ﻓﻲ إﻳﺮان... أﻗﻼم ﻣﻜﺒﻠﺔ وﻧﻘﺎﺑﺔ ﻣﻠﻐﻴﺔ
»ﺻـــــــــــــــﻮن ﺣـــــــــﺮﻳـــــــــﺎت اﻟــــــﻮﺳــــــﻂ اﻹﻋــــﻼﻣــــﻲ« و»ﺣـــﺮﻳـــﺔ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﻴـﲔ اﳌــــﺤــــﺘــــﺠــــﺰﻳــــﻦ« و»إﻧــــــــﺸــــــــﺎء ﻧـــﻘـــﺎﺑـــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ« ﺛــﻼﺛــﺔ وﻋــــﻮد ﻣﻬﻤﺔ ﻗــﻄــﻌــﻬــﺎ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ ﺣـﺴـﻦ روﺣــﺎﻧــﻲ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﻔـﺴـﻪ، ﺧــﻼل ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺘﺮﺷﺢ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺎم. وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻫـﺬه اﻟــﻮﻋــﻮد؟... ﻻ ﺷﻲء.
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣــﻦ اﻷﺳــﻤــﺎء ﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ ﺗــﻤــﺜــﻞ ﻧــﻤــﻮذﺟــﴼ ﻣـــﻦ ﻗــﺎﺋــﻤــﺔ ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ﺗـــﻌـــﺮﺿـــﺖ ﻟـــﻼﻋـــﺘـــﻘـــﺎل ﺧـــــﻼل اﻟـــﻌـــﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻹﻋﻼﻣﻲ. ﻳﺸﻴﺮ ﻧﺎﺷﻄﻮ ﻣﺠﺎل ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ وﺟﻮد ﺣﺎﻻت ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﳌﺪن اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻋﻦ ﺗﻌﺮض إﻋـﻼﻣـﻴـﲔ إﻟــﻰ اﻋــﺘــﻘــﺎل، وﻟــﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﻋــﻦ ﺗﻠﻚ اﻟـﺤـﺎﻻت ﺑﺴﺒﺐ اﺑﺘﻌﺎدﻫﺎ ﻋﻦ اﳌﺮﻛﺰ.
ﻗﺒﻞ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻛﺎن اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻮن أول ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺳﻴﻄﺮة اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻠﺲ إدارة »اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺮة« ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺗﻌﻴﲔ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻣﺴﺘﺸﺎره ﻓــــﻲ اﻟــــﺸــــﺆون اﻟـــﺪوﻟـــﻴـــﺔ ﻋــﻠــﻲ أﻛــﺒــﺮ وﻻﻳﺘﻲ رﺋﻴﺴﴼ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ. ﺑﺪأ ﻓﺮﻳﻖ اﻹدارة اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﺑـﻐـﺮﺑـﻠـﺔ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻓــﺮﻫــﻴــﺨــﺘــﻐــﺎن«، وﻛــﺎﻧــﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃــﺮد أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ٠٣ ﺻﺤﺎﻓﻴﴼ ﺑﺴﺒﺐ ﻣــﻴــﻮﻟــﻬــﻢ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ واﻻﺧــــﺘــــﻼف اﻟﻔﻜﺮي.
ﻃـــــــﺮد وﺑــــﻄــــﺎﻟــــﺔ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﻴـــﲔ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮاﻗﻒ اﻹدارة، أو ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﺗﻮﻗﻒ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ، ﺗﺤﻮل إﻟﻰ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﻲ ﻓــــﻲ إﻳـــــــــﺮان. وﻫـــــﻮ أﻣـــﺮ ﻳـﻤـﻜـﻦ ﺗﻔﻬﻤﻪ إذن ﻓــﻲ ﺑـﻠـﺪ اﺧﺘﻔﺖ ﻓــــﻴــــﻪ ﻣــــﺌــــﺎت اﳌـــــﺠـــــﻼت واﻟـــﺼـــﺤـــﻒ واﳌﻮاﻗﻊ اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺑﺄواﻣﺮ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ وأﻫـﻞ اﻟﻮﺳﻂ اﻹﻋـــــﻼﻣـــــﻲ ﻳــﺘــﺸــﺒــﺜــﻮن وﺑــــﻀــــﺮاوة ﺑﻬﺬه اﳌﻬﻨﺔ، رﻏـﻢ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻷﻣﻨﻲ. وﻟــﺮﺑــﻤــﺎ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻧــﺼــﻒ اﻟـﻌـﺎﻣـﻠـﲔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﻋـﻼم ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻋﻘﻮدﴽ ﻟﻠﻌﻤﻞ واﻟﺘﺄﻣﲔ. ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺎدة اﻓﺘﺘﺎح »راﺑﻄﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ«. ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﻘﻮق وﺗﻮﻓﺮ اﻟﺘﺄﻣﲔ اﻟﺼﺤﻲ وﺗﺄﻣﲔ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ.
وﻛـــﺎن اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﺣﺴﻦ روﺣﺎﻧﻲ ﻗﺪ وﻋﺪ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﺑﺈﻋﺎدة ﻧﺸﺎط ﻫﺬه اﻟﺮاﺑﻄﺔ، وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺪر ﺗﺮﺧﻴﺺ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ اﻟﺮاﺑﻄﺔ.
اﻹﻋــــــﻼﻣــــــﻲ ﻓـــــﻲ إﻳـــــــــــﺮان ﻣــﺨــﻴــﺮ ﺑـــﲔ ﺣــﺎﻟــﺘــﲔ، إﻣــــﺎ أن ﻳـــﻜـــﻮن ﺟـــﺰءﴽ ﻣــﻦ »ﻣــﺎﻛــﻴــﻨــﺔ« اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ اﻹﻋــﻼﻣــﻴــﺔ؛ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺜﻞ ﻋﺸﺮات اﻟﺼﺤﻒ ووﻛـﺎﻻت اﻷﻧﺒﺎء اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑــ»اﻟـﺤـﺮس اﻟــﺜــﻮري«، أو أن ﻳﺴﻌﻰ ﻗﻠﻴﻼ وراء اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺑﻌﲔ ﻣﺠﺮم ﻣﺤﺘﻤﻞ. وﻫﻮ ﻣــﺎ ﺣـﺼـﻞ اﻷﺳـــﺒـــﻮع اﳌــﺎﺿــﻲ ﳌـﺪﻳـﺮ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺷﺮق« اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻣﻬﺪي رﺣـﻤـﺎﻧـﻴـﺎن اﻟـــﺬي اﻋﺘﻘﻞ ﻓــﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺸﻬﺪ.
ﻓـﻲ أﺛـﻨـﺎء ﻗــﺮار ﺣﻈﺮ »ﺗﻠﻐﺮام«، اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﺳﺎﺣﺔ ﻟﻨﺸﺎط اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ، ﻛﺎن اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺴﻌﻴﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻷﻫﻞ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻋﺘﻘﺎل ﻣﺪﻋﻲ ﻋــﺎم ﻃـﻬـﺮان اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮﺗﻀﻮي اﻟــﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻘﺐ »ﺟـــﻼد اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﻴـﲔ واﳌـﺜـﻘـﻔـﲔ ﻓﻲ إﻳــــــﺮان«، ﺑـﺴـﺒـﺐ دوره اﳌــﺒــﺎﺷــﺮ ﻓﻲ إﻏﻼق اﻟﺼﺤﻒ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻷﺳﺒﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﺗﻤﻲ، إذ أﺻﺪر أواﻣﺮ ﺗﻮﻗﻴﻒ ٨١ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻓـﻲ ﻳــﻮم واﺣــﺪ، ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ﻋﺎم ٠٠٠٢، وﺗﺴﺒﺐ ﻓــﻲ اﻋـﺘـﻘـﺎل وﺑـﻄـﺎﻟـﺔ وﻫــﺠــﺮة ﻣﺌﺎت اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ. ﻟﻜﻦ اﳌﺆﺳﻒ أن اﻋﺘﻘﺎل ﻣﺮﺗﻀﻮي ﻟﻢ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺑﻌﺪ.
ﺗـﺤـﺪﻳـﺪﴽ ﻓـﻲ اﻷﻳـــﺎم اﻟــﺬي ﻳﺴﺘﻌﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎل ﺑﻴﻮم ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، أﺻﺪر اﻟﻘﻀﺎء اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺣﻜﻤﴼ ﺑﺤﺠﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ »ﺗـﻠـﻐـﺮام«، ﻟﻴﺴﻠﺐ ﺑـﺬﻟـﻚ أﻗﻞ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺤﺮ. ﻫﻢ آﺧﺮ ﻓﻮق اﻟﻬﻤﻮم.