اﻛﺘﺸﺎف ﻣﻌﺒﺪ روﻣﺎﻧﻲ ﺑﻮاﺣﺔ ﺳﻴﻮة اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻗﺮب »ﺟﺒﻞ اﳌﻮﺗﻰ«
ﻋﺜﺮ ﺑﺪاﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺣﺔ ﲢﻮي ﻧﻘﺸﴼ ﻟﻘﺮص اﻟﺸﻤﺲ ﻣﺤﺎﻃﴼ ﺑﺤﻴﺎت اﻟﻜﻮﺑﺮا
أﻋﻠﻨﺖ ﻣﺼﺮ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻌﺒﺪ أﺛـــــﺮي ﻳـــﻌـــﻮد ﻟــﻌــﺼــﺮ اﻹﻣـــﺒـــﺮاﻃـــﻮر أﻧـﻄـﻮﻧـﻴـﻮس ﺑــﻴــﻮس، أﺣــﺪ أﺑــﺎﻃــﺮة اﻟﺮوﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ اﳌﻴﻼدي. وأﻛــﺪت وزارة اﻵﺛـــﺎر، أﻣــﺲ، ﻧﺠﺎح اﻟـﺒـﻌـﺜـﺔ اﻷﺛـــﺮﻳـــﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﻠـﺔ ﺑــﻤــﻮﻗــﻊ ﺣــﻔــﺎﺋــﺮ ﻗــﺮﻳــﺔ اﻟــﺤــﺎج ﻋﻠﻰ ﺑـــﺴـــﻴـــﻮة، اﻟـــــــﺬي ﻳــﺒــﻌــﺪ ﻧـــﺤـــﻮ ٠٥٣ ﻛــﻴــﻠــﻮﻣــﺘــﺮﴽ ﻣـــﻦ ﺟــﺒــﻞ اﻟـــﺤـــﺎج ﻋـﻠـﻰ، أو اﳌــﻌــﺮوف ﺑـــ»ﺟــﺒـﻞ اﳌــﻮﺗــﻰ«، ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻜﺸﻒ اﻷﺛﺮي اﻟﻬﺎم.
و»ﺟﺒﻞ اﳌﻮﺗﻰ« ﻣﻦ أﻫﻢ اﳌﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﻓــﻲ واﺣـــﺔ ﺳــﻴــﻮة، وﻫﻮ ﻋـــﺒـــﺎرة ﻋـــﻦ ﺗـــﻞ ﻣــﺨــﺮوﻃــﻲ اﻟـﺸـﻜـﻞ ﻳﺒﻠﻎ ارﺗﻔﺎﻋﻪ ﻧﺤﻮ ٠٥ ﻣـﺘـﺮﴽ، وﻫﻮ ذو ﺗــﺮﺑــﺔ ﺟــﻴــﺮﻳــﺔ، وﺗـــﻮﺟـــﺪ ﺑـــﻪ ﻣﻦ أﺳــﻔــﻠــﻪ إﻟـــﻰ أﻋــــﻼه ﻣــﻘــﺎﺑــﺮ ﻟﻠﻤﻮﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﻠﻴﺔ ﻧﺤﻞ ﻣﻨﺤﻮﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺻﻔﻮف ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ وﻃﺒﻘﺎت ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ. واﳌﻘﺒﺮة ﻋﺒﺎرة ﻋــﻦ دﻫـﻠـﻴـﺰ ﻣﺴﺘﻄﻴﻞ ﻳـﻨـﺘـﻬـﻲ إﻟـﻰ ﻓﻨﺎء ﻣﺘﺴﻊ ﻣﺮﺑﻊ اﻟﺸﻜﻞ ﺗﺘﻔﺮع ﻣﻨﻪ ﻓﺘﺤﺎت ﻟﻮﺿﻊ اﳌﻮﺗﻰ، وﻳﺘﻢ اﻟﻨﺰول إﻟﻰ اﳌﻘﺎﺑﺮ ﺑﺴﻠﻢ.
وﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر أﻳﻤﻦ ﻋﺸﻤﺎوي، رﺋـــــﻴـــــﺲ ﻗـــــﻄـــــﺎع اﻵﺛـــــــــــﺎر اﳌـــﺼـــﺮﻳـــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﻮزارة، إن »اﻟــﻜــﺸــﻒ ﻋــﻦ اﳌﻌﺒﺪ اﻷﺛـــــﺮي ﻳــﻌــﻜــﺲ ﺗـــﺎرﻳـــﺦ وﺣــﻀــﺎرة ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﻮة واﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ: »ﻳﺘﻜﻮن اﳌﻌﺒﺪ ﻣﻦ أﺳﺎﺳﺎت ﻣﺒﻨﻰ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي ﻣﺴﺘﻄﻴﻞ اﻟﺸﻜﻞ ﺗﺒﻠﻎ أﻃـﻮاﻟـﻪ ﻧﺤﻮ ٠٤ ﻣﺘﺮﴽ ﻣــﻦ اﻟـﺸـﻤـﺎل ﻟﻠﺠﻨﻮب، و٠٥٫٨ ﻣﺘﺮ ﻣـــــﻦ اﻟـــــﺸـــــﺮق إﻟــــــﻰ اﻟــــــﻐــــــﺮب، وﻳــﻘــﻊ ﻣﺪﺧﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، وﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺣﺠﺮﺗﺎن ﺻﻐﻴﺮﺗﺎن، ﻳﺆدي إﻟــﻰ ﺻــﺎﻟــﺔ ﻃـﻮﻟـﻬـﺎ ٥٢ ﻣــﺘــﺮﴽ ﺗﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺠﺮة اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﺛﻢ ﻗﺪس اﻷﻗﺪاس، ﻛـﻤـﺎ ﻳـﺤـﺎط اﳌـﻌـﺒـﺪ ﺑـﺴـﻮر ﺧـﺎرﺟـﻲ ﻃﻮﻟﻪ ١٧ ﻣﺘﺮﴽ وﻋﺮﺿﻪ ٦٥ ﻣﺘﺮﴽ«. وواﺣــــــــــــــﺔ ﺳــــــﻴــــــﻮة ﺗــــﻘــــﺒــــﻊ ﻓــﻲ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٠٣ ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺳﻰ ﻣﻄﺮوح. وأﻃﻠﻖ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ اﻟـــﻔـــﺮاﻋـــﻨـــﺔ أرض »ﻏــﻮﺑــﺘــﺮ آﻣﻮن«. وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ٤ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﺷــــﺮق ﺳـــﻴـــﻮة ﻳــﻘــﻊ ﻣــﻌــﺒــﺪ »آﻣـــــﻮن« اﻟــــﺬي ﻳــﻌــﻮد ﺗــﺎرﻳــﺨــﻪ إﻟـــﻰ اﻷﺳـــﺮة اﻟــﺤــﺎﻛــﻤــﺔ اﻟــﺜــﻼﺛــﲔ، وﺑــﻬــﺬا اﳌﻌﺒﺪ ﻏﺮﻓﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ رﺳﺎﻣﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪر ذي اﻟﻘﺮﻧﲔ، وﻧﻮدي ﺑﻪ ﺑـ »اﺑﻦ آﻣﻮن«، وﻧﺎل ﺑﺮﻛﺔ رؤﺳﺎء ﻛﻬﻨﺔ »آﻣﻮن«.
ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ أﺿـــــــﺎف ﻋـــﺒـــﺪ اﻟــﻌــﺰﻳــﺰ اﻟــﺪﻣــﻴــﺮي، ﻣـﺪﻳـﺮ ﻋــﺎم آﺛــﺎر ﻣﻄﺮوح وﺳــﻴــﻮة، ورﺋــﻴــﺲ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﺛــﺮﻳــﺔ، أن ﻣــــﻦ »أﻫـــــــﻢ اﻷﺟــــــــــﺰاء اﳌــﻜــﺘــﺸــﻔــﺔ أﺛـــﻨـــﺎء أﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﺤــﻔــﺎﺋــﺮ ﻟــﻮﺣــﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺠﻴﺮي ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺶ ﻏﺎﺋﺮ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ، وﻳﻌﻠﻮﻫﺎ ﻛــــﻮرﻧــــﻴــــﺶ ﻳـــﺤـــﺘـــﻮي ﻋـــﻠـــﻰ ﻗـــﺮص اﻟـﺸـﻤـﺲ ﻣـﺤـﺎﻃـﴼ ﺑـﺤـﻴـﺎت اﻟـﻜـﻮﺑـﺮا، ﺣــﻴــﺚ ﺳـــﺎﻋـــﺪت ﺗــﻠــﻚ اﻟــﻨــﻘــﻮش ﻓﻲ ﺗـﺤـﺪد اﺳــﻢ اﻹﻣـﺒـﺮاﻃـﻮر اﻟــﺬي ﺑﻨﻲ ﻓــــﻲ ﻋـــﻬـــﺪه اﳌـــﻌـــﺒـــﺪ، وﻛــــﺬﻟــــﻚ ﺗــﺬﻛــﺮ ﺣﺎﻛﻢ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة وﺣﺎﻛﻢ اﻹﻗـــﻠـــﻴـــﻢ«، ﻣــﻮﺿــﺤــﴼ: »ﻳــﺒــﻠــﻎ ﻃــﻮل اﻟــﻠــﻮﺣــﺔ ﻧــﺤــﻮ ٥ أﻣـــﺘـــﺎر وﻋــﺮﺿــﻬــﺎ ﻣﺘﺮ، ووﺟـﺪت ﻣﻜﺴﻮرة ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﺰاء. وﻣﻦ اﻷرﺟﺢ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰءﴽ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﺘـﺒـﺔ اﻟـﻌـﻠـﻮﻳـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻮﺿـﻊ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ اﳌﻌﺒﺪ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن اﻟﻠﻮﺣﺔ وﺟـﺪت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺤﻔﻆ، وﻗـﺪ ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟـﻰ اﳌﺨﺰن اﳌــﺘــﺤــﻔــﻲ ﺑــﺴــﻴــﻮة ﻹﺟـــــــﺮاء أﻋــﻤــﺎل اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ اﻟﻼزﻣﺔ.