ﻧﺴﺨﺔ إﺧﻮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ »اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻟﻄﻨﺎن«
ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﻨﺠﻒ ﺣﺬرت ﻣﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ »اﳊﺸﺪ« ﻟﻜﺴﺐ اﻷﺻﻮات... واﺋﺘﻼف اﻟﻌﺒﺎدي ﻋﺪ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻟﺼﺎﳊﻪ
ﺣـــﺒـــﺴـــﺖ اﻟــــﻜــــﺘــــﻞ اﻟــﺸــﻴــﻌــﻴــﺔ اﻟــﺨــﻤــﺲ: »اﻟــﻨــﺼــﺮ«، و»اﻟــﻔــﺘــﺢ«، و»ﺳــﺎﺋــﺮون«، و»دوﻟـــﺔ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن«، واﻟﺤﻜﻤﺔ« ﻃﻮال أﺳﺒﻮع أﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﻣﺤﺪدة ﻣﻦ اﳌــﺮﺟــﻊ اﻟـﺸـﻴـﻌـﻲ اﻷﻋــﻠــﻰ آﻳــﺔ اﻟﻠﻪ ﻋــﻠــﻲ اﻟــﺴــﻴــﺴــﺘــﺎﻧــﻲ ﺳـــــﻮاء ﺑـﺸـﺄن اﺳــــﺘــــﻐــــﻼل »اﻟــــﺤــــﺸــــﺪ اﻟــﺸــﻌــﺒــﻲ« ﻷﻏــﺮاض اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أو ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻋﺒﺎرة »اﳌﺠﺮب ﻻ ﻳﺠﺮب«. وﺗﻌﺪدت اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات ﳌﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳــﺼــﺪر ﻋــﻦ اﳌـﺮﺟـﻌـﻴـﺔ ﻣــﻦ ﻣـﻮﻗـﻒ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﳌﺘﺒﺎدل ﺑﲔ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء وزﻋﻴﻢ اﺋﺘﻼف اﻟــﻨــﺼــﺮ، ﺣــﻴــﺪر اﻟــﻌــﺒــﺎدي، وﻛﺘﻠﺔ »اﻟــﻔــﺘــﺢ«، اﻟــﺘــﻲ ﻳـﺘـﺰﻋـﻤـﻬـﺎ ﻫــﺎدي اﻟــﻌــﺎﻣــﺮي، إﺛــﺮ ﻣﻘﺘﻞ ﻣـﺪﻳـﺮ ﻣﺎﻟﻴﺔ اﻟـﺤـﺸـﺪ ﻗــﺎﺳــﻢ ﺿـﻌـﻴـﻒ اﻟـﺰﺑـﻴـﺪي وﺗﻠﻤﻴﺤﺎت اﻟﻌﺒﺎدي ﺑﺸﺄن ﺗﻮرط ﺟــــﻬــــﺎت ﻣـــﺘـــﻨـــﻔـــﺬة ﻣـــﻤـــﺎ ﺳــﻤــﺎﻫــﻢ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﲔ ﺑـ»اﻟﺤﺸﺪ«.
ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺴﻴﺴﺘﺎﻧﻲ ﺟﺎء أﻣﺲ ﻋﺒﺮ ﻣﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺮﺑﻼء اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﳌــﻬــﺪي اﻟــﻜــﺮﺑــﻼﺋــﻲ ﺧـــﻼل ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺑﻼء ﺑﺤﺚ اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﺸـــﺎرﻛـــﺔ ﻓـــﻲ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﻟــﻜــﻨــﻪ ﻷول ﻣـــــﺮة ﺗـــــﺮك ﺑـــــﺎب ﻋـــﺪم اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻓـﻲ وﻗــﺖ أﻋﻠﻦ رﻓﻌﻪ اﻟﻐﻄﺎء واﻟﺪﻋﻢ ﻋﻦ أي ﻛﺘﻠﺔ. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات ﺑﺸﺄن ﻋﺒﺎرة »اﳌﺠﺮب ﻻ ﻳﺠﺮب« ﺗﺬﻫﺐ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻮاﻗﻊ ﺳﻴﺎدﻳﺔ ﺧﻼل اﻟﺪورات اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻓﺈن اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟــﺬي ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻫـﻮ ﻋﺪم اﺧﺘﻴﺎر »ﻏﻴﺮ اﳌﺠﺮب »ﻣﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺆﺷﺮات ﻓﺴﺎد. وﻗـﺎل اﻟﻜﺮﺑﻼﺋﻲ إن »اﻹﺧــــــﻔــــــﺎﻗــــــﺎت اﻟــــﺘــــﻲ راﻓـــﻘـــﺖ اﻟﺘﺠﺎرب اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﻣﻦ ﺳـــﻮء اﺳــﺘــﻐــﻼل اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻤـﻦ اﻧـﺘـﺨـﺒـﻮا أو ﺗﺴﻨﻤﻮا اﳌــﻨــﺎﺻــﺐ اﻟــﻌــﻠــﻴــﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ، وﻣــﺴــﺎﻫــﻤــﺘــﻬــﻢ ﻓـــﻲ ﻧــﺸــﺮ اﻟــﻔــﺴــﺎد وﺗﻀﻴﻴﻊ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم ﺑﺼﻮرة ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ، وﺗﻤﻴﻴﺰ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺮواﺗﺐ وﻣﺨﺼﺼﺎت ﻛﺒﻴﺮة، وﻓﺸﻠﻬﻢ ﻓﻲ أداء واﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ – ﻟــــﻢ ﺗـــﻜـــﻦ إﻻ ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ ﻃـﺒـﻴـﻌـﻴـﺔ ﻟﻌﺪم ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟــﻼزﻣــﺔ، وﻟــﻮ ﺑــﺪرﺟــﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻋﻨﺪ إﺟﺮاء ﺗﻠﻚ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ـ ﺑﺼﻮرة أو ﺑﺄﺧﺮى ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ أﻳﻀﴼ«.
وﻓـــﻲ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ ﻟــﺮﻓــﻊ اﻟـﻐـﻄـﺎء ﻋــﻦ أي ﺟـﻬـﺔ ﺗــﺪﻋــﻲ أﻧــﻬــﺎ اﻷﻗـــﺮب إﻟــﻰ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ، أﻛــﺪت اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ﻋﻠﻰ »وﻗﻮف اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ واﺣـﺪة ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺮﺷﺤﲔ وﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺎﻧﺪ أي ﺷﺨﺺ أو ﺟﻬﺔ أو ﻗــﺎﺋــﻤــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻹﻃــــــﻼق، ﻓــﺎﻷﻣــﺮ ﻛﻠﻪ ﻣﺘﺮوك ﻟﻘﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ وﻣﺎ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ آراؤﻫﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺤﺺ واﻟــﺘــﻤــﺤــﻴــﺺ، وﻣـــــﻦ اﻟــــﻀــــﺮوري ﻋــــــﺪم اﻟــــﺴــــﻤــــﺎح ﻷي ﺷـــﺨـــﺺ أو ﺟﻬﺔ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل ﻋﻨﻮان اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أو أي ﻋﻨﻮان آﺧﺮ ﻳﺤﻈﻰ ﺑــــﻤــــﻜــــﺎﻧــــﺔ ﺧــــــﺎﺻــــــﺔ ﻓـــــــﻲ ﻧــــﻔــــﻮس اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ«.
وﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪا أن اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ أﻏﻠﻘﺖ اﻟـﺒـﺎب أﻣــﺎم أي اﺣـﺘـﻤـﺎﻻت ﳌﻌﺮﻛﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺨﻮﺿﻬﺎ أﻃﺮاف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻛﺘﻠﺘﻲ اﻟﻨﺼﺮ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ اﻟﻌﺒﺎدي واﻟﻔﺘﺢ ﺑـــﺰﻋـــﺎﻣـــﺔ اﻟـــﻌـــﺎﻣـــﺮي ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻋــﺪم وﺟــﻮد أي إﺷــﺎرة ﻓـﻲ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت إﻟﻰ »اﻟﺤﺸﺪ« ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أو ﻛــﻜــﻴــﺎن اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﻲ، ﻓـــﺈن اﻟـﻜـﺘـﻞ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺒﺎرت ﻓﻲ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺧﻄﺎب اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﻊ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﺘﺄوﻳﻼت ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ، ﳌﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣـــﻦ أﻳــــﺎم ﺳـﺒـﻌـﺔ ﺗـﻔـﺼـﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﺣﻮل اﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ واﻟـــﻔـــﺎﺷـــﻠـــﲔ واﳌـــــﺠـــــﺮﺑـــــﲔ وﻏــﻴــﺮ اﳌﺠﺮﺑﲔ.
اﻟــــــﻌــــــﺒــــــﺎدي أﻋــــــﻠــــــﻦ ﺗــــﺄﻳــــﻴــــﺪه اﻟــﻜــﺎﻣــﻞ ﳌــﻮﻗــﻒ اﳌــﺮﺟــﻌــﻴــﺔ. ورﻛـــﺰ اﻟـﻌـﺒـﺎدي ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺒﻴﺎن ﻋـﻦ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺗـﻠـﻘـﺖ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« ﻧﺴﺨﺔ ﻣـــﻨـــﻪ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــــﺎ ورد ﻓـــــﻲ ﺧــﻄــﺎب اﳌـﺮﺟـﻌـﻴـﺔ ﻣــﻦ إﺷـــﺎرة إﻟــﻰ »دﻋــﻮة اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﻻﺧـــﺘـــﻴـــﺎر اﻟــﺼــﺤــﻴــﺢ«، ﻣــﺆﻛــﺪا ﻋــــﻠــــﻰ »اﻻﻃــــــــــــﻼع ﻋــــﻠــــﻰ اﳌـــﺴـــﻴـــﺮة اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻤــﺮﺷــﺤــﲔ ورؤﺳــــــﺎء اﻟـﻘـﻮاﺋـﻢ وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣـﻦ ﻛــﺎن ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪورات اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻘـــﺔ ﻟـــﺘـــﻔـــﺎدي اﻟـــــﻮﻗـــــﻮع ﻓـﻲ ﺷﺒﺎك اﳌﺨﺎدﻋﲔ واﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﳌﺠﺮﺑﲔ وﻏﻴﺮ اﳌﺠﺮﺑﲔ«.
وﻓـــــــﻲ ردود اﻷﻓـــــــﻌـــــــﺎل، أﻛـــﺪ ﻋﻀﻮ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻋـﻦ ﻛﺘﻠﺔ »اﻟــﻨــﺼــﺮ« ﺟــﺒــﺎر اﻟــﻌــﺒــﺎدي، وﻫــﻮ ﻣـــﻘـــﺮب ﻣـــﻦ رﺋـــﻴـــﺲ اﻟــــــــــﻮزراء، ﻓـﻲ ﺣــﺪﻳــﺜــﻪ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ« أن »ﺧـﻄـﺒــﺔ اﳌـﺮﺟـﻌـﻴــﺔ ﻗــﺪ ﺻـﺒــﺖ ﻓﻲ ﺻــﺎﻟــﺢ ﻗــﺎﺋــﻤــﺔ اﻟــﻨــﺼــﺮ وذﻟــــﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻠﻤﻴﺢ إﻟﻰ ﻋﺪم اﺳﺘﻐﻼل اﺳــﻢ )اﻟــﺤــﺸــﺪ( وﻫـــﺬا ﺿــﺪ ﻗﺎﺋﻤﺔ )اﻟــــﻔــــﺘــــﺢ( ﺑــــﺎﻹﺿــــﺎﻓــــﺔ إﻟـــــــﻰ ﻋـــﺪم اﻧـــﺘـــﺨـــﺎب ﻣـــﻦ ﺗــﺴــﻨــﻢ اﳌــﺴــﺆوﻟــﻴــﺔ وﻛــﺜــﺮ اﻟـﻔـﺴـﺎد وأﻫـــﺪر اﳌـــﺎل اﻟـﻌـﺎم وﻫﺬا ﺿﺪ اﺋﺘﻼف دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن« اﻟــــــﺬي ﻳــﺘــﺰﻋــﻤــﻪ ﻧــــــﻮري اﳌـــﺎﻟـــﻜـــﻲ. وأﺿـــــﺎف اﻟــﻌــﺒــﺎدي أن »اﻟـﺨـﻄـﺒـﺔ ﺗــﻀــﻤــﻨــﺖ أﻳـــﻀـــﺎ ﻋــــﺪم اﺳــﺘــﺨــﺪام اﻟـــﻘـــﺮب ﻣـــﻦ اﳌــﺮﺟــﻌــﻴــﺔ وﻫـــــﺬا إﻟــﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺿﺪ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺤﻜﻤﺔ )اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺰﻋﻤﻬﺎ ﻋﻤﺎر اﻟﺤﻜﻴﻢ( ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺨﻄﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻹﺻﻼح«.
إﻟـﻰ ذﻟــﻚ، أﻛـﺪ اﳌﺮﺷﺢ ﺳﺎﻣﻲ اﻟــــﻌــــﺴــــﻜــــﺮي، اﻟــــﻨــــﺎﺋــــﺐ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ ﻓـــﻲ اﻟـــﺒـــﺮﳌـــﺎن اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻲ واﳌـــﺮﺷـــﺢ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻦ اﺋﺘﻼف دوﻟـﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن، ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ« أن »اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺒﺔ ﻣﻤﺘﺎزة وأﻧﻬﺖ اﻟﻠﻐﻂ ﺣﻮل ﻣﻘﻮﻟﺔ )اﳌﺠﺮب ﻻ ﻳﺠﺮب( إذ دﻋــﺖ إﻟــﻰ اﻟـﺘـﺪﻗـﻴـﻖ ﻓــﻲ ﻣــﻦ ﺟـﺮب أو ﻟﻢ ﻳﺠﺮب«. وأﺿﺎف اﻟﻌﺴﻜﺮي أن »اﻟﺨﻄﺒﺔ ﺣﺬرت ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻷﺟــﻨــﺒــﻴــﺔ ﺳــــﻮاء ﺑــﺎﳌــﺎل أو ﻏـﻴـﺮه ﻛـــﻤـــﺎ أﻧـــﻬـــﺎ ﺧـــﻴـــﺮت اﻟـــﻨـــﺎﺧـــﺐ ﺑـﲔ اﳌـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻣـﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ وأن أﺷــﺎرت إﻟﻰ أن ﻋﺪم اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻛﻤﺎ أﻋﻠﻨﺖ وﻗﻮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎد إزاء اﻟﻘﻮاﺋﻢ ورﻓﻀﺖ اﺳــــﺘــــﺨــــﺪام اﺳـــﻤـــﻬـــﺎ ﻓــــﻲ اﳌــﻌــﺮﻛــﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻳﺮى اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﻌﻴﻢ اﻟﻌﺒﻮدي، اﻟﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ »ﻋــﺼــﺎﺋــﺐ أﻫـــﻞ اﻟــﺤــﻖ« واﳌــﺮﺷــﺢ ﻋـﻨـﻬـﺎ ﺿـﻤـﻦ ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ »اﻟــﻔــﺘــﺢ« ﻓﻲ ﺣــﺪﻳــﺜــﻪ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ« أن »ﺧــﻄــﺒــﺔ اﳌــﺮﺟــﻌــﻴــﺔ ﻟــــﻢ ﺗــﻜــﻦ ﻟـﻨـﺎ ﺑـــﻤـــﺜـــﺎﺑـــﺔ ﻣــــﻔــــﺎﺟــــﺄة إﻧــــﻤــــﺎ ﺟـــــﺎءت وﻓــﻖ ﺳﻴﺎﻗﺎت ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ اﺗﺨﺬﺗﻬﺎ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺧــﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﳌﺎﺿﻴﺔ« ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﻧﻬﺎ »وﺿﻌﺖ اﻟﻨﻘﺎط ﻋــﻠــﻰ اﻟــــﺤــــﺮوف وأﺛــﺒــﺘــﺖ أﻧـــﻬـــﺎ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﳌـﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻫــﺬا اﻟـﻄـﺮف أو ذاك ﺑﻞ إﻧﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻫـﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«. وأوﺿــــــﺢ أن »ﻛــــﻞ ﻣـــﺎ ﻳــﺼــﺪر ﻋﻦ اﳌـــﺮﺟـــﻌـــﻴـــﺔ ﻫــــﻮ ﺑــﻤــﺜــﺎﺑــﺔ ﺗــﻮﺟــﻴــﻪ ﺻﺎرم ﻧﻠﺘﺰم ﺑﻪ«.
ﻓــــــﻲ اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎق ﻧـــﻔـــﺴـــﻪ ﻋــﺒــﺮ اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ آراس ﺣــﺒــﻴــﺐ ﻛـــﺮﻳـــﻢ، وﻫــــﻮ أﺣــﺪ ﺣﻠﻔﺎء اﻟـﻌـﺒـﺎدي ﻋـﻦ ﺗـﺄﻳـﻴـﺪه ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﳌﺎ ورد ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ. وﻗــــــﺎل ﻓـــﻲ ﺑـــﻴـــﺎن إن »اﳌــﺮﺟــﻌــﻴــﺔ داﺋــــﻤــــﺎ وﻋــــﻠــــﻰ ﻣــــــﺪى اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ أﺛﺒﺘﺖ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺴــﺎﻓــﺔ أﺑـــﻮﻳـــﺔ واﺣـــــﺪة ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ«. وأﺿﺎف أن »اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺧﺐ اﻟـﺬي ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﻟﺒﺮاﻣﺞ واﻟﺮؤى واﻷﻓﻜﺎر اﻟﻬﺎدﻓﺔ ﻓﻌﻼ إﻟﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑـﺄداء ﻋﻤﻠﻲ ﺳﻮاء ﻋــﻠــﻰ ﺻـﻌـﻴـﺪ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻹرﻫــــﺎب وﻫﺰﻳﻤﺘﻪ أو وﺿﻊ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ«.
إﻟـــــﻰ ذﻟـــــــﻚ، ﻳـــــﺮى اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﻟــﻌــﺮاﻗــﻲ اﳌـﺴـﺘـﻘـﻞ اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﻧﺪﻳﻢ اﻟــﺠــﺎﺑــﺮي ﻓـــﻲ ﺣــﺪﻳــﺜــﻪ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ« أن »ﺧﻄﺎب اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻛﺎن ﻋــﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﻛﻠﻴﺎت وﻟــﻢ ﻳـﺪﺧـﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ واﻟﺠﺰﺋﻴﺎت وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛــﺎن ﻓﻴﻪ ﻗــﺪر ﻛﺒﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﻐﻤﻮض وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺘﻠﻘﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ«. وأﺿﺎف أن »اﻟــﻨــﺎس ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ أن ﺗﺴﻤﻲ اﳌــﺮﺟــﻌــﻴــﺔ اﻷﺷـــﻴـــﺎء واﻷﺷــﺨــﺎص واﻷﺣــــﺰاب ﻷن اﻟﺘﻠﻤﻴﺤﺎت ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺘﺄوﻳﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟـــﺠـــﻤـــﻴـــﻊ اﻟــــــﺪﻓــــــﺎع ﻋـــــﻦ ﻧـــﻔـــﺴـــﻪ«. وأوﺿــــﺢ اﻟــﺠــﺎﺑــﺮي أن »ﻟــﻜــﻞ ﻫـﺬه اﻷﺣﺰاب واﻟﻜﺘﻞ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻬﺎ اﻟﺨﻄﺒﺔ ﺧﻄﻄﻬﺎ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻗﻨﺎﻋﺎت اﻟﻨﺎس ﺑﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪه ﻫــﻲ ﺳـــﻮاء ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﳌـﺴـﺎﺟـﺪ أو اﻟﺤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ أو ﻛﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻋــــﺪم وﺟـــــﻮد ﺗــﺄﺛــﻴــﺮ واﺿـــــﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﻈﻮﻇﻬﺎ«.