أﻫﺎﻟﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺼﺪر ﻳﺘﻄﻠﻌﻮن ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻊ »ﺳﺎﺋﺮون«
ﺣﺬروا ﻣﻦ أن اﶈﺎﺳﺒﺔ آﺗﻴﺔ إذا ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺴﻦ اﻟﻮﺿﻊ
ﻻ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﺣﺘﻰ اﻵن ﻓﻲ ﺷﻮارع ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺼﺪر ﺑـﻮﺳـﻂ ﺑــﻐــﺪاد. ﻟﻜﻦ اﻟـﻔـﺮﺣـﺔ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ وﺟــﻮه اﻟــﻨــﺎس ﺑــﻔــﻮز ﻻﺋــﺤــﺔ »ﺳـــﺎﺋـــﺮون« ﻓــﻲ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ، آﻣﻠﲔ ﺑﺄن ﺗﺠﺪ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻴﻬﻢ.
وﺣـﺴـﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟـﻮﻛـﺎﻟـﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻓــﻼ ﺗـــﺰال اﻷﻋـــﻼم اﻟــﺰرﻗــﺎء ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﻏـﻴـﺮ اﳌﺴﺒﻮق اﻟﺬي ﻋﻘﺪه اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻘﺘﺪى اﻟﺼﺪر ﻣﻊ اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﺗﺤﺠﺐ اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻦ ﺷﻮارع اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺾ ﺑﻤﻴﺎه اﳌﺠﺎري وﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت. ﻟـــﺬا، ﺗﺸﻜﻞ ﻣـﺴـﺄﻟـﺔ اﻟــﺨــﺪﻣــﺎت أوﻟــﻮﻳــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺴﻴﺔ وﻣﻬﻤﺸﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻧﻈﺎم ﺻﺪام ﺣﺴﲔ.
ﻓــــﻲ اﻟــــﺴــــﻮق اﻟــــﻮاﻗــــﻌــــﺔ ﻗــــــﺮب ﺳــــﺎﺣــــﺔ ﺗــﺴــﻤــﻰ »اﻟﺼﻮرة«؛ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺻﻮرة ﺿﺨﻤﺔ ﻟـ»اﻟﺸﻬﻴﺪﻳﻦ اﻟﺼﺪرﻳﲔ« ﺣﻠﺖ ﻣﻜﺎن ﺻﻮرة ﺻﺪام ﺣﺴﲔ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺴﻘﻮط ﻓﻲ ﻋﺎم ٣٠٠٢، ﻳﺆﻛﺪ ﻏﺴﺎن ﻣﻄﺮ أن »اﻟﻴﻮم ﺻﺎر ﻟﺪﻳﻨﺎ أﻣﻞ«. وﻳﻀﻴﻒ ﻫﺬا اﻷرﺑﻌﻴﻨﻲ اﻟﻌﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺴﺎﻋﻲ إﻟﻰ ﺗﺄﻣﲔ ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺶ ﻷوﻻده اﻟﺜﻼﺛﺔ، أن »اﻟﻨﺎس ﻣﻠﺖ وﺗﻌﺒﺖ. اﻟﻨﺎس ﻫﻨﺎ ﻓﻘﺮاء وﻻ ﻳﻄﻠﺒﻮن إﻻ اﻟﺨﺪﻣﺎت. ﻟﻢ ﻧﺮ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻟﻴﻮم ﻛﺎﻣﻞ إﻻ وﻗﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت«.
ﻻ ﻳــﺒــﺪي ﻣــﻄــﺮ اﻫــﺘــﻤــﺎﻣــﺎ ﻛــﺒــﻴــﺮا ﺑــﺎﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ، وﻻ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺒﻮق ﺑـﲔ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺸﻴﻌﻲ واﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، وﻻ ﺣﺘﻰ ﺑﻤﻦ ﺳﻴﻨﺎل ﻣﻨﺼﺐ رﺋﺎﺳﺔ اﻟـــﻮزراء. وﻳـﻘـﻮل: »اﳌﻈﺎﻫﺮات آﺗـﺖ ﺛﻤﺎرﻫﺎ. واﻟـــﻴـــﻮم ﺗــﺠــﺐ ﻣــﺤــﺎرﺑــﺔ اﻟــﻔــﺴــﺎد. ﻧــﺮﻳــﺪ اﻟــﺨــﻴــﺮ ﻟﻨﺎ وﻟﻠﻌﺮاق«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮدﻫﺎ اﻟـﺘـﻴـﺎر اﻟــﺼــﺪري واﻟـﺸـﻴـﻮﻋـﻴـﻮن ﺿــﺪ اﻟـﻔـﺴـﺎد ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢. وﺗﻌﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺼﺪر، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻰ »ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺜﻮرة« ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻘﻮط، أﺑﺮز ﻣﻨﺎﻃﻖ وﺟﻮد اﻟﺘﻴﺎرات اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎرك ﻣﻘﺎﺗﻠﻮن ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﺎﺋﻞ »اﻟـﺤـﺸـﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ« اﻟـﺘـﻲ ﺳــﺎﻧــﺪت اﻟـﻘـﻮات اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ.
وﻳـﻐـﺰو »اﻟـﺘـﻮك اﻟـﺘـﻮك« اﻟـﻴـﻮم ﺷــﻮارع اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻌـــﺮﺿـــﺖ ﻟـــﺤـــﺼـــﺎر ﻗـــــﺎس إﺑــــــﺎن اﻻﺟـــﺘـــﻴـــﺎح اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، وﺧﺎﺿﺖ ﻣﻌﺎرك ﺷﺮﺳﺔ ﺿﺪ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ. وﻳﺨﺮج أﺣـﺪ اﻟﺸﺒﺎن ﻣﻦ »اﻟﺘﻮك اﻟﺘﻮك« وﻳﺼﺮخ: »ﻏﻠﺒﻨﺎﻫﻢ ٥ ﺻﻔﺮ« ﺛﻢ ﻳﻀﺤﻚ، ﺳﺎﺧﺮا ﻣﻦ اﻟﺨﺼﻮم اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻠﻮا وراء اﻟﺼﺪرﻳﲔ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت.
ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺠـﻬـﺔ اﳌـﻘـﺎﺑـﻠـﺔ ﻟــﻠــﺴــﻮق، ﻳـﺤـﻤـﻞ ﺻـﻼح ﺟـﻤـﺎل )٤٢ ﻋــﺎﻣــﺎ( ﺧــﺮﻃــﻮم ﻣـﻴـﺎه ﻟﺘﻨﻈﻴﻒ اﻷرض أﻣــﺎم ﻣﺘﺠﺮه ﻟﺒﻴﻊ اﳌـﻼﺑـﺲ. وﻳــﺮى ﺟﻤﺎل أن اﻟﺤﻞ ﻫـــﻮ اﺳــﺘــﻐــﻼل اﻟـــﻔـــﻮز ﻓـــﻲ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت إﻟــــﻰ أﺑــﻌــﺪ اﻟﺤﺪود واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ. ﻳﻘﻮل: »ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ. واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء ﻣﻦ )ﺳﺎﺋﺮون(«. وﻳﻀﻴﻒ: »ﺟﺮﺑﻨﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥٠٠٢، وﻟﻢ ﻧﺮ ﺷﻴﺌﺎ. واﻟﻴﻮم اﳌﺠﺮب ﻻ ﻳﺠﺮب، أﺗﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪ«.
ﻳـــﻮاﻓـــﻘـــﻪ ﺻــﺪﻳــﻘـــﻪ ﺣـــﺴـــﲔ ﻫـــﺎﻣـــﻞ )٣٢ ﻋــﺎﻣـــﺎ( اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت، ﻣﺸﻴﺮا إﻟـﻰ أن »اﻟﻨﺎس ﻫﻨﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺧــﺮاب«. وﻳﻀﻴﻒ: »ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎء ﻣﺪﻳﻨﺘﻨﺎ؛ ﻧــﺮﻳــﺪ اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء واﳌــــــﺎء، ﻧــﺮﻳــﺪ اﻟــﻨــﻈــﺎﻓــﺔ، اﻧـﺘـﻬـﻴـﻨـﺎ ﻣـــﻦ ﺳـــﻨـــﻮات اﻹﻫــــﻤــــﺎل«. وﺣــــﲔ ﺗــﺴــﺄل ﻋـــﻦ ﻧـﺘـﺎﺋـﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺼﺪر، ﻳﺮﻓﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺷﺎرة اﻟـﻨـﺼـﺮ وﻳـﺒـﺘـﺴـﻢ، ﻣــﺎ ﻋـــﺪا ﺣــﻴــﺪر ﺟــــﻮﻻن، ﺻﺎﺣﺐ اﻷﻋﻮام اﻟـ٥٢. ﻳﻘﻮل ﺟﻮﻻن إن اﻟﻔﺮﺣﺔ ﺗﻤﻠﺆه ﻟﺮؤﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻗـﺼـﺎء ﻧﺨﺒﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺸﻠﺖ ﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﻨﺎس رﻏﻢ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ٥١ ﻋﺎﻣﺎ. ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺆﻛﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ: »إذا ﻟﻢ ﺗﻠﺐ )ﺳﺎﺋﺮون( ﺗـﻄـﻠـﻌـﺎﺗـﻨـﺎ، ﻓـﺴـﻨـﺨـﺮج ﻓــﻲ ﻣــﻈــﺎﻫــﺮات ﺿــﺪﻫــﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻮدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺿﺪ اﻟﻔﺴﺎد«.