اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺗﺮﻏﻢ روﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي
ﺗـــﺮاﺟـــﻊ اﻹﻧـــﻔـــﺎق اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي اﻟــــــﺮوﺳــــــﻲ ﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻛـــﺒـــﻴـــﺮ اﻟـــﻌـــﺎم اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ ﻷول ﻣـــــــﺮة ﻣــــﻨــــﺬ ﻋــــﺎم ٨٩٩١، ﻓﻲ وﻗﺖ ﻫﺰت ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺧﺰاﺋﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، وﻓـﻖ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﺖ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻋﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻌﻬﺪ ﺳﺘﻮﻛﻬﻮﻟﻢ اﻟﺪوﻟﻲ ﻷﺑﺤﺎث اﻟﺴﻼم، أﻣﺲ.
ورﻏــﻢ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟـﺘـﻮﺗـﺮات ﺑﲔ ﻣــﻮﺳــﻜــﻮ واﻟــــﻐــــﺮب، ﺑــﻠــﻐــﺖ ﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ٣٫٦٦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر )٩٫٤٥ ﻣﻠﻴﺎر ﻳـــﻮرو(، أﻗــﻞ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻋـــﻦ ﻋــــﺎم ٦١٠٢. ﺑـﺤـﺴـﺐ ﻣﺎ ذﻛـﺮ اﳌﻌﻬﺪ. وﻛﺎﻧﺖ آﺧـﺮ ﻣﺮة اﺿﻄﺮت ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻟﺨﻔﺾ إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻓﻲ ﻋﺎم ٨٩٩١، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻐﺖ أزﻣــﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ آﻧﺬاك ذروﺗﻬﺎ.
وﻗــــــــــــﺎل اﻟــــــﺒــــــﺎﺣــــــﺚ اﻟــــﺮﻓــــﻴــــﻊ اﳌـﺴـﺘـﻮى ﻓــﻲ اﳌﻌﻬﺪ )ﺳـﻴـﺒـﺮي(، ﺳﻴﻤﻮن وﻳــﺰﻣــﺎن، إن »اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻻ ﻳـﺰال ﻳﺸﻜﻞ أوﻟﻮﻳﺔ ﻓــــــﻲ روﺳـــــــﻴـــــــﺎ، ﻟــــﻜــــﻦ اﳌـــﺸـــﻜـــﻼت اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدﻳــــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ واﺟــﻬــﺘــﻬــﺎ اﻟﺒﻼد ﻣﻨﺬ ٤١٠٢ ﻗﻴﺪت اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮﻳـــﺔ«، ﻓــــﻲ إﺷـــــــــﺎرة إﻟـــﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺟــﺮاء ﺿﻤﻬﺎ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺮم ﻣﻦ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ.
وﺗﺰﻳﺪ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺑــﺸــﺄن اﻟــﻨــﺰاع اﻟــﺴــﻮري وﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗــﺴــﻤــﻴــﻢ ﺟــــﺎﺳــــﻮس ﺳــــﺎﺑــــﻖ ﻓـﻲ ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ ﻣـــﻦ ﺗــﻮﺗــﺮ اﻟــﻌــﻼﻗــﺎت ﻣــﻊ ﺣﻠﻒ ﺷـﻤـﺎل اﻷﻃـﻠـﺴـﻲ اﻟﺘﻲ اﻧﺨﻔﻀﺖ إﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻣــﻨــﺬ اﻟــﺤــﺮب اﻟــــﺒــــﺎردة. واﺗـﻬـﻤـﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﺣﻠﻔﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﻣـــــﻮﺳـــــﻜـــــﻮ ﺑـــﺘـــﺴـــﻤـــﻴـــﻢ اﻟـــﻌـــﻤـــﻴـــﻞ اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﳌﺰدوج ﺳﻴﺮﻏﻲ ﺳﻜﺮﻳﺒﺎل واﺑﻨﺘﻪ ﻓـﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓــــﻲ اﻟــــﺮاﺑــــﻊ ﻣــــﻦ ﻣــــــﺎرس )آذار(، ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧـﻔـﺖ ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ ﺑﺸﺪة ﺗﻮرﻃﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ.
وﻋﻤﻠﺖ روﺳﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻬﺎ اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺣﻴﺚ اﺧﺘﺎرت ﺧﻔﺾ ﻣﻴﺰاﻧﻴﻬﺎ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﻘﻄﺎﻋﺎت أﺧﺮى ﻛﺎﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ٧١٠٢ رأت ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ أن ﻻ ﺧـــﻴـــﺎر ﻟــﺪﻳــﻬــﺎ إﻻ ﺗـﻮﺳـﻴـﻊ ﻧﻄﺎﻗﻬﺎ، وﻓﻖ وﻳﺰﻣﺎن. وﻗﺎل: »ﻟﻢ ﻳــﻌــﺪ ﻣــﻦ اﳌــﻤــﻜــﻦ إﺑــﻘــﺎء ﻣﺴﺘﻮى اﻟــﺪﻓــﺎع ﻋﺎﻟﻴﺎ أو اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻧـــﻤـــﻮه«، ﻣـﻀـﻴـﻔـﺎ أﻧـــﻪ »ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟــﺮوﺳــﻴــﺎ، ﻳـﻌـﻨـﻲ ذﻟـــﻚ أن ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻬﺎ«.
ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺛﻨﺎء، أﻧﻔﻖ ﺟﻤﻴﻊ أﻋــﻀــﺎء ﺣــﻠــﻒ ﺷــﻤــﺎل اﻷﻃـﻠـﺴـﻲ ٠٠٩ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻓﻲ ٧١٠٢ أي ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ٢٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻹﻧـﻔـﺎق اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل، وﻓﻖ ﺳﻴﺒﺮي. وازداد اﻹﻧــــﻔــــﺎق اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي ﻓـــﻲ ﻛـــﻞ ﻣـﻦ أوروﺑــﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﻮﺳﻄﻰ ﺑـ٢١ و٧٫١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ﻓﻲ ٧١٠٢. ﻣﺪﻓﻮﻋﺎ »ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﺑﺘﻨﺎﻣﻲ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ«.
وأﻣﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻟﺠﻬﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﳌﺠﺎل ٠١٦ ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر، ﻓﺼﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺸﻬﺎ أﻛـﺜـﺮ ﻣﻦ اﻟــﺪول اﻟﺴﺒﻊ اﻷﻛﺜﺮ أﻧﻔﺎﻗﺎ ﻋﻠﻰ اﻟــﻘــﻄــﺎع ﻣـﺠـﺘـﻤـﻌـﺔ وﻫـــﻲ اﻟـﺼـﲔ واﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ وروﺳـــﻴـــﺎ واﻟــﻬــﻨــﺪ وﻓـﺮﻧـﺴـﺎ وﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ واﻟــﻴــﺎﺑــﺎن، ﺑﺤﺴﺐ »ﺳﻴﺒﺮي«.
وأﻓـــــﺎد اﳌــﻌــﻬــﺪ اﳌـﺴـﺘـﻘـﻞ ﺑــﺄن اﻹﻧــﻔــﺎق اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮي اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ ﺑﻠﻎ أﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮى ﻟــــﻪ ﻣــﻨــﺬ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟﺤﺮب اﻟـﺒـﺎردة ﺣﻴﺚ وﺻـﻞ إﻟﻰ ٩٣٧٫١ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر ﻓﻲ ٧١٠٢. وﻗــــــــﺎل رﺋــــﻴــــﺲ »ﺳــــﻴــــﺒــــﺮي« ﻳـــﺎن آﻟﻴﺎﺳﻮن ﻓﻲ ﺑﻴﺎن، إن »اﺳﺘﻤﺮار اﳌــﺼــﺎرﻳــﻒ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ أﻣﺮ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻳﻘﻮض )ﺟﻬﻮد( اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺰاﻋﺎت ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ«.