ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺄﻣﻞ ﺑـ »ﺗﻤﺎﺳﻚ اﳌﻮﻗﻒ اﻷوروﺑﻲ« أﻣﺎم ﺿﻐﻮط واﺷﻨﻄﻦ
ﺣـﺬر وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟـﺮوﺳـﻲ ﺳﻴﺮﻏﻲ ﻻﻓـﺮوف ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﺣﺼﻮل ﺗﺮاﺟﻊ ﻓﻲ اﳌﻮاﻗﻒ اﻷوروﺑﻴﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي ﻣﻊ ﻃﻬﺮان، ﻓﻲ ﺣﲔ أﻋﻠﻨﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﻌﺐ دور اﻟﻮﺳﻴﻂ ﺑﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ واﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ، وﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﺗﻀﺎح اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﺮﺣﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﻃﺮاف ﻹﺟﺮاء ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻊ ﻃﻬﺮان، ﺣﻮل ﻣﻠﻔﻲ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺼﺎروﺧﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. وأﻛﺪ ﻻﻓﺮوف، ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻋﻘﺪه ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ أﻣﺲ، أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة »ﻓﻘﺪت ﻛﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ، ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاﻧﻲ، ﺑﻌﺪ إﻋﻼن اﻧﺴﺤﺎﺑﻬﺎ ﻣﻨﻪ«، وأوﺿـﺢ أن اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻨﺢ اﻷﻃـﺮاف اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻮﻗﴼ وﺻﻼﺣﻴﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ، و»ﺛﻤﺔ ﺑﻨﻮد واﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻻﺗــﻔــﺎق ﺗـﻨـﺺ ﻋـﻠـﻰ ذﻟــــﻚ«، وﻗـــﺎل إن ﻗـــﺮار اﻻﻧـﺴـﺤـﺎب اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﺟﻌﻞ واﺷﻨﻄﻦ ﺗﻔﻘﺪ ﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑـﺎﻻﺗـﻔـﺎق، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﺎ ﻓﻘﺪت ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ، وﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑـ»أﻧﻬﻢ )اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ( ﻻ ﻳﻨﻔﻮن ﺻﺤﺔ ذﻟﻚ؛ إﻧﻬﻢ ﻳﺪرﻛﻮن ﺗﺪاﻋﻴﺎت اﻻﻧﺴﺤﺎب«.
ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗــــﻪ، ﻟــﻔــﺖ اﻟـــﻮزﻳـــﺮ اﻟـــﺮوﺳـــﻲ إﻟـــﻰ أن واﺷﻨﻄﻦ »ﺗﻤﺎرس ﺿﻐﻮﻃﴼ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻃﺮاف اﻷﺧﺮى اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗــﻔــﺎق«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟــﻰ اﻟـﺘـﺤـﺬﻳـﺮات اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ واﺷـﻨـﻄـﻦ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺑـــﺈﻳـــﺮان، وزاد: »ﺗـــﻢ ﺗـﺤـﺪﻳـﺪ ﻣــﻮاﻋــﻴــﺪ ٠٦ ﻳــﻮﻣــﴼ أو ٠٩ ﻳﻮﻣﴼ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﺑـﻌـﺾ اﳌــــﻮاد إﻟــﻰ إﻳــــﺮان، أو اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﺘﺮي اﻟﻨﻔﻂ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ« وﺗـﺴـﺎءل: »إﻟــﻰ أي درﺟــﺔ ﺳﻴﺤﺎﻓﻆ ﺷﺮﻛﺎؤﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎﺳﻚ وﺣﺰم ﻣﻮاﻗﻔﻬﻢ؟«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن اﻷوروﺑﻴﲔ »ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ، أﻋﻠﻨﻮا ﻣﻮاﻗﻒ واﺿﺤﺔ، ﺛﻢ ﻗﺪﻣﻮا ﺗﻨﺎزﻻت إﻟﻰ واﺷﻨﻄﻦ، رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﻀﺮر واﺿﺢ ﳌﺼﺎﻟﺤﻬﻢ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ.. دﻋﻮﻧﺎ ﻧﺮى«.
وﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣــﻮاز، ﻋﺒﺮ ﻧﺎﺋﺐ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻲ ﺳﻴﺮﻏﻲ رﻳﺎﺑﻜﻮف ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻧﻪ »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ اﻧﺴﺤﺎب ﻃﻬﺮان ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي«.
وﻗﺎل ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ ﻓﻲ ورﺷﺔ ﻋﻤﻞ ﻧﺎﻗﺸﺖ اﳌﻠﻒ اﻹﻳﺮاﻧﻲ إن »اﻟﺘﻄﻮرات ﺗﺘﺴﺎرع ﺑﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ. وإذا ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﻃﻬﺮان ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﺗﺮﺿﻴﻬﺎ ﻟﺠﻬﺔ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﺗﻄﻮر ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع«.
وأﻛــﺪ رﻳـﺎﺑـﻜـﻮف أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑـﻌـﺪم رﻏﺒﺔ واﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ إﺟﺮاء ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﳌﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ، وزاد: »اﻟـﻘـﺮار اﻟــﺬي اﺗﺨﺬ ﻓﻲ ٨ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳــﺎر( ﺳﻮف ﻳﻨﻔﺬ، وﻻ ﻧﺮى آﻓﺎﻗﴼ ﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻨﻪ«.
وﺷـﺪد رﻳﺎﺑﻜﻮف ﻋﻠﻰ أن »اﻟـﻘـﺮار اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﺮﺗﺒﻄﴼ ﺑﺎﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺴﻴﺎﺳﺎت إﻳﺮان اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، وواﺷﻨﻄﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﻔﻲ ذﻟﻚ«، وزاد أن ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﺑﺎﺗﺎ ﻳﺨﻀﻌﺎن ﻟﺘﺮﻛﻴﺰ اﻻﻫﺘﻤﺎم.
وﻋﺒﺮ رﻳﺎﺑﻜﻮف ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ روﺳﻴﺔ ﺑﺄن »اﻷزﻣـﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ إﻳـﺮان ﻳﺪﴽ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﺑــﺄدوات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وإذا أرادت واﺷﻨﻄﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺳﻠﻮك ﻃﻬﺮان، ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻠﺠﺄ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ أﺧﺮى دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ«.
وأﻛـــﺪ اﻟـﺪﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻲ أﻧــﻪ »ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻧـﺤـﺎﻓـﻆ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق )اﻟﻨﻮوي(، إذا ﺗﻮاﻓﺮت اﻹرادة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪى اﻷﻃـــﺮاف اﳌﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑــﻪ، وﻫــﺬا أﻣــﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻤﻜﻨﴼ ﻧﻈﺮﻳﴼ وﺣﺴﺐ، ﺑﻞ وﻋﻤﻠﻴﴼ أﻳﻀﴼ«. وﻧﺒﻪ إﻟﻰ أن روﺳﻴﺎ »ﺳﻮف ﺗــﻮاﺻــﻞ اﻟـﺘـﺰاﻣـﻬـﺎ ﺑــﺎﻻﺗــﻔــﺎق، ﺑــﺪرﺟــﺔ اﻟــﺘــﺰام اﻷﻃـــﺮاف اﻷﺧﺮى ﻧﻔﺴﻬﺎ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أن ﻫﺬا ﻳﻨﺴﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺸﺄة ﻓــﻮردو اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ. وﻗــﺎل رﻳﺎﺑﻜﻮف إن ﻣﻮﺳﻜﻮ »ﻟﻴﺴﺖ وﺳﻴﻄﴼ ﺑﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ واﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ، وﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﻌﺐ ﻫﺬا اﻟـﺪور«، ﻣﺸﺪدﴽ: »ﻧﺤﻦ ﻃﺮف ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي، ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ«.