Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺑﻮﺗﲔ ﻳﻔﺘﺘﺢ »ﺟﺴﺮ اﻟﻘﺮم«... اﻷﻃﻮل ﻓﻲ روﺳﻴﺎ واﻷﻏﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ

ﲢﺪث ﻋﻦ »ﻳﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻲ« وﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ رﺑﻂ ﺷﺒﻪ اﳉﺰﻳﺮة ﺑﺮوﺳﻴﺎ

- ﻣﻮﺳﻜﻮ: راﺋﺪ ﺟﱪ

دﺷﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ أﻣــﺲ، ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻓـﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺮم، ﺑﻌﺪ ﻣﺮور أرﺑـــــﻊ ﺳـــﻨـــﻮا­ت ﻋــﻠــﻰ ﺿــﻤــﻬــﺎ إﻟــــﻰ روﺳـــﻴـــ­ﺎ. وﺷﺎرك ﺑﻮﺗﲔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺳﻢ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح ﺟﺴﺮ ﻣﻌﻠﻖ ﻳﻤﺮ ﻓﻮق ﻣﻀﻴﻖ ﻛﻴﺮﺗﺶ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑــﲔ ﺑــﺤــﺮ ازوف واﻟــﺒــﺤـ­ـﺮ اﻷﺳـــــﻮد، ﻟﻴﺸﻜﻞ أﺿــﺨــﻢ ﻣــﺸــﺮوع ﻟـﻄـﺮﻳـﻖ ﺑــﺮي ﻳــﺮﺑــﻂ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ أراﺿﻲ روﺳﻴﺎ ﻣﻊ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺮم. وﺑﺮﻏﻢ أن اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺳﻮف ﻳﻔﺘﺢ رﺳﻤﻴﺎ أﻣﺎم ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﺒﻮر ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﲔ ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﳌﻘﺒﻞ، ﻟﻜﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـﺮوﺳـﻲ ﺗﻌﻤﺪ ﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﻣــﺸــﺎرﻛـ­ـﺘــﻪ ﻓــﻲ اﻻﻓــﺘــﺘـ­ـﺎح اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻟﻠﺠﺴﺮ ﺗﻮﺟﻴﻪ رﺳـﺎﻟـﺔ ﻗﻮﻳﺔ إﻟــﻰ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وإﻟﻰ اﻟﻐﺮب اﻟﺬي ﻓﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ روﺳﻴﺎ أﺧﻴﺮا ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻠﻒ ﺿﻢ اﻟﻘﺮم.

وﻏــﺪا ﺑﻮﺗﲔ أول ﻣـﻮاﻃـﻦ روﺳــﻲ ﻳﻌﺒﺮ اﻟﺠﺴﺮ اﻟﺬي ﻳﺼﻞ ﻃﻮﻟﻪ إﻟﻰ ٩١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا. وﻧــﻘــﻠــ­ﺖ ﻛــﺎﻣــﻴــ­ﺮات اﻟــﺘــﻠــ­ﻔــﺰﻳــﻮن اﻟــﺘــﻲ راﻓــﻘــﺖ اﻟــﺮﺣــﻠـ­ـﺔ أﻣـــﺲ، ﻣـﺸـﺎﻫـﺪ ﺻـــﻮرت ﻋـﻠـﻰ ﻃـﻮل اﻟــﻄــﺮﻳـ­ـﻖ ﻟــﺒــﻮﺗــ­ﲔ وﻫــــﻮ ﻳــﻘــﻮد ﺷــﺎﺣــﻨــ­ﺔ ﻣﻦ ﻃﺮاز »ﻛﺎﻣﺎز« ﻋﻠﻰ رأس ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺿﻤﺖ ٥٣ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت واﻵﻟﻴﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮاﺻﻞ أﻋــﻤــﺎل اﻟﺘﺸﻄﻴﺒﺎت اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺠﺴﺮ ﻗﺒﻞ اﻓﺘﺘﺎﺣﻪ أﻣﺎم ﺣﺮﻛﺔ اﳌﺮور اﻟﻌﺎدﻳﺔ.

واﺟﺘﺎز ﺑﻮﺗﲔ اﳌﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ آﺧﺮ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮاﺳﻨﻮدار ﺟﻨﻮب روﺳﻴﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛـﻴـﺮﺗـﺶ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻄــﺮف اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ ﻣــﻦ اﳌﻀﻴﻖ، ﻟـﺘـﻜـﻮن اﳌـــﺮة اﻷوﻟـــﻰ اﻟـﺘـﻲ ﻳـــﺰور ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺑـﺮا ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ زﻳـﺎراﺗـﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗـﺘـﻢ ﻋـﻠـﻰ ﻣــﱳ ﻃــﺎﺋــﺮات ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﺗـﺤـﻂ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﺳﻴﻔﺎﺳﺘﻮﺑﻮل اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ.

وﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﳌﻐﺰى اﳌﻬﻢ ﻟﻠﺤﺪث، اﺳــﺘــﺨــ­ﺪم ﺑــﻮﺗــﲔ ﻓـــﻲ ﺑـــﺪاﻳـــ­ﺔ اﻟــﺮﺣــﻠـ­ـﺔ ﻛﻠﻤﺔ »ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ« ﻣـﺬﻛـﺮا ﺑـﺬﻟـﻚ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟـﺘـﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ راﺋــﺪ اﻟﻔﻀﺎء اﻟــﺮوﺳــﻲ ﻳـﻮري ﻏـﺎﻏـﺎرﻳـﻦ ﻓـﻲ ﺑـﺪاﻳـﺔ أول رﺣـﻠـﺔ ﻹﻧـﺴـﺎن إﻟﻰ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ١٦٩١.

وأﻛــﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـﺮوﺳـﻲ أﻣــﺎم ﺣﺸﺪ ﻣﻦ ﻣـﻮاﻃـﻨـﻲ ﺷﺒﻪ اﻟـﺠـﺰﻳـﺮة ﻓــﻮر وﺻــﻮﻟــﻪ ﻋﻠﻰ »اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ« ﻟﻠﺤﺪث، وﻗﺎل إن رﺑﻂ اﻷراﺿــﻲ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮم »ﻛـﺎن داﺋﻤﺎ ﺣﻠﻢ اﻟﺮوس ﻣﻨﺬ ﻋﻬﻮد اﻟﻘﻴﺎﺻﺮة«.

واﺗـــــﻬـ­ــــﻢ رﺋــــﻴـــ­ـﺲ اﻟــــــــ­ــــﻮزراء اﻷوﻛـــــﺮ­اﻧـــــﻲ ﻓﻮﻟﻮدﻳﻤﻴﺮ ﻏﺮوﻳﺴﻤﺎن روﺳﻴﺎ ﺑـ»اﻧﺘﻬﺎك اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن اﻟــﺪوﻟــﻲ« ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﺎ اﻟﺠﺴﺮ، وذﻟـﻚ ﻓــﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺟـﺮﺗـﻬـﺎ ﻣـﻌـﻪ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـ­ﻴـﺔ. وﻗــــﺎل ﻏــﺮوﻳــﺴـ­ـﻤــﺎن إن »اﳌـﺤـﺘـﻞ اﻟــﺮوﺳــﻲ (...) ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓـﻲ اﻧﺘﻬﺎك اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ«، ﻣﺆﻛﺪا أن »روﺳﻴﺎ ﺳﺘﺪﻓﻊ اﻟﺜﻤﻦ ﻏﺎﻟﻴﺎ ﺟﺪا«. وزاد أن ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺒﺮي ﺳــﻮف ﻳـﺴـﺎﻋـﺪ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻄـﻮﻳـﺮ ﺷـﺒـﻪ اﻟـﺠـﺰﻳـﺮة ورﻓــﻊ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﻌﻴﺸﻲ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﲔ ﻓﻴﻬﺎ. ووﺻﻒ اﳌﺸﺮوع ﺑﺄﻧﻪ »اﻷﺿﺨﻢ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ روﺳـــــﻴـ­ــــﺎ«، ﻣــﺘــﻌــﻬ­ــﺪا ﺑـــــﺄن ﺗــﻄــﻠــﻖ ﻣــﻮﺳــﻜــ­ﻮ »ﻣـﺸـﺮوﻋـﺎت إﻧﺸﺎﺋﻴﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ أﺧــﺮى ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺼﻔﻨﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻘﺮن«.

وﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﳌﺮور إﻟﻰ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺣـﺘـﻰ اﻵن ﻋـﻠـﻰ اﺳــﺘــﺨــ­ﺪام اﻟﺴﻔﻦ واﻟـــﻌـــ­ﺒـــﺎرات اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻘـﻄـﻊ اﳌــﻀــﻴــ­ﻖ ﻓـــﻲ ﻋــﺪة ﺳﺎﻋﺎت. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻢ إﻏـﻼق ﻛﻞ اﻟﻄﺮق اﻟﺒﺮﻳﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺮﺑـﻂ روﺳـﻴـﺎ ﺑـﺎﻟـﻘـﺮم ﻷﻧـﻬـﺎ ﺗﻤﺮ ﻋﺒﺮ اﻷراﺿـﻲ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮة ﻣﻦ ﺛﻼث ﺟﻬﺎت.

وﻳــﻌــﺪ اﻟــﻄــﺮﻳـ­ـﻖ اﻟـــــﺬي اﻓــﺘــﺘــ­ﺤــﻪ ﺑـﻮﺗـﲔ اﻟــﺠــﺰء اﻷول ﻣــﻦ اﳌـــﺸـــﺮ­وع اﻟــﻀــﺨــ­ﻢ، اﻟــﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮب ﺧﺎص ﻟﻠﺴﻜﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺳﻴﺘﻢ اﻓﺘﺘﺎﺣﻪ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ، وﺗﺼﺒﺢ اﻟﺤﺮﻛﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺮم ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﻄﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷرﺧﺺ ﺛﻤﻨﺎ واﻷوﺳﻊ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺮوس.

وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﺮﺑﻂ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺑﺮوﺳﻴﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﻤﺮ ﺑﺮي ﻟﻢ ﺗﻌﺶ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٥١ ﻳﻮﻣﺎ، إذ أﻗﺎم اﻻﺗﺤﺎد اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـ­ﺎﺗـﻲ ﺧـــﻼل اﻟــﺤــﺮب اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـ­ﺔ ﺟﺴﺮا ﻟﻠﺴﻜﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ اﻟﻌﺎم ٤٤٩١ ﻧﻘﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺧــﻼل ﺧﻤﺴﺔ ﺷـﻬـﻮر آﻟـﻴـﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ وﻣﻌﺪات وﺟﻨﻮدا ﻗﺒﻞ أن ﺗﺪﻣﺮه ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٥٤٩١ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺛﻠﺠﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ. واﺗﺨﺬ اﳌــﺸــﺮوع اﻟـــﺬي ﺗﻌﻬﺪ ﺑــﻮﺗــﲔ ﺑـﺈﻃـﻼﻗـﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺷﻬﻮر ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻢ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻓـــﻲ ٤١٠٢ ﺑـــﻌـــﺪا ﺳــﻴــﺎﺳــ­ﻴــﺎ ﻣــﻬــﻤــﺎ ﻓـــﻲ ﻇـﻞ اﻟﺤﺼﺎر اﻟﻐﺮﺑﻲ واﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ روﺳﻴﺎ، ﻛﻤﺎ اﺗﺨﺬ »ﺑﻌﺪا وﻃﻨﻴﺎ رﻣﺰﻳﺎ ﻓﺎﺋﻖ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺑﻮﺗﲔ ﻛﻮﻧﻪ ﺷﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎ ﻟﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻪ«، وﻓﻘﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم أﻣﺲ.

وﻛـــﺎن ﻗـــﺮار ﺿــﻢ اﻟــﻘــﺮم ﻗـﻮﺑـﻞ ﺑﺮﻓﺾ دوﻟـــﻲ واﺳــــﻊ، وأﻋــﻠــﻦ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــ­ﻲ واﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺑﻠﺪان أﺧـﺮى ﺣﻠﻴﻔﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﺮض ﻋﺪة رزم ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻃﺎوﻟﺖ ﺷﺮﻛﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت وﺷﺨﺼﻴﺎت روﺳﻴﺔ وأوﻛــــﺮا­ﻧــــﻴــــ­ﺔ ﺳـــﺎﻋـــﺪ­ت ﻋــﻠــﻰ »ﺳـــﻠـــﺦ ﺷـﺒـﻪ اﻟــﺠــﺰﻳـ­ـﺮة ﻋــﻦ أوﻛـــﺮاﻧـ­ــﻴـــﺎ« وﻓــﻘــﺎ ﻟـﻠـﻮﺻـﻒ اﻟـﻐـﺮﺑـﻲ. وﺟـــﺎءت أﺣــﺪث ﻻﺋـﺤـﺔ ﻋﻘﻮﺑﺎت أﻋﻠﻨﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ أﻣﺲ وﻃﺎوﻟﺖ ﺧﻤﺲ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺑﺴﺒﺐ »اﻧﺨﺮاﻃﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑ­ـﺎت اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻴ­ـﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــــﻘــ­ـــﺮم«. وأوﺿــــــ­ـﺢ ﻣـــﺼـــﺪر أوروﺑـــــ­ـﻲ أن ﺑــﺮوﻛــﺴـ­ـﻞ أدرﺟــــــ­ﺖ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﻟــﻼﺋــﺤـ­ـﺔ ﻣــــﺴــــ­ﺆوﻟــــﲔ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻠـــﺠ­ـــﻨـــﺘــ­ـﲔ اﳌــﺤــﻠــ­ﻴــﺘــﲔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺮم، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن أﻋﻠﻦ اﻻﺗـــﺤـــ­ﺎد اﻷوروﺑــــ­ــﻲ ﻓــﻲ وﻗـــﺖ ﺳــﺎﺑــﻖ أﻧــﻪ ﻳﻨﻮي ﻓﺮض ﻗﻴﻮد ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ »اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋﻦ اﻹﺧﻼل ﺑﻮﺣﺪة اﻷراﺿﻲ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ«.

وﻗــﺎل اﳌﺠﻠﺲ اﻷوروﺑــــ­ﻲ ﻓـﻲ ﺑـﻴـﺎن إﻧﻪ ﺗﻤﺖ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﻫــﺆﻻء اﳌﺴﺆوﻟﲔ »ﻟﺘﻮرﻃﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ٨١ ﻣـﺎرس )آذار( ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺮم وﻓﻲ ﺳﻴﻔﺎﺳﺘﻮﺑﻮل اﻟﻠﺘﲔ ﺗﻢ ﺿﻤﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﻧﻬﻢ »دﻋﻤﻮا ﺑﺬﻟﻚ وﻧـــﻔـــﺬ­وا ﺳــﻴــﺎﺳــ­ﺎت ﺗــﺰﻋــﺰع ﺳــﻼﻣــﺔ أراﺿـــﻲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ واﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ«.

واﻋــــﺘــ­ــﺒــــﺮت ﻟــﺠــﻨــﺘ­ــﺎ اﻻﻧــــﺘــ­ــﺨــــﺎﺑـ­ـــﺎت ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮم ﻫــﺬه اﻟـﺨـﻄـﻮة »ﻏـﻴـﺮ ﺑــﻨــﺎءة«، ﻣﺸﻴﺮة إﻟـــﻰ أن ﻛــﻞ إﺟـــــﺮاء­ات اﳌــﺴــﺆوﻟ­ــﲔ ﻓــﻲ ﻟﺠﻨﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮم ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟـﺮوﺳـﻲ واﳌﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. ﻛﻤﺎ رﻓﻀﺖ ﻟﺠﻨﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﻟـﻘـﺮار اﻷوروﺑـــﻲ ووﺻﻔﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﺪرج ﻓﻲ إﻃـﺎر اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ روﺳﻴﺎ وﻻ ﻳﺮاﻋﻲ ﺣﻖ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮم ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ رأﻳﻬﻢ.

ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻗﺎﻟﺖ اﳌﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﺳﻢ وزارة اﻟــﺨــﺎرﺟ­ــﻴــﺔ اﻟــﺮوﺳــﻴ­ــﺔ ﻣــﺎرﻳــﺎ زاﺧـــﺎروﻓ­ـــﺎ إن ﻣــﻮﺳــﻜــ­ﻮ »ﺗـﺤـﺘـﻔـﻆ ﺑــﺤــﻖ اﻟــــﺮد ﻋــﻠــﻰ أﺣــﺪث إﺟﺮاء ﻣﻌﺎد ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـﻲ«. واﻋﺘﺒﺮت أن »اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة« ﻟــﻬــﺬه اﻟــﻌــﻘــ­ﻮﺑــﺎت ﻫـــﻲ »ﺗــﺼــﻌــﻴ­ــﺪ« ﻣـﺸـﺎﻋـﺮ »اﻟﻐﻀﺐ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﻮق إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺤﻮار واﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ روﺳﻴﺎ«.

إﻟـــــﻰ ذﻟــــــﻚ، أﺛـــــــﺎ­رت اﻟــﺘــﻜــ­ﻠــﻔــﺔ اﻟــﺒــﺎﻫـ­ـﻈــﺔ ﻹﻧﺸﺎء »ﺟﺴﺮ اﻟﻘﺮم« ﺳﺠﺎﻻت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻏـﺪا اﳌﺸﺮوع »اﻷﻏﻠﻰ ﺛﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟـﻌـﺎﳌـﻲ«. ووﺻـﻠـﺖ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺑﻨﺎء اﻟﺠﺴﺮ إﻟﻰ ﻧﺤﻮ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر. وأﺟـﺮت وﺳﺎﺋﻞ إﻋـﻼم روﺳﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺎت ﻣﻊ أﺿـﺨـﻢ ﻃـﺮﻳـﻖ ﻣﻌﻠﻖ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﺷﻘﺘﻪ اﻟﺼﲔ ﺑﲔ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﺷﺎﻧﻐﻬﺎي وﻧﺎﻧﻜﲔ ﺑﻄﻮل ٥٦١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا. وﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺤﻮ ﺛﻠﺚ ﻗﻴﻤﺔ ﺟﺴﺮ اﻟﻘﺮم. وﺣﻤﻠﺖ ﺗﺪوﻳﻨﺎت ﻣﻌﻠﻘﲔ ﻋﻠﻰ ﺷــﺒــﻜــﺎ­ت اﻟــﺘــﻮاﺻ­ــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤـ­ـﺎﻋــﻲ اﻧــﺘــﻘــ­ﺎدات ﻟـﻺﻧـﻔـﺎق اﻟـﺒـﺎﻫـﻆ اﻟـﺜـﻤـﻦ ﻣــﻊ ﺗﻠﻤﻴﺤﺎت إﻟـﻰ وﻗــــﻮع ﻋــﻤــﻠــﻴ­ــﺎت ﻓـــﺴـــﺎد، وذﻛــــﺮ ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ أن اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺑﲔ اﳌﺸﺮوﻋﲔ اﻟﺮوﺳﻲ واﻟﺼﻴﻨﻲ ﺗـﻜـﺸـﻒ أن ﺗـﻜـﻠـﻔـﺔ إﻧــﺸــﺎء اﳌــﺘــﺮ اﻟــﻮاﺣــﺪ ﻓﻲ اﻟــﻄــﺮﻳـ­ـﻖ اﻟــﺼــﻴــ­ﻨــﻲ ﺑــﻠــﻐــﺖ ﻧــﺤــﻮ ٠٠٨٨ دوﻻر ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺤﻮ ٠٠٢ أﻟــﻒ دوﻻر ﻟﻜﻞ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﺮ اﻟﻘﺮم. ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن ﺑﻮﺗﲔ ﻓﺎﺧﺮ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑﺄن ﻛﻞ اﳌﻌﺪات وﻣﻮاد اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻹﻧﺸﺎء اﻟﺠﺴﺮ روﺳــﻴــﺔ اﳌــﻨــﺸــ­ﺄ، ﻣــﺎ ﻳـﻌـﻨـﻲ أن ﺗــﺤــﺪي ﺑـﻨـﺎء اﻟﺠﺴﺮ ﺣﻤﻞ ﺑﻌﺪا آﺧـﺮ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ رد ﻋﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت وﻓﺮض ﻗﻴﻮد ﻋﻠﻰ ﺻــﺎدرات ﻋﺪة إﻟﻰ روﺳﻴﺎ، ﻛﻮﻧﻬﺎ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺸﺮوع ﺿﺨﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺠﻢ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاد أوﻟﻴﺔ أو ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻣﺴﺘﻮردة ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد وﻓﻘﺎ ﳌﺎ ﺟﺮت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺎدة ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ.

وﻓـــــﻲ ﺳـــﻴـــﺎق ﻣــﺘــﺼــﻞ ﻧـــــﺪد اﻟــﻜــﺮﻣـ­ـﻠــﲔ اﻟــﺜــﻼﺛـ­ـﺎء ﺑـﺘـﻔـﺘـﻴـ­ﺶ ﻣــﻜــﺎﺗــ­ﺐ ﻗــﻨــﺎة »روﺳــﻴــﺎ اﻟﻴﻮم« ووﻛﺎﻟﺔ »رﻳﺎ ﻧﻮﻓﻮﺳﺘﻲ« اﻟﺮﺳﻤﻴﺘﲔ اﻟﺮوﺳﻴﺘﲔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﻴﻒ ﻣﻌﺘﺒﺮا أﻧﻪ »ﻋﻤﻞ ﻓﺎﺿﺢ وﻣﺸﲔ«. وﺻــﺮح اﳌـﺘـﺤـﺪث ﺑـﺎﺳـﻢ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ دﻳﻤﺘﺮي ﺑﻴﺴﻜﻮف ﻓـﻲ ﻟﻘﺎء ﺻﺤﺎﻓﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ »أﻓﻌﺎل ﻣـﺸـﻴـﻨـﺔ وﻓــﺎﺿــﺤـ­ـﺔ«، وﻃــﺎﻟــﺐ ﺑـــــ »رد ﺻــﺎرم وﺣﺎزم« ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻣﺤﺬرا ﻣﻦ »إﺟﺮاءات رد ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ«.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia