٦ ﻃﻔﻞ، ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋﺎدة ﺑﲔ ٥ و٥١ ﺳﻨﺔ. وﻻ ﻳـــﺰال اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺴﻌﻰ إﻟــــــﻰ اﻟــــﺤــــﺼــــﻮل ﻋـــﻠـــﻰ وﺛـــﺎﺋـــﻖ إﺛﺒﺎت ﻫﻮﻳﺔ، ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﻣﺠﺎل اﻟﺪﺧﻮل ﻟﻠﻤﺪارس، واﻟﺤﺼﻮل ﻋـﻠـﻰ وﺛــﺎﺋــﻖ إدارﻳــــﺔ ﺿــﺮورﻳــﺔ، ﻛﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ وﺟﻮاز اﻟﺴﻔﺮ.
وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻳﺘﻜﻔﻞ ﺑﻬﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل، اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳـــــــــﺰال اﻟـــﻜـــﺜـــﻴـــﺮ ﻣـــﻨـــﻬـــﻢ ﻓــﻲ ﻣــﻌــﺎﻗــﻞ اﻹرﻫــــــــﺎب. ﻋــﻠــﻤــﺎ ﺑــﺄن »ﻗــــﺎﻧــــﻮن اﳌـــﺼـــﺎﻟـــﺤـــﺔ«، اﻟــــﺬي ﺗـــــﺮوج ﻟـــﻪ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻟـــﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻧـــﻄـــﺎق واﺳــــــﻊ، ﻻ ﻳــﻀــﻤــﻦ أي ﺣـــﻖ ﻟــﻬــﻢ. ﻛــﻤــﺎ ﻻ ﻳــﻀــﻤــﻦ أي ﺣـــــﻖ ﻟـــﻠـــﻔـــﺘـــﻴـــﺎت اﻟــــﻠــــﻮاﺗــــﻲ ﺗــﻢ اﻏــــﺘــــﺼــــﺎﺑــــﻬــــﻦ، ﻣــــﻤــــﻦ أﺑــــﺪﻳــــﻦ إرادة ﻟــﻼﺣــﺘــﻔــﺎظ ﺑـﺄﻃـﻔـﺎﻟـﻬـﻦ اﳌﻮﻟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ. وﻳﻌﺎب ﻋﻠﻰ »اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ« أﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ »ﳌــﺴــﺔ أﻣــﻨــﻴــﺔ ﺑــﺤــﺘــﺔ« ﻛـﺮﺳـﺖ ﻏﻠﺒﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﻢ ﺿﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﲔ اﳌﺴﻠﺤﲔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻷزﻣــــﺔ اﻟـﻌـﻤـﻴـﻘـﺔ اﻟــﺘــﻲ اﻛـﺘـﻮى اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮي ﺑـﻨـﺎرﻫـﺎ، وﻻ ﻳﺰال ﻳﻀﻤﺪ ﺟﺮاﺣﻪ، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ أﺑﻌﺎد إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﻏﻔﻠﺘﻬﺎ ﺳــﻴــﺎﺳــﺎت اﻟـﺘـﻬـﺪﺋـﺔ، اﻟـــــﺘـــــﻲ ﺑــــــــﺪأ ﺗـــﻄـــﺒـــﻴـــﻘـــﻬـــﺎ ﻣــﻨــﺬ ٥٩٩١، ﺗـﺎرﻳـﺦ ﺻــﺪور »ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺮﺣﻤﺔ«.